اليوم 24:
2025-01-18@19:26:12 GMT

الطيب كحل العيون.. رحيل قيدوم القراء ومدرس الأمراء

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

انتقل إلى عفو الله صبيحة اليوم السبت 17 رجب 1446 الموافق 18 يناير2025 بمدينة الرباط، شيخ قراء المغرب الفقيه الطيب كحل العيون، عن عمر ناهز 94 عاما. وكان رحمه الله من أول القراء الذين ذاع صيتهم بالمغرب في بداية عقد الأربعينات، حيث أسِر صوتُه الشجي المغاربة بترتيله للقرآن الكريم بالطريقة المغربية الأصيلة.

لقد تعرف الكثير من المغاربة خلال فترة الأربعينات من القرن الماضي، على الحاج الطيب كحل العيون، الذي ولد بمراكش سنة 1931، واستمتعوا بصوته العذب، عبر أثير إذاعة دار سي سعيد بمراكش، التي كانت تبث ترتيله للقرآن الكريم. برز تعلُّق الطيب كحل العيون بالقرآن الكريم منذ طفولته، إذ حفظه كاملا وعمره دون الثانية عشرة. وفي ربيعه السادس عشر، اختاره الشيخ محمد بلحسن لإمامة التراويح بمسجد ابن يوسف الشهير بمراكش، كما تلا القرآن أمام الملك الراحل محمد الخامس رحمه الله ، في حفل مهيب بقبيلة أحمر ناحية أسفي.

درس الراحل بجامعة ابن يوسف بمراكش، وسافر إلى القاهرة حيث تابع دراسته بكلية دار العلوم، كما حصل على شهادة عليا من دار الحديث الحسنية في علوم القرآن والسنة النبوية، ومارس التدريس في ثانوية محمد الخمس بمراكش، وكان عضوا في لجان تحكيم حفظ القرآن الكريم وتجويده، داخل المغرب وخارجه. . كما أن المغفور له الحسن الثاني رحمه الله، عينه لتحفيظ القرآن الكريم لصاحبات السمو الأميرات وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد مع تدريس المواد الإسلامية. والطيب كحل العيون، عالم بامتياز وهو ذلك الإنسان الذي تربى على أخلاق القرآن وتربيته، وبالقرآن وخدمته نال الفقيد الذكر الحسن.
ستشيع جنازة الفقيد الغالي رحمه الله، من منزله بحي ابن سينا، أمام محطة القطار القديمة بأكدال. وستؤدى صلاة الجنازة على جثمانه الطاهر، عقب صلاة عصر يومه في مسجد الشهداء.

رحم الله الفقيد شيخ القراء في العالم الإسلامي، الشيخ الطيب كحل العيون وغفر له وجزاه أحسن الجزاء عن خدمته للقرآن الكريم.

إنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

كلمات دلالية الطيب كحل العيون القارئ

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: القارئ رحمه الله

إقرأ أيضاً:

الصفقة بدون السنوار!

محمد رامس الرواس

 

جاءت الصفقة بين حماس وفصائل المُقاومة الفلسطينية، ودولة الكيان الإسرائيلي، كمؤشر انتصار حاسم للمقاومة في ظل غياب الشهيد القائد يحيى السنوار رحمه الله الذي وضع لها كافة التقديرات والاحتمالات حتى تخضع دولة الكيان الإسرائيلي وتأتي بها إلى طاولة المفاوضات ذليلة منكسرة.

كان يُمكن أن تتم هذه الصفقة قبل هذا الوقت بأشهر لولا مراوغة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي كان يظن أنَّ ذلك النصر الذي يبحث عنه في حرب الإبادة التي يُمارسها ضد الفلسطينيين في غزة، لكن كل تلك الجرائم انعكست عليه سلبًا ووقع في براثن جرائمه الإرهابية مما دفع المجتمع الدولي لنبذه ومحكمة العدل الدولية لتجريمه وتخلى عنه كثيرٌ من حلفائه، هذا بالإضافة إلى ما آلت إليه دولة الكيان الصهيوني من عُزلة دولية وتدهور اقتصادها وضعف جيشها.

لقد كان الشهيد القائد يحيى السنوار من جيل أولئك القادة الأفذاذ الذين يخططون ويتابعون خططهم وينفذونها بأنفسهم، وكانت تتم كافة عمليات القسام من خلال فرق عمل قام بتجهيزها هو ومجموعته العسكرية التي خططت لطوفان الأقصى الذي فضح دولة الكيان وجرائمها أمام العالم وعراها وألبسها ثوب الخزي والعار وهي توقع الصفقة مع رجال المقاومة.

وفي مشهد توقيع الصفقة هذا المشهد الذي يحمل الكثير من معاني العزة والقوة للمقاومة الفلسطينية بكافة فصائلها نستذكر الشهيد يحيى السنوار (أبو إبراهيم)- رحمه الله- الذي كان من فئة نادرة من القادة فقد كان قائدًا ذا نظرة واعية وثاقبة في اختيار الرجال، ولقد تميَّز رحمه الله كذلك بكونه قارئاً جيداً في الجوانب التاريخية والشرعية وذا قراءة ثاقبة ومتأنية في أحوال العدو وفهم نقاط ضعفه وكيف يفكر مما جعله يستشرف كيف يتعامل معه وفي المقابل، ولم يكن يوما إلا ذلك القائد المُحنك الذي يعمل ضمن مجموعة عمل متألفة ومتفقة بحيث يكملوا الطريق والمسيرة إلى الأمام إن غاب أحدهم عن المشهد العسكري والسياسي.

لقد غادرنا أبو إبراهيم ولم تسعفه أقدار الله أن يشهد هذه اللحظات التي رفع فيها الفلسطيني رأسه عاليا شامخا أمام دولة الكيان الإسرائيلي وهو يوقع صفقة بطعم النصر ويخرج الإسرائيلي ذليلًا مهزومًا مقهورًا.

إن مشيئة الله غالبة في كل وقت وحين فلم تتم الصفقة إلا في غياب يحيى السنوار الذي كانت لديه رؤية واضحة للأحداث ويعرف ما يريد بالضبط؛ فأهدافه محددة واستراتيجيته واضحة منذ البداية وحتى قبل معركة طوفان الأقصى بزمن طويل كان لديه مشروع توحيد المقاومة الفلسطينية وهو مشروع أساسي نجح فيه من خلال وجود غرفة عمليات موحدة ومنسقة تنسيقا تاماً بين كافة الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام بعد تخلصه من العملاء. ولقد كان- رحمه الله- رجلًا صاحب حجة له تأثير إيجابي على كل من يُقابله ويتعاطى معه في العمل ولقد كان يتعامل مع الناس ويعيش بين فصائل المقاومة قريباً منهم وليس أدل من ذلك حادثة استشهاده؛ حيث كان في الميدان مع بعض رفاقه وجهاً لوجه مع العدو.

لقد كان القائد السنوار رجلا ديناميكيا قارئا مثقفا وأديباً لديه من المهارات القيادية القدرة على امتصاص صدمات الأحداث، من خلال ما كان يقوم به الكيان الإسرائيلي ورئيس وزرائه من التلاعب والمراوغة اللذين كان يمتازون بهما، وكان من أسباب تأخر الصفقة إلى هذا الوقت الخذلان العربي والإسلامي والدولي لغزة برغم أن نتنياهو كان يُعاني الشيء الكثير في الأشهر الأخيرة من خسائر داخلية وخارجية ونفسية لكنه في النهاية استسلم ورضح وانصاع وإن كان الوقت متأخرًا عمّا خطط له السنوار رحمه الله.

ختامًا.. لقد أثبتت حركة المقاومة حماس للعالم كيف أن نصر الله يكون قريبًا برغم قلة العتاد لديها وبرغم أن العدو يملك واحداً من أكبر جيوش العالم المدججة بالسلاح ويتمتع بدعم لوجستي بلا حدود وخلفه دول عظمى تسانده وتمده بالذخيرة متى ما يُريد، لكن مشيئة الله غالبة وإرادته عز وجل نافذة ومعونته متواجدة لمن نصر دينه ولو بعد حين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • القارئ المغربي الشيخ الحاج الطيب كحل العيون في ذمة الله
  • الصفقة بدون السنوار!
  • تكريم 400 متسابق من حفظة القرآن الكريم بأسوان
  • حميد النعيمي: قراء القرآن الكريم سفراء رسالة الإسلام السامية
  • المطرب أحمد الأسمر: الطبلاوي قرأ القرآن الكريم بالمقامات الموسيقية
  • «المقرئ عمر الشرقاوي»: 7 مقامات موسيقية تُستخدم في تلاوة القرآن الكريم
  • بمشاركة رئيس جامعة أسوان.. تكريم حفظة القرآن الكريم بالمحافظة
  • تكريم 400 من حفظة القرآن الكريم بأسوان بحضور مسئولى المحافظة
  • أحمد نعينع يفتتح شعائر صلاة الجمعة بتلاوة القرآن الكريم من مسجد مصر الكبير