البوابة نيوز:
2025-05-03@00:21:43 GMT

مجذوب

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

متجه أنا الآن إلى حى الزمالك مثل كل خميس الساعة الحادية عشرة مساءً.. أشعر دائمآ بالدفء هناك حى راقٍ عكسى تمامًا عندما أتوه عن نفسى أذهب دائمًا لأجدها هناك وأنا أنظر إلى النيل الذى  يدهشنى كل مرة بهدؤه وسكونه لحظات الفراق والحب واللهفة التى تحدث دائمآ أمامه، ورغم كل ذلك هو ثابت تمامًا لا يتأثر مثلى، بعد أن فارقتنى أصبحت شخصًا بدون مشاعر لا أفرق بين اللحظات الحلوة والمرة، ففى الحالتين استقبل كليهما بمشاعر باردة أو معدومة.

الهواء البارد هو الشئ الوحيد الذى داعبنى بعد اللعنة على تلك الذكريات.

أتجه الآن إلى إحدى العمائر كى نبدأ سهرتنا المعتادة.. المصعد كالعادة يحتاج صيانة فاضطر إلى أن أصعد على السلالم المنهكة المتآكلة لولا أنها جماد لكانت سبتنا ولعنتنا جميعا، لا أحتاج أن أطرق الباب فنحن معتادون ن نتركه مواربًا إلى أن نصل جميعا.. 

ها هنا أنا أجلس معهم وأمامنا طاولة مستديرة وبجانب كلٍ منا كأس الخمر، فلعب البوكر لا يحلو سوى مع شرب الخمر.. أشعر بضيق كأن ضجيج العالم كله داخل رأسى.. الهواء البارد يكاد أن يكسر ضلوعى من شدته.. لوحات لفتيات عاريات  تحيط بنا من كل ناحية..  أضواء ساطعة تحتل المكان، ورغم كل تلك الأنوار ورغم أن اسمى نور إلا أننى لم أر سوى عتمة المكان. 

أجلس وأمامى فؤاد وعن يمينى رجب.. بدأ فؤاد بالحديث: أما زلت يا نور تذهب لطبيب المجاذيب؟ 

أجابه رجب بنبرة حادة: ما الذى أصابك يا فؤاد؟، كف عن التحدث بتلك الطريقة الحقيرة، عذرًا يا نور. 

وما ذنبك أنت يا رجب؟ ثم ماذا لو اصطحبتك معى يا فؤاد؟ أعتقد أنك ستجد نفسك وسط المجاذيب، فهم أيضا يهرتلون بالكلام مثلك.

نظر إلىَّ وهو يشعل سيجارته: لا يا نور من الصعب أن أجد نفسى وسطهم ثم أنت معظم عائلتك مختلة.. أليست والدتك كانت تعاود نفس طبيب المجاذيب ثم إن….

قاطعة رجب: من الواضح يا فؤاد أنك أفرطت فى شرب الكحول الليلة.

أحاول أن اخفى تأثرى بهذا الكلام، ولكن الغضب تمكن من السيطرة على ملامح وجهى بالكامل.. يزداد غليانى وأنا  أحاول أن أتماسك. 

نظر ألىَّ رجب وكأنه يشفق على حالى وقال ثم ما الذى ممكن أن يكون أصابها؟ ثم قلت لك كف عن التحدث بتلك القذارة.

ينظر لى فؤاد بتحدٍ ثم يبتسم ابتسامة مكر.. عيناه تلمعان بشدة وهو يقول ألم تكن تعرف أنها  كانت تحاول أن تنجو من قسوة الحياة وكانت تذهب  لطبيب من أطباء المجاذيب ولكنها فى النهاية انتحرت .

وقعت علىَّ تلك الكلمات كالصاعقة، ولم أستطع أن أتحكم فى غليانى وغضبى، ولا شعوريًا هجمت عليه بكل قوتى وسددت له عدة ضربات فى مناطق مختلفة من جسده.. أسمع صوت تأوهه لكنى لم أتوقف، وكلما سددتُ له الضربات وارتفع صوت تأوهه، كآن ينطفئ غليانى رويدًا رويدًا.. لم أفق إلا بعد أن أيقنت أنه لفظ أنفاسه وصبح بين يدى جثة هامدة.. نعم لقد تخلصت منه.

أنظر خلفى لا احد سواى.. لقد فر رجب خوفا منى.. تبًا، أصبحت أنا والجثة وحدنا.. أتأمله بشدة، ملامحه أصبحت غير واضحة، تغمرها الدماء، أخلع عنه قميصه، لديه بعض الكدمات فى الجنب الأيسر وجرح فى أسفل البطن، ولكنه ليس منى.. يبدو أنه كان يتعارك مع أحد الشمامين بآلات حادة، فأصيب بتلك الضربة. 

 أصبحت قاتلًا بدون أن أتعمد أن أكون، ولكن رغم كل تلك الظروف إلا اننى سعيد بما فعلته. هو من اتهمنى بالجنون وأنا أكدت على كلامه.. وبما أننا نتحدث عن الجنون، ماذا لو أكملت مهمتى وهى أن أمحوه تمامًا وكأنه لم يأت إلى الدنيا منذ البداية. 

أتجه إلى المطبخ أبحث فى الأدراج لأجده، وبالفعل وجدته، الساطور هو رفيقى فى تلك الرحلة وضعته فى جنبى بطريقة معينة كى لا يجرحنى واتجهت إلى الصالة.. تأكدت أولًا أن الباب مغلق ثم سحبت الجثة إلى حوض الاستحمام وبدأت أقطع  كل جزء فيه من أول أطرافه حتى رأسه .

أشعر بأننى أشفى كل غليلى فيه، جلده كان سميكًا وعظامه أيضًا أخدت منى مجهودًا كبيرًا كى أفصل الجسد عن بعضه.

بعدها، وضعت أجزاءه داخل أكياس سوداء ونظفت الصالة والحمام كى لا أترك أى أثر، أما بالنسبة لملابسى فكنت قد خلعتها جميعًا قبل تنفيذ الخطة.. أغسل جسدى جيدًا كى أتخلص من دمائه عليها.. بعد بضع دقائق كان كل شئ نظيفًا.. أخذت الأكياس السوداء فى يدى كأن بداخلها قمامة ولحسن حظى، لا يوجد حارس لتلك العمارة.. اتجهت نحو النيل، أنظر حولى لا أحد سواى يقف.. ألقيت جثته المتقطعة شرائح صغيرة.. وكالعادة، يفاجئنى النيل بردوده الساكنة كأن لم يحدث شئ.. بعد أن أنهيت مهمتى، أشعلت سيجارتى الكيلوباترا ولوهلة تذكرت رجب الذى بالطبع شاهد الحادث ولكن، أستطيع بحبكة صغيرة أن أقنعه بأن فؤاد لم يلفظ أنفاسه ولكنه فقط قد غاب عن الوعى وبعدها عاد له وعيه.. لا بأس سيقتنع وسيصبح كل شئ على ما يرام، وحتى إن لم يقتنع سأصطحبه إلى الشقة كى أؤكد له كلامى فهو يعلم أن تلك الشقه شقه فؤاد.. وبعدها بساعات قليلى سيلتقى به فى النيل.

يقطع تفكيرى صوت عبد الحليم يغنى: بيع قلبك بيع ودك شوف الشارى مين.. أبتسم ابتسامة خبث وأستكمل معه الأغنية.. يبدو أن فؤاد لم يخطىء حينما قال عنى مجذوب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجذوب الهواء البارد فؤاد رجب نور

إقرأ أيضاً:

لهذا السبب …محافظ أسوان يستقبل رئيس البرلمان المجرى

 إستقبل اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان الدكتور لازلو كوفير رئيس برلمان دولة المجر الصديقة، والسيدة قرينته، والوفد المرافق له الذى ضم الدكتورة ريتا هنسار سفير المجر بمصر، والدكتور لازلو فيريش رئيس سكرتارية رئيس الجمعية، والدكتورة كريستين كوفاتش مدير العلاقات الخارجية لرئيس الجمعية، والدكتور بيتر شاردى مستشار أول العلاقات الخارجية 

 

فى إطار الإهتمام المتواصل بإستقبال كافة الوفود سواء على المستوى الدولى أو المحلى لزيارة المعالم السياحية والمناطق الأثرية، فضلًا عن التعرف على المقومات الطبيعية والإستثمارية التى تتمتع بها زهرة الجنوب

 

 وذلك فى حضور المهندس عمرو لاشين نائب المحافظ، واللواء أيمن الشريف السكرتير العام للمحافظة، ومن جانبه رحب الدكتور إسماعيل كمال برئيس البرلمان المجرى، والوفد المرافق له لزيارتهم لعاصمة الشباب والإقتصاد والثقافة الإفريقية كما أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى 

 

مؤكدًا على العلاقات التاريخية الوطيدة بين الشعبين الصديقين، وهو الذى يأتى فى ظل الشراكة الإستراتيجية بين مصر والمجر ودفعها قدمًا فى مختلف المجالات بما فى ذلك المجال البرلمانى بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين 

 

 وأشار محافظ أسوان إلى أننا نعمل بفكر ورؤية متكاملة لإستغلال المزايا النسبية لأسوان ومنها الثروات التعدينية والمحجرية والسياحية، بالإضافة إلى مصادر الطاقة المتنوعة مما يجعلها مناخ جاذب للإستثمار، وهو ما نأمل بأن يتم تنفيذه بإقامة مشروعات لدولة المجر فى القطاعات المختلفة على أرض الذهب 

 

لافتًا إلى أن ذلك يتوازى مع ما يتم داخل الجمهورية الجديدة من زيادة حجم المجالات الإقتصادية والتجارية وهو ما يخلق بدوره فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب الأسوانى 

 

 فيما عبر رئيس البرلمان المجرى عن تقديره للمعالم والمزارات السياحية والأثرية التى شهدها خلال زيارته لأسوان، والوفد المرافق له، وضمت السد العالى ورمز الصداقة، ومعابد فيله ومتحف النوبة، فضلًا عن جولة نيلية 

 

مؤكدًا على حرص بلاده لتعزيز التعاون مع مصر على مختلف المستويات بإعتبارها شريكًا رئيسيًا للمجر والإتحاد الأوروبى فى منطقة الشرق الأوسط، وهو الذى يتجسد فى الدور المحورى لمصر فى معالجة القضايا الإقليمية المتنوعة.

مقالات مشابهة

  • مي كساب صحفية في فيلمها الجديد مع بيومي فؤاد
  • ماذا يفرحك ويبهجك ويجعلك تضحك يا تلفزيون السودان !!
  • كاميرات المراقبة.. الشاهد الذى يكشف جرائم الظلام
  • لهذا السبب …محافظ أسوان يستقبل رئيس البرلمان المجرى
  • الملك أحمد فؤاد الثاني يزور محافظة الفيوم لاكتشاف معالمها السياحية
  • د.حماد عبدالله يكتب: " نصف مصر " الذى لا يعرفه المصريون !!{2}
  • مجزرة الصالحة.. متى يستيقظ ضمير الكفيل والعميل؟!!
  • فؤاد حسين يصل عُمان لتبادل وجهات النظر بشأن التحديات الراهنة
  • شريف فتحي ينعى مساعد رئيس هيئة التنشيط السياحي
  • الملك أحمد فؤاد يزور العاصمة الإدارية الجديدة ويشيد بالمشروع القومي العملاق