البوابة نيوز:
2025-02-21@10:32:33 GMT

مجذوب

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

متجه أنا الآن إلى حى الزمالك مثل كل خميس الساعة الحادية عشرة مساءً.. أشعر دائمآ بالدفء هناك حى راقٍ عكسى تمامًا عندما أتوه عن نفسى أذهب دائمًا لأجدها هناك وأنا أنظر إلى النيل الذى  يدهشنى كل مرة بهدؤه وسكونه لحظات الفراق والحب واللهفة التى تحدث دائمآ أمامه، ورغم كل ذلك هو ثابت تمامًا لا يتأثر مثلى، بعد أن فارقتنى أصبحت شخصًا بدون مشاعر لا أفرق بين اللحظات الحلوة والمرة، ففى الحالتين استقبل كليهما بمشاعر باردة أو معدومة.

الهواء البارد هو الشئ الوحيد الذى داعبنى بعد اللعنة على تلك الذكريات.

أتجه الآن إلى إحدى العمائر كى نبدأ سهرتنا المعتادة.. المصعد كالعادة يحتاج صيانة فاضطر إلى أن أصعد على السلالم المنهكة المتآكلة لولا أنها جماد لكانت سبتنا ولعنتنا جميعا، لا أحتاج أن أطرق الباب فنحن معتادون ن نتركه مواربًا إلى أن نصل جميعا.. 

ها هنا أنا أجلس معهم وأمامنا طاولة مستديرة وبجانب كلٍ منا كأس الخمر، فلعب البوكر لا يحلو سوى مع شرب الخمر.. أشعر بضيق كأن ضجيج العالم كله داخل رأسى.. الهواء البارد يكاد أن يكسر ضلوعى من شدته.. لوحات لفتيات عاريات  تحيط بنا من كل ناحية..  أضواء ساطعة تحتل المكان، ورغم كل تلك الأنوار ورغم أن اسمى نور إلا أننى لم أر سوى عتمة المكان. 

أجلس وأمامى فؤاد وعن يمينى رجب.. بدأ فؤاد بالحديث: أما زلت يا نور تذهب لطبيب المجاذيب؟ 

أجابه رجب بنبرة حادة: ما الذى أصابك يا فؤاد؟، كف عن التحدث بتلك الطريقة الحقيرة، عذرًا يا نور. 

وما ذنبك أنت يا رجب؟ ثم ماذا لو اصطحبتك معى يا فؤاد؟ أعتقد أنك ستجد نفسك وسط المجاذيب، فهم أيضا يهرتلون بالكلام مثلك.

نظر إلىَّ وهو يشعل سيجارته: لا يا نور من الصعب أن أجد نفسى وسطهم ثم أنت معظم عائلتك مختلة.. أليست والدتك كانت تعاود نفس طبيب المجاذيب ثم إن….

قاطعة رجب: من الواضح يا فؤاد أنك أفرطت فى شرب الكحول الليلة.

أحاول أن اخفى تأثرى بهذا الكلام، ولكن الغضب تمكن من السيطرة على ملامح وجهى بالكامل.. يزداد غليانى وأنا  أحاول أن أتماسك. 

نظر ألىَّ رجب وكأنه يشفق على حالى وقال ثم ما الذى ممكن أن يكون أصابها؟ ثم قلت لك كف عن التحدث بتلك القذارة.

ينظر لى فؤاد بتحدٍ ثم يبتسم ابتسامة مكر.. عيناه تلمعان بشدة وهو يقول ألم تكن تعرف أنها  كانت تحاول أن تنجو من قسوة الحياة وكانت تذهب  لطبيب من أطباء المجاذيب ولكنها فى النهاية انتحرت .

وقعت علىَّ تلك الكلمات كالصاعقة، ولم أستطع أن أتحكم فى غليانى وغضبى، ولا شعوريًا هجمت عليه بكل قوتى وسددت له عدة ضربات فى مناطق مختلفة من جسده.. أسمع صوت تأوهه لكنى لم أتوقف، وكلما سددتُ له الضربات وارتفع صوت تأوهه، كآن ينطفئ غليانى رويدًا رويدًا.. لم أفق إلا بعد أن أيقنت أنه لفظ أنفاسه وصبح بين يدى جثة هامدة.. نعم لقد تخلصت منه.

أنظر خلفى لا احد سواى.. لقد فر رجب خوفا منى.. تبًا، أصبحت أنا والجثة وحدنا.. أتأمله بشدة، ملامحه أصبحت غير واضحة، تغمرها الدماء، أخلع عنه قميصه، لديه بعض الكدمات فى الجنب الأيسر وجرح فى أسفل البطن، ولكنه ليس منى.. يبدو أنه كان يتعارك مع أحد الشمامين بآلات حادة، فأصيب بتلك الضربة. 

 أصبحت قاتلًا بدون أن أتعمد أن أكون، ولكن رغم كل تلك الظروف إلا اننى سعيد بما فعلته. هو من اتهمنى بالجنون وأنا أكدت على كلامه.. وبما أننا نتحدث عن الجنون، ماذا لو أكملت مهمتى وهى أن أمحوه تمامًا وكأنه لم يأت إلى الدنيا منذ البداية. 

أتجه إلى المطبخ أبحث فى الأدراج لأجده، وبالفعل وجدته، الساطور هو رفيقى فى تلك الرحلة وضعته فى جنبى بطريقة معينة كى لا يجرحنى واتجهت إلى الصالة.. تأكدت أولًا أن الباب مغلق ثم سحبت الجثة إلى حوض الاستحمام وبدأت أقطع  كل جزء فيه من أول أطرافه حتى رأسه .

أشعر بأننى أشفى كل غليلى فيه، جلده كان سميكًا وعظامه أيضًا أخدت منى مجهودًا كبيرًا كى أفصل الجسد عن بعضه.

بعدها، وضعت أجزاءه داخل أكياس سوداء ونظفت الصالة والحمام كى لا أترك أى أثر، أما بالنسبة لملابسى فكنت قد خلعتها جميعًا قبل تنفيذ الخطة.. أغسل جسدى جيدًا كى أتخلص من دمائه عليها.. بعد بضع دقائق كان كل شئ نظيفًا.. أخذت الأكياس السوداء فى يدى كأن بداخلها قمامة ولحسن حظى، لا يوجد حارس لتلك العمارة.. اتجهت نحو النيل، أنظر حولى لا أحد سواى يقف.. ألقيت جثته المتقطعة شرائح صغيرة.. وكالعادة، يفاجئنى النيل بردوده الساكنة كأن لم يحدث شئ.. بعد أن أنهيت مهمتى، أشعلت سيجارتى الكيلوباترا ولوهلة تذكرت رجب الذى بالطبع شاهد الحادث ولكن، أستطيع بحبكة صغيرة أن أقنعه بأن فؤاد لم يلفظ أنفاسه ولكنه فقط قد غاب عن الوعى وبعدها عاد له وعيه.. لا بأس سيقتنع وسيصبح كل شئ على ما يرام، وحتى إن لم يقتنع سأصطحبه إلى الشقة كى أؤكد له كلامى فهو يعلم أن تلك الشقه شقه فؤاد.. وبعدها بساعات قليلى سيلتقى به فى النيل.

يقطع تفكيرى صوت عبد الحليم يغنى: بيع قلبك بيع ودك شوف الشارى مين.. أبتسم ابتسامة خبث وأستكمل معه الأغنية.. يبدو أن فؤاد لم يخطىء حينما قال عنى مجذوب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: مجذوب الهواء البارد فؤاد رجب نور

إقرأ أيضاً:

مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف

تدور أحداث مسلسل «ظلم المصطبة» فى إطار تشويقى من الدرجة الأولى بقرية تابعة لمركز إيتاى البارود بمحافظة البحيرة، وهى بيئة ريفية تشكل الإطار الرئيسى للحكاية، ويسلط العمل الضوء على التقاليد العرفية التى تسيطر على المجتمع الريفى، ويعالج العديد من القضايا الاجتماعية التى تؤثر فى حياة الأفراد هناك، كما يستعرض المسلسل كيف يمكن للقوانين العرفية الجائرة أن تشكل عائقاً أمام التقدم الشخصى والاجتماعى، وتسهم فى تعقيد حياة الأفراد، وبالتالى تدمير العلاقات الإنسانية.

ويسلط المسلسل الضوء على قصص وحكايات إنسانية رومانسية مشوقة، مع تقديم صور واقعية عن التحديات التى يواجهها الشخص العادى فى مواجهة التقاليد العميقة الجذور التى تتحكم فى حياته، فى وقت يختلف فيه مفهوم العدالة من شخص لآخر، كما يُبرز «ظلم المصطبة» الصراع الداخلى الذى يعيشه الأفراد عندما يتورطون فى صراعات اجتماعية تتطلب منهم اتخاذ قرارات قد تكون صعبة.

«دياب وفهيم» فى قائمة ضيوف الشرف

ويضم طاقم عمل مسلسل ظلم المصطبة نخبة مميزة من النجوم، أبرزهم الفنان إياد نصار الذى يجسد شخصية محورية فى العمل، إلى جانب الفنانة ريهام عبدالغفور، فضلاً عن فتحى عبدالوهاب، وبسمة، وأحمد عزمى، ومحمد على رزق، وفاتن سعيد، وعدد آخر من الفنانين الموهوبين، كما يظهر فى العمل ضيفا شرف، الفنان دياب وأحمد فهيم.

«نصار وعبدالغفور» يتعاونان مجدداً بعد «وش وضهر»

ويشهد «ظلم المصطبة» تعاوناً جديداً بين الفنانين إياد نصار وريهام عبدالغفور، بعد أن اجتمعا فى تجارب درامية سابقة، مثل مسلسلات «حارة اليهود» عام 2015، و«أفراح القبة» عام 2018، وكذلك «وش وضهر» الذى عُرض العام قبل الماضى، وهو ما يعكس التناغم الكبير بينهما على الشاشة، ويعد فرصة للجمهور لرؤيتهما معاً مرة أخرى ولكن فى شكل جديد يحمل أبعاداً إنسانية وصراعاً داخلياً معقداً.

وعلى صعيد آخر، يعد «ظلم المصطبة» هو التعاون الأول بين «عبدالغفور» و«نصار» مع المخرج هانى خليفة، بينما يتعاون الأخير مع «عبدالوهاب» بعد عملهما السينمائى الشهير «سهر الليالى» سنة 2003، الذى حقق وقتها نجاحاً جماهيرياً كبيراً فى شباك التذاكر.

وفى البرومو التشويقى الذى طرحته قناة «أون» عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، يظهر جلياً الصراع العاطفى والاجتماعى الذى سيطغى على أحداث المسلسل، ففى أحد المشاهد، تقول «عبدالغفور»: «أنا ست محترمة ومابعملش الغلط مش عشانك أنت وبس عشان أنا مابقبلوش على نفسى»، لتؤكد بذلك على الشخصية القوية التى تجسدها فى العمل، وهى شخصية تسعى للحفاظ على كرامتها فى ظل ظروف قاسية.

بينما يظهر «نصار» فى الإعلان التشويقى للعمل بشكل أكثر تحدياً: «أنا جاى مستبيع مش باقى على حاجة»، ما يثير التساؤلات حول دور الشخصية التى يقدمها، وهل هو ضحية أم جانٍ؟ فى حين يتوجه «عبدالوهاب» فى أحد المشاهد بعبارة مشوقة، قائلاً: «حسابك تقل أوى يا حسن مش هيكفينى فيه دمك ولا دم عيلتك ولا ورث أختك حتى»، ما يعزز من الغموض والتشويق الذى يميز المسلسل.

ويبدو أن مسلسل «ظلم المصطبة» سيكون فرصة للجمهور للاستمتاع بجو من الدراما المثيرة والمليئة بالمشاعر المختلطة بين الحب والكراهية، والعدالة والظلم، بما يُحدث حالة من الجدل الإيجابى بين الناس من خلال تسليط الضوء على تأثير الأعراف والتقاليد والموروثات على حياة الأفراد، إذ سيشعل المسلسل حواراً مجتمعياً واسعاً، حيث يتبادل الناس الآراء والتساؤلات حول مدى صحتها وضرورة تحديثها بما يتناسب مع التطورات الاجتماعية.

مقالات مشابهة

  • مسلسل «ظلم المصطبة» يرصد سطوة التقاليد العرفية في الريف
  • إياد نصار.. ملك الأدوار المركبة
  • «ياسمين»: «لم أفقد الأمل» وأتمنى عدم عودة الهجمات على قطاع غزة
  • سميح ساويرس: الحوافز الاستثمارية مهمة في تطوير قطاع السياحة
  • فؤاد: من يتحدث أن عبد الناصر كان معادياً لـ«إسرائيل» فهو أحمق
  • ياسمين فؤاد: نقدر التعاون المثمر بين مصر والأردن في المجالات البيئية
  • حسين والأعرجي يؤكدان على حماية المصالح الإيرانية
  • فؤاد حسين: التوتر بين واشنطن وطهران يؤثر على العراق
  • مصطفى شعبان.. نجم الدراما المتجدّد
  • ادعوا له.. وفاة والد مطرب المهرجانات أورتيجا