رئيس مؤسسة مجدي يعقوب: صمام القلب الطبيعي سيكون جاهزًا خلال 10 سنوات.. وافتتاح مركز القاهرة هذا العام
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
كتب- أحمد جمعة:
تصوير- محمد معروف وأحمد مسعد:
كشف الدكتور مجدي إسحاق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، عن آخر مستجدات الدراسة التي يعكف عليها السير مجدي يعقوب، والمتعلقة بصمامات القلب التي تنمو بشكل طبيعي داخل الجسم.
وقال "إسحاق"، في حوار إلى "مصراوي"، إنه من المقرر أن تبدأ التجارب الإكلينيكية لهذه الدراسة في غضون عام ونصف، على أن تكون في إنجلترا والولايات المتحدة، بعد اجتيازها التجارب الأولى على الأغنام بنجاح، ومع ذلك رجح أن تصبح تلك الصمامات جاهزة في غضون 10 سنوات.
"إسحاق" تحدث أيضًا عن مركز القلب الجديد بالقاهرة وموعد افتتاحه، فضلًا عن تأثير الأزمة الاقتصادية على إيرادات المؤسسات من التبرعات.. فإلى نص ما قال:
- الدراسة الراهنة للدكتور مجدي يعقوب بشأن "الصمامات الطبيعية" أثارت تفاعلًا واسعًا خلال الفترة الأخيرة.. ما آخر المستجدات بشأنها؟تُجرى الدراسة حاليًا في لندن، وتتمثل فلسفتها في تصميم هيكل يُركَّب داخل القلب، حيث تنمو الأنسجة من القلب نفسه لتكوين صمام طبيعي ينمو مع الجسم، ويؤدي وظائف الصمام الأصلي.
هذا التطور سيغني عن الحاجة إلى تغيير الصمام بشكل دوري، كما هو الحال مع الصمامات الأخرى التي تستلزم التغيير كل 5 إلى 10 سنوات، خاصةً في حالة الأطفال، لأن الصمام بشكل الحالي لا ينمو مع نمو الطفل، فالصمام الذي يعتمد على هذه التقنية سيكون اختراقًا علميًا كبيرًا وقفزة طبية غير مسبوقة.
كما أن الدراسة لا تزال في مرحلة التجارب، حيث حققت التجارب على الأغنام نجاحًا مبشرًا، وحاليًا، ننتظر الحصول على موافقة الجهات التنظيمية للبدء في التجارب الإكلينيكية على البشر، ومن المتوقع أن تستغرق نحو عام ونصف للبدء فيها.
- هل يشارك مركز أسوان للقلب في هذا البحث؟مركز أسوان للقلب لا يشارك في هذا البحث، سواء من الناحية البحثية أو في إجراء التجارب داخله.
والشركة البريطانية الراعية للدراسة في طريقها للحصول على موافقة هيئة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) خلال عام ونصف للبدء في التجارب الإكلينيكية.
ومن المتوقع أن تُجرى هذه التجارب الإكلينيكية في إنجلترا أو الولايات المتحدة أو في البلدين معًا، وعند نجاح التجارب، ستكون الفائدة عالمية، وبالطبع ستُستخدم التقنية في مصر أيضًا.
- ما الموعد المتوقع لكي يصبح لدينا "صمام مجدي يعقوب"؟من المتوقع أن يستغرق الأمر نحو 10 سنوات لكي يصبح هذا الصمام متاحًا للبيع عبر شركات عالمية.
وبالنسبة لآلية التركيب، فلن تختلف عن الصمامات الحالية، لكن الميزة الأساسية هي أن الصمام الجديد لن يتطلب التغيير بشكل دوري، كما أنه سيغني المرضى عن تناول أدوية السيولة لمنع الجلطات.
وتتم العملية بوضع هيكل يشبه الصمام داخل القلب، حيث تبدأ أنسجة القلب بالنمو على هذا الهيكل، وخلال 6 أشهر، يذوب الهيكل ويظل الصمام الطبيعي الذي تشكّل من أنسجة قلب المريض جزءًا منه، وهذا الصمام الناتج ليس خلايا جديدة، بل صمام طبيعي أنتجه الجسم نفسه.
كما أن التجارب التي أُجريت على الأغنام أثبتت نجاحًا، حيث استغرق تغطية الهيكل بأنسجة قلب الحيوان من 3 إلى 6 أشهر.
بدأت العمل مع د. مجدي يعقوب على تأسيس المؤسسة منذ 15 عامًا بالتعاون معه، إذ كنت أعيش في لندن عندما جاء لزيارتي وقال: "سأفتح مركزًا في أسوان"، واتفقنا أنني مستعد للعمل معه من الناحية الإدارية في مجلس الإدارة بشرط أن نعمل معًا لضمان أن ما سنقوم به في أسوان والقاهرة ستكون له استمرارية، لأن هذا أمر مهم.
ومنذ اليوم الأول، ركزنا على تحقيق استمرارية التمويل وتطوير القوى البشرية.. واجهنا تحديات كبيرة في بناء جيل جديد من الأطقم الطبية بكفاءة عالية، ولم يكن الأمر سهلًا في البداية، لكننا نجحنا، ونحن فخورون بأن لدينا الآن جيلًا ثانيًا وثالثًا قادرًا على القيام بالعمل الذي يقوم به الدكتور مجدي يعقوب بنفس الكفاءة والمقدرة.
المؤسسة اليوم في وضع مادي جيد، لكننا نحتاج إلى دعم أكبر من الشعب المصري لضمان استمرار تقديم خدماتنا بالجودة الحالية، وبالتأكيد فالعمل في مؤسسة مجدي يعقوب ليس عملًا فرديًا، بل نحن فريق كبير يعمل ضمن منظومة متكاملة ونظام مميز.
- ما معايير اختيار الأطقم الطبية العاملة في مؤسسة مجدي يعقوب؟لدينا نظام صارم لاختيار الأطقم الطبية، على سبيل المثال، عندما قمنا بتدريب أطقم التمريض، وحرصنا على تعزيز قيمتهم العلمية والمادية، كانت النتيجة أن لدينا طاقم تمريض تتهافت عليه الولايات المتحدة وألمانيا وإنجلترا والدول العربية، لمجرد أنهم عملوا في مركز مجدي يعقوب.
وعملتُ كجراح في إنجلترا لمدة 35 عامًا، وأستطيع القول إن التمريض في مصر أفضل من إنجلترا دون مبالغة، ولدينا كفاءات طبية مميزة، ويجب تنميتها والحفاظ عليها، سواء كانوا من الأطباء أو التمريض أو الفنيين أو الإداريين.
ونحن فخورون بمنظومة من الشباب المصري "اللي يفرح"، وأثبتوا أنه إذا تم توفير الإمكانيات المادية، وظروف الحياة الكريمة، والتعليم الكافي، فسيصلون إلى أعلى المستويات.
مركز القلب بالقاهرة هو امتداد لمركز أسوان، الذي حقق قيمة علمية وإنتاجية كبيرة للغاية وأصبح مرجعًا عالميًا، حيث يتم الإشارة إليه في اجتماعات جمعيات القلب على مستوى العالم، ووصل مركز أسوان إلى مرحلة متميزة عالميًا، وسيكون مركز القاهرة امتدادًا له، ولكن بقدرة استيعابية أكبر.
قبل بدء العمل في المشروع، أجرينا دراسة شاملة للاحتياجات بالتعاون مع شركة "ماكينزي"، التي أكدت وجود حاجة كبيرة لإنشاء مراكز جديدة لعلاج أمراض القلب، نظرًا للعدد المتزايد من المرضى ولأن أمراض القلب تُعد السبب الأول للوفاة.
وبالتأكيد مركز القاهرة للقلب سيكون علامة بارزة، سواء من الناحية المعمارية أو العلمية، وصُمم بواسطة أحد أكبر مصممي العالم، اللورد نورمان فوستر، وونأمل أن يتم افتتاح العيادات الخارجية أغسطس المقبل، على أن تكون غرف العمليات جاهزة للعمل مع نهاية العام.
- كيف ستكون طبيعة الخدمات التي يقدمها مركز القاهرة؟هذا المشروع ليس مجرد مستشفى تقليدي، بل يمتد على مساحة 100 ألف متر مربع، ويقدم ثلاث خدمات رئيسية:
- الأبحاث الطبية والأدوية: تطوير الأبحاث المتعلقة بأمراض القلب.
- التدريب: يضم المركز وحدة تدريب متميزة لتأهيل الكوادر الطبية.
- الخدمات العلاجية: يتضمن المستشفى 300 سرير، من بينها 148 سريرًا مخصصًا للعناية المركزة.
وسيُخصص المركز لإجراء عمليات القلب المعقدة، مع التركيز على توفير أكبر عدد ممكن من أسرة الرعاية الحرجة، إذ ستتزايد القدرة الاستيعابية في مركز القاهرة مقارنة بمركز أسوان، حيث نجري حاليًا نحو 1100 عملية قلب مفتوح و3500 عملية قسطرة سنويًا، منها 40% للأطفال و60% للبالغين.
ومن المتوقع أن يتيح مركز القاهرة إجراء أكثر من 3000 عملية قلب مفتوح سنويًا، بالإضافة إلى 12 ألف عملية قسطرة، بخلاف خدمات العيادات الخارجية.
وأهم ما يميز هذه المنظومة هو أننا نعالج المرضى "دون أن يدفعوا أي تكلفة"، رغم أن العلاج مكلف للغاية، نظرًا لاستيراد المستلزمات الطبية والأدوية من الخارج بالعملة الصعبة، ومع ذلك، فإن الشعب المصري يساهم بشكل كبير في دعم واستمرارية هذه الخدمات من خلال التبرعات.
عملية التقديم بسيطة للغاية، حيث يتم إرسال الملف الطبي عبر البريد الإلكتروني أو العادي، ويتم تسجيله برقم خاص في المستشفى، وتجتمع اللجنة الطبية أسبوعيًا لترتيب أولويات الحالات بناءً على طبيعتها ومدى حاجتها للعملية، على سبيل المثال: إذا كانت حالة طفل حرجة وتحتاج إلى إجراء العملية خلال أسبوع، يتم وضعه في مقدمة الترتيب، أما الحالات التي يمكنها الانتظار، تُحدد لها مواعيد لاحقة قد تصل إلى 3 أشهر.
وللأسف، عدد الأسرة في مستشفى أسوان يبلغ 108 فقط، مما يحد من إمكانية قبول عدد أكبر من المرضى، لكل مريض يتم التأكد مسبقًا من توافر سرير في العناية المركزة لضمان تقديم الرعاية اللازمة، والمعيار الوحيد لتحديد الأولوية هو مدى خطورة الحالة فلا توجد مجاملات أو استثناءات.
- مؤسسة مجدي يعقوب تقوم بشكل محوري على التبرعات من مصر والخارج.. هل أثرت الأزمة الاقتصادية على حجم التبرعات؟
الأزمة الاقتصادية أثرت بالفعل على المؤسسة، خاصةً مع انخفاض قيمة الجنيه، حيث أن 70% من بناء المستشفى وتوفير المستلزمات الطبية يعتمد على العملة الصعبة.
ورغم ذلك، فإن حجم التبرعات يشهد زيادة سنوية، لكن مع تراجع القيمة الشرائية نتيجة خفض قيمة الجنيه أمام الدولار، ومع ذلك نتوجه بالشكر والتقدير للشعب المصري، الذي ورغم التحديات الاقتصادية، يواصل دعم المؤسسة والتبرع بسخاء.
يعتمد حوالي 80% من مصروفات العمليات بالمؤسسة على تبرعات الشعب المصري، كما تلقينا دعمًا جيدًا من دول الخليج، إيمانًا برسالة الدكتور مجدي يعقوب الإنسانية والطبية.
اقرأ أيضًا:
اضطراب الملاحة وضباب ورياح.. الأرصاد تعلن تفاصيل طقس الـ6 أيام المقبلة
هل تسببت "الرياح الشيطانية" في حرائق كاليفورنيا؟.. خبير يوضح
قانون العمل الجديد يمنح العاملين مزايا غير مسبوقة في الإجازات المرضية
قانون الإجراءات الجنائية.. تعرف على ضوابط سماع الشهود في التحقيقات
انطلاق امتحانات نصف العام للشهادة الإعدادية 2025
مجدي إسحاق مؤسسة مجدي يعقوب مجدي يعقوب صمام القلب
تابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
إعلان
رئيس مؤسسة "مجدي يعقوب": صمام القلب الطبيعي سيكون جاهزًا خلال 10 سنوات.. وافتتاح مركز القاهرة هذا العام
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
22 14 الرطوبة: 35% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانكالمصدر: مصراوي
كلمات دلالية: صفقة غزة نظام البكالوريا الجديد حرائق كاليفورنيا مسلسلات رمضان 2025 سعر الدولار معرض القاهرة الدولي للكتاب أسعار الذهب سكن لكل المصريين الحرب على غزة سعر الفائدة أول أيام شهر رمضان 2025 مؤسسة مجدي يعقوب مجدي يعقوب صمام القلب قراءة المزید أخبار مصر التجارب الإکلینیکیة مؤسسة مجدی یعقوب صور وفیدیوهات من المتوقع أن مرکز القاهرة مرکز أسوان مرکز ا
إقرأ أيضاً:
سلطان بن أحمد القاسمي: الاستجابة للحالة الإنسانية للفلسطينيين تتطلب حشداً للجهود والإمكانات
عمّان- وام
أكد سمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي، نائب حاكم الشارقة المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير، أن الاستجابة للحالة الإنسانية المتفاقمة للأشقاء الفلسطينيين بشكل عام وتحديداً في قطاع غزة، تتطلب حشد الجهود والإمكانات لتنفيذ مشروعات تنموية مستدامة في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، تسهم في توفير مقدرات الحياة الأساسية للمجتمع الفلسطيني، داعياً سموه أهل العطاء والخير أفراداً ومؤسسات إلى الإسهام في هذه الجهود التي تجسد الواجب الإنساني الأسمى تجاه الضحايا من لاجئين ومهجرين ومتضررين.
جاء ذلك خلال زيارة سموه مخيم «ماركا» للاجئين الفلسطينيين الذي يستضيف أكثر من 70 ألف لاجئ فلسطيني، وعدد من المؤسسات الإنسانية في المملكة الأردنية الهاشمية، على رأس وفد من إمارة الشارقة ضم عدداً من المسؤولين، وممثلين عن مؤسسة القلب الكبير والدوائر الحكومية والشركات الخاصة من دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بهدف الاطلاع على أفضل نماذج المشروعات الإنسانية المستدامة، وبشكل خاص في قطاعات الصحة والتعليم والأمن الغذائي، إلى جانب أشكال الإغاثة العاجلة الأخرى، وحشد الدعم وتعبئة الموارد البشرية والمادية لتنفيذ هذه النماذج من المشروعات في قطاع غزة والدول المستضيفة للاجئين الفلسطينيين، بشكل يضمن فاعليتها واستدامتها وقدرتها على الاستجابة للاحتياجات الحيوية للضحايا والمتضررين من الشعب الفلسطيني.
وشدد سموه على أن الألم الذي طال فلسطين شعباً وأرضاً أكبر من أن يوصف وأن أبسط واجباتنا هو أن نكون قادرين على تقديم المساندة وحشد الجهود الإنسانية كافة في هذا الصدد، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة قيادةً وشعباً كانت وستبقى دائماً إلى جانب الشعب الفلسطيني، مشيداً سموه بالدور الإنساني الممتد منذ عقود طويلة للمملكة الأردنية الهاشمية التي تحتضن أكثر من أربعة ملايين لاجئ من الفلسطينيين ودول عربية أخرى وتقدم لهم كل إمكانات الحياة والعيش الكريم.
وقال سموه: «يعاني الشعب الفلسطيني منذ عقود طويلة التهجير والنزوح واللجوء ويواجه الأهالي في قطاع غزة، حالياً، أقسى أنواع المعاناة الإنسانية نتيجة الحرب المستمرة التي أفقدتهم حاضنتهم الاجتماعية والمؤسساتية وحرمتهم من أبسط الحقوق الإنسانية بما فيها التعليم والرعاية الصحية والخدمات العامة، لذلك نحن نركز في جهودنا الإنسانية إلى جانب الإغاثات العاجلة على الإسهام بمشاريع مستدامة تساند الأهالي والأجيال المقبلة من خلال الصحة والتعليم، لأن الصحة تعني مجتمعات فاعلة وحيوية، بينما ينقذ التعليم الأجيال المقبلة من الآثار المعنوية والمادية التي تتركها الأحداث المأساوية على المجتمعات والتي قد تستمر لسنوات طويلة حتى ولو تبدلت الظروف نحو الأفضل».
وأضاف أن هذه المرحلة تعد اختباراً لمنظومة العمل الإنساني كاملة وقدرتها على القيام بواجبها مهما كانت الظروف صعبة، وأن مهمتنا في هذه المرحلة أن نبذل كل الجهود ومعنا كل المخلصين في هذا العالم من أجل أن تستمر المنظومة الإنسانية في أداء واجبها ومهمتها، فالعمل الإنساني واجب ديني وأخلاقي وحق للمستضعفين والمحتاجين علينا جميعاً.
وتشكل هذه الزيارة، امتداداً لحملة «لأطفال الزيتون» التي أطلقتها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة القلب الكبير، خلال شهر رمضان الماضي، بهدف توفير الدعم والرعاية الشاملة لأكثر من 20 ألف طفل يتيم يعيشون داخل قطاع غزة، حيث تضمن لهم الحملة حقهم في التعليم، والرعاية الصحية والنفسية، والتغذية، والمأوى.
وتضمّن البرنامج زيارة مدرسة إناث ماركا الإعدادية التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»؛ حيث التقى سموه وفداً من الوكالة ضم نتالي بوكلي، نائبة المفوض العام لـ«الأونروا»، وأولاف بيكر، مدير شؤون «الأونروا» في المملكة الأردنية الهاشمية، والمهندس رفيق خرفان، المدير العام لدائرة الشؤون الفلسطينية في وزارة الخارجية الأردنية، وعدداً من مسؤولي الوكالة، وبحث معهم آليات التعاون وتعزيز الشراكات من أجل دعم المساعي والمشاريع الإنسانية التي تستهدف الفلسطينيين في غزة واللاجئين في الأردن وبشكل خاص في مجالات الصحة والتعليم والدعم المجتمعي.
وتجول سموه في الصفوف الدراسية ملتقياً الكوادر التعليمية والطالبات ومطلعاً على سير العملية التدريسية وآليات تطوير المدرسة وأبرز المختبرات والمرافق التي تضمها لتقدم التجارب العلمية المختبرية التي تدعم عملية التعليم، والاحتياجات المستقبلية للمخيم من المرافق التعليمية.
كما التقى سموه عدداً من الطالبات والطلاب ممثلي «البرلمان الطلابي» في مخيم ماركا واستمع منهم إلى شرح حول مسار عملية التعليم والتحديات التي يواجهها الطلبة، إضافة إلى احتياجاتهم الأكاديمية التي ترتقي بعملية التعليم وترفع من كفاءتها لمواكبة التطورات المتسارعة في المجالات كافة.
وانتقل سمو نائب حاكم الشارقة بعدها إلى مشروع الأمن الغذائي التابع لمنظمة «أنيرا» الإنسانية، التي تُعنى بدعم اللاجئين والمتضررين من النزاعات في لبنان وسوريا والأردن؛ حيث تعرف إلى تفاصيل المشروع الذي يركز في نموذج عمله على استثمار المساعدات والدعم من أجل تطوير قدرات تجمعات اللاجئين على إنتاج الغذاء بأنفسهم من خلال المزارع والبيوت البلاستيكية التي تؤمن المنتجات الزراعية على مدار العام.
ويتناغم هذا النموذج مع مستهدفات المشروعات التنموية المستدامة للقلب الكبير التي تخطط لتنفيذها في قطاع غزة لما لها من أهمية في تعزيز القدرات الذاتية لتجمعات اللاجئين والنازحين للنهوض بواقعهم اليومي وتقليل الاعتماد على الدعم الخارجي فقط؛ إذ يعد غياب الغذاء من أسرع المآسي الإنسانية تفاقماً وأثراً في المجتمعات عند اندلاع الصراعات والنزاعات أو وقوع الكوارث.
واطلع سموه على طرق الزراعة في مشروع الأمن الغذائي وأبرز المنتجات الزراعية التي تتم زراعتها باستخدام أساليب حديثة توفر من كميات المياه والتربة مع استدامتها في الإنتاج، ما يحقق أهداف المشروع في توفير الغذاء للمتضررين وتحقيق الأمن الغذائي.
بعد ذلك زار سمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير والوفد المرافق، مؤسسة «التعاون الفلسطينية»، المؤسسة الشريكة لـ «القلب الكبير» في الحملة الإنسانية «لأطفال الزيتون»، حيث عقد لقاءً تشاورياً لبحث مستجدات المساعي الإنسانية التي تستهدف اللاجئين الفلسطينيين في الأردن والنازحين في غزة والضفة الغربية على ضوء التداعيات المأساوية المستمرة، وسبل الاستجابة السريعة بما يضمن تأمين الشروط الأساسية للحياة، إلى جانب وضع تصورات مستقبلية للعمل على توفير الخدمات الحيوية الرئيسة في المجالات كافة.
واطلع سموه والوفد خلال الزيارة على عدد من المواد المرئية التي تم تصويرها من داخل قطاع غزة وتبين الواقع المؤلم والمعاناة التي يعيشها الأهالي هناك وتظهر حرمانهم من أبسط الحقوق الإنسانية.
وألقى الدكتور نبيل القدومي، رئيس مجلس أمناء مؤسسة التعاون، خلال اللقاء، كلمة رحب فيها بسمو نائب حاكم الشارقة والوفد المرافق له، مشيداً بالجهود الكبيرة لمؤسسة القلب الكبير والشراكة الإنسانية المثمرة مع مؤسسة التعاون في خدمة اللاجئين.
واستعرض مجلس إدارة مؤسسة التعاون أمام سموه والوفد، برنامج نور لرعاية الأيتام الذي أطلقته المؤسسة في قطاع غزة؛ حيث وصل عدد الأيتام جراء الحرب إلى أكثر من 39 ألف طفل، واستمع الوفد إلى مجموعة من المداخلات المصورة والمباشرة للعاملين في البرنامج من قطاع غزة وجمهورية مصر العربية.
واختتم سموه برنامج الزيارة باجتماع مع الوفد المرافق تمت خلاله مناقشة نتائج الزيارات وبحث أفضل نماذج العمل الإنساني المطبقة في مخيمات اللاجئين في الأردن، وكيفية نقل تجربتها إلى اللاجئين والنازحين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، مشيراً سموه إلى أن العالم اليوم بحاجة ماسة لتطوير البرامج والمبادرات الإنسانية بما يتلاءم مع الحالة غير المسبوقة التي تمر بها المنطقة.
وضم وفد الشارقة المرافق لسمو المبعوث الإنساني لمؤسسة القلب الكبير كلاً من الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية، والشيخ سلطان بن سعود القاسمي، مؤسس مؤسسة بارجيل للفنون، واللواء عبدالله مبارك بن عامر، قائد عام شرطة الشارقة، وبدر جعفر، المبعوث الخاص لوزير الخارجية لشؤون الأعمال والأعمال الخيرية، عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، ومريم الحمادي، مدير عام مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة عضو المجلس الاستشاري لمؤسسة القلب الكبير، وراشد عبدالله العوبد، مدير مدينة الشارقة للإعلام «شمس»، وعلياء عبيد المسيبي، مدير مؤسسة القلب الكبير، وعدد من مسؤولي وممثلي الشركات الخاصة الداعمين.
وتعد «مؤسسة القلب الكبير» من أبرز المؤسسات الإنسانية العالمية التي تواصل حملات الدعم والمساندة للأهالي الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وفي مخيمات اللجوء بالدول المستضيفة، عبر مجموعة واسعة من المشروعات التنموية في قطاعات حيوية عدّة.