بغداد اليوم -  متابعة 

كشفت دراسة حديثة، نُشرت اليوم السبت (18 كانون الثاني 2025)، أن الأحماض الدهنية أوميغا-3، المتوفرة كمكملات غذائية من خلال كبسولات زيت السمك، والتي يُعتقد أنها تساعد في تحسين الصحة العقلية والجسدية، يمكن أن تساعد أيضًا في تقليل السلوك العدواني.

ونقلًا عن دورية Aggression and Violent Behavior أن النتائج لم تأت من فراغ، فقد ارتبطت مكملات الأوميغا-3 في السابق بمنع الإصابة بالفصام، في حين يُعتقد أن السلوك العدواني تجاه المجتمع ينبع جزئياً من نقص التغذية، وبعبارة أخرى فإن النظام الغذائي يمكن أن يؤثر على كيمياء الدماغ.

 

واستند باحثون من جامعة بنسلفانيا على دراسات سابقة أصغر حجماً حول تأثير مكملات أوميغا-3 على العدوانية، وقد نظر تحليلهم التلوي إلى 29 تجربة عشوائية محكومة شملت 3918 مشاركًا في المجموع. 

وفي جميع التجارب، تم العثور على تأثير قصير المدى متواضع ولكن ملحوظ، مما أدى إلى انخفاض بنسبة 28% في العدوان عبر العديد من المتغيرات المختلفة (بما يشمل العمر والجنس والتشخيص الطبي وطول جرعة العلاج).

وقال عالم الأعصاب أدريان راين عند نشر التحليل التلوي: "أعتقد أن الوقت قد حان لتطبيق مكملات أوميغا-3 لتقليل العدوان، بغض النظر عما إذا كان الإعداد هو المجتمع أو العيادة أو نظام العدالة الجنائية".

واستمرت التجارب المشمولة في الدراسة، والتي أجريت بين عامي 1996 و2024، وغطت الدراسة مجموعة متنوعة من الفئات السكانية، من الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 16 عامًا أو أقل إلى كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و60 عامًا.

وعلاوة على ذلك، فإن الانخفاض في العدوان شمل العدوان التفاعلي (ردا على الاستفزاز) والعدوان الاستباقي (السلوك المخطط له مسبقا). قبل هذه الدراسة، لم يكن من الواضح ما إذا كان أوميغا-3 يمكن أن يساعد في علاج هذه الأنواع المختلفة من العدوان.

أضاف دكتور راين أنه "على أقل تقدير، يجب على الآباء الذين يسعون إلى علاج طفل عدواني أن يعرفوا أنه بالإضافة إلى أي علاج آخر يتلقاه طفلهم، فإن تناول حصة أو حصتين إضافيتين من الأسماك كل أسبوع ربما يساعد أيضًا".

ويعتقد الباحثون أن هناك شيئًا ما في الطريقة التي تقلل بها أوميغا-3 الالتهاب وتحافظ على استمرار العمليات الحيوية في الدماغ قد يساعد في تنظيم العدوان، لا تزال هناك الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، لكن الفريق يشير إلى وجود أدلة كافية للبحث في هذا الأمر بشكل أكبر. 

وتُظهر دراسات أخرى أن الأدوية المشتقة من زيت السمك يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية القاتلة والسكتات الدماغية ومشاكل صحة القلب الأخرى، لذا يبدو أن هناك الكثير من الفوائد لإضافة بعض أحماض أوميغا-3 إلى النظام الغذائي.

وأوضح راين أن "أوميغا-3 ليس حلاً سحرياً يمكنه حل مشكلة العنف في المجتمع بشكل كامل"، معربًا عن اعتقاده الراسخ بأنه، استناداً إلى هذه النتائج، يمكن تحقيق نتائج إيجابية، وينبغي أن يبدأ العمل البحثي على أساس المعرفة الجديدة التي توصلت لها الدراسة الجديدة".


المصدر : وكالات

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: أومیغا 3 یمکن أن

إقرأ أيضاً:

كيف يمكن فهم استراتيجية ترامب الخارجية؟

أثارت سياسة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الخارجية جدلًا واسعًا، إذ وصفها البعض بأنها تجارية، انعزالية، أو حتى استبدادية ومدفوعة بالنزوات، إلى حدّ أنها تتعارض مع المصالح الوطنية الأمريكية. غير أن المستشار في الشؤون الدفاعية، الدكتور فيكتور أبراموفيتش، يرى أن هذه التحليلات تتجاهل بُعدًا أكثر عمقًا في سلوكيات ترامب، وهو إعادة تقييم استراتيجية الولايات المتحدة الكبرى على مدى القرن الماضي، والتي ارتكزت على الهيمنة العالمية الليبرالية والتوازن الخارجي.

إعادة حسابات ترامب المحتملة تعني ثلاثة أمور رئيسية لحلفاء أمريكا

ما ملامح الاستراتيجية الأمريكية التقليدية؟

كتب أبراموفيتش في تقرير نشره "معهد لوي" الأسترالي أن أحد الأهداف الأساسية لاستراتيجية واشنطن كان منع أي قوة أخرى من السيطرة على مراكز النفوذ العالمية، خاصة في أوروبا، آسيا، والشرق الأوسط، حيث يمكن لدولة مهيمنة في إحدى هذه المناطق أن تحشد مواردها لتشكّل تهديداً لأمريكا مستقبلاً.

ترامب يعيد خلط أوراق اليمين المتشدد في أوروبا - موقع 24عندما اجتمع كبار القادة العسكريين لدول حلفاء أوكرانيا في لندن يوم 20 مارس (آذار) لمناقشة إمكانية تشكيل قوة لحفظ السلام، كان هناك غائب بارز: رئيس أركان الدفاع الإيطالي الجنرال لوتشيانو بورتولانو، الذي أوفد ممثلين أقل رتبة، في خطوة وصفتها مجلة "إيكونوميست" بأنها ذات دلالة.

ولتحقيق ذلك، اعتمدت الولايات المتحدة على دعم القوى المحلية لموازنة نفوذ أي قوة صاعدة، مما كان أقل كلفة من التدخل العسكري المباشر. لكن هذا النهج شهد تباينات عبر العقود. فبعد الحرب الباردة، تبنّت واشنطن هيمنة عالمية عبر قواعد عسكرية وتحالفات وتدخلات سريعة لاحتواء التهديدات، بينما كان النهج السائد قبل عام 1945 يقوم على التوازن الخارجي، حيث بقيت القوات الأمريكية داخل أراضيها ولم تتدخل إلا عند الضرورة القصوى، كما في الحربين العالميتين.

وفي كلتا الحالتين، سعت واشنطن إلى تعزيز اعتماد حلفائها عليها، لا سيما في المجالين النووي والعسكري، ما جعلهم أكثر تبعية للولايات المتحدة ودفعهم لدعم حروبها، في حين استفادوا من إنفاق أقل على الدفاع الذاتي.

حسابات ترامب الجديدة

استمرت هذه الاستراتيجية لعقود، مما جعل الكثيرين يعتقدون أن أمريكا لن تغيّر نهجها. لكن مع تصاعد التكاليف، بدأت تحذيرات من أن واشنطن قد تتخلى عن بعض أعباء الهيمنة العالمية، خصوصاً وأن موقعها الجغرافي يحميها من التهديدات المباشرة.

ترامب يطلق ثورة أمريكية ثانية.. ولكن ضد العالم هذه المرة - موقع 24بعد مرور شهرين فقط على تنصيبه رئيساً للولايات المتحدة لولاية ثانية، بات واضحاً أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يقود ثورة في السياسة الخارجية الأمريكية، ستؤدي إلى انقلاب النظام الدولي رأساً على عقب، من خلال زعزعته لاستقرار المؤسسات الراسخة، وأنماط التعاون الدولي المستقرة وتدميرها.

ويبدو أن ترامب تبنّى هذا المنظور، وهو ما يفسّر العديد من قراراته في السياسة الخارجية. فقد سعى إلى تقليص الإنفاق العسكري التقليدي مقابل تعزيز قدرات مثل "درع القبة الذهبية" لحماية أمريكا من التهديدات العابرة للحدود.

كما دفع الحلفاء لزيادة إنفاقهم الدفاعي وتحسين فرص واشنطن الاقتصادية، عبر مزيج من الضغوط والمجاملات للقوى الكبرى.

وفي أوروبا، رأى ترامب أن خطر الغزو ضعيف نظراً لتشرذم دول القارة وضعف روسيا، فلماذا الإبقاء على وجود عسكري هناك؟ أما في آسيا، فالصين تمثل تهديداً متزايداً يتطلب استثمارات أمريكية أكبر، ما يطرح خيار صفقة كبرى مع بكين تضمن مصالح واشنطن الاقتصادية مقابل تقليص وجودها العسكري في المنطقة.

إلحاح ترامب على حلول سريعة يصطدم بالوقائع الدبلوماسية     - موقع 24في النزاعات الدولية، يكون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عجلة من أمره. وحتى قبل أن يتسلم ولايته الثانية، ادعى فضله في "وقف النار الملحمي" في غزة. وسارع إلى الحصول على موافقة أوكرانيا وروسيا على هدنة، وبالنسبة لإيران، يريد ترامب اتفاقاً في غضون شهرين، لمنع طهران من تطوير سلاح نووي.       

تداعيات محتملة على الحلفاء

يرى أبراموفيتش أن إعادة تقييم ترامب للاستراتيجية الأمريكية تحمل ثلاثة تداعيات رئيسية لحلفاء واشنطن:

1- نهاية عهد الضمانات التقليدية

لم يعد بالإمكان الاعتماد على الهيمنة الأمريكية كما في السابق، فحتى لو كان نهج التوازن الخارجي منطقياً، فإن تغيّر الاستراتيجية قد يصبح نهجاً دائماً، ليس مع ترامب فقط، بل ربما مع إدارات أمريكية مستقبلية.

2- ضرورة زيادة الإنفاق الدفاعي

على الحلفاء تعزيز قدراتهم الدفاعية لمواجهة تراجع الدور الأمريكي. لكن هذا قد يكون سيفاً ذا حدين، إذ إن تحصّن الدول الإقليمية ضد موسكو وبكين قد يُشجّع واشنطن على الانسحاب أكثر.

3- التقليل من الاعتماد على أمريكا بذكاء

من الضروري أن تبحث الدول عن خيارات بديلة، لكن بحذر، خصوصاً في ظل إدارة غير متوقعة مثل إدارة ترامب. بالنسبة إلى أستراليا، على سبيل المثال، برزت دعوات لنهج أكثر استقلالية في السياسة الخارجية والدفاعية. ومن بين الخيارات المطروحة، تسريع شراء الأسلحة الأمريكية التي يمكن الحصول عليها بسرعة، مع تجنب الالتزامات طويلة الأمد مثل شراء غواصات نووية، إذ قد يتم إلغاؤها في أي لحظة بقرار أمريكي مفاجئ.

لن تعجب ترامب.. سيناريوهات محتملة لضم كندا إلى الولايات المتحدة - موقع 24يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ضم كندا وجعلها الولاية الأمريكية الرقم 51، وإذا ما مضى في سبيل هذه الغاية، فثمة "عواقب غير مقصودة" ستحدث.      

وختم أبراموفيتش بالقول: "هناك الكثير مما يجب فعله، وبسرعة".

مقالات مشابهة

  • استعدوا للسبت المقبل.. كسوف جزئي للشمس في حدث فلكي مذهل
  • كيف يمكن فهم استراتيجية ترامب الخارجية؟
  • تكنولوجيا مبتكرة وأداء مذهل .. أفضل هواتف أوبو لعام 2025
  • إنجاز مذهل.. علماء يطورون «شاشات» فائقة الدقة
  • متطوعو فيديكس يوزعون 1600 طرد غذائي في رمضان
  • ديوكوفيتش يقلل من أهمية استعادته لصدارة التصنيف
  • من تعثر في رمال غزة.. لا يمكن أن يصعد جبال اليمن!!
  • الاتحاد الأوروبي يعارض الأعمال الإسرائيلية العدوانية
  • إمام مسجد السيدة زينب يوضح معجزة تحرك الأجرام السماوية بنظام مذهل
  • سرطان البروستاتا..دراسة تكشف خطأً شائعاً يرفع خطر الوفاة بنسبة 45%