كشفت العديد من وسائل الإعلام الفرنسية، أنّ عثمان سونكو، الخصم الذي يُثير غضب الحكومة في السنغال، مُقرّب من تنظيم الإخوان الإرهابي، ومدعوم من اليسار الفرنسي المُعارض، على الرغم من برنامجه ومُعتقداته المُتطرّفة.

كما يحظى سونكو بتأييد ودعم طارق رمضان، حفيد حسن البنا، مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، مُحذّرة من تصاعد الخوف في داكار من تطوّرات خطيرة إثر اتهام سونكو بدعم الإرهابيين ضدّ الدولة.

وقالت أسبوعية "ماريان"، إنّ اعتقال سونكو القريب من الجماعة الإرهابية، أثار أعمال شغب جديدة في البلاد. ووصفت المجلة الفرنسية الإخوان بأنّهم تنظيم يسعى لنشر الإرهاب في العالم مُتجاوزاً الحدود الجغرافية، مُشيرة إلى تصنيفه كمنظمة إرهابية في عدّة دول.

Proche des Frères musulmans et soutenu par la gauche française : Ousmane Sonko, l'opposant qui agite le Sénégal https://t.co/uBy9vuh4Qt via @MarianneleMag

Défendu par Juan Branco ...

— loredane ???????? ???????? ???????? ???????? (@AllaisLoredane) August 8, 2023

ويحتكر مصير سونكو، وهو الخصم الأقوى للرئيس السنغالي ماكي سال، الاهتمام الداخلي في السنغال وعلى الصعيد الدولي كذلك، خاصة في أعقاب إضرابه عن الطعام في السجن، ونقله إلى العناية المركزة حسبما ترددت الأنباء.

وبعد الحُكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة "إفساد الشباب"، لا يزال هذا المُعارض يتمتع بدعم من جانب قطاع عريض من اليسار الفرنسي، بما في ذلك جان لوك ميلينشون المرشح الرئاسي السابق، وهو ما أثار استغراب الصحافة الفرنسية.

وبعد الانقلاب الأخير في النيجر، بات يُنظر إلى السنغال بشكل متزايد في فرنسا على أنها قلعة محاصرة ومهددة بالانهيار. وقد أدّى تخلّي رئيس الدولة ماكي سال عن فترة ولاية ثالثة متنازع عليها إلى تخفيف حدة التوترات جزئياً، لكنّ حرب الخلافة الشديدة بدأت داخل الائتلاف الحكومي نفسه حيث المنافسين كثر، فيما الحليف الفرنسي والمانحون الدوليون، يرون في رئيس الوزراء الحالي أمادو با، بثروته الهائلة وشبكاته القوية، مرشحاً مقبولاً.

Les avocats d’Ousmane Sonko et son parti dissous ont indiqué ce jeudi 17 août 2023 qu’il avait été admis dans un service de réanimation à l’hôpital.https://t.co/13yMYbeYMy

— Claire L. - La France est éternelle (@FrSaintLouis) August 18, 2023

ومن جهتها، تساءلت صحيفة "ويست فرنسا" عن أسرار عثمان سونكو الخصم السنغالي، الذي يُدافع عنه السياسي والمحامي الفرنسي الإسباني المعروف خوان برانكو، والذي تحدث عمّا أسماه مؤامرة ضدّ موكله، حيث تمّ اتهامه في قضايا قضائية مختلفة، مما يجعل ترشيحه لانتخابات 2024 الرئاسية مُستحيلاً.

وطعن مستشارو سونكو في التهم والقرارات القضائية، بما في ذلك محاميه برانكو، الذي سُجن لفترة وجيزة في داكار بتهمة "التآمر"، ثم أفرجت عنه السلطات السنغالية في 7 أغسطس(آب) الجاري، مع أمر بترحيله إلى فرنسا.

واعتبرت الصحيفة الفرنسية سونكو كألد خصوم رئيس الجمهورية السنغالية بخطاباته الشعبوية التحريضية، ومع ذلك، فقد تورط في عدة قضايا تسببت في اضطرابات خطيرة في البلاد.

نقل المعارض السنغالي سونكو إلى العناية المركزة https://t.co/8MCllj4Ul5

— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023

وبالفعل، اتُهم عثمان سونكو بالاغتصاب والتهديد بالقتل ضدّ موظف يعمل في صالون تدليك. كما تمّ اتهامه بالدعوة إلى العصيان والتضامن مع المجرمين، فيما يتعلق بتأسيس مشروع إرهابي لتقويض أمن الدولة.

وأجمعت "ويست فرنسا" كذلك، على خطورة الفكر الذي يُمثّله خصم الرئيس السنغالي، باعتباره مؤيداً لجماعة الإخوان الإرهابية، ومُقرّباً جداً من بعض رموزها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني السنغال عثمان سونكو فرنسا

إقرأ أيضاً:

اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة (1 مكرراً من 2)

بقلم: الريح عبد القادر

"جراب الراي في الرد على القراي"

هُرِع الدكتور الفاضل عمر القراي إلى الرد على مقالي الموسوم "اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة" ولمّا أكُمِلُ جزءه الثاني، وهو الأهم، الذي وعدت به. والأمر المثير للعجب أن يكون الإخوان الجمهوريون هم الأسرع في الرد على مقال يهاجم الإخوان المسلمين. بيد أنّ هذا العجب يُبطل حين يُعرف السبب: لا يتحمل الجمهوريون أدنى نقدٍ يوجّه لمحمود محمد طه وفكره. وتكشف هرولة الدكتور القرّاي إلى الرد أن صبر الجمهوريين قد عِيل إزاء ما اعتبروه مساساً بمرشدهم الذي يمثِّل بلحمه ودمه لحم فكرهم ودمه.

أقدّرُ أن يكون الدكتور القراي قد أمضى خمس سنوات لنيل درجة الدكتوراة في المناهج التربوية؛ ولكنني أدرك أنه أمضى زهاء خمسين سنة في ممارسة الجدال والنزال والسجال.
بدأ الدكتور تعقيبه مشدداً على جهود المرحوم محمود محمد طه والجمهوريين عموماً في توعية الشعب بخطورة فكرة الإخوان المسلمين. وهنا أطمئِن الدكتور الفاضل بأني قد اطلعت على كتاب "هؤلاء هم الإخوان المسلمون". يركز الجمهوريون في جزئين من هذا الكتاب على مهاجمة الشريعة الإسلامية التي يريد الإخوان المسلمون تطبيقها وعلى الممارسات والأفكار الطرفية للإخوان المسلمين. ولو انتظر الدكتور القراي صدور الجزء الثاني من مقالي لوجد أنني أركّز نقدي على "الأسس المُوجِدة للفكر الإخواني"، وعلى لبابه وجوهره الحقيقي. يرى الجمهوريون أن الخطأ الجوهري في فكر الإخوان المسلمين هو تطبيق الشريعة الإسلامية. ومنهجياً، لا يمثل ذلك جوهراً، بل هو فرع. ولئن كان التركيز على نقد الأخطاء والممارسات قد ينطوي على إقرار بالصحة المبدئية لوجود "الفكر الكيزاني"، فإن نقدنا ينزع عن ذلك الفكر صحة وجوده من الأساس. ويبدو النقد الجمهوري متسامحاً مع الكيزان إنْ هم تخلوا عن تطبيق الشريعة وأجروا بعض الإصلاحات. أما نقدنا فيقوم على أن الفكر الكيزاني، في حد ذاته، أو" الكوزنة" في حد ذاتها، نبتٌ شيطاني يتعين اقتلاعه من جذوره.

ويجافي الدكتور القراي الحقيقة حين يزعم أنّ حديث محمود عن اقتلاع الإخوان المسلمين تحليل علمي. ليس محمود محمد طه في نظر الإخوان الجمهوريين أستاذاً إكاديمياً وإنما هو "عارف" نهل العلم كفاحاً من الله بلا واسطة. وبذلك فإن ما يسمى فكراً جمهورياً إنما هو في الحقيقة عقيدة. ولو كان الدكتور القراي والجمهوريون يتحرَّوْن الصدق لكان يتعيّن عليهم أن يقولوا إن "نبوءة" اقتلاع الإخوان المسلمين هي من العلم اللدُني والفتح الرباني لمحمود محمد طه وليست مجرد تحليل علمي.

ثم يلجأ الدكتور القرائ، كعادة الجمهوريين، إلى الهجوم الشخصي على الخصم، فيتساءل ساخراً عن الدور الذي قمتُ أنا به في توعية الشعب السوداني بسوء الإخوان المسلمين عندما كنت بجامعة الخرطوم. يا أيها الدكتور الفاضل لقد كنتُ في جامعة الخرطوم طالباً ثم مدرساً بسيطاً ولم يكن لي علمٌ ولا شأن بتوعية الشعوب. أما الآن فأنا أدعو إلى "مشروع التواضع الوطني: تواضعٌ على التواضع"، وبه أدركُ سوء الفكرين الجمهوري والكيزاني وأحذر منهما. يقوم كلاهما يقوم على "استعلاء الأنا الجماعية": يرى الإخوان المسلمون أنهم صحابة هذا الزمان، وهم الأجدر بالحكم، ومن خالفهم يستحق من العذاب ما يستحق، سجناً وتشريداً وقتلاً؛ ويرى الإخوان الجمهوريون أنهم دعاة الرسالة الثانية، وأن صاحبهم محموداً قد تلقى علم الرسالة الثانية كفاحاً، بلا واسطة، فأصبح يصلي صلاة خاصة به، لا تشبه صلاتنا؛ ومن خالفهم فإنه جاهلٌ، ولا يمكن له أن يتعلّم إلا حين يعلم مثل علمهم، ويرى مثل ما يرون.

ثم يصر الدكتور القراي إصراراً لا يسعنى إلا أن أصفه بالسادية على أن تجربة حكم الإخوان المسلمين "مفيدة"، موضحاً أن ما صاحبها من امتحانات عسيرة يفضي إلى هزيمة فكرة الإخوان المسلمين ويسوق الناس إلى الله. ويستشهد الدكتور بقول الصوفية "من لم يَسِرْ إلى الله بلطائف الإحسان سِيق إليه بسلاسل الامتحان". وهنا نوضح للدكتور الفاضل أنّ هذا القول الصحيح ينطبق على الأفراد حصراً، وليس على الشعوب. يتعرض الفرد للامتحان فيثوب إلى ربه ويتوب، فيكون مستفيداً. أما الشعوب، أيها الدكتور الفاضل، فإن مَن مات من أفرادها مفتوناً في دينه، قاتلاً أو سارقاً، أو مغتصِباً، فقد خسر الخسران المبين.

ثم يدلف الدكتور القراي إلى فقرة أثيرة لدى الجمهوريين، وهي رفع قميُص عثمان، مُمثلاً في إعدام محمود. من طوام الرئيس الأسبق نميري إعدامُه محموداً. وهنا نربأ بإخواننا الجمهوريين أن يحرفوا تاريخناً القريب. لقد ظل محمودٌ والإخوان الجمهوريون مؤيدين لحكم الديكتاتور نميري حتى عام 1983. وقد أعدم محمود ظلماً، ولكن ليس لأنه كان يدافع عن حرية الشعب السوداني، بل لإصراره على دعاوى اعتبرها قضاة ذلك العهد ردةً وزندقة.

وبعد التهجم على الرمز الوطني المرحوم محمد أحمد محجوب، الذي سبق محمود محمد طه بعشر سنوات في توقع سوءات حكم الإخوان المسلمين، يعود الدكتور القراي إلى عدم المنهجية العلمية فيقول إنّ نقد حركة الإخوان المسلمين لا يمكن أن يتم إلا بنقد الشريعة الإسلامية. وهنا يترك القراي الفيل ويطعن ظله، ويترك الإخوان المسلمين ليواجه عامة المسلمين الذي يجلّون الشريعة الإسلامية. ويطيش سهم القراي في توصيف خطورة الإخوان المسلمين حين يجعلهم مجرد فكر سلفي.
إن الإخوان المسلمين أخطر من ذلك بكثير و"ألعن"، أيها الدكتور الفاضل.
وهذا ما سنبينه في الجزء الثاني من هذا المقال بحول الله تعالى.

alrayyah@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • بين قَهرَين!! الإخوان والحكومة!
  • عارض صحي يمنع سالم الدوسري من مواجهة الاتفاق
  • تقارير فظيعة عن الاستعباد الجنسي الذي مارسته الدعم السريع بالسودان
  • إذاعة فرنسا: اتهامات بالفساد تطال مؤسسة "القرض الحسن" التابعة لحزب الله كشفت إذاعة فرنسا الدولية عن فضائح مالية جديدة تطال حزب الله، في ظل الانهيار الاقتصادي الحاد الذي يشهده لبنان، لتضع مؤسسة "القرض
  • اقتلاع الكيزان: الوهم والحقيقة (1 مكرراً من 2)
  • هل يصبح الرئيس الفرنسي ماكرون الزعيم الجديد لقارة أوروبا؟
  • الخارجية الروسية تستدعي السفير الفرنسي في موسكو لهذا السبب
  • محافظ شمال سيناء: زيارة الرئيس الفرنسي هدفها دعم جهود مصر في وقف إطلاق النار
  • وزير الاقتصاد والصناعية الفرنسي: دعوة الشركات الفرنسية لضخ الأموال في السوق المصري
  • الرسائل السياسية والدبلوماسية من زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة وجولته في حي الحسين السياحي