خير ما أبدأ به هذه المقالة قول الله تعالى «من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياةً طيبةً » « النحل 97» هذه الآية الكريمة تجسيد لحياة إنسان عظيم قرر العيش بشرف وإجتهاد وأمانة وكفاح ومثابرة لكى ينقذ بعلمه وعمله حياة كثير من البشر المريض، وفى عالم يعج بالأمثلة الخالية من الهدف والقيمة والإيمان الحقيقى بنعمة العمل الشريف الذى يهدف ويساعد الغير يظهر لنا السير مجدى يعقوب كنجم مضيئ فى سماء الإنسانية، رمزاً للشرف والإجتهاد والكفاح من أجل تحقيق غايات سامية، لقد كان ومازال هذا الرجل العظيم النموذج الأمثل تجسيداً حياً لفكرة الرغبة الدائمة فى النجاح، والعمل من أجل قلوب البشر.
منذ نعومة أظافره كان الدكتور مجدى يعقوب مؤمناً بأن للعلم والعمل قوة جبارة قادرة على تغيير حياة البشر، أختار بمحض إرادته وبإيمانه أن يكون طبيباً إنساناً.
لم يدخر جهداً ليخفف الآلم عن قلوب الآلاف من البشر حول العالم، كانت رحلة كفاحه مليئة بالاجتهاد والصبر والإيمان والإنسانية لأنه حقاً إنسان اختار أن يخدم الغير بعلمه وعمله الذى حاباه الله عز وجل به، وبالصبر والاجتهاد انتصر لحلمه.
هذا الجراح العبقري لم يكن فقط طبيباً للقلب، بل كان قلبه نابضاً بالأمل ككل من سمع اسمه فى رحلته الطويلة والمضيئة، أثبت للجميع أن العمر مجرد رقم، وأنه لابد أن يكون مساعدة الغير بقدر ما تملك من نعم هذه حقاً الحياة الطيبة الآمنة التي تمر بنا وتنتهى سريعاً ونكون قد انتصرنا فيها وجلبنا السعادة للغير وأتينا لأنفسنا بشرف الحياة وسمو قيمة العمل والكفاح والصبر، حتماً عندما نلقى وجه كريم نكون قد أدينا الرسالة على أكمل وجه وسوف نأخذ الهدية الكبرى وهى الفوز بالجنة، فهي هدية الله عز وجل لعباده الصالحين اللذين عاشوا بشرف وأمانة وجهد وكفاح.
على مدار عقود طويلة ظل السير مجدى يعقوب يكافح بلا كلل، محقق المعادلة الصعبة بين الإبداع العلمي والالتزام الإنساني.
لم تكن رحلته سهلة فقد واجه العديد من التحديات واللحظات الصعبة التي تتطلب الصبر والإصرار لكنه كان دائم الإيمان بأن العمل الجاد هو الطريق لتحقيق المعجزات بفضل مثابرته المستمرة، استطاع تطوير صمام قلب صناعي يعتبر بمثابة إنقاذ للحياة وخصوصاً للأطفال الذين يعانون من عيوب خلقية خطيرة، هذا الابتكار ليس مجرد إنجاز طبى بل شهادة حية توثق للعالم كله قيمة الدكتور الإنسان مجدى يعقوب.
عندما ننظر إلى إنجازاته نجد أن السير مجدى يعقوب ليس مجرد جراح عادى بل هو إنسان قرر أن يكرس حياته لخدمة الآخرين، أسس مركزاً عالمياً لعلاج أمراض القلب فى أسوان والذى أصبح منارة طبية تستقطب المرضى من مختلف أنحاء العالم.
أكثر ما يثير الدهشة في هذا المركز هو أنه يقدم العلاج بالمجان للمرضى غير القادرين، ليكونوا مثالاً حياً لقول رسول الله «صل الله عليه وسلم» خير الناس أنفعهم للناس.
إن قصة ابتكار صمام جديد ليس فقط رسالة للطب بل هي رسالة للشباب أن الأحلام تتحقق بالعلم والتفاني والإيمان بقيمة العمل.
السير مجدى يعقوب لم يكتفى بكونه طبيباً بل كان مبتكراً باحثاً طوال الوقت وملهماً لكل من حوله.
ومسك الختام لا يسعني إلا أن أعبر عن فخري العميق بالدكتور مجدى يعقوب الطبيب الإنسان الذي أعاد تعريف معنى العطاء، أشعر بامتنان أنني أنقل رسالة خير تحيي القلوب وتزرع الأمل.
فيجب أن ننشر قيم العمل والاجتهاد والتفاني والشرف قيم أتمنى أن تظل تنبض بالحياة، ويجب أن يعلم الجميع أن العمل الصالح لا يفنى بل يظل خالداً، كما قال تعالى «فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض» «الرعد 17»، وعلينا أن نغرس فى الأجيال القادمة تلك القيم وأن نزرع فيهم أن النجاح الحقيقى يكمن في خدمة الآخريين وأن التواضع هو المفتاح السحري، لجعلك إنسان عظيم ذو شأن كبير بين البشر، فهنيئاً للسير مجدى يعقوب، فأنه لم يعمل لصالحه بل عمل للإنسانية بأكملها.
اقرأ أيضاًافتتاح مركز مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب بالقاهرة أغسطس المقبل
إطلاق اسم مجدي يعقوب على صالة كبار الزوار بمطار أسوان الدولي
السير «مجدي يعقوب» يكشف عن موعد الانتهاء من اختراع صمامات القلب الطبيعية «فيديو»
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مجدي يعقوب دكتور مجدي يعقوب الطبيب الإنسان جراح القلب العالمي مجدي يعقوب مجدی یعقوب
إقرأ أيضاً:
منظمة “إنسان”: استهداف المصانع يعكس مستوى الانحطاط الذي وصل إليه العدوان الأمريكي
أدانت منظمة “إنسان” للحقوق والحريات استهداف العدوان الأمريكي للمنشآت الحيوية في اليمن.
واعتبرت المنظمة في بيان لها، استهداف المصانع والمنشآت المدنية، جريمة حرب بكل القوانين الدولية والأعراف الإنسانية.
وأشار البيان إلى أن جريمة استهدفت مصنع السواري للسيراميك في مديرية بني مطر بمحافظة صنعاء، والذي أدى إلى شهداء وجرحى، تعبر عن مستوى الانحطاط الذي وصل إليه العدوان الأمريكي، وهوسه في تدمير البنى التحتية، وتوسيع دائرة معاناة الشعب اليمني.
وأكدت منظمة “إنسان” أن إقدام الولايات المتحدة الأمريكية على هذه الأعمال يعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، لا سيما المادة 3 من اتفاقيات جنيف لعام 1949، التي تنص على حماية المدنيين من الهجمات، والمادة 147 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر الهجمات على السكان المدنيين، إضافة إلى المادة 51 من البروتوكول الإضافي الأول، التي تمنع الهجمات العشوائية ضد المدنيين والممتلكات.
وطالبت المنظمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالقيام بدورهم تجاه جرائم العدوان الأمريكي ضد اليمن، وذلك بوقف العدوان وفتح تحقيق دولي لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم بحق المدنيين اليمنيين.