*ضوء على السودان | أسامة داود يزدهر في بلد مزقته الحروب*
آفريكا إنتلجنس – بقلم أنطوان جاليندو
14 يناير 2025
رجل الأعمال السوداني البارز خبير في التكيف مع المشهد السياسي المتغير باستمرار في بلاده. نفوذه في الجيش وعلاقاته مع العائلة الملكية الإماراتية وضعته في قلب الصراع الذي بدأ منذ عام 2023.
يفضل رجل الأعمال السوداني أسامة داود عبداللطيف عدم الإعلان عن حقيقة أن مجموعة DAL الخاصة به كانت واحدة من الشركات القليلة التي تمكنت من جلب السيولة إلى السودان وتوزيعها في البلاد منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.

ووفقًا لوثائق اطلعت عليها “أفريقيا إنتليجنس”، فقد قام بترتيب تحويلات مالية إلى بعض المناطق النائية في البلاد عبر فرع “إنفيكتوس تريدينغ” في أبوظبي. تعتمد المنظمات غير الحكومية والدولية العاملة في هذه المناطق النائية على خدماته كوسيلة عملية لضمان دفع أجور موظفيها المحليين.
في مقابل عمولة 5%، والالتزام بثلاثة أشهر على الأقل، ودفع المبلغ بالدولار في حساب مسجل في الإمارات العربية المتحدة، تلتزم DAL بتحويل ما يعادل المبلغ بالجنيه السوداني لموظفي المنظمات غير الحكومية في غضون سبعة أيام. في ظل عدم وجود بنك مركزي أو بدائل أخرى، اضطرت حوالي عشر منظمات دولية إلى اللجوء إلى DAL.
*شبكة واسعة النطاق*
هذه الخدمات ليست جديدة. خلال ثورة 2018 والسنوات التي تلتها، أصبحت ابنة داود، سارة لطيف، معروفة بين المتظاهرين والمعارضين لنظام عمر البشير. وفي وقت كانت البلاد تخضع لعقوبات دولية، تمكنت من تسهيل تحويل الأموال من الخارج لهم. لا تزال تشرف على هذا الفرع من الأعمال، على الرغم من أنها لم ترد على استفساراتنا حول الموضوع. تعتمد قدرة DAL اللافتة على تقديم هذه الخدمة في بيئة مزقتها الحرب على شبكتها الواسعة التي تصل إلى مناطق بعيدة جدًا في البلاد.
منذ 15 أبريل 2023، تخوض القوات المسلحة السودانية بقيادة الجنرال عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي” معركة شرسة ضد بعضهما البعض، مما أدى إلى اتهامات متزايدة بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان. في 7 يناير، أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أن هناك إبادة جماعية تحدث في دارفور. كما أدت المعارك إلى نزوح حوالي 15 مليون سوداني، واحتياج أكثر من 20 مليون إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
*التاريخ العائلي والصلات العسكرية*
تأسست شركة السودان للجرارات (SUTRAC)، الشركة السابقة لـ DAL، في منتصف القرن العشرين بواسطة والد أسامة، داود عبداللطيف. بعد الاستقلال في عام 1966، نجح في الحصول على امتياز كاتربيلر في السودان، مما ساعد الشركة على الازدهار. عندما ورث أسامة الشركة في السبعينيات، قام بتغيير اسمها إلى DAL نسبة إلى الأحرف الأولى من اسم والده.
على مدى العقود، وبالرغم من الانقلابات وتغير الأنظمة، توسعت DAL وتنَوَّعَت في مجالات الزراعة، صناعة السيارات، الهندسة، العمل الخيري، التجارة، التمويل، والمعادن، وهي اليوم تهيمن على عدة قطاعات. خلال عهد البشير، كانت DAL واحدة من الشركات الخاصة القليلة التي تعمل مع مؤسسة الصناعات العسكرية، الشركة الحكومية لتصنيع المعدات الدفاعية، والتي كانت تسيطر على الاقتصاد السوداني.
بنى أسامة داود شبكة واسعة من الاتصالات مع الضباط العسكريين خلال تلك الفترة، ولا تزال هذه الشبكة قائمة حتى اليوم. يُقال إنه مقرب من مدير مؤسسة الصناعات العسكرية، مرغني إدريس سليمان، الذي يعمل ابنه كمدير تنفيذي في مجموعة DAL. إدريس، الخاضع لعقوبات أمريكية وأوروبية، يعمل كوسيط مع إيران للحصول على أسلحة وطائرات بدون طيار للقوات المسلحة السودانية.
*العلاقات الدولية*
تمكنت شركة “سيغا للمطاحن”، وهي شركة تابعة لـ DAL، من استيراد القمح ومعالجته محليًا بسبب شبكة أسامة داود الدولية. نقل جزءًا من أنشطته إلى الخليج في مرحلة مبكرة، وأسس شركة إنفيكتوس تريدينغ في 2014 للتجارة في القمح مع شمال إفريقيا والشرق الأوسط.
*صفقات مع الإمارات*
في 2022، استحوذت شركة القابضة الدولية (IHC) على 25% من إنفيكتوس. هذه الشركة مملوكة لمجموعة PAL ورويال جروب، المملوكتين للشيخ طحنون بن زايد آل نهيان.
كان أسامة داود العقل المدبر للصفقة التي أبرمتها الحكومة السودانية مع شركة موانئ أبوظبي لتوسيع وتشغيل ميناء أبو عمامة شمال بورتسودان. ورغم الاعتراضات من الجيش السوداني بسبب دعم الإمارات لقوات الدعم السريع، حافظ داود على علاقات جيدة مع الجيش السوداني.
*الخاتمة*
أسامة داود رفض الإجابة على استفساراتنا، لكنه يظل شخصية بارزة في السودان بفضل قدرته على التكيف واستغلال شبكاته وعلاقاته..

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني يرفض العقوبات الأمريكية ضد البرهان

بعدما فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات تستهدف عبد الفتاح البرهان، قائد القوات المسلحة السودانية، استنكر الجيش السوداني القرار ووصفه بـ الجائر من قبل وزارة الخزانة الأميركية.

وأعلن المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله، في بيان اليوم ، أن القوات المسلحة تستهجن الإشارة إلى أي إجراءات يمكن أن تمس أيا من قادة القوات المسلحة، مشيرا إلى أن هذه الإجراءات الظالمة، لن تثني الجيش عن الاضطلاع بواجبه القانوني والدستوري في الدفاع عن البلاد وشعبها وتأمين سلامة أراضيها من المرتزقة والعملاء وداعميهم بالداخل والخارج.

 زعيم الأمة السودانية

وأشار الجيش في بيانه: إلى أن الجيش يدفعه عزم أكيد وتصميم وإرادة وطنية لن تلين، ويعززها دعم السودانيين غير المحدود حتى القضاء على آخر متمرد ومرتزق وعميل، ووصف البيان البرهان بـ"زعيم الأمة السودانية" وقائد حرب الكرامة الوطنية التي يخوضها الجيش والشعب ضد مرتزقة ومليشيا آل دقلو الإرهابية.

كما أعربت وزارة الخارجية السودانية، عن رفض الحكومة للعقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة على البرهان، وقالت إن القرار الأميركي لا يعبر إلا عن التخبط وضعف حس العدالة، وأن القرار الأميركي يفتقد لأبسط أسس العدالة والموضوعية، ويستند إلى ذرائع واهية لا صلة لها بالواقع، وينطوي على استخفاف بالشعب السوداني، ويدعم من يرتكبون الإبادة الجماعية.

وكانت الخزانة الأميركية أعلنت أمس فرض عقوبات على البرهان، متهمة إياه بتفضيل الحرب على المفاوضات لإنهاء الصراع الذي أودى بحياة عشرات الألوف ودفع الملايين إلى النزوح من ديارهم.

وأعلنت في بيان : أن أساليب الحرب التي ينتهجها الجيش تحت قيادة البرهان تشمل القصف العشوائي للبنية التحتية المدنية، والهجمات على المدارس والأسواق والمستشفيات، والإعدام خارج نطاق القضاء.

القرار جاء بعد أسبوع واحد من فرض عقوبات على محمد حمدان دقلو (حميدتي) قائد قوات الدعم السريع التي تخوض حربا مع الجيش السوداني مستمرة منذ عامين، ويهدف القرار بموجب الأمر التنفيذي رقم 14098، إلى معاقبة الأفراد الذين يساهمون في زعزعة الاستقرار في البلاد.

وذلك عقب إدراج مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية، محمد حمدان دقلو المعروف بـ “حميدتي”، قائد قوات الدعم السريع، في قائمة العقوبات في 7 يناير 2025، يعكس هذا الإجراء التزام الولايات المتحدة بمراقبة الأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار في السودان، ويعكس أيضاً القلق المتزايد من تصاعد التوترات في المنطقة وتأثيرها على العملية السياسية.

 

كما فرض مكتب مراقبة الأصول الأجنبية عقوبات على شركة وفرد متورطين في عمليات شراء الأسلحة لصالح منظومة الصناعات الدفاعية، التي تعد الجهة المسؤولة عن مشتريات القوات المسلحة السودانية. وقد تم فرض عقوبات على هذه المنظومة في يونيو 2023، مما يعكس استمرار الضغط الدولي على الجهات التي تسهم في تعزيز النزاع المسلح في البلاد.

 

وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن

أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أن الوضع في السودان يمثل تحدياً كبيراً، وأنه كان يأمل في أن تتمكن إدارة ترامب من تحقيق تقدم في هذا الملف، معربا عن خيبة أمله إزاء عدم القدرة على إنهاء النزاع المستمر في السودان.

وأشار وزير الخارجية الأمريكي، إلى أن الفشل في الوصول إلى حل سلمي للنزاع السوداني يمثل مصدر قلق كبير، والصراع قد أثر بشكل سلبي على حياة الملايين من المواطنين السودانيين، مشددا  على أهمية التعاون الدولي في معالجة الأزمات الإنسانية والسياسية في السودان، و تتضافر الجهود الدولية لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد.

وأكد أن الولايات المتحدة ستواصل دعمها للجهود الرامية إلى إنهاء النزاع وتحقيق السلام الدائم في السودان، مشيرا إلى أن القوات المسلحة السودانية بقيادة البرهان ارتكبت جرائم حرب موثقة، واستهدفت مدنيين وبني تحتية .

مقالات مشابهة

  • الحركة المتأسلمة السودانية صانعة الحروب والأزمات بجدارة
  • الشركة القابضة تعلن عودة تدريجية للتيار الكهربائي إلى مدن سودانية
  • ما تأثير تحرير المدينة على معنويات الجيش السوداني والشعب؟
  • الجيش السوداني يرفض العقوبات الأمريكية ضد البرهان
  • الجيش السوداني: العقوبات التي فرضت على البرهان ظالمة
  • الشعب السوداني تأذّي ولايزال يتأذي من بعض أبناء دولة جنوب السودان
  • ما هي الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني لاستعادة مدينة ود مدني؟
  • شركة «آبل» تكشف الإلكترونيات والهواتف التي ستطلقها هذا العام
  • أحمد موسى: 5 آلاف شركة مصرية قادرة على إعادة الإعمار في أي دولة بالعالم