النقد الدولي يتوقع نمو الاقتصاد العالمي العام الجاري
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
نشر صندوق النقد الدولي أمس توقعاته المحدثة لنمو الاقتصاد العالمي وتوقع أن يبلغ 3,3% للعام 2025 لكن مع اختلافات أكبر بين البلدان والمناطق.
وبمناسبة نشر تقريره المحدث عن الاقتصاد العالمي، أكد الصندوق على استمرار المخاطر المتمثلة في عودة التضخم في الولايات المتحدة على سبيل المثال ووجود انكماش في بلدان أخرى مثل الصين، فضلا عن عواقب عدم الاستقرار السياسي في العديد من الاقتصادات الكبرى.
ومن اقتصادات العالم الرئيسية، شهدت الولايات المتحدة المراجعة الأكثر وضوحا (+0,5 نقطة مئوية) حيث يتوقع أن يبلغ النمو 2,7% هذا العام، مما يزيد فعليا الهوة مع الاقتصادات المتقدمة الأخرى، خصوصا الاتحاد الأوروبي.
لكن التوقعات جاءت بدون الأخذ في الاعتبار السياسات المحتملة التي سيطبقها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وخصوصا أن صندوق النقد لا يملك حتى الآن فكرة دقيقة عما سيتم وضعه وبأي طريقة.
وأكد بيار أوليفييه غورينشاس كبير الاقتصاديين في صندوق النقد خلال مؤتمر صحافي أن "هذا التباين بنيوي جزئيا. فالولايات المتحدة على سبيل المثال استفادت من نمو إنتاجية أعلى من أوروبا خصوصا في قطاع التكنولوجيا بسبب بيئة الأعمال المواتية وسوق أكبر لرأس المال".
وهو تشخيص مشابه للذي أجراه رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي في سبتمبر ودعا بشكل خاص إلى تعزيز السوق المصرفية والمالية المشتركة.
وتأتي المشكلة من الاقتصادين الأوروبيين الرئيسيين، ألمانيا وفرنسا، مع خفض التوقعات المتعلقة بهما خلافا لإسبانيا التي كان أداؤها جيدا في العامين الماضيين وتوقع صندوق النقد الدولي أن تسجل نموا بأكثر من 2% هذا العام (+2,3%).
وشهدت ألمانيا ركودا طفيفا لعامين متتاليين، ويتوقع أن تشهد تحسنا مع نمو يصل إلى 0,3%، بمراجعة نسبتها 0,5 نقطة مئوية مقارنة بأحدث التوقعات في أكتوبر.
وقال كبير خبراء الاقتصاد في صندوق النقد الدولي بيار أوليفييه غورينشاس إن خطط الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الاقتصادية قد تعيد إشعال التضخم في الولايات المتحدة، وذلك قبل أيام من عودته الى البيت الابيض.
وأكد غورينشاس أن مقترحات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية وتقييد الهجرة من المرجح أن تقيد جانب العرض من الاقتصاد وتدفع الأسعار إلى الارتفاع.
وأضاف أن المقترحات الأخرى التي طرحها الرئيس المنتخب، مثل خفض البيروقراطية والضرائب، قد تؤدي أيضا إلى زيادة التضخم من خلال تعزيز الطلب.
وقال "الخلاصة هي أنه عندما ننظر إلى المخاطر التي تواجه الولايات المتحدة، نرى مخاطر تصاعدية على التضخم".
وتحدث غورينشاس في مقر صندوق النقد الدولي في واشنطن قبل نشر تقرير آفاق الاقتصاد العالمي الرائد أمس .
وفي تحديث تقرير آفاق الاقتصاد العالمي، الذي لم يأخذ في الاعتبار مقترحات ترامب بسبب "عدم اليقين" في السياسة، رفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو العالمي ورفع بشكل حاد توقعاته للاقتصاد الأميركي.
ويرى العديد من خبراء الاقتصاد أن خطط ترامب بشأن التعريفات الجمركية والهجرة تضخمية، لكن ترامب ومستشاريه ردوا بحجة أن الحزمة الإجمالية من التدابير التي يخطط لاقرارها يجب أن تساعد في إبقاء الأسعار تحت السيطرة.
وقلص المتداولون عدد تخفيضات أسعار الفائدة التي يتوقعون أن يقوم بها الاحتياطي الفدرالي الأميركي في عام 2025، بحيث حددوا فرصة بنحو 80 في المائة أنه لن يقوم بأكثر من تخفيضين بواقع ربع نقطة مئوية هذا العام، وفقا لبيانات من مجموعة CME.
وبحسب غورينشاس فإن صندوق النقد الدولي يتوقع أن يخفض الاحتياطي الفدرالي أسعار الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية في عامي 2025 و2026، وهو توقع يتماشى مع متوسط توقعات مسؤولي الاحتياطي الفدرالي الذين تم استطلاع آرائهم في ديسمبر.
ويبدو الوضع مختلفا تماما لدى ثاني أكبر اقتصاد في العالم، والذي يعاني من أزمة في قطاع العقارات وعدم يقين متزايد بشأن سياسة التجارة العالمية.
ففي تقريره عن آفاق الاقتصاد العالمي، توقع صندوق النقد الدولي أن يستمر نمو الصين في التباطؤ بفضل حزمة الدعم المالي الأخيرة التي قدمتها الحكومة والمصممة لدعم الاقتصاد المتباطئ.
وعلق غورينشاس "إذا نظرتم إلى الصين، فإن المخاوف تتعلق ربما بدخول نظام انكماش، مما يجعل أزمة قطاع العقارات تزداد سوءا".
واضاف "من حيث السياسات، نعتقد بالتأكيد أن الصينيين يسيرون في الاتجاه الصحيح، ولكن ربما تستطيع السلطات الصينية أن تفعل المزيد".
وتابع أنه في حال عدم القيام بذلك، فإن الصين تخاطر بأن الدعم الاقتصادي الأخير قد يثبت أنه غير كاف، مما قد يتسبب في تباطؤ أكبر في النمو.
وسجلت الصين نموا اقتصاديا نسبته 5% في 2024، في ما يعد أبطأ وتيرة منذ ثلاثة عقود باستثناء فترة كوفيد، في أرقام نُشرت الجمعة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: صندوق النقد الدولی الاقتصاد العالمی الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
الصين تدعو ترامب إلى حوار صريح لحل القضايا الخلافية
بكين"أ ف ب": دعا رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم إلى "حوار" مع واشنطن وذلك أمام منتدى في بكين حضره رجال أعمال أميركيون بارزون وسناتور أميركي من حلفاء الرئيس دونالد ترامب.
وشهدت العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم توترا في الأسابيع القليلة الماضية على خلفية فرض ترامب رسوما جمركية تهدد آفاق التجارة الصينية.
وجاءت تصريحات لي تشيانغ خلال اجتماع مع السناتور الأميركي الجمهوري عن مونتانا ستيف داينز أحد أنصار ترامب.
واعتبرت زيارته محاولة لتخفيف التوتر في العلاقات ومسعى لعقد قمة بين ترامب والرئيس شي جينبينغ.
وقال لي لداينز "يتعين على كل طرف منا اختيار الحوار بدلا من المواجهة، والتعاون المربح للجانبين بدلا من المنافسة الصفرية".
وحضر المنتدى رؤساء تنفيذيون لشركات كبرى من بينها فيدإكس وفايزر وكوالكوم.
وقال لي إنه يأمل بأن تعمل واشنطن "مع الصين لتعزيز التنمية المستقرة والسليمة والمستدامة" للعلاقات.
وفي وقت سابق الأحد قال لي أمام منتدى التنمية الصيني أن بكين "ستلتزم الاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية" في مواجهة "التشرذم"، في إشارة ضمنية إلى الاضطرابات التجارية التي أثارها ترامب.
- اضطرابات الزمن - ومنذ انتهاء جائحة كوفيد، تسعى بكين إلى توجيه اقتصادها نحو مسار أكثر استقرارا، خصوصا من خلال تعزيز الاستهلاك.
كما تسعى الآن إلى تأكيد دور البلاد كمدافع قوي عن النظام الاقتصادي المتعدد الأطراف، فيما يفتح ترامب مواجهات مع شركاء تجاريين رئيسيين للولايات المتحدة مثل الصين وكندا والمكسيك، على خلفية زيادة التعرفات الجمركية على صادراتها.
وقال لي تشيانغ للمسؤولين الصينيين ورجال الأعمال الدوليين إن "الصين ستقف بثبات على الجانب الصحيح من التاريخ، جانب الإنصاف والعدالة، وستتصرف بطريقة محقة في ظل اضطرابات الزمن".
وجاءت كلمة لي في افتتاح المنتدى الصيني الذي حضره هذا العام كبار قادة الأعمال، بمن فيهم الرئيس التنفيذي لشركة آبل تيم كوك.وأضاف رئيس الوزراء أن الصين "ستلتزم الاتجاه الصحيح للعولمة الاقتصادية وتمارس تعددية حقيقية وتكافح لتكون قوة للاستقرار واليقين".
وحذر من أن "التشرذم الاقتصادي العالمي يتفاقم اليوم"، مضيفا أن "عدم الاستقرار وعدم اليقين آخذان فيبر الازدياد".
- "حوار صريح" -
وتناولت المحادثات اليوم العديد من المواضيع الخلافية مثل تدفق الفنتانيل والمواد الكيميائية المستخدمة في تصنيع هذه المادة المخدرة من الصين إلى الولايات المتحدة حيث تتسبب في قتل الآلاف.
ويقول ترامب إنه قرر فرض رسوم جمركية جديدة على الصين لأن بكين فشلت في وقف شحنات تلك المواد الكيميائية التي تشكّل جزءا رئيسيا من أزمة المخدرات المدمرة.
لكنّ بكين تصر على أنها تتّخذ إجراءات صارمة ضد الإنتاج والتجارة غير المشروعين للمخدرات، ووصفت هذه القضية بأنها قضية تخص واشنطن وعليها حلّها بنفسها.
والتقى داينز اليوم نائب رئيس الوزراء هي ليفينغ مستشار الرئيس الصيني للشؤون الاقتصادية.
وخلال اجتماعه مع داينز، قال هي إن الصين "تعارض بشدة تسييس القضايا الاقتصادية والتجارية واستغلالها".
وأضاف هي أن الصين مستعدة "للدخول في حوار صريح" مع الولايات المتحدة لحل القضايا الخلافية، مشيرا إلى أن البلدين لديهما "العديد من المصالح المشتركة ومساحة واسعة للتعاون".
وتصل الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب منذ توليه منصبه في يناير إلى زيادة شاملة بنسبة 20 % على الصادرات الصينية الموجهة إلى الولايات المتحدة.
وبلغت صادرات البلاد مستويات قياسية العام الماضي، لكنّ المراقبين يحذرون من أن الاضطرابات في النظام التجاري العالمي قد تجبر بكين على إيجاد طرق أخرى لتعزيز نشاطها الاقتصادي.
وتقول بكين إنها تسعى لتسجيل نمو بنحو 5 بالمئة هذا العام، أي نفس معدل النمو العام الماضي وهو هدف يرى العديد من خبراء الاقتصاد أنه ينطوي على تحديات.