بعدما وصفهم بالإرهابيين .. الكيان ينعت قادة سوريّة الجُدُدْ بـ “ذئاب في ثياب حملان” .. لماذا تُعادي مصر سوريّة الجديدة؟
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
سرايا - تتابع دولة الاحتلال الإسرائيليّ عن كثب التطورّات الجديدة في سوريّة بعد سقوط الرئيس د. بشّار الأسد، فيما تواصل قوّات الجيش احتلال مناطق داخل بلاد الشام بالحجة المزعومة المحافظة على الأمن القوميّ ومنع فتح جبهةٍ جديدةٍ ضدّ الكيان من الشمال.
ويُشار في هذا السياق إلى أنّ وزيرط"، جدعون ساعر، كان قد قال إنّ حُكّام سوريّة الجُدُدْ هم مجموعة من الإرهابيين المُتطرفين، لافتًا في مقابلة مع ما يطلق عليها "الإذاعة الإسرائيليّة" العامّة إلى أنّ “هذه مجموعة من الجهاديين المتطرفين الذين انتقلوا ببساطة من إدلب إلى دمشق”.
كما عبّر عن قلقه على وضع الأقليات، خصوصًا الأكراد، مشيرًا إلى أنّ "إسرائيل" تعمل من خلال القنوات الدبلوماسية لحماية الحكم الذاتي الكردي في شمال سوريّة، وتطرق ساعر أيضًا إلى تجدد التوتر مع تركيا والرئيس رجب طيب إردوغان، على خلفية الأحداث في سوريّة، وشجب أنقرة للأنشطة العسكرية الإسرائيلية في الأراضي السورية.
وقال وزير الخارجية، إنّ “تركيا بقيادة أردوغان تُظهر خطًا عدائيًا واستفزازيًا لـ "إسرائيل"”، لكنه أكّد أيضًا أنّه لا توجد نية لدى" إسرائيل" في هذه المرحلة لاتخاذ خطواتٍ ضدّ أنقرة، وحذّر في الختام، من الإدارة الجديدة في دمشق، وشكك في تصريحاتها التصالحية.
في السياق عينه، قالت نائبة وزير ما يسمى "الخارجيّة الإسرائيليّ" إنّ قادة سوريّة الجدد “ذئاب في ثياب حملان”، يحاولون إقناع العالم بأنّهم ليسوا إسلاميين متطرفين، لكن حكومتها غير مقتنعة.
وأضافت شارون هاسكل في مقابلة مع تلفزيون بلومبيرغ: “نحن لا نخدع بالعديد من المحادثات والمقابلات مع تلك الجماعات المتمردة التي هي في الواقع جماعات إرهابية”، وكانت ترد على سؤال حول الزعيم الفعلي لسوريّة، أبو محمد الجولاني، الذي قال إنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يجب أنْ يعكس تقدمه الأخير في المنطقة العازلة مع سوريّة لأنّ قواته لا تشكل تهديدًا للبلاد”.
وأردفت هاسكل: “نحن على درايةٍ تامّةٍ بما يقولونه. لكن الحقيقة هي أنّنا سننظر في أفعالهم، وهذا سيحدد كيف نرد.
نحن لا نخدع بالحديث اللطيف”، مُضيفةً في الوقت عينه: 40 عامًا، إنّ "إسرائيل" لن ترتكب نفس الخطأ الذي ارتكبته مع حماس، الجماعة الفلسطينية التي أبدت دعمها للتعايش قبل شنّ الهجمات القاتلة في 7 أكتوبر 2023 والتي أشعلت فتيل الحرب في غزة”.
ومضت قائلةً: “أرسلت "إسرائيل" قوات إلى المنطقة العازلة بين حدودها الشمالية الشرقية وسوريّة منذ أطاحت هيئة تحرير الشام بالأسد، وهي الخطوة التي وصفها هاسكل بأنها “مؤقتة ومحدودة بشكل واضح”.
كما ضربت الطائرات الحربية الإسرائيلية مستودعات أسلحة ومواقع عسكرية أخرى في سوريّة لمنع وقوع المعدات في أيدي الجماعات المتطرفة المعادية لـ "إسرائيل"، وقالت هاسكل أيضًا إنّ "إسرائيل" تشعر بالقلق إزاء حقوق الأقليات في سوريّة، وخاصة الدروز والأكراد، الذين تربطهم بالدولة اليهودية علاقات جيدة، مشدّدّةً على أنّ هناك مجتمعًا درزيًا في "إسرائيل" له أقارب عبر الحدود السورية، وقد تتعرض حياتهم للخطر، وعندما سُئلت عمّا إذا كانت الحكومة الإسرائيلية على اتصال بالقيادة السورية الجديدة، قالت عبر الولايات المتحدة فقط.
من ناحيتها، نقلت المستشرقة الإسرائيليّة، سمدار بيري، في صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة، عن مسؤولين إسرائيليين كبار قولهم إنّ مجموعة مختارة ونخبويّة من أجهزة الأمن المصريّة تجتمع يوميًا في مقّر المخابرات في القاهرة وتراقب عن قربٍ التطورات في سوريّة، ولهذا الأمر يوجد سببًا.
وتابعت المصادر عينها، بحسب المستشرقة، إنّ مصر هي من بين الدول العربيّة القليلة جدًا في الوطن العربيّ التي امتنعت عن إرسال وفدٍ رسميٍّ للاجتماع مع قادة دمشق الجدد، واكتفت بإرسال طائرة مساعداتٍ واحدةٍ إلى سوريّة وذلك لرفع العتب، ليس إلّا.
وشدّدّت المصادر العبرية، وفق المستشرقة بيري، على أنّه حتى سقوط الرئيس الأسد، كانت القاهرة تُقيم معه علاقات مودّةٍ، لكونه رئيسًا منتخبًا، ولكن بعد اقتراب رجال الجولاني إلى القصر الجمهوريّ في دمشق وهروب الأسد قامت القاهرة بتغيير لهجتها وأكّدت رسميَا أنّها ستُحدِّد سياساتها مع سوريّة وفقًا لأفعال حكومتها الجديدة، على ما نقلت عن المسؤولين السياسيين في "تل أبيب".
وأشارت المستشرقة، نقلاً عن مصادرها، إلى أنّ مصر رفضت السماح للسوريين برفع علم “الثورة” على مبنى السفارة السوريّة في القاهرة، كما أنّ المدير العّام لشركات الطيران المصريّة أعلن بأنّ مواطني سوريّة الذين يرغبون بزيارة القاهرة سيضطرون للمرور بفحوصاتٍ أمنيّةٍ لدى السلطات ذات الصلة، وأوصى أصحاب جوازات السفر السوريّة بعدم الوصول إلى مصر.
وخلُصت المُستشرقة إلى القول إنّه لو جرت مفاوضات ومباحثات بين الرئيس المصريّ، عبد الفتّاح السيسي وبين رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، لكان تبينّ لنتنياهو أنّ مصر لا تثِق بتاتًا بالجولاني وبنظام الحكم الجديد، وتؤكِّد قلقها وخشيتها من انتقال المناوشات إلى الأراضي المصريّة، طبقًا لأقوالها.إقرأ أيضاً : لماذا تمنع السلطة الفلسطينية أهالي الضفة من الاحتفال باتفاق وقف إطلاق النار بغزة؟ .. تفاصيل قرار أشعل غضب الفلسطينيين إقرأ أيضاً : المحامي ابراهيم بني خالد يثمّن جهود جمعية قطر الخيرية في بناء مركز صحي الحمراء الشاملإقرأ أيضاً : شكرًا لكل العاملين في مديرية صحة محافظة الزرقاء
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #العالم#مصر#المنطقة#الشمالية#القاهرة#تركيا#السفر#الطيران#الحكومة#الاحتلال#السيسي#محمد#رئيس#الوزراء#الرئيس#الزرقاء#قطر#بني#ابراهيم
طباعة المشاهدات: 1724
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 18-01-2025 03:02 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الاحتلال الرئيس تركيا العالم محمد الاحتلال المنطقة المنطقة الشمالية الحكومة القاهرة مصر الرئيس القاهرة القاهرة مصر الطيران القاهرة السفر الرئيس السيسي رئيس الاحتلال مصر العالم مصر المنطقة الشمالية القاهرة تركيا السفر الطيران الحكومة الاحتلال السيسي محمد رئيس الوزراء الرئيس الزرقاء قطر بني ابراهيم ة الإسرائیلی فی سوری ة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تدخل إسرائيل المفرط في سوريا يأتي بنتائج عكسية
قالت دارين خليفة، مستشارة بارزة لتعزيز الحوار، وميراف زونزين، محللة سياسية إسرائيلية بارزة، إن انهيار نظام بشار الأسد في ديسمبر (كانون الأول) 2024 شكَّل لحظة محورية في الشرق الأوسط، فبينما احتفل الكثيرون بنهاية حكمه الاستبدادي، تفاعلت إسرائيل بارتياح حذر.
نهج إسرائيل الحالي يُخاطر بتحويل سوريا إلى دولة فاشلة
وأضافت الكاتبتان في تعليق مشترك بموقع "مجموعة الأزمات الدولية": أضعفت إزاحة الأسد المحور الإيراني المعارض لإسرائيل، وقطعت طرق إمداد طهران لحزب الله في لبنان، ومع ذلك، خشي المسؤولون الإسرائيليون من سيناريوهين: تقسيم سوريا مما قد يسمح لإيران بإعادة تأكيد نفوذها، أو صعود كتلة إسلاموية سنية مدعومة من تركيا.
رداً على ذلك، شنت إسرائيل حملة عسكرية سريعة لتحييد أي تهديدات مستقبلية، وفي غضون يومين من سقوط الأسد، نفذت ما يقرب من 500 غارة جوية، استهدفت أصولاً عسكرية سورية، بما في ذلك مخزونات يشتبه في أنها أسلحة كيميائية.
وتقدمت القوات البرية الإسرائيلية إلى ما وراء مرتفعات الجولان المحتلة إلى المنطقة العازلة منزوعة السلاح لعام 1974، وأنشأت تسعة مواقع ونقاط تفتيش ودوريات، كما استولت إسرائيل على مواقع استراتيجية على جبل الشيخ، المطل على دمشق ووادي البقاع اللبناني، مما يشير إلى وجود غير محدد المدة.
بعد درعا..إسرائيل تشن غارات على حمص في سوريا - موقع 24هاجمت طائرات إسرائيلية ليل الثلاثاء، موقعاً عسكرياً في وسط سوريا وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأعلنت إسرائيل عن خطط لإنشاء "منطقة منزوعة السلاح" أوسع في جنوب سوريا، مغازلةً الأقلية الدرزية بعروض التوظيف والحماية.
وفي الوقت نفسه، ضغطت على الولايات المتحدة لإبقاء العقوبات على الحكومة السورية المؤقتة، مستغلةً الضغط الاقتصادي لانتزاع تنازلات.
تُنذر أفعال إسرائيل بتفاقم حالة عدم الاستقرار في سوريا بعد الحرب، وبتقويض سلطة دمشق، قد تُعزز إسرائيل، عن غير قصد، فوضى يمكن استغلالها من قِبل إيران أو الجماعات الجهادية.
NEW COMMENTARY | How Israel’s Overreach in Syria May Backfire
Israel is treating the new authorities in Damascus as a potential security threat. This approach risks pushing Syria toward the very scenarios Israel worries about.https://t.co/pfw9LE1e7t
على سبيل المثال، سلّطت الاشتباكات في جرمانا (إحدى ضواحي دمشق ذات الأغلبية الدرزية) في فبراير (شباط) 2025 الضوء على التوترات بين الفصائل المحلية وقوات الأمن السورية الناشئة.
وأتى تعهد إسرائيل العلني بـ"حماية" الدروز بنتائج عكسية عندما رفض قادة الطائفة التدخل الخارجي، مما دفع دمشق إلى التفاوض على تهدئة هشة. تُبرز مثل هذه الحوادث كيف يمكن للتدخل الإسرائيلي أن يُشعل فتيل صراع طائفي.
يتناقض عداء إسرائيل للحكومة السورية المؤقتة بشكل حاد مع النفوذ التركي المتزايد. فعلى الرغم من التناقض السابق تجاه هيئة تحرير الشام، سارعت أنقرة إلى التواصل مع الشرع بعد سقوط الأسد، وتبادل الزيارات رفيعة المستوى.
وقد يدفع توسع إسرائيل ودعوتها لعزل سوريا اقتصادياً إلى توجه دمشق نحو تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وهو سيناريو تسعى إسرائيل إلى تجنبه.
3. فشل التواصل مع الأقلياتفشلت محاولات إسرائيل لبناء تحالفات مع أقليات مثل الدروز والأكراد إلى حد كبير. نأى زعماء الدروز بأنفسهم علناً عن المبادرات الإسرائيلية، بينما وقّعت "قوات سوريا الديمقراطية (قسد)" بقيادة الأكراد المدعومين أمريكيا اتفاقيةً في مارس (آذار) 2025 للاندماج مع دمشق.
Look at this absolutely incredible map. Israel has invaded Syria completely unprovoked and is now demanding de facto control over large swaths of the country.
Not only is this illegal and immoral, it is also strategic insanity. It will all but guarantee the following outcomes:… https://t.co/LCXtRAnuKP
وتعكس هذه الخطوات عداءً مجتمعياً سورياً أوسع للتدخل الإسرائيلي، وتُضعف تكتيكات "فرّق تسد" الإسرائيلية.
4. الأزمة الاقتصادية والإنسانية السوريةيعاني الاقتصاد السوري من حالة انهيار، مع نقص حاد في الغذاء والوقود والمأوى. وتؤدي العقوبات الأمريكية، التي تُصرّ إسرائيل على بقائها، إلى تفاقم الأزمة.
توغل إسرائيلي جديد في جنوب سوريا - موقع 24قالت مصادر سورية اليوم الأحد، إن الجيش الإسرائيلي توغل في منطقة بريف القنيطرة في جنوب غرب سوريا، وفتش المارة.
وتواجه حكومة الشرع إحباطاً شعبياً مُتزايداً، مما يُنذر بمزيد من الاضطرابات. ويبدو أن قدرة النظام المؤقت على تحقيق الاستقرار في سوريا، رهن بتخفيف العقوبات والحصول على مساعدات إعادة الإعمار، وهما وسيلتان تحث إسرائيل الولايات المتحدة على عدم القيام بهما حتى تلبي دمشق شروطاً صارمة، مثل حماية الأقليات وتفكيك الأسلحة الكيميائية.
ومع ذلك، ترى الكاتبتان أن هذا النهج يُخاطر بإطالة أمد انهيار سوريا، مما يخلق فراغات قد تستغلها إيران أو الجهاديون.
وأكدت الكاتبتان ضرورة قيام إسرائيل بإعادة ضبط استراتيجيتها لاغتنام الفرص التي يتيحها سقوط الأسد، كالتالي:
1. الاستفادة من العقوبات بشكل بنّاء:بدلاً من معارضة تخفيف العقوبات، يُمكن لإسرائيل تشجيع الولايات المتحدة على ربط التخفيف التدريجي بمعايير مُحددة مثل: الالتزام باتفاقية فك الارتباط لعام 1974، ونزع السلاح في جنوب سوريا، ومنع التهديدات للدول المجاورة.
2. التعاون الدولي:التعاون مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأردن لمراقبة نزع السلاح الكيمياوي السوري والتزاماته الأمنية واستغلال الحامية الأمريكية في قاعدة التنف لمواجهة التهديدات العابرة للحدود، مما يُقلل من الحاجة إلى ضربات إسرائيلية أحادية الجانب.
3. التعامل مع دمشق بشكل عمليأبدت حكومة الشرع حيادها، مُتعهدةً بعدم شنّ أي هجمات على إسرائيل والالتزام بالاتفاقيات السابقة. ويمكن لإسرائيل اختبار هذه الضمانات من خلال دبلوماسية حذرة، مما يعزز الاستقرار الذي يعود بالنفع على كلا البلدين.
إن وقف المبادرات تجاه أقليات مثل الدروز والأكراد من شأنه أن يخفف التوترات الطائفية، فسوريا المستقرة والمركزية أقل عرضة للتهديدات من دولة ممزقة.
5. تجنب السياسات التي تُلحق الضرر بالنفسوخلصت الكاتبتان إلى إن نهج إسرائيل الحالي - التوسع العسكري، والضغط الاقتصادي، ودعم تقسيم الدول - يُخاطر بتحويل سوريا إلى دولة فاشلة أو عميلة لتركيا، مما يُقوّض أمن إسرائيل على المدى الطويل.