نشر باحثون بمجلة «لانسيت» الطبية منذ أيام قليلة، تحليلًا جديدًا كشف أن عدد شهداء غزة الحقيقي يزيد عن الأرقام المعلنة من وزارة الصحة الفلسطينية بحوالي 40%، ومؤكدين أنهم اعتمدوا في الدراسة على الفترة من أكتوبر 2023 ويوليو 2024، لكن، كيف توصلوا إلى هذه النتيجة؟

استخدم مؤلفو الدراسة تحليل اسمه «الالتقاط وإعادة الالتقاط»، وأجراه باحثون من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي بجامعة لندن، واستغرق العمل عليه 4 أشهر تقريبًا.

«الوطن» تكشف.. كيف توصل الباحثون إلى نتيجة الدراسة؟

تواصلت «الوطن» مع مؤلفو الدراسة للحديث حول كيفية استخدام التحليل وطريقة الوصول إلى حصيلة شهداء قطاع غزة الحقيقية.

تقول الدكتورة زينة جمال الدين، أستاذ مساعد بكلية لندن للصحة والطب الاستوائي وأحد أبرز المشاركين في الدراسة، إنه مع بداية الحرب في غزة كانت أسماء الشهداء والضحايا ومستنداتهم متوفرة وواضحة وتستطيع الوزارة تسجيل كل شخص، لكن مع الاستهداف الإسرائيلي للمستشفيات أصبح الوضع أكثر صعوبة وسوءًا، وتحول تسجيل الضحايا إلى «صراع مرير».

تضيف، خلال حديثها لـ«الوطن»: «نظام تسجيل المعلومات في غزة أصبح غير متصل، ومع كثافة القصف الإسرائيلي أصبح هناك أعداد كثيرة تحت الأنقاض، وأناس تموت وتُدفن في بيوتها، ومن الصعب الوصول إليهم، ولم يتم تسجيل هؤلاء بسجلات وزارة الصحة، لذلك قررنا العمل على الدراسة ومعرفة عدد الضحايا في حرب غزة، وتمت بمشاركة الباحثين وقدمناها لمجلة لانسيت وتم مراجعتها من علماء آخرين لتأكيد المعلومات قبل النشر».

تحليل «الالتقاط وإعادة الالتقاط»

استخدم الباحثون تحليل «الالتقاط وإعادة الالقتاط»، وذلك عن طريق تجميع 3 لوائح، الأولى خاصة بأسماء كل من وصل إلى المستشفيات واستشهد، ولائحة ثانية عبارة عن استمارة تمت كتابتها بواسطة الفلسطينيين الذين توفى أشخاص من عائلتهم، واللائحة الثالثة عن طريق تجميع بيانات من مواقع التواصل الاجتماعي لأسماء من توفى.

تقول «زينة»: «استهدفنا الوصول إلى عدد الوفيات في أكثر من لائحة في نفس الوقت، ومن هذه المعلومات نستطيع معرفة عدد من توفوا ولا يوجد تفاصيل عنهم، وبمعنى أدق إننا من خلال الأشخاص المتوفر معلومات عنهم نستطيع معرفة عدد الناس غير المتوفر أي معلومات عنهم»، لافتة إلى أن هذه الطريقة استُخدمت في عدة بلدان لمعرفة إحصائيات عدد الموتى في الصراعات والحروب، مثل كولومبيا.

توصلت الدراسة إلى أن العدد الفعلي للوفيات يتراوح بين 55298 و78525 شهيدًا، وبحساب متوسط التقديرات فإنه حوالي 64 ألف شهيد.

الأكثر تأكيدًا.. عدد الشهداء بين 55 و78 ألف

وتضيف: «نحن واثقين بنسبة 95% إن الأرقام ما بين 55 ألف و78 ألف، والرقم المتوسط هو 64 ألف، نمتلك دقة عالية، وبالطبع هناك نسبة شك لأن وضع المستشفيات في غزة صعب».

إجراء الدراسة في أوقات فراغ الباحثين دون مصادر تمويل

يقول فرانشيسكو تشيتشي، عالم الأوبئة المتخصص في الصراعات والأزمات الإنسانية وأستاذ في كلية لندن للصحة والطب الاستوائي والذي شارك في إعداد الدراسة، إنه تم إجراء الدراسة في وقت فراغ الباحثين دون مصدر تمويل، واستغرق الأمر حوالي 3 إلى 4 أشهر.

الهدف من الدراسة، كان التوصل إلى تقدير دقيق لعدد الأشخاص الذين توفوا بالفعل في غزة أثناء الحرب، موضحًا في تصريحات لـ«الوطن»: «كنا نعلم من دراسات الوفيات المتعددة في صراعات مسلحة أخرى أن هذا العدد الحقيقي يميل إلى التقليل من تقديراته».

الصحة الفلسطينية تؤكد نتائج الدراسة

وزارة الصحة الفلسطينية أيدت نتائج الدراسة أيضًا، مشيرًة إلى أنه مع استمرار وقف إطلاق النار في قطاع غزة، سيكون هناك فرصة للتوصل إلى إحصاء أفضل من خلال البحث على الأرض.

زاهر الوحيدي مدير وحدة المعلومات في وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، والتي تواصل معه الباحثون لمساعدتهم، تحدث لـ«الوطن» مؤكدًا أن ما نُشر في «مجلة لانسيت» وما جاء في الدراسة صحيح وتتفق الوزارة معه وبشدة.

يقول: «تواصل معي الباحثون قبل 8 أشهر أو ما يزيد بخصوص إجراء دراسة لتحديد العدد الفعلي أو الحقيقي للشهداء، لأن الوزارة تعمتد فقط على من يصل إلى المستشفيات من الشهداء وتقوم بتسجيله، من استشهد أو توفى ولا يصل إلى المستشفيات أو حتى الوفيات الميدانية لا يتم تسجيله، والدراسة اعتمدت على ما قامت به الصحة بتسجيله، واعتمدت على أن الصحة أطلقت رابطًا إلكترونيًا للإبلاغ عن الشهداء والمفقودين، واعتمدت على البيانات الموجودة في الرابط وأمور أخرى».

5 آلاف شهيد قيد التحقق منهم

وأكد مدير وحدة المعلومات في صحة غزة، أن نحو 46700 ألف شهيد مسجل بالفعل في بيانات الصحة وهو ما تم إعلانه والتحقق منه، لكن مسجل الآن في وحدة المعلومات 51430 شهيد، وهؤلاء لم تعلن عنهم الصحة الفلسطينية حتى الآن: «هناك 5 آلاف شهيد قيد التحقق، بمعنى كل من يقوم بالتبليغ عن الشهداء أو عن ذويه لا يتم إضافته، لكن يتم ترشيحه لحضور لجنة قضائية، هذه اللجنة يتم الاستماع إلى شهادات الشهود والتحقق منها بشكل جيد، ثم يتم إضافته، لذلك هناك فروقات كبيرة بين ما هو منشور وما هو قيد التحقيق».

أوضح «الوحيدي»، أن هناك نوعين من الشهداء، شهداء مستوفين البيانات وهم من توفرت لدينا كل البيانات الأساسية عنهم كالاسم والجنس وتاريخ الميلاد وتاريخ الاستهداف، وشهداء غير مكتملي البيانات.

جهود كبيرة قامت بها وحدة المعلومات بوزارة الصحة الفلسطينية في غزة للتأكد من صحة البيانات وعدد الشهداء، فكانت نسبة المجهولين في بداية الحرب 13 ألف، يضيف «الوحيدي»: «استطاعت وحدة المعلومات على مدار عدة أشهر تقليص البيانات من 13 ألف إلى 6 آلاف من تم تسجليهم والبيانات الناقصة والجثث مجهولة الهوية، وليس من كافة الشهداء، وهو من خلال الاعتماد على بيانات أقاربه والجيران للوصول إلى الهوية الحقيقية».

نظام جديد بعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة

وبعد وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ستقوم الصحة الفلسطينية ووحدة المعلومات بتطوير نظام لرصد الشهداء وتسجليهم والتحقق منهم ومتابعتهم أول بأول، مؤكدًا أن هناك آلية جديدة لحصر وتسجيل الشهداء بشكل مباشر، يقول: «أي جثة سيتم انتشالها وأول ما تصل إلى المستشفى سيتم تسجيلها مباشرة بعد التعرف عليها»، لكن، يؤكد «الوحيدي»، أن الإصابات الناتجة عن سوء التغذية في غزة أو البرد القارس أو الإهمال الطبي، يتم تصنيفهم لكن لا يكونوا داخل إحصائية الشهداء.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: شهداء غزة قطاع غزة الشهداء العدوان الإسرائيلي على غزة وزارة الصحة الفلسطينية عدد شهداء غزة وزارة الصحة الفلسطینیة وحدة المعلومات قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

مفاجأة صادمة عن قهوة الصباح.. دراسة تكشف الحقيقة التي لا يعرفها كثيرون!

شمسان بوست / متابعات:

تعد القهوة مصدراً مهماً للكافيين، وهي منبه يبعث اليقظة والطاقة.

غير أن دراسة جديدة خاضعة لسيطرة الدواء الوهمي فجرت مفاجأة من العيار الثقيل، حيث توصلت إلى أن استهلاك الكافيين اليومي يمكن أن يقلل بشكل كبير من حجم المادة الرمادية في الدماغ البشري.

ولا تشير نتائج الدراسة على الفور إلى أن الكافيين يؤثر سلباً على الدماغ إنما تدلل على كيفية تحفيز الدواء لمرونة عصبية مؤقتة يعتقد الباحثون أنها تستحق المزيد من التحقيق.



المادة الرمادية في الدماغ

بحسب ما نقل موقع New Atlas عن دورية Cerebral Cortex، يتكون الدماغ والجهاز العصبي المركزي بشكل عام من كل من المادة الرمادية والبيضاء، حيث تتكون المادة الرمادية من أجسام الخلايا العصبية والمشابك العصبية، بينما المادة البيضاء هي في المقام الأول الحزم والمسارات التي تربط بين هذه الخلايا العصبية.



وفيما أشارت الأبحاث السابقة إلى أن استهلاك الكافيين قد يكون مرتبطاً بانخفاض حاد في حجم المادة الرمادية، إلا أن أبحاثاً أخرى رجحت أيضاً أن الكافيين يمكن أن يمنح تأثيرات عصبية وقائية، مما يبطئ التدهور المعرفي المرتبط بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون.

اضطراب النوم

كان التركيز في هذه الدراسة لعام 2021 على التحقيق على وجه التحديد في تأثيرات الكافيين على حجم المادة الرمادية لدى الشباب والأصحاء.



وكان أحد الأسئلة المحددة التي أراد الباحثون الإجابة عنها هو ما إذا كان تأثير الكافيين على المادة الرمادية نتيجة لتأثير الدواء على النوم، حيث ثبت أن الحرمان من النوم أو اضطرابه يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في المادة الرمادية.



آثار جانبية للكافيين

أظهرت النتائج انخفاضاً كبيراً في المادة الرمادية بعد 10 أيام من الكافيين مقارنة بالدواء الوهمي، والأمر الأكثر إثارة للاهتمام هو أن الدراسة لم تجد أي فرق في نشاط النوم الموجي البطيء بين فترة الدواء الوهمي وفترة الكافيين. وأشارت النتائج إلى أن انخفاض المادة الرمادية المكتشف لا يرتبط باضطرابات النوم ولكن ربما يكون أحد الآثار الجانبية الفريدة للكافيين.



كما لاحظ الباحثون أن تأثير الكافيين على الدماغ كان ذا أهمية خاصة في الفص الصدغي الإنسي الأيمن. وتشمل هذه المنطقة من الدماغ الحُصين وهي مسؤولة عن عمليات مثل تكوين الذاكرة والإدراك المكاني. ومن المثير للاهتمام أن دراسة أجريت عام 2022 على الفئران اكتشفت أن استهلاك الكافيين المزمن تسبب في حدوث تغييرات جزيئية ملحوظة في الحُصين.

سرعة التعافي

قالت كارولين رايخرت، باحثة في الدراسة التي أجريت عام 2021 من جامعة بازل، إن هذه التغييرات في المادة الرمادية الناجمة عن الكافيين تبدو وكأنها تتعافى بسرعة كبيرة بعد التوقف عن استهلاك الكافيين.



كما أوضحت أنه “يبدو أن التغييرات في مورفولوجيا الدماغ مؤقتة، لكن المقارنات المنهجية بين شاربي القهوة وأولئك الذين يستهلكون القليل من الكافيين أو لا يستهلكونه على الإطلاق كانت مفقودة حتى الآن”.



نتائج متضاربة

كانت رايخرت حذرة أيضاً في ملاحظة أن الدراسة لا تعني أن استهلاك الكافيين يضر بالأداء الإدراكي. ففي الواقع، كان هناك حجم ملحوظ من الأبحاث التي تشير إلى العكس، والتي تظهر أن الكافيين يبدو أنه يحمي الأعصاب إلى حد ما، ويبطئ التدهور المعرفي لدى كبار السن المعرضين لخطر الإصابة بأمراض مثل الزهايمر وباركنسون.



ومن المفترض أن هذه النتائج المتضاربة ربما تكون بسبب تركيز بحث عام 2021 على الأشخاص الأصحاء الشباب مقارنة بالعمل السابق الذي نظر إلى كبار السن الذين يعانون بالفعل من درجة معينة من التنكس العصبي أو التدهور المعرفي.

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية: 35 ألف إصابة بالكوليرا خلال يناير وانخفاض بنسبة 33% في الوفيات بالسودان
  • الاحتلال يحتجز جثامين شهداء منذ ستينيات القرن الماضي
  • ودائع بنكية لـ3 آلاف طفل قاصر من أبناء شهداء العمليات الإرهابية
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 48297 شهيداً و111733 مصاباً
  • قهوة الصباح وتأثيرها على الدماغ.. دراسة تكشف مفاجأة مذهلة
  • مفاجأة سارة من التموين| قرار جديد ينفذ في جميع المحافظات قبيل رمضان
  • أحدث إحصائية لأعداد شهداء غزة
  • الحكومة توافق على ضم عدد من شهداء العمليات الأمنية إلى صندوق تكريم الشهداء
  • دراسة تفجر مفاجأة غير متوقعة عن قهوة الصباح.. ما القصة؟
  • مفاجأة صادمة عن قهوة الصباح.. دراسة تكشف الحقيقة التي لا يعرفها كثيرون!