بوابة الوفد:
2025-03-26@02:57:24 GMT

عبدالغفور البرعى!!

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

 

 «عبدالغفور البرعى» هو إحدى أشهر الشخصيات الدرامية التى أتحفنا بها الروائى  إحسان عبدالقدوس فى رائعته «لن أعيش فى جلباب أبى» والتى تجسد قصة حياة أحد أكبر تجار الحديد والخردة بمنطقة الحدادين بمدينة طنطا والذى يدعى نادى السباعى والذى التقاه الفنان نور الشريف شخصياً قبل تصوير المسلسل للتعرف على ملامح شخصيته عن قرب وأبدع في تجسيدها أيما إبداع.

ويمثل عبدالغفور البرعى - أو نادى السباعى- نموذجاً للرجل العصامى الذى بنى نفسه من لا شىء ولم يكن يملك سوى حلمه وقوة إرادته فى تحقيق ما يريده فى الحياة، فشق طريقه وسط الصعاب متحدياً كل من -وما- يقابله من صعوبات إلى أن وصل إلى ما يريد وهو نموذج موجود منذ الأزل فى جميع البيئات والبلاد، وإذا جبت صفحات التاريخ -وأيضاً الجغرافيا- تجد عبدالغفور الأمريكانى والصينى والكورى والهندى فى أقصى أرجاء المعمورة شمالها وجنوبها، شرقها وغربها.

فنموذج عبدالغفور نجده فى الهند متمثلاً فى لاكشمى ميتال، قطب صناعة الصلب الهندى، الذى نشأ فى أسرة هندية فقيرة فى سادولوبر فى راجستان. عمل والده بعد ذلك فى تجارة الفولاذ، وأصبح ميسور الحال مما هيأ لميتال الالتحاق بالجامعة، وبعد ذلك التحق بالعمل مع والده فى شركة الفولاذ التى أسسها. فى عام 1994، انفصل عن والده وإخوته وأسس شركته الخاصة أرسيلور ميتال، وقد كوَّن ثروته على مدار عقدين من الزمان من خلال شراء مصانع صلب مفلسة بثمن بخس وتحويلها إلى مشاريع مربحة، وغدا من المليارديرات.

وعندما نجوب أرجاء المعمورة يرسو قاربنا على شواطئ إيطاليا لنصادف ليوناردو ديل فيكيو الذى نشأ فى ميلانو لأم أرملة كانت تكافح من أجل تغطية نفقاتها، ودفعها الفقر المدقع إلى إرسال ابنها إلى دار للأيتام. لكسب لقمة العيش، وقد عمل ديل فيكيو فى مصنع لصناعة قوالب لقطع غيار السيارات وإطارات النظارات إلى جانب دراسته فى المعهد الصناعى للتصميم، وقد أنشأ بجهده الخاص مصنعاً صغيراً فى منزله لتصنيع أجزاء النظارات وكان يعمل 20 ساعة فى اليوم لكسب ثقة المصانع بجودة إنتاجه. بعد 6 سنوات أسس مصنعاً أكبر أسماه لوكسوتيكا، الذى يصنع الآن «ماركات» تجارية مثل ريبان وأوكلاى ويعد أكبر منتج للنظارات فى العالم.

ونجوب معاً آفاق المكان والزمان لنستقر فى عام 1981 حيث هاجر دو وون تشانغ وزوجته جين سوك من كوريا الجنوبية إلى لوس أنجلوس سعياً وراء النجاح والفرص الجديدة، وقد عانى الزوجان الفقر المدقع وعدم تمتعهما بتعليم رسمى إضافة إلى عدم إجادتهما للغة الإنجليزية، وكان عليه العمل ليل نهار  لتوفير «لقمة العيش»، فكان يعمل فى الصباح فى محطات الوقود وفى الظهر فى محال بيع القهوة وفى المساء بواباً، واستطاع أن يجمع رأسمال لمشروع ظل يحلم به وتحمل مشقة الوظائف الثلاث فى سبيل جمع المال الذى بدأ به أولى خطوات تحقيق حلمه. بعد فترة وجيزة، افتتح متجراً لبيع الملابس بمساحة صغيرة ليتحول بعد ذلك إلى سلسلة متاجر لبيع الملابس، والتى أصبحت واحدة من أشهر العلامات التجارية فى العالم.

إذن، قصص الكفاح والنجاح عديدة تقرأها بكل لغات العالم، وأبطالها هذه القصص ذوو إرادة حديدية لا يسمحون لشىء بأن يفت فى عضدهم بل يحولون كل ما يقابلهم من عوائق ومشكلات ومصاعب حافزاً لهم لتحقيق ما يتمنون، وعلى النقيض من هؤلاء، يصادفك العديد من الشخصيات الذين يمتلئ حديثهم بلعن الظروف والحظ العثر الذى يلازمهم فى حياتهم ويتسبب فى فشل إثر آخر يعوقهم عن تحقيق أى ما يريدون، ويختلقون لأنفسهم أى مبرر يقنعون به ذواتهم، لكن الحقيقة التى لا مراء فيها أن الفشل يبدأ عندك أنت وينتهى عندك أيضاً، وعليك أن تقرر هل ستغدو مثل «عبدالغفور البرعى» أم ستظل تلعن الظروف وتهدر حياتك فيما لا طائل من ورائه.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إحسان عبدالقدوس لن أعيش في جلباب أبي السيارات لقطع غيار السيارات

إقرأ أيضاً:

إفطارهم في الجنة.. مصطفى عبيد شهيد المفرقعات الذى فدى الوطن بحياته

في يوم عادي، بدأ الرائد مصطفى عبيد الأزهرى يومه كأي يوم آخر، لا يعلم أن لحظات قليلة ستكتب له مكانًا خالدًا في ذاكرة الوطن.

ابن قرية جزيرة الأحرار في القليوبية، خبير المفرقعات في مديرية أمن القاهرة، حمل على عاتقه مهمة كانت شديدة الخطورة، لكنه لم يتردد لحظة في مواجهتها.
ودع زوجته وأطفاله "لارا" و"يوسف"، وعاد إلى عمله الذي كان يتطلب الشجاعة والصبر في مواجهة الموت بشكل يومي، ولكن لم يكن يدرك أن الموت سيأتيه في لحظة كان فيها يواجه خطرًا أكبر.

التقطت زوجته الهاتف، لتطمئن عليه في الساعات الأولى من عمله، فأوصته قائلة: "خلى بالك من نفسك، وربنا يحفظك"، وكان رده مفعمًا بالطمأنينة: "سيبها على الله، قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا". وها هي ابنته الصغيرة "لارا" التي طلبت منه بألم، "إنت وحشتني أوى يابابا"، فأجابها قائلاً: "هاخلص شغل ياحبيبتى وهاجى على طول"، وكأن الوداع كان أمرًا عابرًا في حياته، ولكن القدر كان يخبئ له شيئًا أكبر.

في تلك اللحظات، جاء البلاغ الذي سيغير كل شيء، بلاغ عن حقيبة مملوءة بالعبوات الناسفة في منطقة أبو سيفين بعزبة الهجانة.
أسرع مصطفى مع زملائه إلى المكان، لكن قلبه المملوء بالشجاعة دفعه ليكون في مقدمة الصفوف، بدأ التعامل مع العبوات الناسفة، وبينما هو في اللحظات الحاسمة، انفجرت إحدى العبوات، لتسجل اللحظة المأساوية سقوطه شهيدًا غارقًا في دمائه، مقدّمًا روحه فداءً لوطنه.

لم يكن مصطفى عبيد مجرد ضابط في الشرطة، بل كان مثالًا للتضحية والشجاعة.
هو ابن أسرة عظيمة؛ فوالده اللواء أركان حرب بالمعاش عبيد الأزهرى وجده أحد شهداء القوات المسلحة في العدوان الثلاثي.
أهالي جزيرة الأحرار ودعوا مصطفى في جنازته وسط هتافات "لا إله إلا الله، الشهيد حبيب الله"، بينما أطلقت سيدات القرية الزغاريد، وكأنهن يودعن بطلًا ترك بصمة في تاريخ الوطن.

الرائد مصطفى عبيد، لم يكن مجرد شهيد في 2019، بل كان رمزًا للإيمان بأن الوطن لا يُحفظ إلا بتضحيات من مثل هذه الأرواح الطاهرة.


 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • “ظلم المصطبة”.. إصابة إياد نصار من خالد كمال وتحويله للنيابة
  • يستغلون شعار الهامش ولا يعرفون الهامش او اهل الهامش (1)
  • ريهام عبدالغفور علت على الفنان مصطفى شعبان ومتجوزة راجلين
  • إياد نصار يحاول أن يعيد علاقته بريهام عبدالغفور
  • صراع من أجل تحقيق العدالة
  • عيد.. "الأمهات"
  • الملكة المتوجة
  • مسلسل حكيم باشا يواصل تصدر التريند لليوم 23
  • إياد نصار يهرب من المينا بعد ورطة ضياء عبد الخالق
  • إفطارهم في الجنة.. مصطفى عبيد شهيد المفرقعات الذى فدى الوطن بحياته