كاتب في الغارديان: من الصعب تصور سلام دائم في ظل بقاء نتنياهو في السلطة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
قال الكاتب في صحيفة "الغارديان" البريطانية، سايمون تيسدال، إن صفقة وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وحماس "خطوة مرحب بها لكنها هشة بشكل مخيف"، مشيرا إلى أنه من الصعب تصور سلام دائم في ظل بقاء رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة.
وأضاف الكاتب في مقال، أن النزاع المستمر منذ تشرين الأول /أكتوبر 2023 تسبب في استشهاد آلاف الفلسطينيين، رغم أن ملامح هذه الصفقة وُضعت منذ أشهر، عندما تدخل الرئيس الأمريكي جو بايدن لإرساء أساسها.
وأوضح تيسدال أن المدنيين الفلسطينيين في غزة يشعرون "بالارتياح لوقف القصف الوحشي، لكن هذا الارتياح ممتزج بالقلق على المستقبل والغضب على الحاضر والماضي القريب".
وأضاف أن "الأوضاع الإنسانية في غزة مأساوية؛ فمعظم السكان، البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة، مشردون، ويواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والماء، فيما اقترب الجوع من مستويات المجاعة".
وأشار الكاتب إلى أن “النظام الصحي في غزة محطم بالكامل، والمستشفيات غير قادرة على تقديم الرعاية، بينما يعيش السكان في مدن خيام، بعد أن دُمرت معظم أحيائهم. أما الأطفال، فهم الضحايا الأكبر، حيث يعاني الناجون منهم من صدمات نفسية عميقة”.
وفيما يخص تأخر التوصل إلى الاتفاق، قال تيسدال إن "الأسباب متعددة"، لافتا إلى أن خصوم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتهمونه "بعرقلة الصفقة للبقاء في السلطة". وأضاف أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف إيتمار بن غفير، "اعترف بأنه عرقل الاتفاق في السابق"، مشيرا إلى أن "خلافات سياسية داخلية أخّرت تنفيذ الصفقة بشكل كبير".
وأكد الكاتب أن "ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، لعب دورًا محوريًا في التوصل إلى هذه الصفقة"، حيث ضغط مبعوثه ستيف ويتكوف على إسرائيل للموافقة على تسوية تضمنت سحب القوات على طول الحدود بين غزة ومصر.
وأوضح أن ترامب حذر حماس قائلا "الجحيم سينفجر إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى قبل توليه منصبه"، في حين سعى بايدن إلى تقديم الصفقة كجزء من إرثه، رغم "إخفاقه المستمر في كبح جماح نتنياهو".
وأضاف تيسدال أن "دول الخليج وتركيا مارست ضغوطا على حماس لإتمام الاتفاق، بينما بذل الوسطاء القطريون والمصريون جهودا مكثفة لإبرام الصفقة"، حسب قوله.
وتطرق الكاتب إلى هشاشة الاتفاق قائلا إن “الصفقة معقدة للغاية وقد تنهار في أي لحظة”. ولفت إلى أن "المعلقين الإسرائيليين يتوقعون عودة الحرب بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق، التي تستمر ستة أسابيع، إذا لم تُنسق خطوات تنفيذ وقف إطلاق النار بدقة".
وشدد الكاتب على أن "التحديات تشمل الإفراج المتبادل عن الأسرى، واستئناف المساعدات الإنسانية الدولية، وعودة المدنيين المهجرين إلى شمال غزة".
وأشار تيسدال إلى أن "الحكم المستقبلي لغزة على المدى الطويل لم يتم الاتفاق عليه حتى الآن". وأضاف أن وزير الخارجية الأمريكي المنتهية ولايته، أنتوني بلينكن، صرح بأن "غزة بحاجة إلى إدارة مؤقتة بإشراف السلطة الفلسطينية الموحّدة مع الضفة الغربية، وبمساعدة دولية لإعادة الإعمار".
واختتم تيسدال مقاله بتحذير حول استمرار النزاع إذا لم تُتخذ خطوات حقيقية نحو السلام. ونقل عن بلينكن قوله إن "تصرفات إسرائيل في غزة تجند مقاتلين جدد لحماس بدلًا من القضاء عليهم".
وأضاف الكاتب أن "الإسرائيليين بحاجة إلى إعادة تقييم علاقتهم بالفلسطينيين. استمرار الاحتلال والضم سيؤدي إلى حرب دائمة، ولن تجد إسرائيل الأمان بهذه الطريقة"، مشيرا إلى أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعارض بشدة حل الدولتين، مما يجعل تحقيق تسوية دائمة أكثر صعوبة".
وشدد تيسدال على أن "وقف إطلاق النار خطوة مهمة، لكن من الصعب تصور سلام دائم في ظل بقاء نتنياهو في السلطة. يجب أن تُجرى انتخابات، ويجب أن تكون هناك محاسبة دولية للجرائم المرتكبة، بما في ذلك جرائم الحرب التي قد تضع نتنياهو في قفص الاتهام في لاهاي".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الاحتلال نتنياهو الفلسطينيين غزة فلسطين غزة نتنياهو الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة نتنیاهو فی فی السلطة إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
خلافات بحكومة نتنياهو بشأن صفقة غزة وتهديدات بالاستقالة
القدس المحتلة- مع الإعلان في العاصمة القطرية الدوحة عن وقف إطلاق النار في غزة، أمس، بدأ المشهد الإسرائيلي في حالة إرباك وملامح عكست مشاعر الهزيمة في الحرب والتي حملت في طياتها مزيجا من الغضب والانتقادات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وسط تباين المواقف داخل الائتلاف الحكومي من صفقة تبادل الأسرى.
كما في الحرب بدت إسرائيل منقسمة على ذاتها عشية إعلان وقف إطلاق النار، وذلك بسبب الخلافات حول بنود صفقة التبادل التي تنص على إعادة الأسرى الإسرائيليين، وعددهم 98، على مراحل وليس دفعة واحدة، بينما رفض تحالف "الصهيونية الدينية" الذي يمثل أركان اليمين المتطرف في الحكومة الاتفاق وهدد بالانسحاب من الائتلاف.
وجه آخر للانقسام الإسرائيلي هو ما عبرت عنه تيارات وأحزاب المعارضة الإسرائيلية التي أبدت مخاوفها من إمكانية تجدد القتال قبيل الانتهاء من جميع مراحل الصفقة، وكذلك الاتهامات لنتنياهو وللجيش الإسرائيلي بالفشل في تحقيق أهداف الحرب والإخفاق في تقويض حركة حماس سياسيا وعسكريا.
امتصاص الغضب
في المقابل رحّب وزير الثقافة والرياضة ميكي زوهار -المقرب من نتنياهو- بالصفقة، وفي محاولة منه لاحتواء الخلافات بين أقطاب معسكر اليمين المتطرف تجاه الاتفاق، كتب زوهار على منصة إكس "حان وقت فدية الأسرى وإنقاذ الأرواح". وأعلن أنه سيصوت لصالح الصفقة "التي قادها رئيس الوزراء نتنياهو مع الرئيس دونالد ترامب لإطلاق سراح إخوتنا وأخواتنا القابعين في الأسر لدى حركة حماس".
إعلانكما تبنت الخطاب نفسه الأحزاب الدينية الحريدية المشاركة في الائتلاف الحكومي ممثلة بحزبي "شاس" و"يهودت هتوراه" التي تمتلك 18 مقعدا بالكنيست، إذ رحبت بصفقة التبادل ودعت جميع الوزراء والأحزاب المشاركة بالحكومة إلى التصويت لصالح اتفاق وقف إطلاق النار.
وخاطب وزير البناء والإسكان يتسحاق غولدكنوبف، الإسرائيليين من الكنيست قائلا إن "التوراة تلزمنا حساب الذات وإنقاذ الأرواح، أبناؤنا وبناتنا الذين يموتون في أنفاق حماس يصرخون إلينا ويتوسلون لإنقاذ حياتهم. علينا أن ننفذ الوصية العظمى المتعلقة بفدية الأسرى، ودعم الصفقة التي يقودها رئيس الوزراء، مع الحفاظ على مصالح إسرائيل الأمنية".
ووسط النقاش المحتدم وتأزم الوضع الداخلي بسبب إعادة المختطفين على مراحل، سارع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ، إلى الإدلاء بخطاب خاص للإسرائيليين قال فيه "نحن في أوقات مصيرية للغاية، فبعد أن فشلت إسرائيل بالقيام بواجبها، حيث لم تحمهم ولم تمنع اختطافهم. الآن أصبح لدينا التزام باتخاذ خطوة لتصحيح الخطأ وإعادة آخر المختطفين".
انتقاد نتنياهو
في الوقت نفسه، انتقد وزراء بالحكومة سلوك نتنياهو، قائلين "نشعر كأننا مجرد أرقام. نحن نتعرض للتهميش. هذه فضيحة لا مثيل لها"، وذلك بحسب ما نقلت عنهم صحيفة "يديعوت أحرونوت" التي أكدت أن صفقة التبادل تحظى بأغلبية في الحكومة، وفي النهاية سيتم نشر قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم إطلاق سراحهم كجزء من الاتفاق.
ويحظى وقف إطلاق النار بمعارضة شديدة داخل كتلة نتنياهو والائتلاف الحكومي، حيث يعارض تحالف "الصهيونية الدينية" برئاسة وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ولديه 7 مقاعد بالكنيست، الاتفاق، وهو الموقف الذي عبر عنه حزب "عظمة يهودية" برئاسة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ولديه أيضا 7 مقاعد، حيث هدد بالانسحاب من الائتلاف في حال صادقت الحكومة على صفقة التبادل.
إعلانوتحتاج الصفقة إلى أغلبية عادية للموافقة عليها، وبعد المصادقة على الاتفاق، سيتاح للجمهور فرصة تقديم التماس للمحكمة العليا ضد الصفقة وقائمة الأسرى الفلسطينيين المتوقع إطلاق سراحهم من سجون الاحتلال.
صفقة خطيرةوتعليقا على الاتفاق، قال سموتريتش إن "الصفقة التي ستعرض على الحكومة هي صفقة سيئة وخطيرة على الأمن القومي لدولة إسرائيل". ورغم ذلك، اعتمد رئيس "الصهيونية الدينية" سياسة الغموض وتجنب الوعيد والتهديد بانسحاب حزبه من الحكومة، وذلك خلافا لتهديد شريكه في معسكر اليمين المتطرف بن غفير.
وقبيل جلسة الحكومة للمصادقة على الاتفاق، تعقد كتلة "الصهيونية الدينية" جلسة للتشاور حول كيفية تثبيت كافة المطالب من نتنياهو لعدم الانسحاب من الحكومة، وقال سموتريتش في بيان متلفز "الشرط الواضح لبقائنا في الحكومة هو اليقين بالعودة إلى الحرب بقوة كبيرة، حتى تحقيق النصر المطلق، وتدمير حماس سياسيا وعسكريا وإعادة كل الرهائن إلى ديارهم".
بدوره، جدد بن غفير دعوته إلى سموتريتش الانسحاب من الحكومة في حال تم المصادقة على وقف إطلاق النار، قائلا "لقد منعنا في الماضي بواسطة قوتنا اتفاقيات انهزامية، أقمنا الحرس القومي الذي يتنامى وسنحبط من خلاله أي اتفاقيات"، مشيرا إلى أن نتنياهو تعمد بالسابق إحباط مقترحات وقف إطلاق النار لضمان بقاء الحكومة وعدم تفككها.
شبكة أمانومع تعالي الأصوات المعارضة في معسكر اليمين المتطرف المشاركة بالائتلاف الحكومي للاتفاق وصفقة التبادل، سارع رئيس المعارضة يائير لبيد بالترحيب بالاتفاق ودعمه، وكرر وعده بمنح نتنياهو "شبكة أمان" لضمان إتمام كافة مراحل الصفقة وإعادة جميع المختطفين.
وخلافا لنتنياهو الذي امتنع التعليق فور الإعلان عن وقف إطلاق النار وبنود صفقة التبادل، قال لبيد في خطاب متلفز "لا يمكن إتمام المرحلة الأولى من الصفقة فقط، أعد، كما وعدت بالماضي، بشبكة أمان للحكومة حتى تنفيذ جميع مراحل الصفقة، وإعادة الرهينة الأخيرة، يجب على الجميع العودة إلى منازلهم".
إعلانالوعد ذاته تعهد به رئيس كتلة "المعسكر الوطني" بيني غانتس، الذي سار على خطى لبيد وأعلن توفير شبكة أمان سياسية لنتنياهو إذا لزم الأمر، قائلا في تغريدة له على منصة إكس "سندعم الصفقة التي تضمن عودة جميع المختطفين، وعلينا أن نستغل الوضع وننفذ جميع مراحل الاتفاق بإعادة جميع الرهائن، وممارسة الضغوط السياسية من أجل استبدال حكم حماس".