ختام مهرجان الأصالة للهجن والخيل بصحم
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أسدل الستار صباح اليوم على فعاليات مهرجان الأصالة للهجن والخيل بولاية صحم بمحافظة شمال الباطنة، الذي أقيمت فعالياته لمدة 4 أيام متتالية بميدان سيح الطيبات، وأتى بتنظيم من لجنة سباقات الهجن بولاية صحم وبإشراف الاتحاد العماني لسباقات الهجن، ورعى حفل الختام معالي الدكتور عبدالله بن محمد السعيدي وزير العدل والشؤون القانونية، وسط مشاركة كبيرة من ملاك ومربي الإبل من مختلف محافظات سلطنة عُمان.
وقد شهد المهرجان مشاركة أكثر من 500 ناقة من مختلف المحافظات، حيث شاركت جميعها في مزاينة الهجن لفئات الحجائج واللقايا والجذاع والثنايا والحول وشوط البيرق (كل مشارك بعدد 3 نوق) وشوط النخبة الذي تميز عن بقية الأشواط بعدم مشاركة المطية في أي مهرجان لمزاينة الهجن.
أشواط نخبة هجن العرضة
استحدثت لجنة سباقات الهجن بولاية صحم مسابقة أشواط التميز والنخبة لهجن العرضة من أبناء محافظة شمال الباطنة، حيث تم تكريم عدد 44 ناقة مشاركة في هذه المسابقة نظرًا لمشاركاتهم الجيدة وتحقيقهم الإنجازات المتتالية في مراكيض العرضة (الحشمة) في مختلف المسابقات المحلية.
وتضمن حفل الختام العديد من الفقرات في مقدمتها دخول الهجن مع الهمبل والخيل والبوني المشاركة في الحفل، وبعدها ألقى الشاعر سنان السيدي قصيدة شعرية، ومن ثم قدمت فرقة العيالة (فرقة قصبية أن بريك) مجموعة من الفنون العمانية مثل فن الرزحة، وأثناء ذلك كان عدد من الفرسان يبدعون في ركض العرضة على ظهور الخيل والهجن أمام راعي المناسبة، وبعدها جاءت فقرة فن الطارق مع مرور الهجن في المركاض وفقرة العازي، وأعقب ذلك لحظة إعلان نتائج شوط بيرق مهرجان الأصالة حيث جاء في المركز الأول هجن الرصادي من ولاية صحم وحصل على جائزة السيارة والسيف الذهبي، وحل في المركز الثاني هجن عزبة الأصايل للواء متقاعد نصيب بن حمد الرواحي من ولاية نزوى وحصل على جائزة السيف الفضي، وحصل على المركز الثالث عزبة الجمايل لناصر بن عبدالله البادي من ولاية صحم.
بعدها تم الإعلان عن نتائج مسابقة الولايات بمهرجان الأصالة للهجن والخيل بولاية صحم 2025 حيث حصلت ولاية صحم على المركز الأول، وحصلت على المركز الثاني ولاية الخابورة، فيما جاءت ولاية صحار في المركز الثالث.
وقام راعي المناسبة بتكريم الفائزين بالمراكز الأولى في مختلف أشواط المهرجان وتكريم الداعمين وعدد من الجهات الحكومية كما قدمت لجنة سباقات الهجن بولاية صحم هدية تذكارية لراعي المناسبة.
وقال خميس بن عبدالله البادي عضو لجنة سباقات الهجن بصحم: "نحتفل بختام مهرجان الأصالة للهجن والخيل في ولاية صحم، وهذا المهرجان يعكس هويتنا الوطنية الأصيلة، ويجسد ارتباطنا الراسخ بتراثنا العريق، حيث تعد رياضات الهجن والخيل جزءًا لا يتجزأ من تاريخنا وثقافتنا ومن خلال هذا الحدث نؤكد تمسكنا بالقيم التي ورثناها عن أجدادنا، وننقلها بفخر إلى الأجيال القادمة".
وقال عضو لجنة التحكيم سالم بن عبدالله بن راشد القليبي من ولاية صحار: "إن مهرجان الأصالة للهجن والخيل بصحم يعد من أميز المهرجانات لرياضة الهجن في سلطنة عمان، ويأتي دورنا كأعضاء في لجنة التحكيم بهذا المهرجان من خلال نظرنا على المطية المشاركة على مدار أيامه ونقوم بأخذ النقاط بداية من رأس المطية ووقعة الإذن وطول الرقبة والغارب وطول المطية وفقار المطية إضافة إلى جود المطية وممشاها أثناء التقييم والتحكيم وفيما بعد نقوم برصد النتائج لجميع الهجن المشاركة، ومن خلال مشاركاتنا في مختلف لجان التحكيم على مستوى المهرجانات المحلية وجدنا تطورًا من حيث المشاركين في فئة مزاينة هجن البواطن وتحريك سوقها المحلي في المشتريات للبيع والشراء".
واختتم حديثه بالشكر للجنة سباقات الهجن بولاية صحم وعلى رأسها سعادة الشيخ الدكتور سلطان بن عبدالله البطاشي والي صحم رئيس اللجنة على دعمهم وحثهم على إقامة هذا المهرجان الذي شهد مشاركة واسعة من مختلف ملاك الهجن بسلطنة عمان.
وقال الدكتور عبدالعزيز بن سعود المعمري رئيس لجنة الفروسية بولاية صحم: "شهد المهرجان مشاركة ٧٠ من الخيل العربية الأصيلة، من ولاية صحم ومن الولايات المجاورة بشمال الباطنة حيث يعد مهرجان الأصالة للهجن والخيل مثالًا للتمسك بالعادات والتقاليد التي توارثها الأبناء وتهيئة النشئ والحرص على اقتناء الخيل والمحافظة عليها".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: بن عبدالله ولایة صحم من ولایة
إقرأ أيضاً:
أصوات فكرية تطرح أسئلة الموازنة بين الأصالة والمعاصرة في الفكر العربي
احتضنت جامعة نزوى في قاعة الفراهيدي ضمن فعالياتها في معرض مسقط الدولي للكتاب 2025، جلسةً حوارية فكرية بعنوان "التجديد في الفكر العربي.. سؤال الموازنة"، ناقشت فيها قضايا التجديد، والتراث، والتبعية، والإبداع، والمقدّس في السياق العربي الإسلامي.
وشارك في الجلسة كل من أمينة البلوشية، وسالم الصريدي، وعبدالله الدرعي، وبدر الشعيلي، وأدارتها الدكتورة شفيقة وعيل.
وفي ورقتها، أشارت أمينة البلوشية إلى أن الحديث عن التجديد يستلزم بالضرورة الحديث عن المقدّس، إذ لا يمكن فصل أحدهما عن الآخر. وبيّنت أن التجديد لا ينبغي أن يكون مجرّد تقليد للغرب أو تفكّكٍ من كل القيم، بل هو مشروع يبدأ من الداخل، من مساءلة الذات وقراءة الواقع بوعي نقدي. وأوضحت، أن حالة التبعية، سواء في الفلسفة أو الأدب أو الفكر، هي نتيجة غياب مشروع فكري جماعي يعيد تشكيل علاقتنا بالتراث والحداثة على حدّ سواء.
وأضافت "البلوشية": إن المجتمعات العربية تحتاج إلى "أنسنة الفكر"، أي تحريره من التصورات الجامدة التي تعيق حركته، مشددةً على ضرورة أن يُبنى هذا المشروع من خلال تكامل جماعي لا جهد فردي.
وتابعت أن الخوف من الاقتراب من المقدّسات يمنع التطور، مؤكدةً على ضرورة احترام المقدس دون منعه من أن يكون موضوعًا للنقد والفهم والتفكيك. ودعت إلى تجاوز التبعية والانطلاق من حيث توقف الآخرون لصياغة مشروع نهضوي حقيقي.
أما بدر الشعيلي فقد ناقش في ورقته العلاقة بين السلطة والنصّ، معتبرًا أن كثيرًا من إشكالات الفكر العربي نشأت من تداخل النصوص المقدّسة مع النصوص السلطوية التي أُسبغ عليها قداسة زائفة. وأشار إلى أن السلطة الدينية والسياسية كثيرًا ما وُظفت لحماية مواقف أيديولوجية معينة على حساب حرية التفكير.
وأوضح "الشعيلي" أن الخروج من مأزق الجمود يتطلب قراءة جديدة للنصوص، لا تقتصر على التفسير التقليدي، بل تنفتح على الواقع واحتياجات العصر. وأضاف: إن الفجوة بين الإبداع والفكر لا تزال قائمة، إذ يُنظر إلى المبدعين أحيانًا بريبة إذا ما اقتربوا من قضايا تمسّ التراث أو العقيدة.
وتابع أن المشروع الفكري العربي بحاجة إلى مصالحة بين الفكر والإبداع، حيث لا يمكن لأي نهضة أن تقوم دون احتضان متبادل بينهما. وختم بتأكيده على أن التجديد لا يكون بتبديل العبارات، بل بتفكيك الأسئلة العميقة وطرح أسئلة جديدة تعيد التفكير في مصادر المعرفة وسُبل تلقيها.
وفي ورقته، تناول سالم الصريدي قضية التجديد من زاوية تكامل العلوم، لافتًا إلى أن المفكر العربي في العصور الأولى كان موسوعيًا يجمع بين الفلسفة واللغة والرياضيات وغيرها.
وأشار إلى أن الانفصال بين العلوم أدى إلى تخمة في التفاصيل، بينما التجديد اليوم يقتضي العودة إلى رؤية شاملة تجمع بين العلوم الطبيعية والإنسانية.
وأوضح أن الفكر التجديدي لا يكتمل دون مقاربة الإنسان في أبعاده المختلفة، النفسية والاجتماعية والمكانية، مضيفًا أن المعرفة لا يمكن أن تنمو داخل المختبرات فقط، بل في التفاعل مع الإنسان ومحيطه. وتابع أن المطلوب هو بناء "هارمونية معرفية" تمكّننا من تجاوز التشتت واستعادة المعنى الشامل للمعرفة. مؤكدا على أن النهضة تتطلب عقلًا جامعًا، لا عقلاً مُجزّأً، وأن هذا يستدعي إعادة النظر في طرائق التعليم والتفكير والبحث.
من جانبه، تطرق عبدالله الدرعي في ورقته إلى مفهوم الحرية الفكرية وأهميتها في مسار النهضة والتجديد، مبينًا أن الحرية لا تعني الانفلات من القيم، بل تنطلق من وعي نقدي مسؤول يعيد قراءة التراث والواقع بروح عقلانية. وأشار إلى أن الفكر العربي كثيرًا ما وقع أسير الثنائيات المتضادة، مثل الأصالة والمعاصرة، والمقدس والمدنس، مما أعاق قدرته على إنتاج معرفة متحررة من التبعية الثقافية.
وأوضح أن الحاجة اليوم ليست إلى إعادة إنتاج النصوص، بل إلى تجديد أدوات الفهم والتأويل، معتبرًا أن الخوف من المساس بالموروث يمنع تحرك العقل نحو تأسيس رؤى جديدة أكثر ملاءمة لعصرنا. وأضاف أن تجاوز هذا الخوف يبدأ بإعادة النظر في ما نعدّه "ثوابت"، وتحرير المقدس من التوظيفات الأيديولوجية التي تُعطل التفكير بدعوى الحماية أو التقديس.
وتابع أن كثيرًا من التجارب الفكرية العالمية انطلقت من مساءلة الذات أولًا، مشيرًا إلى أهمية أن ننطلق نحن أيضًا من موقع الوعي الذاتي النقدي، لا من استيراد نماذج جاهزة من الغرب أو غيره. ودعا الدرعي إلى إحياء مشروع فكري عربي إسلامي، يتأسس على الحوار والتكامل، لا على الإقصاء والانغلاق، مشددًا على أن التجديد لا يكون بجهد فردي معزول، بل بمبادرات جماعية تعيد وصل الحاضر بالماضي دون أن تكون رهينة له.