وفقاً لناشطين فإن الشاب، وهو مهندس كهربائي، بقي في المدينة خلال سيطرة قوات الدعم السريع عليها نظراً لظروف عائلية خاصة. 

ود مدني: التغيير

أظهر مقطع فيديو جديد تم تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي تعرض شاب في مدينة ود مدني للضرب والإهانة على يد ضابط برتبة رائد في الجيش السوداني، بتهمة التعاون مع قوات الدعم السريع.

وأشار ناشطون إلى أن الشاب، وهو مهندس كهربائي، بقي في المدينة خلال سيطرة قوات الدعم السريع عليها نظراً لظروف عائلية خاصة.

تتواصل إنتهاكات الجيش العنصري المختطف من الحركة الإسلامية ومليشيات البراء الإرهابية وحركات الإرتزاق ضد المدنيين يظهر ضابط جيش برتبة رائد يعذب مواطن أمام أعين الناس ويذهب إلى مكان ما لقتله؟؟؟!!! pic.twitter.com/Q9ihwuKnT8

— الباشا طبيق (@Elbashatbaeq) January 17, 2025

وبحسب ما ذكره أحد النشطاء، كان جنود الدعم السريع يجبرون الشاب على إصلاح خلايا الطاقة الشمسية المتعطلة نظراً لتخصصه، مما جعله هدفاً لاتهامات لاحقة بالتعاون معهم.

ويظهر الفيديو حالة من الهياج بين مجموعة من المدنيين، حيث كان بعضهم يعترض على ما يتعرض له الشاب، بينما طالب آخرون بقتله.

وتشهد مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة، اضطرابات نتيجة النزاع المستمر في السودان بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023.

وأدت الحرب إلى انقسام في المجتمعات المحلية، وظهور اتهامات متبادلة بالتعاون مع أحد الطرفين.

وتكررت حوادث استهداف المدنيين في المناطق التي شهدت سيطرة متبادلة بين الطرفين، مع تصاعد الانتهاكات ضد حقوق الإنسان، بما في ذلك أعمال التعذيب والاعتقال التعسفي.

ويشير سياسيون ونشطاء إلى أن هذه الممارسات تُفاقم الانقسامات الاجتماعية، وتؤدي إلى تصعيد حدة التوتر بين المواطنين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني المتدهور في البلاد.

الوسومآثار الحرب في السودان انتهاكات الجيش السوداني انتهاكات الجيش السوداني بولاية الجزيرة مدينة ود مدني ولاية الجزيرة

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان انتهاكات الجيش السوداني مدينة ود مدني ولاية الجزيرة الجیش السودانی الدعم السریع ود مدنی

إقرأ أيضاً:

لماذا ندعم الجيش السوداني؟

محمد تورشين

يتبادر إلى أذهان الكثيرين من المهتمين بالشأن السوداني، سواء كانوا سياسيين، أكاديميين، أو متابعين عامةً، سؤال محوري: لماذا ندعم الجيش السوداني؟ الإجابة عن هذا السؤال تُعد المفتاح لفهم طبيعة الأزمة الراهنة، خصوصًا بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، والتي جاءت نتيجة محاولة فاشلة من قوات الدعم السريع للسيطرة على السلطة. هذه الحرب لم تكن عادية، بل كانت استثنائية بكل المقاييس، وحملت أبعادًا سياسية واقتصادية وأمنية عميقة.

هناك من يرى أن الإسلاميين كانوا السبب في إشعال هذه الحرب، إلا أن استخدام مصطلح “الإسلاميين” يبدو فضفاضًا وغير دقيق. الحركة الإسلامية التي وصلت إلى السلطة في عام 1989 تعرضت لانقسامات متتالية منذ مطلع الألفية، مما يجعل من الصعب اختزالها في كيان واحد. قد يكون لبعض المجموعات المرتبطة بالنظام السابق دورٌ في تأجيج الأزمة، ولكن القضية أعقد من ذلك بكثير. ما يحدث في السودان هو جزء من مشروع “الثورات المضادة”، حيث إن نجاح الثورة السودانية يشكّل تهديدًا مباشرًا لمصالح قوى إقليمية ودولية تدعم قوات الدعم السريع، وعلى رأسها الإمارات. نجاح الثورة يعني سيادة السودان على موارده الاقتصادية، خصوصًا الذهب، وتحقيق استقلال سياسي واقتصادي يعيد تشكيل الدولة السودانية، مما يضعف نفوذ تلك القوى.

إلى جانب ذلك، هناك أطراف إقليمية ودولية تسعى إلى إعادة هيكلة المؤسسة العسكرية السودانية لتتناسب مع أجنداتها، وهو ما لم يكن ممكنًا تحقيقه في ظل أوضاع طبيعية. هذا المخطط، الذي أُعد له منذ فترة طويلة، يشكّل أحد الأسباب الرئيسية للحرب.

دعم المؤسسة العسكرية السودانية في هذه المرحلة ليس خيارًا، بل ضرورة وطنية للحفاظ على وحدة الدولة السودانية وتماسكها. فالجيش لا يمثل مجرد قوة عسكرية، بل يُعد العمود الفقري للدولة، خاصةً في ظل ضعف المؤسسات المدنية الأخرى. يمتلك الجيش القوة والسلاح والنفوذ اللازم لحماية كيان الدولة، وهو ما يجعله الطرف الوحيد القادر على مواجهة مليشيا الدعم السريع، التي أثبتت أنها تعمل خارج إطار الدولة وتسعى لتحقيق مصالحها الخاصة على حساب استقرار البلاد.

أما الحديث عن دمج الدعم السريع في الجيش السوداني، فقد كان ممكنًا في مراحل سابقة عندما كانت إمكانيات المليشيا محدودة، إلا أن تأجيل هذه الخطوة بسبب حسابات سياسية أو مخاوف داخلية أدى إلى تعقيد المشهد. اليوم، لا يمكن الحديث عن عملية انتقالية حقيقية في ظل تعدد الجيوش، ولا يمكن المضي في أي تسوية سياسية دون إنهاء هذه الظاهرة.

المرحلة الانتقالية في السودان يجب أن تكون قصيرة ومحددة المهام. أولى هذه المهام هي ترسيم الدوائر الانتخابية وإجراء انتخابات لمجلس تأسيسي يتولى مناقشة القضايا الدستورية وتنظيم الانتخابات الرئاسية والفيدرالية لاحقًا. الفيدرالية تُعد الحل الأمثل للسودان نظرًا لتنوعه الجغرافي والعرقي، حيث يمكنها معالجة الكثير من التحديات التاريخية. كما يجب أن تشمل الإصلاحات إعادة بناء المؤسسة القضائية لضمان نزاهة المحاكم وقدرتها على محاسبة كل من ارتكب جرائم فساد أو انتهاكات ضد الشعب السوداني.

دعم الجيش السوداني في الوقت الحالي لا يعني دعمه للاستمرار في السلطة بعد انتهاء الحرب. دوره يجب أن يقتصر على إنجاز المهمة العسكرية الحالية، وبعد ذلك يتوجب على قياداته التنحي وترك المجال للقوى السياسية لإدارة شؤون الدولة. استمرار الحرب ضد قوات الدعم السريع قد يكون مكلفًا وقاسيًا، ولكنه الخيار الوحيد المتاح لتحقيق استقرار البلاد واستعادة سيادتها. أي حديث عن الإبقاء على الدعم السريع كما كان قبل 15 أبريل 2023 مرفوض تمامًا، وسيؤدي إلى تعقيد المشهد أكثر مما هو عليه الآن.

ختامًا، دعم الجيش السوداني في هذه المرحلة الحاسمة هو خيار استراتيجي للحفاظ على وحدة البلاد، تمهيدًا لبناء نظام ديمقراطي تعددي يحقق تطلعات الشعب السوداني في الحرية والسلام والعدالة. السودان بحاجة إلى جيش موحّد ومؤسسات قوية قادرة على مواجهة التحديات وإعادة البلاد إلى مسارها الصحيح إقليميًا ودوليًا.

باحث وكاتب سوداني ، متخصص بالشأن المحلي والشؤون الإفريقية

الوسوممحمد تورشين

مقالات مشابهة

  • إصابة (5) أشخاص جراء قصف الدعم السريع مدينة أم درمان
  • لماذا ندعم الجيش السوداني؟
  • شاهد.. القائد الميداني للدعم السريع “جلحة”: “الشفشافة” ما تابعين لينا ولا تابعين للبرهان.. قاموا بسرقة راجمة تابعة لنا بمدينة مدني وأرغب في تنظيمهم بمرتبات ثابتة
  • السودان إلى أين؟.. مصطفى بكري يكشف جهود الجيش في مواجهة ميليشيا الدعم السريع (فيديو)
  • مقتل عضو في مجلس إدارة نادي الهلال السوداني داخل معتقلات الدعم السريع
  • هل تكتب ود مدني نهاية الدعم السريع؟
  • ما هي الاستراتيجية التي اتبعها الجيش السوداني لاستعادة مدينة ود مدني؟
  • القوة المحايدة لحماية المدنيين: قوتنا تعرضت لكمين من قوات الدعم السريع بتخوم محلية كبكابية
  • السودان.. إعدامات ميدانية في ود مدني وأصابع الاتهام نحو الجيش