صحيفة الجزيرة:
2025-05-02@17:18:01 GMT

هكذا.. تولد البهجة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

هكذا.. تولد البهجة

وجدان الفهيد
في عالم يغمره الأسمنت، يعلو في دواخلنا حنين عميق إلى الأرض الأولى، إلى رقعة خضراء تتنفس الحياة، نسيم وديع يحلق بنا خارج صخب المدن الأسمنتية. هذا الشوق ليس ضربًا من الرومانسية العابرة، بل حاجة دفينة تسكن أعماقنا، همسة خافتة تستدعي إنسانيتنا من غفوتها.
الطبيعة ليست مجرد فسحة نلوذ إليها، بل هي امتداد حقيقي لروحنا، مرآة صافية نرى فيها أنفسنا على حقيقتها.

ومن هنا وُلدت “بهجة”، مشروع وطني يحمل في اسمه وعدًا بالسعادة، وفي رؤيته طموحًا يتجاوز التجميل إلى الأنسنة.. حلم مشترك، يسعى إلى أن يحول مدننا إلى نبض أخضر، وأماكن تحتضن الروح.
منذ القدم كانت العلاقة بين الإنسان والطبيعة علاقة تعكس احتياجاته النفسية للسلام والراحة.. واليوم تأتي “بهجة” لتعيد إحياء هذا الترابط من خلال تصميم حدائق تُشعر الإنسان بالانتماء، وتحاكي احتياجاته العاطفية والعقلية.. فقد أثبتت الدراسات النفسية أن قضاء الوقت في الطبيعة يقلل من مستويات التوتر بنسبة تصل إلى 60%، ويعزز من الإبداع والشعور بالسعادة.
حين تتحدث عن “أنسنة المدن” فأنت تشير إلى إعادة تصميم المساحات الحضرية بطريقة تركز على الإنسان واحتياجاته الحقيقية بدلاً من الأولوية للبنية التحتية فقط. “بهجة” تعكس هذا المفهوم بامتياز، إذ قامت بتحويل الحدائق إلى منصات اجتماعية وثقافية، تعزز التفاعل الإنساني. أماكن نستطيع فيها أن نقرأ، نتأمل، نضحك ونشعر بالحياة.
وفقًا لدراسة أجريت في جامعة ستانفورد، فإن المشي في المساحات الخضراء يحسّن من نشاط الدماغ المرتبط بالتحليل الإيجابي، ويقلل من التفكير السلبي المتكرر، لذلك فإن مشاريع مثل “بهجة” ليست رفاهية، بل هي استثمار في الصحة النفسية والاجتماعية للمجتمع.
من يتابع مشاريع وزارة البلديات والإسكان يدرك تمامًا أنها تمتلك رؤية متفردة، تضع الإنسان في قلب التخطيط العمراني. من مشاريع تطوير الأحياء السكنية إلى “بهجة” نجد إصرارًا على تعزيز جودة الحياة، واستعادة الروح المجتمعية التي قد تندثر في ظل صخب الحياة المعاصرة.
“بهجة” فلسفة تهدف إلى بناء مدن تنبض بالحياة، يعيش فيها الإنسان بتوازن بين العمل والاستمتاع بالطبيعة. هذا المشروع يسعى لخلق بيئة تشعرنا بأننا جزء من منظومة طبيعية متناغمة، ويعيد إلينا قيمنا التي تجعلنا أكثر إنسانية ورحمة تجاه أنفسنا والآخرين.
ومع نجاح “بهجة” نحن أمام تجربة فريدة يجب أن تحتذى، تلهمنا بأن المدن ليست فقط أماكن نعيش فيها، بل فضاءات تشعرنا بالجمال.
لنكن جميعًا جزءًا من هذه الرحلة، ونساهم في جعل مدننا أكثر بهجة وأنسنة لأن “بهجة” زراعة للأمل، للألفة، ولإنسانية لا تموت.
“بهجة” فلسفة تعيد تعريف العلاقة بيننا وبين العالم من حولنا.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية

أميرة خالد

رصدت دراسة جديدة من معهد الإنترنت بجامعة أكسفورد 13 مسارًا مختلفاً يمكن أن تؤثر من خلالها الألعاب الألكترونية في الصحة النفسية، سواء بشكل إيجابي والآخر سلبي.

ووفقًا للتقرير المنشور في “ذي إندبندنت”،تهدف الدراسة إلى توضيح التباين الكبير في السرديات المتعلقة بتأثير الألعاب في الصحة النفسية.

أبرز النتائج تشير إلى أن الألعاب يمكن أن تخفف التوتر، وتعزز الشعور بالانتماء والاستقلالية، إلا أن هذا لا يخلو من التحديات، حيث يمكن أن تثير بعض الألعاب مشاعر الفشل أو العزلة إذا لم تتحقق هذه الاحتياجات بالشكل المناسب.

وأشارت الدراسة إلى أن الشغف الصحي تجاه الألعاب قد يعزز من شعور اللاعب بالرفاه النفسي، غير أن هذا الشغف يمكن أن يتحول إلى هوس أو انشغال مفرط تكون له عواقب سلبية على الحياة اليومية.

كما تُعد القصة داخل اللعبة أحد الجوانب التي تثير مشاعر الحنين وتُعزّز الشعور بالمعنى والحيوية، إذ تُمكّن اللاعبين من استكشاف عوالم مختلفة وتجارب وجدانية غنية. كما يمكن للألعاب التي تتطلب حركة بدنية أن ترفع من مستوى المزاج والطاقة مؤقتًا، وهو ما ينطبق خصوصًا على الألعاب الرياضية والتفاعلية.

وأخيرًا، يمكن للألعاب السريعة أن تحسّن من بعض القدرات المعرفية، مثل الذاكرة العاملة والتحكم في الانتباه، إضافة إلى تطوير الوظائف التنفيذية لدى اللاعبين بمرور الوقت.

أما من حيث الآثار السلبية، فتشير الدراسة إلى أن الإفراط في اللعب قد يؤدي إلى إهمال المسؤوليات اليومية مثل العمل والنوم والعلاقات الاجتماعية، ما يسبب الشعور بالإرهاق والذنب والعزلة.

مقالات مشابهة

  • سكن لكل المصريين 7.. المدن المتاح الحجز فيها لمحدودي ومتوسطي الدخل
  • هل العوامل النفسية سبب القولون العصبي؟
  • فتحي الشبلي يرد عبر «عين ليبيا» على تقارير أمريكية: ليبيا ليست مكبّاً لمجرمي العالم ولا أرضاً للبيع
  • «النقد الدولي»: منطقة الشرق الأوسط ليست بمنأى عن التوترات التجارية
  • منطقة الشرق الأوسط ليست بمنأى عن التوترات التجارية (النقد الدولي)
  • رئيس الحكومة يرد على الإنتقالي من عدن: ''معاناة الناس ليست مجالاً للتوظيف السياسي ولا وقت لتبادل الإتهامات''
  • تأثير الألعاب الإلكترونية على الصحة النفسية
  • أوكرانيا: اتفاقية المعادن ليست ردا للجميل لأميركا
  • إيران اليوم ليست كما كانت
  • الشيباني من الأمم المتحدة: لن نعيق استقرار المنطقة بما فيها إسرائيل