إعلام إسرائيلي: الصفقة تؤكد إخفاق الحكومة والجيش ورئيس الأركان
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
سلط الإعلام الإسرائيلي في نقاشاته الضوء على الجدل الدائر حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، والتي تدخل حيز التنفيذ غدا الأحد.
ويأتي الجدل حول الصفقة في الوقت الذي أكدت فيه هيئة البث الإسرائيلية أن حكومة بنيامين نتنياهو صدّقت على الصفقة، بعد تأييد 24 وزيرا في الحكومة ومعارضة 8 وزراء.
وكان وزير اﻷمن القومي اﻹسرائيلي إيتمار بن غفير من أشد المعارضين للاتفاق، ونقلت قنوات إسرائيلية عنه قوله إنه صدم بالصفقة، وبالتفاصيل المتعلقة بالأسرى الفلسطينيين الذين سيفرج عنهم.
وأقر بن غفير بأنه حاول تعطيل الصفقة قبل جلسة الحكومة وبعدها، إذ دعا زملاءه في حزب الليكود وفي "الصهيونية الدينية" إلى الانضمام إليه في مسعاه.
وبخلاف موقف بن غفير، أعرب ميكي زوهر، وهو وزير في حكومة نتنياهو عن حزب الليكود، عن تأييده للصفقة بقوله في تصريح "في هذه المرحلة نسعى إلى إعادة أبنائنا إلى بيوتهم، فاستعادة المخطوفين قيمة عليا، ونحن لن نتردد عن القضاء على حماس ﻻحقا".
ونقلت قناة 12 عن عيناف تسنغاوكر -والدة أسير في غزة- قولها إن "انتهاك الاتفاق واستئناف القتال هو حكم باﻹعدام على المخطوفين الذين سيبقون هناك"، وخاطبت نتنياهو "هل تنوي اﻻلتزام بالصفقة، هل تنوي إنهاء الحرب وإعادة كل المخطوفين، أم ﻻ؟".
إعلان
ومن جهته، قال دانيال ليبشيتس وهو حفيد أسير في غزة "لن نسمح لهذه الحرب باﻻستمرار، وسنسعى لذلك في كل العالم، ويجب على كل الشعب دعمنا في ذلك".
وحسب حاييم روبنشتاين، وهو مستشار إعـﻼمي وإستراتيجي، فإن الطريقة الوحيدة لاستعادة الأسرى هي أن "يقف نتنياهو أمام الشعب ويقول: إنني مستعد ﻹنهاء الحرب". وأضاف، في نقاش على قناة 13، أن رئيس الأركان الإسرائيلي السابق غادي آيزنكوت قال سابقا "لقد دعمنا صفقة شاملة، وحماس أرادت صفقة شاملة، ومن رفض الصفقة الشاملة هو بنيامين نتنياهو".
نتنياهو يكذبومن جهته، اتهم رونين مانيليس، المتحدث السابق باسم الجيش اﻹسرائيلي، نتنياهو بالكذب، وقال إنه سيكذب على الأميركيين وعلى الإسرائيليين.
أما رئيس معهد أبحاث اﻷمن القومي في جامعة تل أبيب، تامير هايمان، فيرى أن "وقف إطـﻼق النار في غزة ليس وقفا للحرب". وقال، في نقاش على قناة 12، إن حماس ستبقى صاحبة السيادة في قطاع غزة، و"هذا يتناقض مع أحد أهداف الحرب، وهذا قد يسمح لها في نهاية اﻷمر بتعزيز قوتها، أي إننا فقط نؤجل المشكلة".
وفي السياق ذاته، ذكّر مراسل الشؤون العسكرية في قناة 14 هيلل بيتون روزين أن "حماس ﻻ تزال ﻟﻸسف صامدة في قطاع غزة، ويجب القضاء عليها. وهذه الصفقة ﻟﻸسف ستعزز قوتها وسترمم قدراتها من جديد، وستتمكن من تجنيد مزيد من المخربين في غزة والضفة الغربية ﻻستهدافنا".
ويؤكد محلل الشؤون العسكرية في قناة "i24" يوسي يهوشوع أن "نتيجة هذه الصفقة تشير إلى إخفاق رئيس الحكومة نتنياهو إخفاقا سياسيا، وإلى إخفاق الجيش ورئيس اﻷركان هرتسي هاليفي في تنفيذ المهمة وفي تحقيق اﻻنتصار المتوقع على حماس".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات التقارير الإخبارية فی غزة
إقرأ أيضاً:
إعلام إسرائيلي: حماس لم تخضع للضغوط وخرجت من الحرب واقفة على قدميها
ركزت وسائل إعلام إسرائيلية على صفقة تبادل الأسرى التي تم الإعلان عنها مساء أمس الأربعاء، وقالت إن تل أبيب دفعت ثمنا باهظا فيها دون أن تحقق شيئا من أهداف الحرب.
فقد حصلت إسرائيل على صفقة جزئية مقابل حصول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على صفقة شاملة، كما يقول محلل الشؤون الفلسطينية في قناة " آي 24″، تسفيكا يحزقيلي.
فبالنسبة ليحزقيلي، حصلت حماس على مساعدات إنسانية وفيرة وعادت إلى وضعها السابق في قطاع غزة واستعادت قوتها الفتاكة التي شاهدها الجميع في الشمال خلال الأسابيع الماضية.
حماس وقفت على قدميهاومن هذه المنطلق، يعتقد يحزقيلي أن المشكلة حاليا "تتمثل في أن حماس أصبحت واقفة على قدميها بينما تل أبيب لا تمتلك أي وسائل للضغط عليها مجددا". ليس هذا وحسب، بل إن إسرائيل -كما يقول المتحدث- تواجه مشكلة أخرى كبيرة تتمثل في تصاعد المواجهات بالضفة الغربية.
وبناء على هذه المعطيات، يعتقد يحزقيلي أن "الأمر المؤلم يتمثل في أن إسرائيل سيكون عليها مواجهة المقاومة مستقبلا دون أن تكون موجودة في غزة، وهو ما يعني أنها فشلت في تحقيق أهداف الحرب بسبب الضغوط التي مارستها عليها حماس".
وحتى الضغط الأميركي، كان أكبر على إسرائيل منه على حماس لأن الأخيرة "غير قابلة للضغط ولم تكن تستجيب للضغوط إذا قررت أنها لن تفعل"، كما يقول يحزقيلي، الذي يعتبر أن تل أبيب "في وضع مؤسف إذا كانت هذه هي نهاية الحرب".
إعلانولم يختلف محلل الشؤون العسكرية في يديعوت أحرونوت، يوسي يهوشوع، عن الرأي السابق، فقد أكد أن إسرائيل دفعت أثمانا باهظة جدا في هذه الصفقة ولم يعد لديها أي وسيلة ضغط على حماس.
والأمر الأصعب بالنسبة ليهوشوع، هو أن حماس "يمكنها إفشال هذه الصفقة الجزئية لأي سبب وقتما شاءت، لأن إسرائيل لن تكون قادرة على تثبيت الاتفاق إلا بالعودة للقتال في ظروف أصعب من التي كانت تقاتل فيها".
إسرائيل لم تحقق أي هدف
لذلك، فإن خلاصة ما جرى في هذه الحرب -برأي اللواء احتياط غيورا آيلاند عرَّاب خطة الجنرالات– هو أن إسرائيل فشلت في تحقيق كل أهدفها التي قاتلت لأجلها، لأنها لم تتمكن من القضاء على حماس ولا من استعادة الأسرى ولا من الإطاحة بحكم الحركة في القطاع.
وفي تأكيد على وجهة النظر هذه، قالت مقدمة برامج سياسية في القناة 12، نيسلي باردا، إن نتنياهو وحكومته "ظلوا فترة يرددون شعارات الانتصار بدلا من إخبار الشعب بالحقيقة التي يصعب استيعابها".
وتتمثل هذه الحقيقة -برأي باردا- في أنه "لم يكن بالإمكان إبرام صفقة دون أثمان باهظة، وأن مواجهة التهديد القادم من غزة لم يعد ممكنا سواء بتوفير الأموال لحماس أو بمواجهتها عسكريا".
وحتى الخلاف الذي كان دائرا بشأن وضعية القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا بين غزة ومصر، كان مجرد محاولة من نتنياهو إثبات أنه يواصل الضغط على حماس حتى آخر لحظة، وفق مراسل الشؤون السياسية في قناة "كان"، سليمان مسودة.
استهداف كتائب القسام آليات إسرائيلية في رفح (الجزيرة)فقد أكد مسودة أن الخلاف بشأن محور فيلادلفيا تم حله في الليلة السابقة لإعلان الاتفاق، وقال إن مكتب نتنياهو أصدر بيانا مقتضبا ونسبه لمسؤول رفيع بشأن وضع حماس شروطا جديدة في اللحظات الأخيرة تتعلق بهذا المحور.
لكن مسؤولين أكدوا أن هذا الأمر لم يحدث وأن هذه النقطة تحديدا تم حلها قبل صدور هذا البيان، كما يقول مسودة.
إعلانوالأمر نفسه أكده مراسل الشؤون الدينية في القناة 12، يائير شركي، بقوله "إن أزمة خرائط الانسحاب تم حلها سريعا، لكن نتنياهو حاول تقديم دليل جديد على أنه ظل متمسكا بمحور فيلادلفيا حتى آخر نفس".
يشار إلى أن نتنياهو عطل التوصل لاتفاق طيلة الشهور الماضية، بسبب تمسكه بالبقاء في محور فيلادلفيا الذي قال إن الخروج منه يهدد أمن إسرائيل القومي، زاعما أنه يمثل خط الإمداد الرئيسي للمقاومة بالسلاح.
ورفضت المقاومة أي اتفاق لا يشمل انسحاب قوات الاحتلال من محوري فيلادلفيا ونتساريم، وهو ما تضمنته الصفقة الأخيرة بشكل مرحلي.