الخطاب العنصري الاسلاموي ومواصلة الابادة الجماعية
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
بقلم: تاج السر عثمان
١
اشرنا سابقا الى الانتهاكات والمجازر البشعة في كنابي الجزيرة (كمبو - ٥ )، التي ارتكبت بحق المدنيين في هذه المنطقة من قبل الجيش ومليشيات الإسلامويين ودرع البطانة وغيرها المتحالفة معه ، بما في ذلك القتل والذبح والحرق والنهب والاختطاف، وهي جرائم ترقى إلى الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية والتطهير العرقي.
٢
الجرائم التي ارتكبها الجيش المختطف من الإسلامويين والمليشيات المتحالفة معه في مدني بعد خروج الدعم السريع منها، هي امتداد لجرائم الدعم السريع في الابادة الجماعية والتطهير العرقي ونهب الممتلكات والاغتصاب وغيرها من الجرائم ضد الانسانية التي حدثت.
إضافة لمجازر ممارسات الحكم الإسلاموي لحوالي ٣٠ عاما، عانى فيها شعبنا من الفقر والخراب والدمار وجرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية حتى اصبح البشير ومن معه مطلوبين للمحكمة الجنائية الدولية ، وتكوين مليشيات الدعم السريع، ونهب ممتلكات الدولة، وتشريد الآلاف والتعذيب الوحشي للمعتقلين السياسيين في بيوت الأشباح، والتفريط في السيادة الوطنية وتمزيق وحدة البلاد بفصل الجنوب.
أدت التراكمات للمقاومة ضدهم إلى ثورة ديسمبر،
وبعدها شاركوا في انقلاب اللجنة الأمنية ومجزرة فض الاعتصام مع صنيعتهم الدعم السريع . وبعد ذلك لعبوا دورا كبيرا في تخريب ثورة ديسمبر،حتى شاركوا في انقلاب ٢٥ أكتوبر 2021 الذي أعاد لهم التمكين و قاد للحرب الكارثية الذين أججوا نيرانها بهدف تصفية الثورة ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية المتحالفة معهم، كما هو جارى الان.
٣
الإسلاميون من أخطر الحركات التي مزقت وحدة البلاد ونسيجها الاجتماعي باسم الإسلام كما في حركة الإخوان المسلمين التي اتخذت أسماء مختلفة ( جبهة الميثاق، الجبهة القومية الإسلامية، المؤتمر الوطني الذي انقسم منه الشعبي. الخ ) الذي كرّس الاستعلاء الديني والعنصري، واتخذت الإسلام غطاء ايديولوجيا لخدمة مصالحها الطبقية والدنيوية..
: هذا فضلا عن فساد تجربة ورجعية الدولة الدينية في التجارب المعاصرة مثل: افغانستان والسودان وايران والعراق والتي كانت مثالا لمصادرة حقوق الانسان ونهب وتدمير موارد البلاد الاقتصادية لمصلحة فئات رأسمالية طفيلية قليلة، وفشلها في تقديم أبسط الخدمات مثل : التعليم والصحة والكهرباء والماء.الخ، وافقار الغالبية العظمي من الشعب، وتمزيق وحدة البلاد كما تم بفصل جنوب السودان، وتدمير الآثار الثقافية وإبادة الأقليات القومية ومصادرة حقها الديني والثقافي واللغوي كما فعلت طالبان و"داعش" ، وانتهاج سياسات فتحت الطريق للتدخل الأجنبي وفقدان تلك البلاد لسيادتها الوطنية، وبالتالي لم تقدم نماذج جاذبة لفكرة الدولة الدينية باسم الإسلام.
٤
بعد انقلاب 30 يونيو 1989 الإسلاموي، وباسم الهويّة الحضارية الإسلاموية تمّ نهب ثروات البلاد لمصلحة الطفيلية الإسلاموية، وكانت مصادر النهب وتركيز الثروة من : نهب اصول القطاع العام عن طريق البيع أو الايجار أو المنح باسعار بخسة لأغنياء الجبهة أو لمنظماتها.الخ واصدارقانون النظام المصرفي لعام 1991م، والذي مكن لتجار الجبهة ولمؤسساتها من الهيمنة علي قمم الاقتصاد الوطني وامتصاص الفائض، مما ادي الي فقدان الثقة في النظام المصرفي ، اضافة الي اجراءات تبديل العملة وتحميل المودعين التكلفة بخصم 2% من ارصدتهم، وحجز 20% من كل رصيد يزيد عن 100 ألف جنية امتدت اكثر من عام ، وانتهاك قانون واعراف سرية النظام المصرفي وكشف القدرات المالية لكبار رجال الاعمال امام تجار الجبهة الاسلامية ، اضافة لتسهيلات والرخص التجارية من وزارة التجارة والبنوك التجارية والاعفاء من الضرائب، والاستيلاء علي شركات التوزيع الأساسية وتمليكها لتجار وشركات الجبهة الاسلامية، والمضاربة في العقارات والاراضي والاستثمار في مشاريع الزراعة الآلية والثروة الحيوانية واستيلاء شركات ومؤسسات الجبهة الاسلامية علي مؤسسات تسويق الماشية، وعائدات الذهب والبترول التي تقدر بأكثر من 100 مليار دولار ، والتعليم والصحة ( استثمارات د. مامون حميدة) والذين اصبحا سلعة ومصدرا من مصادر التراكم الرأسمالي. ومن الأمثلة للنهب : طريق الانقاذ الغربي الذي وصل قمة النهب ، وافقار المزارعين عن طريق نظام السلم أو الشيل والضرائب والجبايات التي لم يشهدها السودان، الا في العهد التركي، اضافة الي أنه من مصادر التراكم والدعم لهذه الفئة : راس المال الاسلامي الذي دخل البلاد في التسعينيات من القرن الماضي، والذي قدرته بعض المصادر ب 6 مليار دولار، وأسهم في دعم النظام ومؤسساته الاقتصادية والمالية والحربية.
(للمزيد من التفاصيل: راجع: تاج السر عثمان: تجربة الإسلام السياسي في النهب وتركيز الثروة، الحوار المتمدن ، 6 / 4/ 2012)..
* الشاهد أن هذه المصادر جاءت نتيجة للنهب الاقتصادي والقمع السياسي، بحيث احتكرت الجبهة الاسلامية (المؤتمر الوطني) الثروة والسلطة والعمل السياسي في البلاد، وحدثت أزمة اقتصادية عميقة وتدهور في الأوضاع المعيشية ، وتمزيق وحدة البلاد بانفصال الجنوب نتيجة الاستعلاء العنصري والديني ، وأدي لانفجار ثورة ديسمبر 2018 التي أطاحت برأس النظام ، وما زالت الجماهير تواصل ثورتها ضد انقلاب اللجنة الأمنية لنظام البشير حتى تحقيق أهداف الثورة.
٥
بالتالي ، من المهم مواصلة توسيع قاعدة الجبهة الجماهيرية لوقف الحرب واسترداد الثورة وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، وحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي المهني الموحد الذي يعمل تحت إشراف الحكومة المدنية، والمحاسبة وعدم الإفلات من العقاب بعد إسقاط الانقلاب الراهن ومواصلة التفكيك الكامل للتمكين واستعادة كل تلك الأموال المنهوبة، باعتبار ذلك هو الحاسم في التغيير وانجاز مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة. .
alsirbabo@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الابادة الجماعیة الجبهة الاسلامیة الدعم السریع وحدة البلاد
إقرأ أيضاً:
فور تنصيبه..إدارة ترامب تطلق الاعتقالات الجماعية للمهاجرين يوم الثلاثاء
قال مسؤول حدودي كبير في إدارة دونالد ترامب المقبلة، إن سلطات الهجرة ستطلق اعتقالات جماعية للمهاجرين غير المسجلين في كامل البلاد، الثلاثاء.
وستكون هذه الخطوة من بين أولى الخطوات التي سيتخذها ترامب، الذي يعود إلى البيت الأبيض الإثنين، بعد أن توعد خلال حملته بترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين من الولايات المتحدة.وبعد تقارير في صحيفة وول ستريت جورنال وغيرها من وسائل الإعلام عن تخطيط الإدارة الجديدة لمداهمات في شيكاغو بداية من الثلاثاء، قال توم هومان، المعروف بـ "قيصر الحدود" الجمعة لقناة فوكس نيوز: "ستكون هناك مداهمات كبيرة في جميع أنحاء البلاد. شيكاغو ليست سوى واحدة من أماكن عدة".
وترأس هومان الوكالة المكلفة بالإشراف على حدود الولايات المتحدة في إدارة ترامب السابقة 2017-2021 التي فُصل خلالها قرابة 4 آلاف طفل عن ذويهم المهاجرين ووضعوا قيد الاحتجاز.
وأكد هومان أنه في يوم الثلاثاء، "ستنطلق وكالة الهجرة والجمارك أخيراً للقيام بعملها. سنزيل الأصفاد عن دائرة الهجرة والجمارك ونسمح لها بالقبض على الأجانب المجرمين". قبل تنصيب ترامب..أمريكا تشدد الإجراءات على الحدود مع المكسيك - موقع 24وضعت شرطة الحدود الأمريكية أسلاكاً شائكة بين مدينة إل باسو الأمريكية في تكساس، وجارتها المكسيكية سيوداد خواريز أمس الجمعة.
وأضاف "ما نقوله لدائرة الهجرة والجمارك هو أنكم ستنفذون قانون الهجرة دون اعتذار. ستركزون على الأسوأ أولاً، التهديدات التي تهدد السلامة العامة أولاً، لكن لا أحد مصان. إذا كانوا في البلاد بشكل غير قانوني، فسيواجهون مشكلة".
وأوردت وول ستريت جورنال، أن المداهمات واسعة النطاق في شيكاغو يتوقع أن تبدأ الثلاثاء، بعد يوم من تنصيب ترامب، وستستمر "طيلة الأسبوع" بمشاركة 100 إلى 200 من ضباط دائرة الهجرة والجمارك، نقلاً عن 4 مصادر لم تكشف هوياتها على دراية بتخطيط العملية.
وقال المتحدث باسم شرطة شيكاغو دون تيري، لنيويورك تايمز، إن الإدارة لن "تتدخل مع أي وكالات حكومية أخرى تؤدي واجباتها"، لكنه قال، إن الدائرة "لا توثق حالة الهجرة" و"لن تتقاسم المعلومات مع سلطات الهجرة الفيدرالية".
وشيكاغو، في الغرب الأوسط واحدة من عدة مدن أمريكية يقودها ديمقراطيون أعلنت نفسها "ملاذاً" للمهاجرين، ما يعني أنهم لن يعتقلوا لمجرد افتقارهم لوضع المهاجرين القانونيين.