سودانايل:
2025-03-25@12:47:59 GMT

انجلز والدفاع عن فلسفة هيجل

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

عبد المنعم عجب الفَيا

مقدمة:
في كتابه (لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الألمانية الكلاسيكية) يقدم انجلز قراءة لفلسفة هيجل تبدو مغايرة للفهم السايد والمختزل لهيجل في الادبيات الماركسية. ومع ان العنوان الذي اختاره انجلز لهذا للكتاب يوحي بأنه رد على مادية فيورباخ ، الا ان الكتاب يمكن أن يعد دفاعا عن فلسفة هيجل وشرحا عميقا لها أكثر من كونه ردا على فيورباخ.


وفيما يلي نورد اهم النقاط المفصلية في دفاع انجلز عن فلسفة هيجل والتي تكشف عن مكانتها السامية والمهيمنة في الفلسفة بعامة والنظرية الماركسية بخاصة.
**
" إن الواقع، تبعا لهيجل، ليس صفة ملازمة لنظام اجتماعي وسياسي معين في جميع الأحوال وفي كل الأزمان.. فان كل شيء كان واقعا فيما مضى، يصبح في مجرى التطور غير واقع، ويفقد ضرورته وحقه في الوجود، وصفته المعقولة. ومحل الواقع المتحضر يحل واقع جديد صالح للحياة، يحل محله سلميا، اذا كان القديم عاقلا وتقبل مصيره دون مقاومة، وبالعنف اذا عارض القديم هذه الضرورة. وهكذا فان موضوعة هيجل (كل ما هو واقع معقول، وكل ما هو معقول واقع) تتحول بفضل الديالكتيك الهيجلي، إلى نقضيها: كل ما هو واقع في مجال التاريخ الإنساني يغدو مع مرور الزمن منافيا للعقل، فهو إذن في طبيعته بالذات غير معقول، مطبوع مسبقا بخاتمة اللاعقلية. وكل ما هو معقول في اذهان الناس، محكوم عليه بأن يغدو واقعا مهما كان مناقضا للواقع المتصور القايم.
فالموضوعة التي تقول بأن كل ما هو واقع. معقول، تتحول وفقا لجميع قواعد طريقة التفكير الهيغلية، الي موضوعة أخرى، هي ان كل ما هو قايم مصيره الزوال.
أن الاهمية الحقيقية، والطابع الثوري للفلسفة الهيجلية، والتي ينبغي أن نقصر بحثنا عليها بوصفها المرحلة الختامية لكامل الحركة الفلسفية منذ كانط، فيقومان بالضبط، في ان فلسفة هيجل وضعت حدا نهائيا لكل تصور عن الطابع النهائي لنتايج فكر الإنسان وفعله. فالحقيقة التي كان ينبغي أن تعرفها الفلسفة، لم تبد لهيجل في شكل مجموعة من العقايد الجامدة الجاهزة، التي ليس للمر بعد اكتشافها الا ان يحفظها عن ظهر قلب.
لقد انحصرت الحقيقة مذ ذاك في مجرى المعرفة نفسه، في التطور التاريخي الطويل للعلم الذي يصعد من درجات دنيا إلى درجات أعلى، فأعلى، في سلم المعرفة، ولكن دون أن يبلغ ابدا نقطة لا يستطيع أن يستمر سيره منها بعد إيجاد ما يسمى الحقيقة المطلقة. ولم يعد له بتاتا ان يبقى حيث هو، مكتوف الأيدي، يتأمل بإعجاب الحقيقة المطلقة التي حصل عليها.
هكذا يجري، سوا في ميدان المعرفة الفلسفية ام في ميدان اي معرفة كان، وفي ميدان النشاط العلمي كذلك. ان التاريخ شانه، شان المعرفة، لن يكتمل نهائيا في وضع مثالي كامل للانسانية. فالمجتمع الكامل والدولة الكاملة، إنما هما شيان لا يمكن لهما وجود الا في المخيلة. بل الأمر علي النقيض من ذلك، فجميع النظم الاجتماعية التي تتعاقب في التاريخ ليست سوى مراحل مؤقتة لتطور المجتمع الإنساني، الذي لا نهاية له، من درجة دنيا إلى درجة عليا. فكل درجة ضرورية، يبررها بالتالي العصر والظروف التي ترجع إليها بنشاتها. ولكنها تغدو زايلة وغير مبررة ازا ظروف جديدة أرقى، تتطور شيا فشيا في احشايها بالذات. فهي مضطرة إلى أن تخلي المكان لدرجة أعلى، تنحط وتزول بدورها هي الأخرى. فكما ان البرجوازية تحطم عمليا، بواسطة الصناعة الكبيرة والمزاحمة والسوق العالمية، كل المؤسسات القديمة المثبتة التي قدستها العصور، كذلك تحطم هذه الفلسفة الديالكتيكية جميع التصورات عن الحقيقة المطلقة النهائية، وعن أوضاع الإنسانية المطلقة المناسبة لها. فليس هناك، بالنسبة الفلسفة الديالكتيكية، شي نهايي، مطلق، مقدس. إنها ترى حتمية الانهيار في كل شيء، ولا يوجد شيء يستطيع الصمود في وجهها الا المجرى المستمر للنشو والزوال، الصعود اللامتناهي من أدنى الي أعلى. وهي نفسها ليست سوى انعكاس بسيط لهذا المجرى في الذهن المفكر. ولها أيضا في الحقيقة، جانبها المحافظ. فهي تبرر كل مرحلة معينة من مراحل تطور المعرفة والعلاقات الاجتماعية في زمانها وظروفهما، لا أكثر. والصفة المحافظة لهذه الطريقة في الفهم نسبية، وطابعها الثوري مطلق. وهذا هو الشي الوحيد المطلق الذي تقبله الفلسفة الديالكتيكية..
ويشير هيجل لا سيما في كتابه (المنطق) إلى أن هذه الحقيقة الخالدة ليست سوى المجرى المنطقي التاريخي نفسه. ويجد هيجل بالذات نفسه، مضطرا إلى أن يضع لهذا المجرى نهاية. إذ كان عليه أن ينهي منهجه بشكل من الأشكال. ففي (المنطق) يستطيع أن يصنع من هذه النهاية بداية جديدة، لان النقطة النهائية، اي الفكرة المطلقة - التي ليست مطلقة الا لانه لا يستطيع مطلقا ان يقول عنها شيء - تنقل هناك نفسها اي تتحول إلى الطبيعة، وتعود من جديد إلى نفسها في الروح اي في الفكر والتاريخ..
كل ذلك لم يمنع منهج هيجل من ان يشمل ميدانا أوسع بكثير من اي منهج سبقه. وان يعطي في هذا الميدان ثروة من الأفكار ما زالت تدهشنا الي اليوم. كما في نظرية تطور الروح، التي تعد تصويرا للوعي الفردي في مختلف مراحل تطوره والتي تعتبر موجزا للدرجات التي مر بها الوعي الإنساني تاريخيا، وفي المنطق، وفلسفة الطبيعة، وفلسفة الروح، وهذه الأخيرة موضحة في فروعها التاريخية المنفصلة: فلسفة التاريخ والحقوق والدين، وتاريخ الفلسفة، وعلم الجمال الخ.
في كل ميدان من هذه الميادين التاريخية المختلفة، يحاول هيجل ان يجد خط التطور الذي يمر عبر هذا الميدان أو ذاك،أو يشير إلى هذا الخط. ولما كان هيجل ليس نابغة وحسب، بل كان علامة ذا معارف واسعة جدا، فإن عمله، أينما قام به، قد شكل عصرا كاملا.
ومن المفهوم ان ضروريات المنهج قد ارغمته كثيرا على اللجوء إلى إنشاءات قهرية، لا يزال خصومه الحقرا يطلقون بصددها الزعيق المزعج. غير أن هذه الإنشاءات لا تقوم الا بدور اطارات أو صقالات الصرح الذي يبنيه. ومن لم يتوقف هنا طويلا بل يتوغل في أعماق الصرح الجليل، سوف يجد فيه كنوزا لا عد لها، ولا تزال تحتفظ بكل قيمتها حتى أيامنا هذه.
أن المنهج بالضبط هو الشي الزايل عند جميع الفلاسفة. وذلك أن المناهج ناشية عن حاجة للروح الإنساني غير زايلة، هي حاجة التغلب على جميع التناقضات. ولكن لو ان جميع التناقضات كانت قد ازيلت نهاييا، لكنا وصلنا إلى ما يسمى الحقيقة المطلقة، ولكان انتهى التاريخ العالمي، ولكنه كان يجب على التناقض، في الوقت نفسه، أن يستمر حتى ولو لم يبق له شيء للعمل، الي ان يظهر تناقض جديد، تناقض لا يمكن حله.
أن الطلب من الفلسفة ان تحل جميع التناقضات، يعني الطلب من الفيلسوف الواحد ان يفعل فعلا لا تستطيعه الا البشرية جمعا في تطورها إلى الأمام. وحين ندرك هذا، والفضل في ذلك يعود إلى هيجل أكثر مما إلى أي شخص آخر، تنتهي كل الفلسفة، بالمعنى القديم للكلمة. ونترك الحقيفة المطلقة التي لا يمكن أن يدركها بهذا الطريق كل إنسان لوحده، ونسعي بالمقابل ورا الحقايق النسبية التي يمكننا أن ندركها، في طريق العلوم الإيجابية، معممين نتايجها بمساعدة الفكر الديالكتيكي.
فمع هيجل تنتهي، بوجه عام، الفلسفة، لان منهجه، هو نتيجة جليلة لتطور الفلسفة السابق كله،. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، لانه يرينا، ولو عن غير ادراك منه، الطريق الذي يقود من تيه المناهج هذا، إلى معرفة العالم معرفة حقيقية إيجابية".

* المصدر:
لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية، ماركس انجلز، مختارات، الجز الرابع، دار التقدم، موسكو. ص 8-15

*كتابات ذات صلة:
لمن يرغب في التوسع في هذا النهج الذي مضى فيه انجلز هنا لقراءة هيجل يمكنه الرجوع إلى اهم مصدرين في هذا الاتجاه وهما:
1- الكسندر كوجيف، مدخل الي قراءة هيجل، ترجمة، عبد العزيز بمسهولي، رؤية، ٢٠٢١
٢- هربرت ماركيوز، العقل والثورة: هيجل ونشاة النظرية الاجتماعية، ترجمة د. فؤاد زكريا، الهيئة المصرية للنشر والتاليف، ١٩٧٠

abusara21@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: کل ما هو

إقرأ أيضاً:

هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!

شمسان بوست / متابعات:

حذر الخبراء من الاعتماد بشكل مفرط على أدوات الذكاء الاصطناعي لأداء المهام المعرفية حيث تهدد بالتبلد العقلي، مشيرين إلى أن إراحة أدمغتنا بالاعتماد على تقنيات متطورة بشكل متزايد يهدد قدرتنا على التفكير النقدي.



وأكد تقرير صحيفة ديلي تليجراف البريطانية، أن أهم الخسائر والأضرار الجانبية لثورة الذكاء الاصطناعي هو العقل البشري، لأنه بكل بساطة، تقول لنا أداة الذكاء الاصطناعي”دعني أتولى مهمة التفكير نيابة عنك”، وهذا من شأنه أن يصيبنا بالكسل والميل إلى الراحة في التفكير والنقد، وصولا إلى العجز عن الاعتماد على عقولنا في كل أمر.


وكان سقراط يخشى أن يؤدي الاعتماد على الكتابة إلى تآكل ذاكرتنا ويؤدي إلى فهم سطحي للحجج المهمة، وأدى ظهور الآلة الحاسبة الجيبية في سبعينيات القرن العشرين إلى حالة من الذعر في الفصول الدراسية حيث شعر المعلمون والآباء بالقلق من أن الأطفال لن يتعلموا الحساب بعد الآن.


والآن بدأ سباق التسلح بروبوتات الدردشة في الفصول الدراسية، حيث يساعد الطلبة على حل الواجبات المدرسية.


فمنذ إطلاق برنامج ChatGPT قبل عامين بقليل، أصبح الطلاب من بين أكثر مستخدمي برنامج الدردشة الآلي، ويعتمدون على الأداة التكنولوجية في كتابة الأبحاث التي كانوا ليضطروا إلى بذل الكثير من الجهد في كتابتها.


* حيل المعلمين

وقالت الصحيفة البريطانية إن بعض المعلمين وأساتذة الجامعات يلجأون لبرامج الذكاء الاصطناعي لمعرفة إن كان الطلبة يغشون باستخدام روبوت الدردشة أم لا، عن طريق اكتشاف حقيقة وجود نص منسوخ حرفيا، أم لا، في كتابة الواجبات المدرسية أو الأبحاث.


وفي دراسة لمعهد بيو للأبحاث في الولايات المتحدة، اعترف ربع الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عامًا بأنهم يستخدمون ChatGPT لكتابة واجباتهم المدرسية، فيما يمثل ضعف نسبة الطلاب الذين أجروا نفس الشيء ذلك قبل عام.


وفي العام الماضي، وجد معهد سياسة التعليم العالي، أن واحدًا من كل ثمانية طلاب جامعيين، 13% كانوا يستخدمون الذكاء الاصطناعي لكتابة الأبحاث، وأن 3% كانوا يسلمون مخرجات chatbot دون التحقق منها.


الغش مشكلة قديمة قدم الواجبات المدرسية، ولكن مع تزايد انتشار الروبوتات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وقدرتها على القيام بمهامها، بدأ الباحثون الآن يتساءلون عما إذا كانت هذه التكنولوجيا تؤثر على كيفية تعلمنا وتفكيرنا، ليس فقط بالنسبة للطلاب الكسالى، بل وبالنسبة لبقية الناس.


* آثار سلبية في مختلف المجالات

وفي يناير، توصلت دراسة أجراها البروفيسور مايكل جيرليتش، عالم النفس السلوكي في سويسرا، إلى وجود ارتباط سلبي كبير بين الاستخدام المتكرر لأدوات الذكاء الاصطناعي وقدرات التفكير النقدي.


ووجدت الدراسة أن المستخدمين الأصغر سن الذين تتراوح أعمارهم بين 17 و25 عاما، كانوا الأكثر اعتمادا على أدوات الذكاء الاصطناعي، وسجلوا درجات أقل في مؤشرات التفكير النقدي.


وفي المجال المهني الذي تأثر بشكل كبير ببرامج الدردشة الآلية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، قال بعض العاملين إنهم يشعرون الآن بالعجز دون أدوات الذكاء الاصطناعي.


وذكر أحد المبرمجين أنه تخلى مؤخرا عن مهمة برمجة على متن رحلة جوية حيث لم يكن لديه اتصال واي فاي يسمح له بالاستعلام عن مساعده الافتراضي، وقال أحد المبرمجين: “لم أعد قادرا على إجراء البرمجة بنفسي”.


* دعني أفكر لك

وأدى ظهور محركات البحث وسهولة الوصول إليها في أي وقت من خلال الهواتف الذكية إلى إثارة المخاوف بشأن “فقدان الذاكرة الرقمية”، وهي الفكرة التي تجعلنا ننسى الأشياء بمجرد إخبارنا بها، على ثقة من أن أجهزتنا ستكون قادرة على إنقاذنا لاحقًا.


ولكن الباحثين أشاروا إلى أن الذكاء الاصطناعي مختلف، ففي حين قد يسمح لنا جوجل والهواتف الذكية بتخزين المعلومات في مكان آخر وتحرير أدمغتنا للقيام بمهام أخرى، فإن الذكاء الاصطناعي يعد بالتفكير نيابة عنا.


وقال البروفيسور جيرليتش: “في الماضي، كنت أنقل المعلومات إلى مكان آخر، ولكن عندما تتمكن من نقل عملية التفكير بأكملها إلى التكنولوجيا، وتقول لك التكنولوجيا: “يمكنني التفكير نيابة عنك”، فهذا هو الفرق”.


وأضاف “إنه أمر مريح للغاية، حيث يمكنك طرح سؤال وتحصل على الإجابة مباشرة.


في الأسبوع الماضي، قدم باحثون في مايكروسوفت وجامعة كارنيجي ميلون أدلة على ما كان يشعر به الكثيرون بالفعل، فقالوا :”نحن نقوم بنقل أدمغتنا إلى أنظمة الذكاء الاصطناعي”.


وفي دراسة أجريت على 319 من “عمال المعرفة”، وهم أشخاص يعملون في مجالات مثل علوم الكمبيوتر والتعليم والأعمال والإدارة، وجد الباحثون أن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي كان مرتبطًا بمستويات أقل من التفكير النقدي- القدرة على فهم الأفكار والبيانات والتشكيك فيها.


وبعبارة أخرى، كان العمال أقل ميلًا إلى استخدام أدمغتهم، وركنوا إلى الراحة بسبب الذكاء الاصطناعي.


وأشار الباحثون إلى أن الاستخدام غير السليم للتكنولوجيا قد يؤدي إلى تدهور القدرات المعرفية التي ينبغي الحفاظ عليها، وحذروا من أن الاعتماد على الألة يهدد بترك عضلاتنا المعرفية “ضامرة وغير مستعدة” عندما تكون هناك حاجة إليها.

مقالات مشابهة

  • روح رمضان الحقيقة
  • الصحة والدفاع المدني يبحثان آلية التعاون في مجال الإسعاف والإحالة والكوارث
  • من الذكورة السامة إلى التحرش: تأملات في فلسفة السلطة والجسد
  • الحقيقة الصادمة للجنجويد وهي أن (الدنيا قضت غرضا) في أمرهم
  • البرلمان العربي: الجامعة العربية ستظل بيت الأمة
  • فيلم المقلاع.. الخيال العلمي يدخل رواد الفضاء في متاهة البحث عن الحقيقة
  • بنك الاستثمار الأوروبي يعتزم مضاعفة تمويله للأمن والدفاع الأوروبيين
  • هل يجعلك الذكاء الاصطناعي أقل ذكاءً؟ اكتشف الحقيقة الصادمة!
  • رئيس البرلمان العربي يثمن جهود الجامعة العربية في تعزيز التضامن العربي والدفاع عن القضايا العربية
  • مصر: ضجة وجود أعمدة أسفل هرم خفرع.. وزاهي حواس يوضح الحقيقة