كتائب الحركة الإسلامية: تاريخ طويل من القتل والدماء
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
كتائب الحركة الاسلامية الإرهابية تريد ان تقول (وبالدماء) لشعبنا بأننا موجودون، نحن من ندير المعركة ونجلب الانتصارات ونقضي على المليشيا. ولن يستطيع كائن من يكون أن يقصينا عن المشهد! وأن زمان الثورات قد انتهى ومثلما قال زعيمهم مجرم الحرب المطلوب في لاهاي يوما، أيام هوجة ما عرف بالربيع العربي، قال وهو يحاول ان يطمئن نفسه وتنظيمه الإرهابي: ان الربيع العربي جاءنا في يونيو 1989!
أي ان الإنقاذ بحسب رأيه، كانت هي النسخة الأولى من الربيع العربي وما تلاها بعد عقود هو مجرد محاكاة للثورة (العظيمة)! ولم ينتبه الرجل الذي اشتهر بالكذب، أن الثورات العظيمة إنما تفتح السجون وتخرج سجناء الرأي، بينما حوّلت الإنقاذ السودان كله لسجن كبير: كان أجدر ان تسمى بدلا من الإنقاذ، بثورة بيوت الأشباح!
ليس غريبا جرائمهم ضد المدنيين والأسرى في الجزيرة بعد معركة تحرير مدني، كان ذلك ديدن الإسلاميين، فبعد اقل من عام من نجاح انقلابهم، دفنوا ضباط حركة رمضان التي حاولت الانقلاب عليهم، دون محاكمة! يطربهم منظر الدماء! حتى ان أحد ضباطهم أمر بعدم اسعاف العميد الشهيد محمد عثمان حامد كرار الذي كان ينزف بعد اصابته في المطار، (لأنه سيعدم على كل حال)! ونفس الضابط ابلغ أحد زملائه السابقين من قادة الحركة بوفاة والده، وحين طلب الأخير امهاله لتعزية الأسرة، قال له الإرهابي الذي أصبح يوما نائبا لرئيس الجمهورية: لا داعي لأنك ستلحق به بعد قليل! ثم تواصلت الجرائم حتى لما بعد ثورة ديسمبر حين أقدمت تلك الكتائب على تنفيذ مجزرة فض الاعتصام.
بيوت الاشباح لم تكن سوى استنساخ لمعتقلات أسرة الأسد مثل صيدنايا وغيرها، فالإسلاميون وان حاولوا ايهام الناس ان (أخوانهم) في سوريا قد حققوا النصر وانهم سائرون في دربهم! لكن الحقيقة انهم كانوا من اشد المعجبين والداعمين لنظام الأسرة الأسدية، وحاولوا استنساخ تجربتهم في السودان باعتبارها وصفة للخلود في السلطة، اقلية تحكم اغلبية بحد السيف الذي هو (اصدق انباء من الكتب).
(أضرب الخارج بالكلاش)! كان ذلك ندائهم المفضل (يعيدون ترداده في برنامج ساحات الفداء) أيام الحرب الجهادية حين يقع أسير ما في يدهم، والنتيجة حين جاءت اتفاقية السلام وأعادت الحركة الشعبية الاسرى، لم يكن هناك من اسير واحد لإعادته للحركة! كانوا يتعجلون حتى موت منسوبيهم، يحتفلون بموته ويسردون قصصا عن رائحة المسك وعن رؤيته مع الحور العين، ثم يتضح بعد أشهر ان الرجل حي يرزق! بينما الرفاق المتعجلون احتفلوا بموته وخلفوه في أهله!
إنها مأساة وطن تسلط عليه تنظيم شيطاني لا تحمه شريعة او خلق، تنظيم يعتاش على الحروب والفتن والدماء.
لا بد من توافق اهل هذه البلاد لوقف الحرب، وعزل التنظيم الشيطاني. كل يوم تستمر فيه الحرب سيكون خصما على وحدة هذه البلاد وانتصارا لمن يسعون لمزيد من الفتن والغبن وهتك النسيج المجتمعي.
لابد من وقف الحرب ومحاسبة كل من ارتكب جرائم في حق هذا الشعب واستعادة كل الأموال المنهوبة وتوجيهها للتنمية المتوازنة، واستبعاد أطراف الحرب من اية عملية سياسية مستقبلية، يستعيد فيها شعبنا دوره في دولة العدالة والقانون.
#لا_للحرب
احمد الملك
ortoot@gmail.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
أستاذ تاريخ شبهها بدمار الحرب العالمية الثانية.. كم تتكلف إعادة إعمار غزة؟
بعد التوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، بجهود من مصر وقطر والولايات المتحدة، وصف أستاذ تاريخ العمارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، مارك جارزومبيك، ما حدث في غزة بأنه «شيء لم يشهده من قبل في تاريخ التخطيط الحضري، وأن التدمير ليس للبنية الأساسية المادية فقط بل إنه تدمير للمؤسسات الأساسية للحكم والشعور بالحياة الطبيعية».
تكلفة باهظةونشر أستاذ العمارة تقريرًا قال فيه إن «تكلفة إعادة الإعمار ستكون باهظة للغاية، ويجب أن تكون مواقع البناء بهذا الحجم خالية من الناس، ما يؤدي إلى موجة أخرى من النزوح؛ وبغض النظر عما يفعله المرء، فإن غزة ستظل تكافح هذا الأمر لأجيال».
وكان جارزومبيك قد درس إعادة الإعمار بعد الحرب العالمية الثانية، وقارنها بالوضع في غزة، التي شهدت تدميرًا غير مسبوق على مدى الـ15 شهرًا الماضية جراء الحرب الإسرائيلية، حسب ما نشرته «سكاي نيوز» البريطانية.
إعادة الإعمار تعدت الـ120 مليار دولاروأكد مدير عام دائرة حقوق الإنسان في منظمة التحرير الفلسطينية، قاسم عواد، أن تكلفة إعادة الإعمار في قطاع غزة تعدت الـ120 مليار دولار، مشيرًا إلى أن الخسائر البشرية التي تكبدها الشعب الفلسطيني بعد 15 شهرًا من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لا يمكن تعويضها، فهناك أكثر من 45 ألف شهيد وعشرات الآلاف من المصابين، بالإضافة إلى الخسائر المادية التي تخطت 118 مليار دولار، موضحًا أن 90% من المنازل في غزة دُمرت سواء بشكل كلي أو جزئي، فضلًا عن خروج 16 مستشفى عن الخدمة بشكل كلي وبحاجة إلى إعادة تأهيل.
حاجة السكان أولوية قصوىوأوضح قاسم عواد أن هناك توجيهات من منظمة التحرير الفلسطينية بأن يتم التعامل مع احتياجات المواطنين في قطاع غزة كأولوية قصوى، مشيرًا إلى أنه تم التنسيق من خلال الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني من أجل حشد كميات ضخمة من الشاحنات لبدء إدخالها إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى توريد الأدوية عبر وزارة الصحة الفلسطينية وتوريد مستشفيين عاجلين لإقامتهما بشكل ميداني للاستجابة لحاجة المواطنين.
تم تدمير أكثر من 300 ألف منزلوقال «قاسم» إنه تم التعميم عبر سفاراتنا الفلسطينية في كل مكان عن الاستعداد لاستقبال أي من أبناء شعبنا في غزة بحاجة إلى تدخل طبي عاجل، أو نقلهم إلى المستشفيات المقامة في الضفة الغربية. وأشار إلى أن من أبرز الأولويات والاحتياجات لقطاع غزة لليوم التالي لبدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار هو ضرورة إدخال كميات مناسبة من المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب، وصولًا إلى مراكز لإيواء المواطنين الفلسطينيين الذين دُمرت منازلهم، حيث تم تدمير أكثر من 300 ألف منزل في غزة.
وشدد على أن الوضع الإنساني في غزة كارثي ويتطلب ضخ كميات كبيرة وكافية من الأدوية التي فقدت على مدار الـ15 شهرًا الماضية، بالإضافة إلى بناء مستشفيات ميدانية وإمداد المواطنين الفلسطينيين بالخيام والكرفانات اللازمة لإيوائهم، وتنظيم كيفية عودة الطلاب الفلسطينيين إلى مدارسهم بعد انقطاع فترة طويلة عن الدراسة.
بيان منظمة الصحة العالميةأما عن القطاع الطبي، فقد أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا أكدت فيه أن إعادة بناء النظام الصحي بعدما دمره الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة خلال السنوات المقبلة تتطلّب 10 مليارات دولار، وذلك حسب ما نشرته «القاهرة الإخبارية».