الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وآيرلندا: بيان إلى جماهير الشعب السوداني حول الانتهاكات الوحشية بولاية الجزيرة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
مازالت بلادنا العزيزة تدفع كل يوم ثمنًا باهظًا جرّاء الحرب الآثمة بين قوى الردّة المضادة للثورة، بطرفيها العسكري والمليشياوي، تدفعهما قوى ومحاور أجنبية طامعة في السيطرة على موارد السودان وخيراته. وما انفك تنظيم الحركة الإسلامية الإرهابي، بتكويناته الإجرامية المختلفة، يسعى لاستثمار هذا الصراع
معًا نحو جبهة عريضة من أجل:
- إنهاء الحرب
- السيادة الوطنية
- المحافظة على السلم الأهلي
- ثورة الحرية والسلام والعدالة
مازالت بلادنا العزيزة تدفع كل يوم ثمنًا باهظًا جرّاء الحرب الآثمة بين قوى الردّة المضادة للثورة، بطرفيها العسكري والمليشياوي، تدفعهما قوى ومحاور أجنبية طامعة في السيطرة على موارد السودان وخيراته.
إزاء هذا التردي المستمر المهدّد للنسيج الاجتماعي للبلاد، فإن الواجب التاريخي المقدّم في هذه الآونة المعقدة، يتمثّل في التضامن الوطني الفاعل على مختلف المستويات لإيقاف هذه الحرب ورفضها، بدلًا من الانسياق وراء الاستقطاب السلبي الحاد لدعم طرف فيها ضد الاخر، فتلك حربٌ لم تندلع إلا بسبب تفاقم تناقضات ثانوية بينهما إثر الحصار والعزلة المفروضين بفعل تصميم الثوار على المضي بها نحو تحقيق أهداف ديسمبر المجيدة، ومحاسبة قادة الطرفين المحتربين اليوم في نزاعٍ هو في جوهره صراع على السلطة والموارد، مهما تدثرا بشعارات زائفة عن الديمقراطية أو الكرامة الوطنية.
والحال، تشهد البلاد في أكثر من منطقة تعاقب التنكيل بالمواطنين الأبرياء كسمة ملازمة لهذه الحرب الكارثية اللعينة منذ بدايتها وحتى كتابة هذه السطور، حيث تدخل مليشيا الجنجويد الإرهابية المدن والقرى وتعيث فيها فسادًا، نهبًا، اغتصابًا وقتلاً عشوائيًا، لا تمييز فيه بين مختلف الفئات والأعمار والمشارب. وعند تراجع هذه القوات الإجرامية أو فرارها تستلم منها "وردية التنكيل" عناصر المليشيات الإجرامية المتحالفة مع قوات الجيش التي تدخل لاسترداد المواقع. وبخلاف ما ترتكبه مليشيا الجنجويد الإجرامية من فظائع تتسم بالعشوائية واتساع الحجم والنطاق، فإن جرائم المليشيات المتحالفة مع الجيش تثبت أنها موجهة بصورة ممنهجة نحو فئات بعينها من المجتمع، مثلما جرى من استهداف ممنهج للشباب العامل في التكايا ولجان الطوارئ عند دخول الجيش منطقة حلفاية الملوك بولاية الخرطوم في اكتوبر العام الماضي، أو لمجموعات عرقية بعينها. وفي كل هذه الحالات يتم استخدام تهمة التعاون مع الجنجويد كذريعة لارتكاب أفظع الجرائم بحق الضحايا، وعلى مرأى ومسمع، بل وبمباركة قادة عسكريين برتب عليا كما جاء في التسجيلات المصورة.
إن ما جرى على خلفية احتفال بنات وأبناء الجزيرة بفرار مليشيا الجنجويد من مدينة ود مدني وبعض المناطق المجاورة لها، بعد ارتكابها أبشع الجرائم التي شملت اغتيالات جماعية في مناطقها المختلفة، وكذلك ما جرى على يد مليشيات الحركة الإسلامية وبعض المجموعات المتحالفة مع القوات المسلحة بالهجوم على الكنابي وارتكاب أبشع المجازر وسط المدنيين، يؤكد ما ذهبنا إليه عن منهجية الجرائم المرتكبة بواسطة هذه المجموعات الإرهابية، التي لم تخلُ من الاستهداف العنصري، في مشاهد تعيد للأذهان مذبحة القيادة العامة وما صاحبها من رمي للجثث والأحياء في النيل.
يدين الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وايرلندا بأشد العبارات جرائم الحرق والقتل الوحشي المتعمد لعشرات الأفراد من الشباب وصغار السن دون تمييز ما بين النساء والأطفال والشيوخ، وقد وثقت الصور والفيديوهات أن مرتكبي هذه الجرائم يعملون تحت إمرة القوات النظامية وكتائب الحركة الإسلامية.
إن مسؤولية القوات المسلحة، كمؤسسة من مؤسسات الدولة، وفقاً للدستور والقوانين والأعراف الدولية، هي الدفاع عن المواطنين وحمايتهم، وواجبها الالتزام بقوانين الحرب؛ ولكننا نشهد اليوم تواصل نفس النهج الذي غُذيت به خلال 30 عاماً من حكم الحركة الإسلامية تحت قيادة المجرم المخلوع عمر البشير؛ والدليل ظاهرٌ في اغتيال الأسرى وقصف المدنيين واعتقال وتعذيب الثوار حتى يومنا هذا.
إننا إذ ندرك أن جرائم الدعم السريع والجنجويد المستمرة منذ الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في دارفور قبل عقدين من الزمان، ومروراً بجريمة فض الاعتصام، وإلى الآن، تستوجب حل هذه المليشيا ومحاسبة منسوبيها المتورطين في ارتكاب كل هذه الفظائع، وإذ هو مثبتٌ ارتباط الحركة الإسلامية الوثيق بكل جرائم الدعم السريع والجنجويد عبر السنين، فإنه صار ملزمًا القبض على الجناة ومحاكمتهم أمام القضاء العادل؛ وعليه بعد انتهاء "مهلة الأسبوع"، التي منحها زعيم سلطة الأمر الواقع للجنة التي أعلن تشكيلها للتحقيق في هذه الجرائم البشعة، سنرى إن كانت هذه اللجنة قادرة على كشف أي حقائق أم أن مصيرها لن يختلف عن سابقتها التي تشكلت للتحقيق في انسحاب الفرقة الأولى وتسليم ود مدني لقمة سائغة لمليشيا الجنجويد الإرهابية.
يا أهل الجزيرة وجماهيرها بتاريخهم الوطني والنضالي
نقف معكم في تضامنكم مع سكان الكنابي، الذين ساهموا تاريخيا كعمال زراعيين في نهضة المشروع واقتصاد السودان كقوة عاملة ظلت تقدم الكثير من الجهد في العمل مقابل تهميش اقتصادي ومعنوي من السلطات المختلفة؛ ونؤكد على أهمية تنظيم القواعد الشعبية في السكن ومواقع العمل ولجان المقاومة، وعلى أهمية وحدة القوى الثورية لخلق أكبر كتلة جماهيرية قادرة على الفعل الثوري والتوعوي من أجل إنهاء الحرب، محاكمة الجناة وانصاف الضحايا، اصلاح المؤسسة العسكرية واسترداد الثورة
إلى السودانيين بالمملكة المتحدة وآيرلندا
ان التصدي للفتنة القبلية وخطاب الكراهية، الذي أفرزته الحرب، لن يتأتي إلا عبر اصطفاف كل بنات وأبناء الوطن الخيرين في المهاجر واستدعاء الإرث الطويل والخبرة المتراكمة خلال عهود الدكتاتوريات السابقة في التصدي للعنصرية وفضح الانتهاكات واستقطاب التضامن الأممي مع وطننا. وعليه، فنحن في أمس الحاجة لنتوحد جميعاً كقوى سياسية ونقابية ومنظمات مجتمع مدني في جبهة عريضة من أجل إنهاء الحرب واستعادة اللحمة الوطنية واسترداد مسار الثورة السودانية. ونؤكد في الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وايرلندا أننا منفتحون مع كل من يدعم ويعمل بصدق من أجل تحقيق مطالب الشعب السوداني المتمثلة في الحرية والسلام والعدالة.
الحزب الشيوعي السوداني بالمملكة المتحدة وايرلندا
16 يناير 2025
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الحرکة الإسلامیة من أجل
إقرأ أيضاً:
الجيش السوداني يندد بـالتجاوزات الفردية بعد استهداف مدنيين عرقيا بولاية الجزيرة
ندد الجيش السوداني بـ"التجاوزات الفردية" بولاية الجزيرة في الأيام القليلة الماضية بعد أن حمّلت جماعات حقوقية الجيش وحلفاءه مسؤولية هجمات استهدفت مدنيين على أساس عرقي هناك.
واستهدفت الهجمات إلى حد بعيد أشخاصا من غرب السودان يعيشون في الولاية الواقعة بوسط البلاد، بسبب اتهامهم بالتعاون مع قوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش في حرب أهلية تدور رحاها منذ نحو عامين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المفوض الأممي لحقوق الإنسان يدعو لعدم السماح بتكرار الفظائع بسورياlist 2 of 2الاحتلال يشن حملة اقتحامات واعتقالات واسعة بالضفةend of listوكان الجيش السوداني والقوات المتحالفة معه استعادا هذا الأسبوع عاصمة الولاية ود مدني من قوات الدعم السريع، في نقطة تحول محتملة في الصراع المدمر.
وقالت مجموعة "محامو الطوارئ" المدافعة عن حقوق الإنسان إن 13 شخصا قتلوا في تجمع سكاني زراعي يعرف باسم "كمبو طيبة" بعد أن تقدم الجيش عبر المنطقة.
وأضافت المجموعة أن الهجمات جاءت في أعقاب خطاب كراهية ربط بين بعض السكان وقوات الدعم السريع. واستشهدت المجموعة بحوادث أخرى لاعتقال مدنيين أو تعذيبهم أو إعدامهم في الأيام القليلة الماضية.
وقال الجيش السوداني "تدين القوات المسلحة التجاوزات الفردية التي جرت مؤخرا ببعض المناطق بولاية الجزيرة عقب تطهير مدينة ود مدني، وتؤكد في الوقت ذاته تقيدها الصارم بالقانون الدولي وحرصها على محاسبة كل من يتورط في أي تجاوزات تطال أي شخص بكنابي (تجمعات المزارعين القادمين من غرب السودان) وقرى الولاية طبقا للقانون".
إعلانوشهدت الجزيرة حملة نهب وعنف استهدفت المدنيين على مدار عام من مقاتلي قوات الدعم السريع، مما أدى إلى نزوح مئات الألوف من السكان. وقال بعض السكان إن شبانا من قبيلة الكنابي المهمشة منذ فترة طويلة شاركوا في هجمات قوات الدعم السريع.
وفي مقطع مصور، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، توسل مدني للجنود الذين يحيطون به ويتهمونه بأنه من قوات الدعم السريع. ثم دفع أحد الجنود الرجل نحو جدار وأطلق عليه النار مرات عدة.
وفي مقطع آخر، يظهر شاب تُلقيه مجموعة من الرجال من أعلى جسر.
وكان أحد الرجال يرتدي سترة عليها شعار كتيبة البراء بن مالك، وهي جماعة مسلحة متحالفة مع الجيش. وحددت رويترز موقع المقطع على جسر حنتوب في ود مدني، لكنها لم تتمكن من التأكد من التاريخ، كما قالت.