ملجأ آمن.. كنيسة لبنانية تواجه خروقات إسرائيل بـالصمود
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
بين منطقتي القليعة وجديدة مرجعيون في جنوب لبنان، تُخيّم أجواءٌ من الترقب والحذر وذلك بسبب استمرار الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ يوم 27 تشرين الثاني الماضي. حتى الآن، يشعر سكان البلدتين المذكورتين بـ"الريبة"، فالتحركات محدودة لاسيما خلال فترة المساء بسبب التهديدات الإسرائيلية بالاستهداف، بينما يخشى آخرون من إمكانية تجدّد الحرب بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً ضمن الهدنة خلال هذا الشهر وسط عدم وجود أي قدرة لهم على النزوح أو الانتقال إلى مناطق أخرى.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: کما أن
إقرأ أيضاً:
معضلة «اليوم التالي»
أعاد استئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة قضية «اليوم التالي» للحرب، إلى الواجهة، بكل ما فيها من تعقيدات ورؤى متضاربة ما بين عدم وجود رؤية إسرائيلية واضحة ومحددة، وتمسك السلطة الفلسطينية بحكم غزة ومقترح ترامب لإقامة «ريفييرا شرق أوسطية» وخطة مصرية تبنتها أخيراً القمة العربية في القاهرة لإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين على أرضهم، وهو الأمر الذي يشكل معضلة حقيقية لإنهاء الصراع.
وكي لا نبتعد كثيراً، فإن الحرب الإسرائيلية الدائرة الآن في غزة ولدت من رحم الرفض الإسرائيلي للانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق يناير/كانون الثاني الماضي لوقف إطلاق النار، وهي المرحلة التي كان يفترض أن يجري التفاوض فيها حول إنهاء الحرب وبحث قضية «اليوم التالي».
وكما هو معروف، فقد سعى نتنياهو، منذ اللحظة الأولى، لإفشال الاتفاق الذي وافق عليه مكرهاً بسبب الضغوط الأمريكية، وأنه انتظر اللحظة المناسبة للعودة إلى خيار الحرب، مباشرة بعدما تعثر مقترح المبعوث الأمريكي ويتكوف. ومع أن استئناف الحرب جاء تحت عنوان ممارسة الضغط العسكري لإطلاق سراح بقية الرهائن المحتجزين، إلا أن هناك من الإسرائيليين وبينهم عائلات الرهائن أنفسهم من يشكك في نوايا نتنياهو، وما إذا كان يهتم أصلاً بإطلاق سراح هؤلاء الذين يجازف الآن بحياة من تبقى منهم أحياء.
ما تشهده إسرائيل اليوم من انقسام مجتمعي، وخلافات حادة بين السياسيين والعسكريين، ومن تظاهرات حاشدة ضد استئناف الحرب على غزة وضد إقالة رئيس «الشاباك»، ومحاولات الإطاحة بالمستشارة القانونية للحكومة، يشي بأن الأمر أكبر من قضية الرهائن، وأن هناك أجندات أخرى وراء إعادة إشعال الحرب في غزة.
الكثير من الإسرائيليين يعتقدون أن نتنياهو يواصل الهروب إلى الأمام جراء الأزمات المتلاحقة التي يواجهها، إن على صعيد قضايا الفساد، أو التحقيقات في هجوم 7 أكتوبر والخشية من تفكك ائتلافه الحكومي وفقدانه السلطة، أو الهروب من استحقاق «اليوم التالي». ويرون أن حديثه عن استكمال أهداف الحرب وتحقيق «النصر المطلق» مغلفاً بإطلاق الرهائن والقضاء على الفصائل الفلسطينية ليس أكثر من ذريعة لإدامة بقائه في السلطة.
لكن ذلك كله يضعه في مواجهة مع حقيقة أنه لا يملك تصوراً إسرائيلياً ل«اليوم التالي»، والتي ظل يرفضها منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب. ولن يفيده بشيء تكرار رفضه لحكم غزة من قبل «حماس» والسلطة الفلسطينية معاً، أو تشبثه أخيراً بمقترح ترامب لتهجير سكان القطاع، رغم التراجع الأمريكي عنه، بل هناك ما يتردد عن موافقة أمريكية مبدئية على الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع بدون تهجير سكانه.
أما إذا كان «اليوم التالي» بالنسبة لنتنياهو هو إعادة احتلال القطاع والاستيطان فيه إرضاء لليمين المتطرف، فمن المرجح أنه سيقود المنطقة إلى حالة من الفوضي وعدم الاستقرار، ناهيك عن أن جيشه سيكون مجبراً على خوض حرب استنزاف طويلة ومكلفة لإسرائيل، ولا أحد يمكنه التكهن بنتائجها منذ الآن.