ساعات حاسمة شهدها يوم الأربعاء الماضي فيما يتعلق بالتوصل أخيرًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة لتبادل المحتجزين والأسرى بعد أشهر من الحرب، جهود بقيادة مصرية وقطرية وأمريكية، وعمل ثنائي مشترك غير مسبوق بين مبعوثي الرئيسين الأمريكيين، المنتهية ولايته والقادم، كللت باتفاق جديد، يهدئ من روع نيران القنابل في غزة.

قبل دقائق من الإعلان الرسمي عن الاتفاق، كان الصحفيون يتجمعون في مكتب رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، على أمل أن يشهدوا إعلان الصفقة والبيان الرسمي، لكن فجأة، ظهرت مشكلة جديدة، بحسب شخصين مطلعين على المفاوضات، وفقًا لما كشفته صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية.

المطلب الأخير

في غرفة أخرى في الطابق السادس، كان لدى الوفد الإسرائيلي، الذي يرأسه رئيسي وكالتي الاستخبارات الرئيسيتين في إسرائيل، مطلبه الأخير، فقد أراد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توضيح أسماء مجموعة من الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل أثناء الهدنة، لكن اجتمع المفاوضون، بقيادة بريت ماكجورك، مبعوث الرئيس الأمريكي جو بايدن، وستيف ويتكوف، مبعوث ترامب، لمحاولة حل الأمر.

سبب دفع صفقة غزة إلى الأمام

تقول «نيويورك تايمز»، إن السبب وراء دفع الصفقة إلى الأمام الأسبوع الماضي هو الشراكة غير المتوقعة بين مبعوثي الرئيسين الأميركيين الحالي والمستقبلي، الذين عملوا جنبًا إلى جنب مع مصر وقطر، واجتماعات مع رئيس الوزراء القطري في وقت متأخر من الليل.

ابتداءً من يوم الأحد الماضي، أمضى الوفدان الإسرائيلي والفلسطيني، فضلًا عن الوسطاء، اجتماعات طويلة، وجلس الوفدان، اللذان لا يتحدثان مباشرة إلى بعضهما البعض، في غرف مختلفة في طوابق مختلفة بمبنى رئاسة الوزراء القطرية، حيث كان المسؤولون القطريون والمصريون يمررون الرسائل بين الجانبين.

إقناع إسرائيل بالموافقة أخيرًا على الصفقة

ورغم المحاولات المتكررة واليائسة للتوصل إلى اتفاق خلال الأشهر الماضية، إلا أن الأيام الأخيرة، كان الأمر بيد الثلاثي، بريت ماكجورك، الدبلوماسي الذي ركز لفترة طويلة على الشرق الأوسط، هو الذي ساعد في صياغة التفاصيل المعقدة للصفقة قبل عام تقريبًا، وويتكوف، المستثمر العقاري المقرب من «ترامب» ومبعوثه الجديد للمنطقة، وهو الذي لعب دورًا فعالًا في إقناع إسرائيل بالموافقة أخيرًا على الصفقة، وكان رئيس الوزراء القطري هو الذي أقنع حماس بتقديم تنازلات رئيسية، في حين قدم لكلا الجانبين مساحة مكتبية للتفاوض على التفاصيل النهائية.

وقبل بدء المحادثات والتعاون بين إدارتي الرئيسين الأمريكيين، وبحسب شخصين مطلعين على المفاوضات، تواصل أعضاء إدارة «بايدن» بهدوء مع ستيف ويتكوف لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العمل معًا في محادثات وقف إطلاق النار، وعلى الرغم من الأزمات السياسية الهائلة بين رؤسائهما، بدأ ماكجورك وويتكوف في التنسيق، وأحيانًا يتحدثان عدة مرات في اليوم.

وفي الأيام الأولى من شهر يناير، اقنعت حماس أخيرًا مع تقدم المفاوضات بتأكيد أسماء أكثر من 30 محتجزًا سيتم إطلاق سراحهم خلال الأسابيع الستة الأولى من الاتفاق.

وكانت الزيارة القصيرة التي قام بها «ويتكوف» إلى إسرائيل يوم السبت الماضي، وهو السبت اليهودي، هي التي أحدثت تقدمًا غير مسبوقًا، وفقًا لأربعة مسؤولين مطلعين على الاجتماع.

وجلس «ويتكوف» مع بنيامين نتنياهو وكبار المسؤولين الإسرائيليين في مكتبه بالقدس المحتلة، وانضم «ماكجورك» إلى المناقشة عبر الهاتف.

وقال شخص مطلع على المناقشة، إن الأمريكيين ضغطا على «نتنياهو» لتخفيف موقفه، وحذر «ماكجورك» رئيس الوزراء الإسرائيلي من أنه يخاطر بخسارة أفضل فرصة له لإبرام صفقة، ثم مارس «ويتكوف» الضغط اللازم، مؤكدا لـ«نتنياهو» أن دونالد ترامب يريد إتمام هذه الصفقة، وفقًا لـ«نيويورك تايمز».

الجدل الأخير وخلاف آخر اللحظات

لكن ماذا عن الجدل الأخير وخلاف آخر اللحظات؟ تقول الصحيفة الأمريكية، إن ماكجورك وويتكوف سارا معًا في الممر إلى غرفة الإسرائيليين، حيث كان المفاوضون الإسرائيليون يتحدثون بالفعل عبر الهاتف مع «نتنياهو» وانضم الأمريكيون إلى المكالمة وأخبروا «نتنياهو» أنه من الممكن التوصل إلى اتفاق إذا وافق على زيادة طفيفة في عدد الأسرى المشاركين في عملية التبادل، فضلًا عن تقليص عمق المنطقة العازلة قليلًا، وبعد نقاش حاد قيل إنه كان باللغة العبرية بين «نتنياهو» وفريقه، توصلوا إلى الحل الوسط أخيرًا، وتم الاتفاق.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة وقف إطلاق النار صفقة تبادل المحتجزين اتفاق غزة صفقة غزة رئیس الوزراء أخیر ا

إقرأ أيضاً:

عاجل| ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52.365 شهيدا

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 52.365، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من أكتوبر 2023.

وأضافت الوزارة في بيانها اليومي، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 117.905، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 51 شهيدا، و113 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 2273 شهيدا، و5864 إصابة.

ولفتت إلى أن هناك عدداً من الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

خسائر فادحة

ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 18 شهرًا بدءًا من السابع من أكتوبر 2023، ما تسبب في خسائر فادحة في القطاع سواء على صعيد الأرواح أو البنية التحتية، التي تم تدمير الغالبية العظمى منها.

واستأنف جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته العسكرية في قطاع غزة، فجر الثلاثاء، 18 مارس، وذلك بعد 58 يومًا من توقف العدوان، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، مع بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

وانقضت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في 2 مارس الجاري، دون أن يتم الاتفاق على تمديده والانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق وفق البنود المتفق عليها، حيث رغبت إسرائيل في التنصل ببعض التزاماتها تجاه الاتفاق، خاصةً المتعلقة بالانسحاب من أراضي قطاع غزة ومحور فيلادلفيا.

اقرأ أيضاًالصحة فى غزة: 51 شهيدا و113 مصابا حصيلة ضحايا عدوان إسرائيل خلال 24 ساعة

عاجل.. استشهاد 26 فلسطينيا غالبيتهم أطفال في قصف مكثف للاحتلال على غزة

مقالات مشابهة

  • أمريكا: لن نلعب دور الوسيط بين روسيا وأوكرانيا بعد الآن
  • جيش الاحتلال: وجهنا رسالة واضحة للنظام السوري
  • ‏"واشنطن بوست": إسرائيل أعادت رسم خريطة قطاع غزة بعد انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الأخير
  • أوكرانيا: اتفاق المعادن ليس ردا للجميل.. بل شراكة استثمارية متكافئة
  • سانا: اتفاق أولي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا بريف دمشق
  • الإعلان عن اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في صحنايا
  • التوصل إلى اتفاق مبدئي يقضي بوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا
  • سوريا: اتفاق مبدئي لوقف إطلاق النار في جرمانا وأشرفية صحنايا
  • الخزانة الأمريكية: واشنطن جاهزة لتوقيع اتفاقية المعادن مع أوكرانيا اليوم
  • عاجل| ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 52.365 شهيدا