الجزيرة:
2025-03-02@20:22:08 GMT

نيوزويك: جدران السجون تكشف آخر رسائل معتقلي الأسد

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

نيوزويك: جدران السجون تكشف آخر رسائل معتقلي الأسد

قالت مجلة نيوزويك إن سجون نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد أصبحت مرادفة للوحشية منذ عام 2011 كما تشهد على ذلك الكتابات المخيفة التي حفرها السجناء المعذبون على الجدران تعبيرا عن معاناتهم وتحديهم وحبهم.

وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أمير دفتري- أن هذه الكتابات والرسومات اليدوية، التي اكتشفت بعد الإطاحة بالنظام في ديسمبر/كانون الأول الماضي، تعطي لمحة عن عشرات الآلاف من المعتقلين الذين اختفوا في شبكة من مراكز الاحتجاز، واجهوا فيها التعذيب والاكتظاظ والإعدام الجماعي، وتحملوا معاناة لا يمكن تصورها.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة فلسطينية: وقف إطلاق النار لن يشفي جراح غزةlist 2 of 2دينيس روس: لدى ترامب فرصة تاريخية لإعادة تشكيل الشرق الأوسطend of list

وتعد هذه الرسائل المنحوتة على جدران الزنازين -حسب الصحيفة- جزءا من البقايا الملموسة للحياة التي فُقدت هناك أو تركت ندوبا لا تمحى، وهي تضفي طابعا إنسانيا على الضحايا وتحافظ على شظايا من تاريخ غالبا ما يكتنفه الصمت.

من مركز احتجاز فرع فلسطين السيئ السمعة بدمشق (الفرنسية) أجيال من المعاناة

وتكشف طبقات الكتابة على الجدران عن أجيال من المعاناة، وذلك بوجود نصوص قديمة تكاد تخفيها نصوص أحدث، وتعكس بعض النقوش الشوق تارة واليأس تارة أخرى، حيث كتب أحد السجناء "أفتقدك"، في رسالة حب إلى متلقٍ مجهول، وترك آخر وراءه رسالة بتاريخ الأول من يناير/كانون الثاني 2024 تقول "لا تحزني يا أمي، هذا هو مصيري".

وحددت بعض الرسومات الوقت بدقة، ورسمت تقاويم مليئة بصفوف من النقاط ومعالم مثل "مرّ عام"، وترددت على الجدران أدعية مثل "يا رب أنزل الراحة" و"الصبر جميل، والله هو الذي نستعين به".

ولم تخل الرسومات، رغم الأهوال، من روح الدعابة السوداء أو الخيال، فالوجوه الكرتونية أو سيجارة حشيش، أو منظر طبيعي متخيل للتلال والذئاب، تقدم لمحات عن محاولات السجناء للهروب تخيّلا من واقعهم القاتم.

إعلان

إرث سجون الأسد

وكان مركز الاحتجاز في فرع فلسطين في دمشق السيئ السمعة شاهدا على القسوة التي عانى منها المعتقلون، حيث كان السجناء يعيشون في زنازين بلا نوافذ، وشاهدوا وفاة زملائهم في الزنزانة، بل إن معظمهم توقعوا الموت فيما كتبوا، ومع ذلك أصبحت رسائلهم اليوم شاهدة على صمودهم وإنسانيتهم في ظل القمع المنهجي.

وتقف هذه الكتابات والرسومات الجدارية اليوم -حسب الصحيفة- دليلا على الفظائع التي ارتكبت في سجون الأسد، وهي تذكير صادم بالتكلفة البشرية للصراع في سوريا، وسيكون الحفاظ عليها ضمانا لعدم نسيان قصص هؤلاء السجناء، ومنطلقا لتحقيق العدالة والمساءلة عن الجرائم التي حدثت في السجون، فضلا عن دعم الناجين وأسرهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

عندما يُختزلُ المعتقلُ في جسده!

يحاولُ الجسدُ جاهدا فـي السجون «محو تمايزه خشية إثارة رد فعل وحشي من الحراس»، إلا أننا شاهدنا مؤخرا أجسادا من أعمار مختلفة تمهر نفسها لقضيتها، رغم معرفتها بترصد الآخر لها، وبرغبته المحمومة فـي إفنائها كما تفعل كل السياسات القاتمة.

بتنا نرى ونسمع قصص الخارجين من السجون من مسافة قريبة، أقرب مما كانت تُتيحه لنا السرديات التقليدية. نُبصر نحولهم وذبولهم، وتفزعنا التحولات التي تصيبهم، لا سيما عندما توضع صور المقارنة بين ما كانوا عليه وما آلت إليه أجسادهم.. هكذا تغدو الأجساد علامة كافـية لاستيعاب الشراسة التي طحنتهم وغيرتهم.

يكسرُ السجان المُدجج بأسلحته، التماع العينين، يكسرُ الرؤوس المرفوعة، تلك التي لا تراوغ فـي التخفـي. ففـي تلك الأماكن المحجوبة عن الأعين تتلاشى «الملكية الفردية للجسد»، ففـي وجود السجان والمُعذَب «يُختزلُ المعتقلُ فـي حقيقة واحدة.. جسده»، فتُحشد كل القوى لإضعافه وسحقه وتذويبه أيضا.

فـي السجون حيث يغدو الجسد مُتاحا لغصص المعاناة، يتكثفُ النضال اليومي فـي سبيل البقاء، فتغدو مهمة إسكات الجوع ومقاومة البرد وتحمل سوء المعاملة والتعذيب تحت سياط التنكيل مهمة غير يسيرة، كما يشير دافـيد لوبروتون فـي كتابه المهم «انثروبولوجيا الجسد والحداثة»، ت: محمد الحاج سالم، صفحة٧، فالتجاور فـي السجن يكشف سمات حياة أجساد الآخرين، وهذا ما تُكثف السرديات كتابته، أعني كل ما هو مكبوت فـي العيش اليومي.

«ففـي الحياة اليومية المعتادة تخف تضاريس الجسد حدّة، وكأنّ عملياته تتم فـي سراديب مغلقة، بينما فـي السجن، حيثُ يُجرد الإنسان من إنسانيته يتحول تركيزه المكثف إلى أحشائه التي ينبغي أن تُملأ لتفرغ لاحقا، فتكبر معركة المسجون مع اليومي فـي كل لحظة.

يستعينُ السجناء بذكرياتهم، يحاولون جاهدين صونها بعيدا عن الأيدي المُعذِبة، فـيتلاعبُ السجان بالضحية عبر قتل الذكرى، عبر تلفـيق قصص موت الأحبة، لتفتيت شريط الذكريات. لقد شاهدنا صدمة البعض عندما وجدوا الحقيقة مُغايرة لما لفقه السجان، بينما خرج بعض آخر للخواء الشاسع جراء الموت الفعلي لأصل الذكرى!

فقد بعض من قضى عقودا فـي السجن الألفة مع اليومي، فبدا مذهولا كإنسان الكهف عندما رأى الهواتف المحمولة ونمط العيش المتبدل، ولذا خرج إلى الحياة ليُكابد اغترابا مضاعفا، فكل ما كان يشحذ به عقله ليبقى متماسكا تغير بصورة جذرية، ولذا ليس علينا أن نتعجب من الذين ماتوا بعد أيام أو أسابيع من خروجهم من السجن، وكأن كل قوى النضال، انهارت دفعة واحدة فـي لحظة الانفراج المنتظرة.

وإن بدا التعذيب سببا أساسيا فـي فقد بعض السجناء لإدراكهم، فإنّ عدم كفاية «المُحفزات الحسية الطبيعة قد تكون سببا آخر»، حيث تبدأ الهلوسات فـي الظهور لسد هذا النقص. وهو ما يطلق عليه «التعذيب النظيف» أي الحرمان الحسي كما يحدث فـي السجون الانفرادية على سبيل المثال، فالإدراك الحسي للعالم - كما يصفه لوبروتون- يصطبغ بمسحة عاطفـية، تتشكل من نغمات الصوت الروائح والضوضاء، فنحن نتحركُ ضمن مجال سمعي وبصري ونسجل ما يلتقطه جلدنا من تقلبات الحرارة، جوار الشم والتذوق لقياس علاقتنا بهذا العالم. «والإدراك لا يعني مطابقة الحقيقة بل تفسيرها. فهذا العالم هو نتاج جسد يُحول العالم إلى معانٍ، وهكذا يغدو الجسد أشبه ما يكون بمصفاة دلالية». وعليه فعندما يُحجب هذا العالم الحيوي عن السجين -ولعليّ أتذكر قصّة الرجل الذي لم يُبصر الشمس طوال فترة مكوثه فـي السجن- فهو يسقط فـي لُجة الهلاوس المروعة!

لكن ورغم السوداوية المفرطة التي كابدها الخارجون من ظلمات جحور العدو، إلا أنّنا عندما شاهدنا بأس من بقي لعقودٍ مُستعينا بوقود إيمانه وصلابته العميقة، فذلك يُعلمنا أيضا كم تتخاذل النظريات وتغدو محدودة ومبتورة أمام التجربة الحية والواقعية، فذلك الانشداد للأفكار العظيمة والراسخة، يجعلنا ننظر بذهول وتعجب إلى ما لا يكسره السجان فـي الروح المتقدة.

هدى حمد كاتبة عمانية ومديرة تحرير مجلة نزوى

مقالات مشابهة

  • عندما يُختزلُ المعتقلُ في جسده!
  • كاريكاتير| الموت البطيء في سجون الاحتلال
  • استشارية أسرية تكشف أبرز التحديات التي تواجه المقبلين على الزواج
  • تبدأ من 25 ألفا.. أسعار دروع التخليد على جدران ستاد الأهلي
  • موقع إيطالي: الضفة الغربية سجن بلا جدران وقمع بلا حدود
  • اعتصام لأهالي السجناء الإسلاميين في سجن رومية للمطالبة بعفو عام
  • رابطة معتقلي الثورة السورية هيئة أسسها ناجون من صيدنايا للدفاع عن معتقلي نظام الأسد
  • البعريني دعا الى اعادة النظر بقانون تعويضات الأسرى في السجون الاسرائيلية
  • إدلب المدينة التي يقدمها حكام سوريا الجدد نموذجا لمستقبل البلاد.. ما السبب؟
  • فتى فلسطيني يكشف معاناة معتقلي غزة في سجون إسرائيل