شبكة أطباء السودان تحمّل حكومة جوبا مسؤولية مقتل طبيب سوداني في مدينة واو
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
الشبكة انتقدت عجز سلطات جنوب السودان عن توفير الحماية للجالية السودانية وضمان سلامة ممتلكاتهم، رغم أنهم لا علاقة لهم بالأحداث الجارية في السودان.
الخرطوم: التغيير
حمّلت شبكة أطباء السودان حكومة دولة جنوب السودان مسؤولية مقتل الطبيب عبد الرحمن عمر مصطفى، داخل منزله في مدينة واو، حيث كان قد نزح إليها من مدينة ود مدني بعد سقوطها في يد قوات الدعم السريع.
واستقر الطبيب في دولة جنوب السودان وواصل تقديم خدماته الطبية لشريحة واسعة من المواطنين هناك.
وأوضحت الشبكة في بيان اليوم السبت، أن الحادثة وقعت إثر هجوم شنه عدد من المواطنين على منزله، ما أدى إلى مقتله وإصابة عدد من أفراد أسرته.
وأشارت إلى أن هذا الهجوم يأتي في سياق ما وصفته بـ”الاعتداءات الممنهجة” ضد الجالية السودانية في جنوب السودان، وخاصة في مدينة جوبا.
وعبّرت الشبكة عن أسفها العميق لمقتل الطبيب، وحمّلت حكومة جنوب السودان المسؤولية الكاملة عن الحادثة، منتقدة عجز السلطات عن توفير الحماية للجالية السودانية وضمان سلامة ممتلكاتهم، رغم أنهم لا علاقة لهم بالأحداث الجارية في السودان.
ودعت الشبكة المنظمات الأممية إلى التدخل العاجل لتوفير الحماية الكافية للسودانيين المقيمين في جنوب السودان، والعمل على وقف الاستهداف الممنهج ضدهم.
كما ناشدت السلطات السودانية اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية الجالية السودانية وإجلائها إذا استمرت الانتهاكات بحقهم.
وشهدت عاصمة دولة جنوب السودان جوبا ومدن أخرى، الخميس، احتجاجات غاضبة من مواطنين جنوبيين استهدفت متاجر سودانية في مناطق طمبرة واطلع برة وأحياء أخرى وسط المدينة.
وقام المحتجون بإضرام النار في بعض المحال وتكسير أخرى، وسط أنباء عن وقوع إصابات بين السودانيين.
يُذكر أن التوترات بين السودان وجنوب السودان شهدت تصعيدًا في الأيام الأخيرة، على خلفية الانتهاكات التي تعرض لها جنوبيون في ولاية الجزيرة وأثارت غضبًا شعبيًا واسعًا في جنوب السودان.
الوسومانتهاكات الجيش السوداني بولاية الجزيرة دولة جنوب السودان شبكة أطباء السودان مدينة واوالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: دولة جنوب السودان شبكة أطباء السودان دولة جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
قدرة الحضارات الكامنة: إلى روح الشهيدة هنادي أيقونة أطباء السودان
اذا نظرنا للعالم من ناحية التفرس في توازنات القوى والصراعات الدائرة من موقع كل القوى. فالصراع الأمريكي مع اغلب العالم وأكبرها الصراع مع الصين والتي وصفها توماس فريدمان انها خاسرة لان قدرة الصين تتبدى في ميراث الحضارات الكامنة في الفرد الصيني، والموارد والتكلفة الرخيصة وهكذا. الصراع الأمريكي الغربي مع روسيا في أوكرانيا انتهى بهزيمة بائنة وترتب روسيا لتسوية تفرضها هي. في الشرق الأوسط هزمت اسرائيل في غزة وجنوب لبنان واصبحت التناقضات الداخلية داخل الكيان نيران جحيم يفور داخلها عبر عنها بعض الكتاب الاسرائيلين انها قد تتطور لحرب اهلية.
حتى محاولات تطويع اليمن عن طريق القصف الأمريكي العنيف استمرارا لحرب ماسمي بعاصفة الحزم لإيقاف إغلاق باب المندب وقصف الكيان بصواريخ ومسيرات دعما لغزة. اعتمد فيها اليمنيين على ميراث حضاري عريق وقديم في العزم والاحتمال والصبر.
فشل القصف الأمريكي في تركيع اليمن، دفع المفاوضات بين الأمريكان وايران التي تظهر فيها عناصر القوة الكامنة لحضارة فارس القديمة يمثل الأمريكي الكاوبوي لاعب البوكر ويمثل الإيراني حامل ميراث حضارة قديمة صانع السجاد الإيراني الشهير.
الموقف الأوربي التي كانت وريثة للحضارة الاغريقية والرومانية وغرقت لوقت طويل في عصور مظلمة ثم نهضت لتشكل النهضة التي خلقت الحداثة العالمية وبعدها الاستعمار والسلب والنهب. مابعد الحرب العالمية الثانية وعبر العقود الفائتة تنازلت اوربا الغربية وبعدها اوربا الشرقية بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، عن كل ارادتها السياسية والعسكرية عبر الناتو للولايات المتحدة وبلغت أوجها في زمن ترامب الأول وبعدها. حرب أوكرانيا كانت التسليم الكامل من اوربا للنفوذ الإمبراطوري الأمريكي وتعدت ذلك للتدهور الاقتصادي وفقدان الاتجاه. حتى الآن استشراف موقع اوربا يشير لفقدانها تأثيرها لكن ربما تتغير مواقفها خاصة مع تدهور الإمبراطورية الامريكية بشكل بطيء وتدريجي.
عشنا نفس الظروف شاركت فيها نفس القوى من الإمبراطورية إلى الصهيونية إلى الإمارات وصولا لحميدتي والجنجويد واعوانهم والمتحالفين معهم، من الأفراد والجماعات والدول الطامعة في السودان. عندما سقطت الخرطوم ذهلنا وعندما سقطت مدني والجزيرة تغير الموقف الشعبي بشكل كاسح. عاش السودانيون طوال الفئات في وطنهم من بعانخي وقبلها (ارجعت اصل السودانين إلى عشرة الفيات منذ كانوا يعيشون في غابات وأدغال في الجزء الأول من كتاب التنوع في السودان- اصل السودانيون) وفي مملكة مروي والسلطنات المسيحية والسلطنة الزرقاء وسلطنة دارفور ومملكة تقلي وبعدها)، اي انها عاشت في دول متعددة يحكمهم ملوك وسلاطين من نفس جنسهم. عندما احتلهم الأتراك توحدوا وهزموها وعندما استعمرهم البريطانيون اتحدوا واخرجوهم.
تبلور هذا الميراث الحضاري الطويل والممتد الكامن عبر الألفيات في نهوض عارم من الشباب الذين حملوا السلاح للدفاع عن ارض اجدادهم وعن دولتهم ودعموا جيش بلادهم واحرزوا الانتصارات بتواصل وقدموا التضحيات من الموت والاغتيالات والسرقات والاغتصابات لحرائره والتمسك ببيوتهم وارضهم وتاريخهم وذكرياتهم.