أكدت المفوضية الأوروبية التزامها بتطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي وإلزام منصات التواصل الاجتماعي باحترام حقوق المواطنين، وذلك في أعقاب انتقادات متنامية من رؤساء شركات التكنولوجيا الأمريكية، وضعت التكتل في موقف دفاعي.

وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للسيادة التكنولوجية، توماس ريجنييه، للصحافيين يوم الثلاثاء الماضي، إن على الشركات التي تقدم خدمات داخل الاتحاد الأوروبي الامتثال لتشريعات التكتل، دون النظر لمنشئها أو "موقع تأسيسها".


وجاء رد المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، المسؤولة عن تطبيق القوانين الرقمية في التكتل، إثر اتهام رئيس شركة ميتا، مارك زوكربرغ، لأوروبا بالحمائية و"الرقابة"، وهو ما عزز الضغوط على الاتحاد.
وتعزز تعليقات زوكربيرغ المخاوف المتنامية عقب تدخلات رفيعة المستوى، من ملياردير التكنولوجيا الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، في السياسة الداخلية لألمانيا وبريطانيا.  هل يُخضع ماسك أوروبا؟ - موقع 24هل يمكن للملياردير الأمريكي إيلون ماسك إخضاع الدول الأوروبية؟ الجواب على هذا السؤال يكمن في الانتخابات المقبلة في ألمانيا. وفي مقابلة مع مذيع البودكاست الأمريكي جو روجان، يوم الجمعة الماضية، دعا زوكربرغ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الدفاع عن شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى ضد عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال زوكربرغ إن الاتحاد الأوروبي غرم شركات التكنولوجيا "ما يربو على 30 مليار دولار على مدى السنوات الـ10، أو الـ20 الماضية"، واعتبر أن سياسة التكتل مع الشركات "تقريباً تشبه التعريفة الجمركية". 

رئيس شركة #ميتا مارك #زوكربيرغ يعلن تخليه عن تدقيق الحقائق على منصاته مثل #فيسبوك و #انستغرام، القرار لقي الترحيب جهات عدة، غير أن #ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي متمسكة بتدقيق المحتويات.https://t.co/3rgvFOmSE4

— DW عربية (@dw_arabic) January 12, 2025

وغرمت جهات الرقابة والتنظيم في أوروبا شركة "ميتا"، الشركة الأم لفيس بوك بمليارات اليورو لانتهاكها قواعد حماية البيانات والمنافسة خلال السنوات الأخيرة. وردد زوكربرغ انتقادات ماسك المتواصلة منذ فترة طويلة لقانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، وهو تشريع تاريخي حول المحتوى الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي. 
ورفضت بروكسل اتهامات زوكربرغ، ولكن، منذ إعادة انتخاب ترامب، لم يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى ترسانته القانونية التي تستهدف بعض أكبر المنصات الرقمية في العالم.
وغردت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسيادة التكنولوجية هينا فيركونن، عبر إكس وقالت: "تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورا مهما في الحياة اليومية للناس، ولها أيضاً أهمية وتأثير اجتماعي واقتصادي واسع". 
وأضافت:"نريد في أوروبا خلق بيئة رقمية آمنة ونزيهةوعادلة. مهمتنا هي التأكد من احترام حقوق المواطنين الأوروبيين واتباع التشريعات التي لدينا".
وشكلت تعليقات فيركونن على إكس أول رد علني على هجوم زوكربرغ، رغم أنها لم تتطرق على نحو مباشر لرئيس ميتا، ولم توجه انتقاداً مباشراً لشركته.
وجاءت مقابلة زوكربرغ مع مذيع البودكاست روجان بعد أيام قليلة من إعلانه تخلي ميتا عن تدقيق طرف ثالث في أمريكا في الحقائق، والتحول إلى نموذج "ملاحظات مجتمعية"، الذي انتشر على إكس، حيث يتعامل المستخدمون أنفسهم مع الأكاذيب ويفضحونها.
وحتى الآن، لم يستدع قرار ميتا التخلي عن تدقيق الحقائق في أمريكا الذي يخشى خبراء التضليل أن يفتح الباب أمام الروايات الكاذبة، رداً مباشراً قوياً من المفوضية الأوروبية
ويمثل صمت المفوضية الأوروبي جزءاً من نمط متبع فقد ظلت على نحو صارم بعيدة عن المعركة في الوقت الذي استفز فيه ماسك، حليف ترامب، قادة أوروبا بسلسلة تصريحات تحريضية عن الهجرة والجريمة وحرية التعبير.
ورغم ذلك، ناقضت المفوضية تصريحات أليس فايدل،"زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، في حديثها مع ماسك على قناة إكس، والذي قالت فيه إن 150 موظفاً يعملون في خدمة التدقيق الداخلي بالاتحاد الأوروبي سيستمعون سراً إلى "فرض هذا القانون السخيف على الخدمات الرقمية". 

"حزب البديل من أجل #ألمانيا هو القادر على إنقاذ ألمانيا". بهذه التغريدة عبر إيلون #ماسك عن دعمه للحزب المعروف بمواقفه بمواقفه المثيرة للجدل فكيف ردت الحكومة الألمانية؟ pic.twitter.com/YQ8z2mQ0Ks

— DW عربية (@dw_arabic) December 20, 2024

ورد ماسك على فايدل بقوله إن هذا ليس أكثر من رقابة على حرية التعبير.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية: "هذا خطأ"، مشيراً إلى أن الأمر لا يهم مراقبة محتوى البث المباشر أو بالرد عليه. وبدل ذلك، يميل موظفان أو ثلاثة إلى مراقبة الأنظمة التي تقدم مثل هذا البث المباشر.
وبشكل إجمالي، وفقاً للمفوضية، هناك 150موظفاً يعملون في كافة جوانب إنفاذ قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، وليس فقط على بث مباشر واحد. ويراقب الموظفون، على نحو نشط، امتثال المنصات للقانون، وبعمليات أخرى متنوعة.
وحذر رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز الأسبوع الماضي من صعود "اليمين الدولي المتطرف"، بقيادة "أغنى رجل على هذا الكوكب"، في إشارة إلى ماسك.
وانتقد سانشيز الملياردير الأمريكي بقوة، معرباً عن أسفه لهجماته على المؤسسات الديمقراطية وتحريضه، المزعوم، على الكراهية ودعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف.
وكثف آخرون الضغط على المفوضية لتتخذ إجراء، خشية أن يؤدي فوز ترامب إلى تردد بروكسل في تطبيق القوانين الجديدة حول التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو المفوضية الأوروبية إلى أن تطبق "بأكبر قدر من الحزم، القوانين"، التي منحها الاتحاد الأوروبي لنفسه من أجل حماية فضائه العام، أو أن تعيد السلطة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لتتحرك.
وقال وزير الشؤون الرقمية في إسبانيا أوسكار لوبيز في مقابلة إن "منصة إكس أقوى بكثير" من وسائل الإعلام الأخرى، وأن ماسك يستخدم شبكته الاجتماعية "كما يحلو له" وتساءل لوبيز "أين هي الحدود، ومن ينظم الأمور، وكيف ينظمها؟"

وكتبت النائب الفرنسية في الاتحاد الأوروبي ستيفاني يون-كورتين إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الجمعة الماضي، تدعو بروكسل إلى "رفض الارتجاف" أمام الضغط الأمريكي.

هل هو تحفظ الاتحاد الأوروبي

يعتقد كثيرون أن نهج الاتحاد الأوروبي تجاه شركة أبل الأمريكية العملاقة هو الأكثر إفصاحاً، حيث انتشرت في نفس اليوم الذي أعيد فيه انتخاب ترامب رئيساً،  أنباء مفادها أن أبل ستواجه غرامة بموجب قانون تنظيم المنافسة التكنولوجية الجديد للاتحاد الأوروبي، وهو قانون الأسواق الرقمية، ولكن العقوبة لم تصدر بعد، رغم مرور نحو شهرين.
وقالت مصادر مطلعة إن المفوضية الأوروبية بقيادة فون دير لاين جمدت خطط تغريم أبل، خشية أن تؤدي هذه الخطوة إلى الإضرار بالعلاقات الهشة عبر الأطلسي في عهد ترامب.
كما استكشفت أجهزة الرقابة والتنظيم الأوروبية إمكانية التحقيق مع منصة إكس منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، ولكن علاقات ماسك الوثيقة بترامب أثارت تساؤلات حول كيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع منصته وانتهاكاتها لقانون حماية البيانات الرقمية للتكتل، والتي قد تؤدي إلى فرض غرامات حال تأكيدها.
ويحظى ماسك بدعم بعض دول الاتحاد الأوروبي، حيث رفضت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني الانتقادات التي تفيد بأن ماسك يشكل تهديداً للديمقراطية.
وقالت ميلوني، مازحة، في مؤتمر صحافي في روما: " هل المشكلة أنه ثري، وذو نفوذ، أم أنه ليس يسارياً؟".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية زوكربيرغ دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي إكس ميتا مارك زوكربيرغ ميتا إكس ترامب الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي التکنولوجیا الأمریکی المفوضیة الأوروبیة التواصل الاجتماعی المفوضیة الأوروبی الاتحاد الأوروبی للاتحاد الأوروبی من أجل

إقرأ أيضاً:

المفوضية الأوروبية تحقق في تأثير خوارزميات X على الانتخابات

في إطار تحقيق مستمر في شركة X، طلبت المفوضية الأوروبية من الشركة تقديم وثائق توضح كيفية عمل أنظمة التوصية الخاصة بها. وتركز الهيئة التنظيمية للاتحاد الأوروبي بشكل خاص على أي تغييرات قد تكون قد طرأت مؤخرًا على خوارزميات هذه الأنظمة. 

وأوضحت المفوضية الأوروبية أنها طالبت شركة X بتقديم هذه المعلومات بحلول 15 فبراير، في إطار تكثيف التحقيقات بموجب قانون الخدمات الرقمية (DSA).

بالإضافة إلى ذلك، طلبت الهيئات التنظيمية الأوروبية الحصول على الوصول إلى واجهات برمجة تطبيقات معينة تقدمها شركة X، وذلك من أجل إجراء "تقصي الحقائق المباشر" بشأن تعديل المحتوى وانتشار الحسابات على المنصة. كما فرضت المفوضية الأوروبية على شركة X أمرًا بالاحتفاظ بالوثائق المتعلقة بأي تغييرات مستقبلية قد تطرأ على الخوارزمية، وهو ما يلزم الشركة بالإبقاء على هذه الوثائق حتى نهاية عام 2025 أو قبل ذلك في حال اختتم التحقيق قبل الموعد المحدد.

وفي بيان صدر يوم الجمعة، قالت هينا فيركونين، نائبة الرئيس التنفيذي للمفوضية الأوروبية لشؤون السيادة والأمن والديمقراطية: "نحن نواصل اتخاذ خطوات إضافية من أجل ضمان امتثال أنظمة التوصية الخاصة بشركة X للقوانين المنصوص عليها في قانون الخدمات الرقمية". وأضافت: "نحن ملتزمون بضمان احترام جميع المنصات العاملة في الاتحاد الأوروبي للتشريعات التي تهدف إلى خلق بيئة عبر الإنترنت عادلة وآمنة وديمقراطية لجميع المواطنين الأوروبيين".

إيلون ماسك يحقق أرباحًا بملايين الدولارات من تأخير كشف حصته في تويتر دعوى جديدة ضد إيلون ماسك في قضية شراء "إكس" التحقيقات في انتهاك محتمل لقانون خدمات الإنترنت

في ديسمبر 2023، افتتحت المفوضية الأوروبية التحقيق في ما إذا كانت شركة X قد انتهكت قانون خدمات الإنترنت من خلال ممارساتها المتعلقة بالشفافية والتعامل مع المحتوى غير القانوني. وتواجه الشركات التي يُعتقد أنها انتهكت هذا القانون غرامات قد تصل إلى 6% من إيراداتها السنوية العالمية.

وأشار تييري بريتون، المفوض الأوروبي السابق للسوق الداخلية، إلى أن الاتحاد الأوروبي يدرس ما إذا كانت شركة X قد فشلت في الوفاء بالتزاماتها في مجال الشفافية ومعالجة المحتوى غير القانوني. كما أن ممارسات التصميم الخادعة قد تكون هي الأخرى محلاً للتحقيق من قبل المفوضية.

التصعيد بسبب التدخل السياسي المزعوم

وقد كثف المنظمون تحقيقاتهم بعد أن أبدى إيلون ماسك، مالك شركة X، دعمه العلني لحزب الإصلاح في المملكة المتحدة وحزب البديل اليميني المتطرف في ألمانيا، وذلك قبيل الانتخابات المقررة في فبراير. ووفقًا لما أوردته وكالة رويترز، فقد أبدى بعض السياسيين الأوروبيين قلقهم من أن يكون ماسك يتدخل في الانتخابات، وهو ما رآه البعض بمثابة تهديد لحرية التعبير والديمقراطية. وفي هذا السياق، رد ماسك على هذه الانتقادات باعتبارها هجومًا غير مبرر على حرية التعبير.

وفيما يتعلق بالتحقيق، تسعى المفوضية الأوروبية لمعرفة ما إذا كانت خوارزميات شركة X قد تساهم في حجب بعض الآراء أو التوجهات، في حين أنها قد تعمل على تعزيز سرد معين. ومع ذلك، أكدت المفوضية أن إيلون ماسك لا يزال حرًا في التعبير عن آرائه كما يشاء.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: ينبغي ضمان عودة النازحين إلى ديارهم بأمان وكرامة
  • المفوضية الأوروبية تحقق في تأثير خوارزميات X على الانتخابات
  • هل يتدخل ترامب لدعم مصالح شركات التكنولوجيا الأميركية؟
  • كالاس: العقوبات الأوروبية على روسيا يجب أن تظل سارية
  • المفوضية الأوروبية تعلن عن تطور جديد بشأن معبر رفح الفلسطيني بعد اتفاق غزة
  • مع عودة ترامب.. المكسيك والاتحاد الأوروبي يوقعان اتفاقية تجارية
  • وزارة التخطيط ترأس الاجتماع الفرعي للجنة التكنولوجيا والابتكار مع الاتحاد الأوروبي
  • المشاط ترأس الاجتماع الفرعي للجنة التكنولوجيا والابتكار مع الاتحاد الأوروبي
  • المفوضية الأوروبية: سنخصص 120 مليون يورو للمساعدات الإنسانية في غزة