عمالة التكنولوجيا الأمريكيين يهددون الاتحاد الأوروبي قبل عودة ترامب
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أكدت المفوضية الأوروبية التزامها بتطبيق قوانين الاتحاد الأوروبي وإلزام منصات التواصل الاجتماعي باحترام حقوق المواطنين، وذلك في أعقاب انتقادات متنامية من رؤساء شركات التكنولوجيا الأمريكية، وضعت التكتل في موقف دفاعي.
وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية للسيادة التكنولوجية، توماس ريجنييه، للصحافيين يوم الثلاثاء الماضي، إن على الشركات التي تقدم خدمات داخل الاتحاد الأوروبي الامتثال لتشريعات التكتل، دون النظر لمنشئها أو "موقع تأسيسها".وجاء رد المفوضية الأوروبية، الذراع التنفيذية للاتحاد الأوروبي، المسؤولة عن تطبيق القوانين الرقمية في التكتل، إثر اتهام رئيس شركة ميتا، مارك زوكربرغ، لأوروبا بالحمائية و"الرقابة"، وهو ما عزز الضغوط على الاتحاد.
وتعزز تعليقات زوكربيرغ المخاوف المتنامية عقب تدخلات رفيعة المستوى، من ملياردير التكنولوجيا الأمريكي إيلون ماسك، مالك منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، في السياسة الداخلية لألمانيا وبريطانيا. هل يُخضع ماسك أوروبا؟ - موقع 24هل يمكن للملياردير الأمريكي إيلون ماسك إخضاع الدول الأوروبية؟ الجواب على هذا السؤال يكمن في الانتخابات المقبلة في ألمانيا. وفي مقابلة مع مذيع البودكاست الأمريكي جو روجان، يوم الجمعة الماضية، دعا زوكربرغ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلى الدفاع عن شركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى ضد عقوبات الاتحاد الأوروبي.
وقال زوكربرغ إن الاتحاد الأوروبي غرم شركات التكنولوجيا "ما يربو على 30 مليار دولار على مدى السنوات الـ10، أو الـ20 الماضية"، واعتبر أن سياسة التكتل مع الشركات "تقريباً تشبه التعريفة الجمركية".
رئيس شركة #ميتا مارك #زوكربيرغ يعلن تخليه عن تدقيق الحقائق على منصاته مثل #فيسبوك و #انستغرام، القرار لقي الترحيب جهات عدة، غير أن #ألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي متمسكة بتدقيق المحتويات.https://t.co/3rgvFOmSE4
— DW عربية (@dw_arabic) January 12, 2025وغرمت جهات الرقابة والتنظيم في أوروبا شركة "ميتا"، الشركة الأم لفيس بوك بمليارات اليورو لانتهاكها قواعد حماية البيانات والمنافسة خلال السنوات الأخيرة. وردد زوكربرغ انتقادات ماسك المتواصلة منذ فترة طويلة لقانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، وهو تشريع تاريخي حول المحتوى الرقمي ومنصات التواصل الاجتماعي.
ورفضت بروكسل اتهامات زوكربرغ، ولكن، منذ إعادة انتخاب ترامب، لم يلجأ الاتحاد الأوروبي إلى ترسانته القانونية التي تستهدف بعض أكبر المنصات الرقمية في العالم.
وغردت مفوضة الاتحاد الأوروبي للسيادة التكنولوجية هينا فيركونن، عبر إكس وقالت: "تلعب منصات التواصل الاجتماعي دورا مهما في الحياة اليومية للناس، ولها أيضاً أهمية وتأثير اجتماعي واقتصادي واسع".
وأضافت:"نريد في أوروبا خلق بيئة رقمية آمنة ونزيهةوعادلة. مهمتنا هي التأكد من احترام حقوق المواطنين الأوروبيين واتباع التشريعات التي لدينا".
وشكلت تعليقات فيركونن على إكس أول رد علني على هجوم زوكربرغ، رغم أنها لم تتطرق على نحو مباشر لرئيس ميتا، ولم توجه انتقاداً مباشراً لشركته.
وجاءت مقابلة زوكربرغ مع مذيع البودكاست روجان بعد أيام قليلة من إعلانه تخلي ميتا عن تدقيق طرف ثالث في أمريكا في الحقائق، والتحول إلى نموذج "ملاحظات مجتمعية"، الذي انتشر على إكس، حيث يتعامل المستخدمون أنفسهم مع الأكاذيب ويفضحونها.
وحتى الآن، لم يستدع قرار ميتا التخلي عن تدقيق الحقائق في أمريكا الذي يخشى خبراء التضليل أن يفتح الباب أمام الروايات الكاذبة، رداً مباشراً قوياً من المفوضية الأوروبية
ويمثل صمت المفوضية الأوروبي جزءاً من نمط متبع فقد ظلت على نحو صارم بعيدة عن المعركة في الوقت الذي استفز فيه ماسك، حليف ترامب، قادة أوروبا بسلسلة تصريحات تحريضية عن الهجرة والجريمة وحرية التعبير.
ورغم ذلك، ناقضت المفوضية تصريحات أليس فايدل،"زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، في حديثها مع ماسك على قناة إكس، والذي قالت فيه إن 150 موظفاً يعملون في خدمة التدقيق الداخلي بالاتحاد الأوروبي سيستمعون سراً إلى "فرض هذا القانون السخيف على الخدمات الرقمية".
"حزب البديل من أجل #ألمانيا هو القادر على إنقاذ ألمانيا". بهذه التغريدة عبر إيلون #ماسك عن دعمه للحزب المعروف بمواقفه بمواقفه المثيرة للجدل فكيف ردت الحكومة الألمانية؟ pic.twitter.com/YQ8z2mQ0Ks
— DW عربية (@dw_arabic) December 20, 2024ورد ماسك على فايدل بقوله إن هذا ليس أكثر من رقابة على حرية التعبير.
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية: "هذا خطأ"، مشيراً إلى أن الأمر لا يهم مراقبة محتوى البث المباشر أو بالرد عليه. وبدل ذلك، يميل موظفان أو ثلاثة إلى مراقبة الأنظمة التي تقدم مثل هذا البث المباشر.
وبشكل إجمالي، وفقاً للمفوضية، هناك 150موظفاً يعملون في كافة جوانب إنفاذ قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي، وليس فقط على بث مباشر واحد. ويراقب الموظفون، على نحو نشط، امتثال المنصات للقانون، وبعمليات أخرى متنوعة.
وحذر رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز الأسبوع الماضي من صعود "اليمين الدولي المتطرف"، بقيادة "أغنى رجل على هذا الكوكب"، في إشارة إلى ماسك.
وانتقد سانشيز الملياردير الأمريكي بقوة، معرباً عن أسفه لهجماته على المؤسسات الديمقراطية وتحريضه، المزعوم، على الكراهية ودعمه لحزب البديل من أجل ألمانيا، اليميني المتطرف.
وكثف آخرون الضغط على المفوضية لتتخذ إجراء، خشية أن يؤدي فوز ترامب إلى تردد بروكسل في تطبيق القوانين الجديدة حول التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي.
ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو المفوضية الأوروبية إلى أن تطبق "بأكبر قدر من الحزم، القوانين"، التي منحها الاتحاد الأوروبي لنفسه من أجل حماية فضائه العام، أو أن تعيد السلطة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، لتتحرك.
وقال وزير الشؤون الرقمية في إسبانيا أوسكار لوبيز في مقابلة إن "منصة إكس أقوى بكثير" من وسائل الإعلام الأخرى، وأن ماسك يستخدم شبكته الاجتماعية "كما يحلو له" وتساءل لوبيز "أين هي الحدود، ومن ينظم الأمور، وكيف ينظمها؟"
وكتبت النائب الفرنسية في الاتحاد الأوروبي ستيفاني يون-كورتين إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، يوم الجمعة الماضي، تدعو بروكسل إلى "رفض الارتجاف" أمام الضغط الأمريكي.
يعتقد كثيرون أن نهج الاتحاد الأوروبي تجاه شركة أبل الأمريكية العملاقة هو الأكثر إفصاحاً، حيث انتشرت في نفس اليوم الذي أعيد فيه انتخاب ترامب رئيساً، أنباء مفادها أن أبل ستواجه غرامة بموجب قانون تنظيم المنافسة التكنولوجية الجديد للاتحاد الأوروبي، وهو قانون الأسواق الرقمية، ولكن العقوبة لم تصدر بعد، رغم مرور نحو شهرين.
وقالت مصادر مطلعة إن المفوضية الأوروبية بقيادة فون دير لاين جمدت خطط تغريم أبل، خشية أن تؤدي هذه الخطوة إلى الإضرار بالعلاقات الهشة عبر الأطلسي في عهد ترامب.
كما استكشفت أجهزة الرقابة والتنظيم الأوروبية إمكانية التحقيق مع منصة إكس منذ ديسمبر (كانون الأول) 2023، ولكن علاقات ماسك الوثيقة بترامب أثارت تساؤلات حول كيفية تعامل الاتحاد الأوروبي مع منصته وانتهاكاتها لقانون حماية البيانات الرقمية للتكتل، والتي قد تؤدي إلى فرض غرامات حال تأكيدها.
ويحظى ماسك بدعم بعض دول الاتحاد الأوروبي، حيث رفضت رئيسة وزراء إيطاليا جورجا ميلوني الانتقادات التي تفيد بأن ماسك يشكل تهديداً للديمقراطية.
وقالت ميلوني، مازحة، في مؤتمر صحافي في روما: " هل المشكلة أنه ثري، وذو نفوذ، أم أنه ليس يسارياً؟".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية زوكربيرغ دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي إكس ميتا مارك زوكربيرغ ميتا إكس ترامب الولايات المتحدة الاتحاد الأوروبي التکنولوجیا الأمریکی المفوضیة الأوروبیة التواصل الاجتماعی المفوضیة الأوروبی الاتحاد الأوروبی للاتحاد الأوروبی من أجل
إقرأ أيضاً:
كارني يذكّر الأمريكيين بموقف كندا في هجمات 11 سبتمبر فهل يفهم ترامب الرسالة؟
في اليوم الثاني من حملته الانتخابية الوطنية عقب الدعوة إلى انتخابات مبكرة، زار رئيس الوزراء الكندي مارك كارني بلدة غاندر في نيوفاوندلاند، حيث أعرب عن أسفه لتدهور العلاقات مع واشنطن، محمّلًا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المسؤولية المباشرة عن ذلك.
وفي خطاب ألقاه خلال زيارته للبلدة التي شكلت رمزًا للتضامن الكندي خلال هجمات 11 أيلول، قال كارني: "في خضم هذه الأزمة التي أشعلها الرئيس الأمريكي ومن يدعمونه، نأسف على فقدان صداقة كانت يومًا متينة." وتابع قائلًا: "في غاندر، قام الكنديون بأفعال استثنائية من أجل الأمريكيين. واليوم، نحن مطالبون بأن نبادر بأفعال استثنائية من أجل أنفسنا".
غاندر، التي كانت تضم نحو 10 آلاف نسمة عام 2001، استقبلت ما يقارب 6,600 مسافر أمريكي تقطعت بهم السبل بعد أن أغلقت الولايات المتحدة مجالها الجوي إثر الهجمات على نيويورك وواشنطن. استقبلت البلدة 38 طائرة، فيما تم تحويل أكثر من 200 رحلة إلى كندا بشكل عام.
وآنذاك، سارع السكان إلى فتح منازلهم وتقديم وجبات ساخنة للأمريكيين، بينما تم توزيع الركاب على المدارس ومحطات الإطفاء والكنائس بعد أن امتلأت الفنادق. وشارك المجتمع المحلي بتقديم البطانيات والسلع الأساسية، فيما تبرع الأهالي بالطعام والملابس والألعاب، وفتحوا أبواب بيوتهم لاستخدام الهواتف والاستحمام.
وقد أشار كارني إلى أن تلك اللحظة الإنسانية تحوّلت إلى رمز وطني، وألهمت الفيلم الموسيقي الكندي الشهير "تعال من بعيد" الذي عرض على مسرح برودواي، قائلًا: "لقد أصبح مثالًا على الصلة العميقة التي تجمع بين الكنديين والأمريكيين، إذ دأب الكنديون على الوقوف بجانب جيرانهم كلما استدعت الحاجة".
ولكن على الرغم من وصفه للعلاقة بأنها "ثابتة"، أقرّ رئيس الوزراء بأنها تمرّ في مرحلة توتر غير مسبوقة. وقال: "الأمور لم تعد كما كانت، ولسنا نحن من غيّر قواعد العلاقة. المؤسف أن سياسات الرئيس ترامب دفعت هذه الشراكة إلى مستوى غير مسبوق من التوتر في تاريخنا المشترك."
Relatedحرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامبمارك كارني سيصبح رئيس وزراء كندا المقبل خلفا لجاستن ترودو تصعيد جديد... ترامب يهدد كندا ويزيد الرسوم على الصلب والألومنيوموكان ترامب قد فرض في آذار/مارس الماضي تعريفة جمركية بنسبة 25% على واردات الصلب والألومنيوم من كندا، مما دفع أوتاوا إلى الرد بإجراءات مضادة شملت السلع المصنّعة من هذين المعدنين، إلى جانب منتجات أخرى مثل الحواسيب، والمعدات الرياضية. وقال وزير المال الكندي دومينيك لوبلان حينها: "لن نقف مكتوفي الأيدي بينما تتعرض صناعاتنا من الصلب والألومنيوم لاستهداف تعسفي".
ولم يقف التصعيد عند هذا الحد، إذ هدّد ترامب في الثاني من نيسان/أبريل بفرض رسوم جمركية على جميع السلع الكندية، كما أثار موجة غضب واسعة في كندا جراء تكراره دعوات لضم البلاد إلى الولايات المتحدة باعتبارها "الولاية الـ51".
وبات ملف العلاقة مع الولايات المتحدة، التي طالما اعتُبرت حجر الزاوية في السياسة الكندية، في صلب النقاشات السياسية عشية الانتخابات المرتقبة في 28 نيسان/أبريل، والتي تتخذ طابعًا ثنائيًا بين الحزب الليبرالي بزعامة كارني، والمحافظين الذين يطمحون للعودة إلى الحكم.
المصادر الإضافية • AP
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية رئيس وزراء كندا يدعو إلى انتخابات مبكرة في نيسان المقبل تحقّقْ: هل يمكن لكندا التقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي؟ حرب التعريفات.. كندا تفرض رسوما جمركية على الواردات الأمريكية ردا على رسوم ترامب واشنطنكنداالولايات المتحدة الأمريكيةدونالد ترامبأحداث 11 سبتمبرأوتاوا