تقرير لـForeign Policy عن حزب الله في عهد عون وسلام.. هذا ما كشفه
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
ذكرت مجلة "Foreign Policy" الأميركية أنه "لأول مرة منذ عام 1958، هناك سبب للأمل في لبنان. ويكمن هذا الأمل اليوم في صعود شخصيتين لبنانيتين خدمتا بلدهما ببراعة على مدى سنوات عديدة: قائد الجيش العماد جوزيف عون، الذي أصبح رئيساً للجمهورية، ونواف سلام، سفير لبنان السابق لدى الأمم المتحدة والذي سيتولى منصب رئيس الوزراء.
وفي الواقع، يمكن لهذا الثنائي الإصلاحي والمتوافق فلسفياً، وهو أمر نادر في تاريخ لبنان الحديث، أن يبشر بعصر سياسي جديد في البلاد، يمكن أن يبدأ في إعادة تأهيل نظام مشلول، واقتصاد مكسور، وأمة مصابة بجراح عميقة ولديها إمكانات لا تصدق. كما فعلوا قبل 67 عامًا، اختار اللبنانيون رئيسهم من داخل المؤسسة العسكرية. لم يكن لديهم ثقة كبيرة في أي من المرشحين الآخرين، ونظروا إلى عون باعتباره دخيلًا غير حزبي تفوق في مهمته لإصلاح الجيش ويمكنه أن يدافع عن التغيير الحقيقي في السياسة".
وبحسب المجلة، "كما حدث في عام 1958، عندما انتخب المشرعون اللبنانيون فؤاد شهاب رئيساً، فإن عون يتولى الرئاسة في أوقات مضطربة في البلاد والمنطقة بشكل عام. في ذلك الوقت، كان اللبنانيون منقسمين بشدة حول الاتجاه السياسي وتوجه السياسة الخارجية لبلادهم، مما أدى إلى اشتباكات في الشوارع. ولا يزال اللبنانيون منقسمين بشدة ولكنهم وجدوا الآن إجماعاً في عون، الذي، مثل شهاب، لم يُبد أي اهتمام بدخول المجال السياسي حتى اتضح أنه المرشح الوحيد الذي كان لديه أي أمل في القبول الواسع من قبل الشعب اللبناني والقوى الأجنبية. لا شك أن الولايات المتحدة هي الأكثر نفوذاً من بين تلك القوى في لبنان، وكانت دبلوماسيتها الأخيرة مفيدة في تحقيق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل بعد صراع مدمر استمر أكثر من عام، فضلاً عن دفع العملية الانتخابية إلى الأمام في بيروت".
وتابعت المجلة، "لا شك أن حزب الله هو الخاسر الأكبر في ظل الحكومة الجديدة، وعون هو نقيض كل ما يمثله حزب الله: فهو باني دولة قال في شهادته العلنية إنه سيلتزم بمحاربة الفساد وجعل الجيش القوة الشرعية الوحيدة في البلاد. إن حقيقة أن عون يحظى بتفضيل واشنطن وإعجاب القيادة العسكرية الأميركية تجعله أقل جاذبية لحزب الله. لعدة سنوات، قاد عون إصلاحًا رئيسيًا للجيش في شراكة وثيقة مع الولايات المتحدة. وفي عام 2017، قاد الجيش في معركة لطرد مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من لبنان، والأهم من ذلك أنه حول الجيش من مؤسسة متداعية إلى قوة قتالية محترفة. لقد وثق بواشنطن، ووثقت هي به. وبصفته رئيسًا، سيشرف على برنامج إصلاح الجيش ويضمن استمراره، الأمر الذي من شأنه أن يخدم المصالح الأميركية".
وأضافت المجلة، "حزب الله يشعر بالقلق إزاء عون، ولكنه أكثر معارضة لسلام. فالأخير محام لا يعرف الكلل، وقد اكتسب بفضل ذكائه ومهاراته ونزاهته منصب رئيس محكمة العدل الدولية. ومن المتوقع أن يلتزم لبنان بحكم القانون في الداخل والخارج، وأن يسعى إلى احترام التزام لبنان بقرارات الأمم المتحدة، بدءاً بالقرار 1559، الذي يدعو إلى حل ونزع سلاح كل الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية داخل لبنان، والقرار 1701، الذي أنهى حرب عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل، والذي يتطلب، مثل القرار 1559، نزع سلاح كل الجماعات المسلحة في البلاد. ومن الواضح أن حزب الله لا يقبل أي شيء من هذا القبيل. واستناداً إلى الخطب التي ألقاها مسؤولو حزب الله بعد ترشيح سلام، فمن الواضح أنه يشعر بالضيق كما بالخيانة. لقد كانت جرعة عون مرة للغاية، ولكن بعد ذلك جاءت صدمة سلام، والتي تسببت في اختناق حزب الله تقريباً. وكان الحزب عارض سلام بشدة في السنوات السابقة وحرمه من رئاسة الوزراء بسبب مواقفه المناهضة للفساد والمطالبة بالعدالة والإصلاح".
وبحسب المجلة، "لقد ضعف حزب الله بشكل كبير في أعقاب حربه مع إسرائيل، ولم يكن أمامه خيار سوى التسوية وقبول عون. والواقع أن الكيفية التي اجتمع بها النواب لصالح الأمة في اللحظة الأخيرة هي مادة أسطورية سياسية. ولم تمل واشنطن هذه النتيجة ولم يكن بوسعها أن تمليها، ولكنها بالتأكيد أثرت عليها، إلى جانب المملكة العربية السعودية. إن التحدي المباشر الذي يواجهه عون وسلام هو تشكيل حكومة تمثل تطلعات كل من يرغب في بداية جديدة في لبنان. أما التحدي الأوسع فهو التعامل مع حزب الله الساخط، والذي يقول بالفعل إن تعيين سلام يتعارض مع روح الوحدة الوطنية، على الرغم من أنه قانوني ودستوري تمامًا. وهذا يعني في الأساس معارضة حزب الله سياسياً للحكومة المقبلة وربما اللجوء إلى العنف".
وتابعت المجلة، "صحيح أن حزب الله اليوم ليس قريباً مما كان عليه في السابق، لكنه لم يُهزم، ولا يزال مسلحاً وخطيراً. إن خطة حزب الله وطريقه إلى التعافي غير واضحة، لكنه يحتاج بشدة إلى التمويل الدولي لإعادة بناء جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت والمناطق الأخرى التي يعيش فيها أعضاؤه أنصاره وعناصره. ومع ذلك، لن يأتي هذا التمويل إذا هاجم الحزب الحكومة المقبلة".
وبحسب المجلة، "لا ينبغي لعون وسلام وأنصارهما أن يتراجعوا عن موقفهم، ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن يلتزم اللبنانيون برغبات حزب الله أو شروطه. فقد اتبعوا العملية الديمقراطية وقاموا بكل شيء وفقاً للقواعد. وفي تشكيلهم للحكومة المقبلة، يتعين على عون وسلام أن يختاروا فقط الوزراء الملتزمين بالإصلاح والعدالة وسيادة القانون، وهناك الكثير من المرشحين الشيعة الأكفاء والمستقلين لضمان الشمولية. ولكنهما لا يستطيعان القيام بذلك بمفردهما، وسوف تتطلب مثل هذه الزعامة اللبنانية الجريئة الدعم المستمر من واشنطن والرياض، خشية أن يكرر التاريخ نفسه".
وختمت المجلة، "لقد سمح رحيل واشنطن لإيران وسوريا وحزب الله بتحويل لبنان إلى دولة تابعة ملتزمة بتقويض المصالح الأميركية والاستقرار في المنطقة. إذاً، يتعين على الولايات المتحدة أن تتعلم من تاريخها في التدخل في لبنان. وهذه المرة، لديها حلفاء حقيقيون في بيروت يتمتعون بدعم محلي واسع النطاق وتفويض قوي للإصلاح،ويمكنهم قيادة النهضة السياسية في البلاد وحرمان إيران من فرصة إعادة بناء نفوذها المزعزع للاستقرار في بلاد الشام، وخاصة الآن بعد انهيار نظام بشار الأسد في سوريا المجاورة".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: عون وسلام فی البلاد حزب الله فی لبنان
إقرأ أيضاً:
عون الى السعودية الاثنين وسلام الى الجنوب واسرائيل باقية وتعمل على تكريس منطقة عازلة
حملت الساعات الماضية مؤشرات اضافية واضحة على حجم التعقيد الذي يواجه لبنان ديبلوماسيا وامنيا في ملف الوضع في الجنوب. ومن ابرز هده المؤشرات تصريح وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس، بأن "إسرائيل حصلت على ضوء أخضر أميركي للبقاء في المنطقة العازلة في لبنان من دون قيود زمنية. وسنبقى إلى أجل غير مسمى. والأمر يعتمد على الوضع لا على الوقت، ومستقبل قواتنا في المنطقة العازلة في جنوب لبنان مرتبط بالوضع هناك".وفيما لم يصدر اي موقف رسمي حيال هذا التصريح ، اعلنت فرنسا بلسان وزارة الخارجية أنّ «الاتفاق بين إسرائيل ولبنان ينص بوضوح على ضرورة انسحاب إسرائيل بما في ذلك النقاط الخمس .»
وأكّدت «ضرورة احترام سيادة سوريا وأراضيها »، مضيفة: «نرفض دخول إسرائيل المنطقة العازلة وعليها الانسحاب.
وتفيد المعطيات الميدانية ان اسرائيل تعمل على توسعة النقاط الخمس المحتلة إلى عشر وربما أكثر، وتكريس منطقة عازلة بعمق حوالي كيلومترين على طول الحدود الجنوبية، وهو ما تؤكده الاعتداءات اليومية وورش الأشغال لاستحداث مراكز عسكرية وسواتر ترابية لمنع أهالي البلدات الحدودية من الوصول إلى منازلهم وأراضيهم القريبة من الحدود بإطلاق الرصاص والقنابل الصوتية.
ويزور رئيس الحكومة نواف سلام الجنوب اليوم برفقة قائد الجيش بالإنابة حسان عودة وعدد من الوزراء، في جولة تشمل ثكنتي الجيش في صور ومرجعيون ومدينة الخيام.
الى ذلك، يقوم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بزيارة للمملكة العربية السعودية يوم الاثنين المقبل في الثالث من شهر آذار، على أن يلتقي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، ويلبي دعوته إلى إفطار رمضاني، ثم يتوجه إلى القاهرةللمشاركة في القمة العربية الاستثنائية.
ولن يحصل خلال الزيارة الى السعودية أي توقيع على أي اتفاقيات ثنائية لأنّها لم تجهز للتوقيع بعد، وستُوقع في زيارة موسعة لاحقة سيقوم بها عون للرياض ويرافقه فيها الوزراء المعنيون.
وعشية الزيارة يجري رئيس الجمهورية مقابلة شاملة مع قناة "الشرق" وصحيفة "الشرق الاوسط" مع الصحافي غسان شربل سيتم عرضها اليوم.
ووفق مصادر ديبلوماسية معنية فان الزيارة تشكل اختبارا لمدى التزام دول الخليج ومن خلفها المجتمع الدولي والأميركي تحديداً بتقديم الدعم للعهد الجديد وللحكومة الجديدة".
وتشدد الاوساط" أن الدول العربية والخليجية والأوروبية لن تقدم دولاراً واحداً من دون الضوء الأخضر الأميركي،وأن المجتمع الدولي لن يفرج عن الأموال للبنان قبل تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والمالية والإدارية وتطبيق القرارات الدولية كافة".
وفي اطار المواكبة الفرنسية للتطورات اللبنانية، وفي إطار الاستعداد أيضاً لتنظيم مؤتمر لحشد الدعم لإعادة الإعمار في لبنان زارت الأمينة العامة لوزارة الشؤون الخارجية الفرنسية آن ماري ديسكوت بيروت والتقت رئيس الحكومة ووزير الخارجية يوسف رجي وتناولت محادثاتها أبرز التحديات التي تواجه الحكومة. وأكدت آن ماري ديسكوت استمرار المساعي الفرنسية لتحقيق انسحاب إسرائيل من النقاط التي لا تزال تحتلها، وتطبيقها للقرار 1701. وشدّدت على أهمية دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان وضرورة تعزيزه. كما تحدثت عن وجود نية فرنسيّة لتنظيم مؤتمر دولي خاص بلبنان لتوفير الدعم المالي له، على أن يسبق ذلك انطلاق الحكومة اللبنانية بورشة الإصلاحات، وإعادة تفعيل عمل مؤسسات الدولة وإداراتها.
الى ذلك وفي تطور قضائي على صلة باليونيفيل ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي على 20 شخصاً بينهم أربعة موقوفين، و2 قاصرين في حادثة الاعتداء على موكب لليونيفيل في طريق المطار في 15 شباط الحالي.
وأفادت المعلومات، أن التهمة التي وُجّهت إلى هؤلاء هي محاولة قتل عناصر الموكب عبر إحراق الآلية والاعتداء على القوى الامنية وتشكيل مجموعة للمس في السلطة وسلب أموال قيمتها 29 ألف دولار كانت في محفظة نائب قائد قوات اليونيفل الذي كان يغادر لبنان إلى بلاده بعد انتهاء خدمته.
المصدر: خاص لبنان24