لماذا يجب على السُنّة والبعثيين الاعتراف بالخطأ؟
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
18 يناير، 2025
بغداد/المسلة:
تساؤل غير صحيح: لماذا يجب على السُنّة والبعثيين الاعتراف بالخطأ
محمد توفيق علاوي
لقد اعترض احد الاخوة على ما كتبته بشأن ملفات جرف الصخر والمساءلة والعدالة والمخبر السري في رسالة طويلة وكان مما جاء فيها متسائلاً: هل تضمن عدم استخدام مناطق جرف الصخر لضرب المناطق الشيعية ؟؟؟ وهل تريدون الحل على حساب الطرف المتضرر ؟؟؟ ومؤكدا انه لا يمكن ان يستتب الاستقرار إلا بالاعتراف بالخطأ من قبل الطرف المعتدي وعدم جواز مكافأة القتلة والمجرمين، وهذا ما لا يدركه السياسي الشيعي قبل السني …….
فكان جوابي : اخي العزيز هذا ما تريده اسرائيل، ان يتهم كل طرف الطرف الآخر بانه على خطأ وهو على صواب، ان اسرائيل تصفق لهذا الكلام وتتمنى ان يرد شخص يخالفك بالرأي فيتهمك بانك انت المعتدي وترد عليه عكس ذلك، فتتعمق الطائفية وتصل الى درجة نشوء احزاب متطرفة تستبيح دم المقابل، فيظهر من هذا الطرف داعش ويقتلون الابرياء بدون هوادة، ويظهر من طرفنا من ينتقم كما قتل المئات من الابرياء عامي 2006 و 2007، اخي العزيز اما ان نبقى بهذه الدوامة فنحقق اهداف اعدائنا بسبب جهلنا وندمر بلدنا بأيدينا؛
لقد عشت انا في اواسط ونهاية سبعينات القرن الماضي في لبنان، وكان الطرف المسيحي يتهم الطرف الاسلامي بالاعتداء والطرف الاسلامي يتهم الطرف المسيحي بالاعتداء ونشبت الحرب الاهلية التي استمرت لفترة اكثر من ستة عشر عاماً قتل فيها عشرات الآلاف من المسلمين واغلبهم ابرياء وعشرات الآلاف من المسيحيين واغلبهم ابرياء، ودمرت لبنان واضطروا في تسعينات القرن الماضي عندما اكتشف الطرفان انهما كانا مخطئين ان يتصالحا واستدانوا عشرات المليارات من الدولارات لإعادة بناء ما دمرته الحرب، وهذه الديون ترتبت عليها فوائد كبيرة جداً بحيث عجزت الدولة عن تسديدها فانهارت الليرة اللبنانية وانهار الاقتصاد وفقد الشعب امواله المودعة في البنوك؛
بإمكاننا نحن ان نسير على نفس هذا المسار ونصل الى نفس هذه النتائج، بل اسوء بكثير لأسباب لا يسع المجال لذكرها؛
النموذج المعاكس لهذا هو نموذج افريقيا الجنوبية حيث كان التمييز العنصري كبيراً جداً جداً، وكان السود يمنعون من السير ضمن المناطق الراقية التي يسكنها البيض، ولكن بعد انقلاب الأمور فإن الذي انقذ البلد من حرب اهلية ودمار هو حكمة نلسون مانديلا حيث جعل الشعار هو العفو عما سلف فعفى وتصافح وتعانق حتى مع سجانه الذي كان يهينه ويؤذيه وهو في السجن، وقاد جنوب افريقيا بهذه الانفاس حتى أصبحت جنوب افريقيا الدولة الأولى في القارة الافريقية من ناحية التقدم والتطور والازدهار ؛ اخي العزيز نحن احرار ونستطيع ان نكرر التجربة اللبنانية ونحقق الاجندة الاسرائيلية والنتيجة هي دمار بلدنا، كما نستطيع ان نكرر تجربة افريقيا الجنوبية وفضلاً عن ذلك فإننا نمتلك من يحمل نفس فكر نلسون مانديلا في هذا الجانب وهو السيد السيستاني اعزه الله فنقود بلدنا الى التقدم والتطور والازدهار، مع وافر تحياتي
الحمد لله جاءني رد الأخ المعترض مؤيداً لي فيما كتبته فبارك الله به وبكافة من وصفهم الله في كتابه الكريم (فَبَشِّرْ عِبَادِ الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ).
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
إنزال افتراضي على سواحل اليمن
بقلم: كمال فتاح حيدر ..
هذه مناقشة تعبوية وجغرافية لفكرة الانزال الحربي على السواحل اليمنية. .
يقول اليمنيون ان سواحلهم الممتدة على بحر العرب وخليج عدن وباب المندب والبحر الأحمر تقدر بنحو 2500 كيلومترا. وتقول وكالة CIA الأمريكية انها تبلغ 1,906 كيلومترا فقط، وبعيدا عن الجدال الذي لا جدوى منه، دعونا نتفق على الطول الأقصر وهو 1900 كيلومترا. وهو رقم افتراضي لمناقشة الاحتمالات المرتبطة بالإنزال البحري، وفيما يلي اهم النقاط المحورية:
أولا: ان الحدود البحرية اليمنية الطويلة جدا خالية تماما من خفر السواحل ومن حرس الحدود، ولا توجد فيها أبراج مراقبة أو قواعد حربية (بحرية أو برية)، ولا تمتلك قدرات التصدي لسفن الإنزال الأمريكية أو البريطانية، فما الذي منع قوات التحالف من تنفيذ عمليات الإنزال، وهم الذين يمتلكون عشرات السفن المصممة لهذا الغرض ؟. .
ثانياً: ان قوات التحالف تدرك تماما ان شروط الانتصار في المعركة لا تعتمد على مقدار تفوقهم بالعدة والعدد وبالتجهيزات الحربية الحديثة. بل تقاس على ارض الواقع بمقدار الخسائر والتضحيات التي قد يتكبدها الطرف الاول (الذي يمثل القوات النظامية)، في مواجهة الطرف الثاني (الذي يمثل فصائل غير نظامية). وتقاس بحجم الخسائر التي سوف يمنى بها الطرف الذي سوف يتحرك فوق شريط ساحلي مفتوح تتخلله كمائن اعدها له الطرف الثاني المختبئ في كهوف الجبال الوعرة. .
ثالثا: لا يقاتل الطرف الاول فوق ارضه ولا يدافع عن حياض وطنه، بينما يقاتل الطرف الثاني فوق ارضه دفاعا عن نفسه وعن كرامته. .
رابعاً: المعضلة الأخرى ان الطرف الاول يجهل تحركات الطرف الثاني، ذلك لان الطرف الثاني لا يعتمد على منظومات الاتصال اللاسلكية، ولا على الهواتف الذكية، ومن المرجح انه لجأ إلى الاستعانة بإشارات المورس الضوئي وبحروف مشفرة يصعب فك شفرتها. .
خامساً: ليس لدى الطرف الثاني ما يخسره، وبالتالي فإن فاقد الشيء لا يعطيه. وهذا يعني ان وقوع اي مجموعة من جنود المارينز في قبضة الطرف الثاني سوف تحدث صدمة كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية. .
سادساً: أما إذا اقدم الاسطول الحربي الأمريكي على استنفار قواته البرية والبحرية والجوية، وقرر احتلال اليمن التي تبلغ مساحتها 527,968 كم² فان الصين سوف تزحف في اليوم الثاني لتبسط سيادتها على جزيرة تايوان التي تبلغ مساحتها 36,197 كم² التي هي اقل مساحة من اليمن بأكثر من 14 مرة. .
آخذين بعين الاعتبار ان الصين عينها عليهم، وتراقب التحركات الأمريكية في خليج عدن وفي عموم البحر الأحمر، وترصدها عن طريق الأقمار الاصطناعية. .
وللحديث بقية. .