النائب علاء عابد يكتب: دور مصر في إنهاء حرب غزة
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
انتهت حربٍ شرسة استمرت 15 شهراً على قطاع غزة، ارتكبت فيها إسرائيل مجازر يومية لم تسلم منها المساكن ولا المستشفيات ولا المدارس ولا حتى مواقع النزوح التى دعا الاحتلال إلى التوجه إليها باعتبارها «مناطق آمنة»، ما تسبب فى سقوط أكثر من 46 ألف شهيد وأكثر من 110 آلاف جريح، بالإضافة إلى المفقودين والمهجّرين والخسائر المادية التى طالت الممتلكات الخاصة والبنية التحتية للقطاع.
وكان الدور المصرى على رأس المفاوضات باعتباره العنصر الأهم فى تقريب وجهات النظر، حيث قادت «القاهرة» عملية تفاوض مطولة اعتمدت على أساليب دبلوماسية مبتكرة، وفرضت يدها الطولى فى الضغط بكل الوسائل على حكومة الاحتلال الإسرائيلى، منها الدبلوماسية الدولية، والتنسيق مع الدول الكبرى ووكالات الأمم المتحدة، لتوصيل الصورة كاملة لما يحدث من جرائم فى غزة ومحاسبة الاحتلال على الساحة الدولية، ومنها لجوؤها إلى محكمة العدل الدولية بجانب جنوب أفريقيا فى شهر فبراير من العام الماضى، مع رفض سياسة التهجير القسرى التى كان يخطط لها الاحتلال.
منذ نهاية اتفاق الهدنة الأول فى 30 نوفمبر 2023، شهد مسار التفاوض بين إسرائيل وحماس محطات كثيرة تحت رعاية مصر وقطر والولايات المتحدة، فى محاولة للوصول إلى اتفاق شامل توافق عليه الأطراف المعنية، وعُقدت عدة جلسات من التفاوض والمباحثات.
فى يناير 2024، شهدت العاصمة الفرنسية اجتماعاً دولياً، بهدف وضع إطار تفاوضى لإقامة صفقة تبادل للأسرى بين حماس وإسرائيل.
وفى 23 فبراير 2024، عُقد اجتماع ثانٍ فى باريس بحضور الأطراف الدولية والإقليمية، إضافة إلى الدولة المضيفة فرنسا، وخلص إلى اتفاق مبدئى على إطار عام لإقامة صفقة تبادل، إلى جانب طرح مسار يهدف إلى تهدئة الأوضاع فى قطاع غزة بشكل مرحلى. وانتهت جولتان أساسيتان من المفاوضات على أساس ما عُرف بـ«وثيقة مبادئ باريس» دون تحقيق اتفاق المرحلة الأولى من الوثيقة المقسمة إلى 3 مراحل. وفى الأسبوع الأول من فبراير 2024، استضافت القاهرة جولة مطولة من المفاوضات غير المباشرة، وفى 13 فبراير، انعقد اجتماع آخر فى القاهرة لبحث مسارَى التهدئة وتبادل الأسرى، وانتهت المحادثات دون إحراز تقدم جوهرى.
مع استمرار المحادثات فى القاهرة والدوحة، استضافت مصر فى مارس 2024، اجتماعاً عربياً بمشاركة السلطة الفلسطينية، ركّز على سبل إقامة هدنة إنسانية فى القطاع، بهدف تخفيف المعاناة الإنسانية على أهل غزة. واستضافت قطر جولة من المفاوضات يوم 19 مارس 2024، وذلك فى إطار جهود الوساطة لإبرام صفقة تبادل الأسرى والتوصل إلى تهدئة فى قطاع غزة.
وأعلن الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته جو بايدن فى 31 مايو 2024، عن «مقترح إسرائيلى شامل لوقف إطلاق النار فى 6 أسابيع والإفراج عن جميع المحتجزين»، وتبناه مجلس الأمن الدولى فى قراره رقم 2735 يوم 10 يونيو، ونص على وقف دائم لإطلاق النار فى قطاع غزة والانسحاب التام لجيش الاحتلال منه، وتبادل الأسرى، وإعادة الإعمار، وعودة النازحين.
واستضافت الدوحة جولة أخرى من المفاوضات يومى 15 و16 أغسطس 2024، بمشاركة مصر والوسطاء الدوليين، وصدر بيان مشترك عن الولايات المتحدة -وبدعم من مصر وقطر- يعلن تقديم اقتراح جديد لكلا الطرفين بهدف تقليص الفجوات القائمة.
ووصلت مفاوضات وقف إطلاق النار فى غزة إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع، وعدم الانسحاب من محورى نتساريم وفيلادلفيا.
وها هى الجهود الجبارة تصل إلى محطتها الأخيرة، ويُعلن مساء الأربعاء الماضى عن النجاح فى إبرام «اتفاق تاريخى» لوقف إطلاق النار بين غزة وإسرائيل، وهو ما يؤكد مكانة مصر كوسيط نزيه وفعال، يسعى دائماً إلى تخفيف معاناة الشعوب وحماية حقوقها، على أن يبدأ سريان وقف إطلاق النار الساعة 12:15 من ظهر غد الأحد 19 يناير 2025.
* رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: مجلس النواب مصر غزة إسرائيل من المفاوضات إطلاق النار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
منظمة الصحة العالمية: حان الوقت للتوصل إلى اتفاق بشأن الأوبئة
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس أمس الاثنين أنّ الوقت حان للتوصل إلى اتفاق دولي بشأن الأوبئة لأنه إذا لم يحصل الآن فلن يحصل أبدا.
وقال تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال افتتاح الجولة الـ13 من المفاوضات في مقر منظمة الصحة العالمية في جنيف، إنه لا يمكن لأي دولة أن تواجه الوباء المقبل بمفردها.
وبعد 3 أيام من إعلان الولايات المتحدة رسميا أنها لن تشارك بعد الآن في المفاوضات، أضاف: "نحن في لحظة حاسمة بينما تستعدون لإتمام اتفاق الوباء في الوقت المناسب قبل (انعقاد) جمعية الصحة العالمية" في مايو/أيار.
وتابع: "يجب أن يحصل ذلك الآن وإلا فلن يحصل أبدا. ولكنني واثق بأنكم ستختارون الآن لأنكم تعلمون مدى خطورة الأمر".
وتهدف هذه المفاوضات إلى الانتهاء من الاتفاق قبل الاجتماع السنوي الرئيسي لجميع الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية في مايو/أيار.
وفي ديسمبر/كانون الأول، قررت الدول الأعضاء في المنظمة صوغ اتفاق بشأن الوقاية من الأوبئة والاستعداد لتجنّب الأخطاء الجسيمة التي ارتُكبت خلال فترة كوفيد-19.
أسئلة رئيسةولكن تبقى أسئلة رئيسة، من بينها تلك التي تتعلق بتبادل البيانات بشأن مسببات الأمراض الناشئة والفوائد التي يمكن تحقيقها من ذلك، إضافة إلى تلك المرتبطة باللقاحات والاختبارات والعلاجات، ومراقبة الأوبئة.
إعلانوقال تيدروس أمس الاثنين: "تذكرون العبر التي تمّ استخلاصها بشق الأنفس من كوفيد-19 الذي أودى بنحو 20 مليون شخص وما زال يقتل. ولهذا السبب نحن هنا لحماية الأجيال المقبلة من تأثير الأوبئة المستقبلية".
وأكد أن السؤال بشأن "الجائحة المقبلة لا يتعلق بمسألة ما إذا كانت ستحدث أم لا، بل متى ستحدث. هناك أمثلة في كل مكان حولنا: إيبولا وماربورغ والحصبة والملاريا والإنفلونزا…".
وبعد ساعات من عودته إلى البيت الأبيض، وقّع دونالد ترامب مرسوما يسحب بموجبه الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية. وينصّ مرسومه على أن واشنطن ستتوقف عن التفاوض خلال مرحلة الانسحاب التي من المقرر أن تستمر لمدة عام.
وأوضح تيدروس الاثنين أن واشنطن أبلغت منظمة الصحة العالمية رسميا الجمعة انسحابها من المفاوضات.
وأكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الذي يأمل أن تتراجع واشنطن عن قرارها، أنه "لا يمكن لأي بلد أن يحمي نفسه بمفرده"، مضيفا أن "الاتفاقات الثنائية لا تفي بالغرض".
وحثت المنظمات غير الحكومية المشاركة في المفاوضات الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على التوصل إلى اتفاق.