لبنان ٢٤:
2025-03-04@09:41:02 GMT

حكومة اليد الممدودة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

من غير المنطقي ألاّ تعكس التشكيلة الحكومية الجديدة ما أبلغته الكتل النيابية والنواب للرئيس المكّلف القاضي نواف سلام من توجهات عامة أثيرت خلال الاستشارات غير الملزمة. وعلى هذا الأساس يعتقد كثيرون أن المسار الذي ستسلكه مراحل التشكيل سيأخذ في الاعتبار ما تمّ طرحه من هواجس مشتركة لدى جميع اللبنانيين. ما يريده الشعب اللبناني من العهد الجديد ومن الحكومة، التي يؤمل في أن تبصر النور بسرعة هذا النور، هو أن تتمكّن من وضع العربة على السكّة الصحيحة، ولو بخطوات تراكمية ومتواضعة، حتى ولو كانت صغيرة.

وهذا الأمر لن يتحقّق إن لم تتخذ هذه الحكومة الموعودة شعارًا أساسيًا لها ألا وهو "اليد الممدودة" من ضمن سياسة عامة تقوم على أساس المساواة بين الجميع بعد طي صفحة الماضي السوداء، والتي كان للجميع تقريبًا مساهمات سلبية في ترسيخها على أرض الواقع يوم تركوا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "يباطح" لوحده من أجل إبقاء البلد واقفًا على رجليه والحؤول دون انهياره بالكامل.

ولكي تُطوى هذه الصفحة وتذهب أدراج رياح التغيير يُفترض أن تعتمد الحكومة العتيدة سياسة انفتاحية على جميع مكونات النسيج اللبناني بكل أحزابه وطوائفه ومذاهبه ومناطقه تحت شعار "اليد الممدودة". وهذا الشعار لمسه اللبنانيون على أرض الواقع السياسي عبر ما سمعه الرئيس المكّلف من أغلبية القوى السياسية، وبالأخصّ في محور "المعارضة" السابقة، والتي تحّولت مع انتخاب الرئيس جوزاف عون وتكليف القاضي نواف سلام إلى محور الموالاة لمسيرة عودة الدولة إلى الدولة، من كلام جامع بالنسبة إلى عدم الذهاب في الاتجاه المعاكس، أي عدم إقصاء أي مكّون من المكونات اللبنانية من ضمن سياسة واضحة المعالم والأهداف. والمقصود بذلك "الثنائي الشيعي"، ولكن شرط أن يتماهى هذا المكّون مع سياسة العودة إلى الدولة، وألا يقصي نفسه بنفسه تمامًا كما فعل المسيحيون في العام 1992 يوم قرروا مقاطعة الانتخابات النيابية فسقطوا في تجربة ما سمي وقتها بـ "الإحباط المسيحي".

فإذا غلّب اللبنانيون شعار الرئيس الراحل صائب سلام "لا غالب ولا مغلوب" يتخطّون بذلك منطقة الخطر لتبدأ مرحلة جديدة من الحياة السياسية بعد اكتمال عقد تكوين السلطة وانتظام عمل المؤسسات، والانخراط في مشروع إعادة بناء الدولة على أسس صحيحة وسليمة، وبالتالي إعادة اعمار ما هدّمته إسرائيل من منازل ومؤسسات ودور عبادة ومستشفيات ومدارس في الجنوب وبيروت والبقاع.

أمّا إذا قوبلت سياسة "اليد الممدودة" بممارسة سياسة الانكار ورفض التقدّم خطوات في اتجاه الفريق الآخر الداعم للعهد برئيسه ومسؤوليه فلن تقوم للوطن قيامة وسيبقى قابعًا على طرقات الانتظار المحفوفة بكل أنواع الأخطار. فإعادة بناء الدولة ومؤسساتها لن تكون بأن يقصي "حزب الله" نفسه بنفسه، بل بأن ينخرط في منظومة التعافي، التي ستفرض نفسها بنفسها. فقطار العهد يستعد للانطلاق بقوة. ومتى انطلق فلا شيء يمكن أن يوقفه. وما على "حزب الله" سوى انتهاز الفرصة للصعود في هذا القطار، الذي لن يعود إلى الوراء، ولو خطوة واحدة. فمن أراد أن تكون لديه مساهمات انقاذية ما عليه سوى عدم تفويت هذه الفرصة، وإن كان البعض يميل إلى إعطاء "الثنائي الشيعي" الوقت الكافي لكي يستوعب كل ما حصل بدءًا من انهيار نظام البعث في سوريا، مرورًا بانتخاب العماد عون رئيسًا للجمهورية، ووصولًا إلى اتفاق وقف النار في قطاع غزة. ومن شأن إعطاء "حزب الله" الوقت الكافي لكي يقرّر توقيت الانخراط التلقائي في مشروع الدولة. ومن بين أهم ما عليه أن يقدم عليه هو ملاقاة العهد إلى منتصف الطريق، وهو الذي كان من بين المساهمين في إيصال الرئيس عون إلى بعبدا، ولو بعد "سيناريو" تأجيل الجلسة الثانية لساعتين.

أمّا الخطوة الأكثر أهمية في خطة التعافي فهي عدم حرق المراحل والسير نحو الهدف المنشود بخطوات واثقة ومتأنية ومن دون تهوّر وسلق الحلول الممكنة سلقًا.  
  المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الید الممدودة

إقرأ أيضاً:

وقفة.. مهزلة في مباراة لكرة اليد ناشئين

وقفتنا هذا الأسبوع تتعلق بمسألة أخلاقية أرى أننا إذا لم نتوقف عندها فقل على الدنيا السلام، فقد وصلني فيديو لمعركة بالأيدي بين لاعبين صغار في السن في مباراة للناشئين في كرة اليد أقيمت منذ أيام قليلة فاتت، بين فريقين كبيرين جدا في الرياضة المصرية، فريقين لهما جماهيرهما وسمعتهما الرياضية ولهما ماض رائع خاصة في كرة القدم المصرية سواء بالدوري أو كأس مصر.

ما هذا يا سادة؟ كيف وصل قطاع هام من الرياضة المصرية إلى هذا الحضيض وجب معه لزوم التوقف كثيرا وراء أسباب ما وصل إليه شبابنا لهذا المستنقع؟ الرياضة يا سادة أخلاق قبل ممارستها كهواية أو احتراف، الرياضة أخلاق قبل أن تكون حرفة أو هواية.

لماذا وصل بعض من شبابنا إلى تلك الهاوية؟ والمهم في الفيديو المعروض لا تعرف هل توقفت عند لاعبي الفريقين فقط أم امتدت إلى الإداريين والمدربين فالكل يجرى ويهرول ولا تعرف هل هؤلاء بيحجزوا ولا بيضربوا؟ وهل بيبعدوا كل طرف من لاعبيهم ام بيتعرضوا للاعبي الفريق الآخر؟.

لابد من وقفة حازمة يا سادة لا تتوقف فقط عند الجزاءات الرياضية الرادعة بل لابد من وضع استراتيجية رياضية وأخلاقية كاملة ترفع من شأن الرياضة والأخلاق الرياضية سواء للأندية وأيضا للمدارس والجامعات، تجعلنا نسمو رياضيا وأخلاقيا نصل بها وبأولادنا وشبابنا إلى سمو الروح والأخلاق قبل الرياضة، نربى فيها أولادنا على تقبل الخطأ التحكيمي مهما كان وأن خلفهم إدارة، ستقوم حتما بالتظلم طبقا للقوانين والقواعد الرياضية، وعدم الانجرار وراء استفزازات المنافس الرياضي في أي لعبة، ونركز فقط في أداء اللعبة بمهارة وحرفية ونترك الإدارة لمجالس الإدارة والشئون القانونية للنادي.

إذا تحقق ذلك سنسمو بكل تأكيد بشبابنا رياضيا وأخلاقيا، سواء بالمدارس أو الجامعات أو الأندية، وصدقوني ستتطور معها العابنا وأخلاقنا، فالبدايات دائما تأتي مع سمو الأخلاق الرياضية، ويا ليت كل الأندية والمدارس والجامعات الرياضية تستعين بما يسمى باللايف كوتش، الذى مهمته الأولى الارتقاء نفسيا وذهنيا باللاعبين. إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع أدعو الله أن أكون بها من المقبولين وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

اقرأ أيضاًليس بمقال.. بل فضفضة عامة وبحث عن شغف الحياة المفقود في ثنايا أرواحنا

مقال بـ واشنطن بوست: الجوع يفترس سكان غزة مع تدهور الوضع الإنساني جراء القصف الإسرائيلي

في مقال بإصدارة «آفاق الطاقة».. وزيرة البيئة توضح التكنولوجيا الحديثة لتدوير المخلفات الصلبة البلدية

مقالات مشابهة

  • الرئيس المؤقت الكوري الجنوبي يدعو لتضافر الجهود لمواجهة سياسة أمريكا
  • بن صالح: كتلة التوافق بمجلس الدولة عدوة لخطوات حكومة الدبيبة في التنمية
  • الكنيسة الكاثوليكية تشيد بقرار الرئيس السيسي بإعادة تشكيل مجلس أوقافها
  • الصفا يهزم مضر وينافس الخليج على صدارة ممتاز اليد
  • وقفة.. مهزلة في مباراة لكرة اليد ناشئين
  • الصفا يحسم قمة مضر في ممتاز كبار اليد
  • الرئيس السيسى يؤكد أهمية دعم الاتحاد الأوروبى لتحقيق الاستقرار وإقامة الدولة الفلسطينية
  • الإيموجي ورفع اليد قد تصلان لمكالمات فيديو الواتساب قريباً
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران وبقية الدول (شاهد)
  • الرئيس اللبناني عون: نريد علاقات ندية مع إيران مع إيران وبقية الدول (شاهد)