باريس تدفع لانطلاقة العهد من دون تعطيل.. مؤتمر دولي حول لبنان واستئناف التنقيب
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
حملت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان رسائل الدعم للبنان واستقراره ووقف اطلاق النار، وإطلاق مرحلة تمويل إعادة الاعمار عبر استضافة باريس لمؤتمر دولي، والوعد الفرنسي باستئناف التنقيب عن الطاقة في المياه اللبنانية. ويعمل ماكرون على الإسراع في تشكيل حكومة يشارك فيها الجميع، فالمهم لفرنسا انطلاقة العهد الجديد من دون توترات او تعطيل.
وعقدت امس خلوة بين الرئيس الفرنسيّ إيمانويل ماكرون ورئيس مجلس النّواب نبيه برّي في قصر بعبدا خصصت للبحث في ملفاتٍ عديدة أهمها تشكيل الحكومة بشكلٍ سريع وبالتعاون مع مختلف الأفرقاء. واتفق امس الرئيس جوزاف عون والرئيس نواف سلام خلال لقائهما في بعبدا على وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة، خصوصاً في ظل الأجواء الإيجابية التي تبلّغها الرئيس المكلف من النواب الذين التقاهم ومن الرئيس بري ايضاً. وكان سلام قال من عين التينة إنه وبري يقرآن من نفس الكتاب وهو الدستور المعدل بموجب اتفاق الطائف، وإذ جزم الرئيس المكلف ألا تعطيل ولا فشل كشف أن لقاءاته ستتواصل اليوم وغدا. وبحسب المعلومات فإن الأمور تسير نحو الحل، واشارت المصادر إلى أن "الثنائي الشيعي" سيشارك في الحكومة، مشيرة إلى أن الرئيس المكلف سوف يطرح مجموعة من الأسماء على "الثنائي" الذي يعود اليه الموافقة من عدمها علما ان رئيس المجلس أكد انه يقبل بأي اسم يتمتع بالكفاءة والمواصفات المطلوبة مع ترجيح اوساط سياسية أن تكون وزارتا المال والاشغال من حصتهما فضلا عن وزارات أخرى.
وفي قصر بعبدا عقدت خلوة بين الرئيس عون والرئيس الفرنسي اعقبها اجتماع موّسع ضمّ كلا من عون و ماكرون وبري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، تبعه مأدبة غداء على شرف ماكرون.
وطلب الرئيس عون من ماكرون "الإيعاز إلى شركة "توتال" بالعودة لمواصلة عمليّات التّنقيب عن النّفط في البلوكات النّفطيّة البحريّة". كما دعا إلى "إعادة الأسرى، فضلًا عن إعادة إعمار القرى والمناطق اللّبنانيّة الّتي تهدّمت جرّاء العدوان الإسرائيليّ الأخير". وأكّد الرئيس عون "أهميّة تثبيت وقف إطلاق النّار وانسحاب إسرائيل من الأراضي الّتي لا تزال موجودة فيها، ضمن المهلة المتَّفق عليها في اتفاق وقف إطلاق النّار".
اما ماكرون فأعاد التأكيد في مؤتمر صحافي مع الرئيس عون أنّ "فرنسا وقفت إلى جانب اللبنانيين خلال السنوات الأربع الماضية"، مشدداً على أنّ "بقاء لبنان بمنأى عن التدخلات الخارجية شرط لاستمرار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل"، وقال: "سنعمل على دعم ترسيم الحدود عند الخط الأزرق لضمان الأمن".
وقال ماكرون: "ندعم تشكيل حكومة سريعاً ونريد أن يتم احترام الالتزامات السابقة وتقديم المساعدات وسننظم مؤتمرا دوليا لحشد مساعدة إعادة بناء لبنان".وقال إنّ "المجتمع الدولي ينتظر من لبنان إصلاحات في مجالات العدالة والطاقة ومكافحة الفساد والإعمار".
وكان الرئيس الفرنسي قد عقد فور وصوله لبنان، اجتماعًا ثنائيًا مع الرئيس ميقاتي وفي ختام الاجتماع، أعرب ماكرون عن سعادته بوجوده في لبنان الذي قال إنه دخل مرحلة جديدة، مشيدًا بالدور الذي لعبه ميقاتي خلال المرحلة الصعبة التي مرّ بها لبنان نتيجة الحرب الأخيرة. كما أكد ماكرون على استمرار الدعم الفرنسي للبنان، خاصة في المجالات الاقتصادية وإعادة الإعمار.
وأكد الرئيس ميقاتي من جهته أن فرنسا ستواصل دعم لبنان في كافة الأصعدة، لاسيما من خلال دعم الجيش وقطاع إعادة الإعمار. وأشار إلى أن ماكرون وعد بمتابعة هذا الموضوع من خلال عقد اجتماعات مستقبلية مشابهة لاجتماع باريس الذي عقد في تشرين الاول الفائت لدعم لبنان.
الى ذلك زار الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء امس، رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في حضور المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا، قائد القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو، ومساعد الأمين العام للشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ خالد خياري. وقال هناك أهمية لدعم القوات المسلّحة اللبنانية ومدّها بالمعدات اللازمة لتوفير الحماية للبنانيين.
وكان غوتيريش، دعا من الناقورة الى ضرورة انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من لبنان الذي يشكل خرقا فاضحا لاتفاق وقف اطلاق النار.
من المفترض أن تنتهي مهلة الـ60 يوماً وفق اتفاق وقف إطلاق النار في 26 كانون الثاني الجاري، علماً أن هذه المدة مُنحت لجيش العدو الإسرائيلي لإتمام انسحابه من جنوب لبنان بعد توغل بري نفذه هناك بدءاً من شهر تشرين الأول. وقالت صحيفة جيروزاليم بوست، إنّ مصادر مقربة من الرئيس الأميركي المُنتخب دونالد ترامب، نقلت تحذيراً إلى إسرائيل من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان.
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الرئیس الفرنسی الرئیس عون
إقرأ أيضاً:
ماكرون بعد لقائه الرئيس اللبناني: لا مبرر للقصف الإسرائيلي على بيروت والهجوم يخدم مصالح حزب الله
في أول زيارة له إلى دولة غربية منذ تسلّمه منصبه، بدأ الرئيس اللبناني جوزيف عون محادثات رسمية في باريس مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، ركّزت على الإصلاحات الاقتصادية، دعم جهود إعادة الإعمار، ومستقبل الاستقرار في لبنان.
وجاءت الزيارة في توقيت بالغ الحساسية، إذ تزامنت مع تصعيد إسرائيلي غير مسبوق، تمثل في قصف مباشر على أحد أحياء بيروت الجنوبية، في أول خرق من نوعه منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024.
وقد استهدف الجيش الإسرائيلي، الجمعة، مبنى سكنيًا في حي الحدث بضاحية بيروت الجنوبية، ردًا على إطلاق صاروخين من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة شمال إسرائيل، وفق ما أعلنت السلطات الإسرائيلية. وكان المتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، قد وجّه إنذارًا لسكان المنطقة عبر منصة "إكس"، داعيًا إلى إخلاء منازلهم.
اعتبر الرئيس الفرنسي أن "لا مبرر للقصف الإسرائيلي"، مؤكدًا أن الضربات على بيروت تمثل انتهاكًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار. وأضاف: "الضربات غير مقبولة وسندعم لبنان للحفاظ على سيادته".
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس عون، شدد ماكرون على عدم وجود أي معلومات أو أدلة تفيد بقيام "حزب الله" بأي عمل عسكري أو ضربات باتجاه إسرائيل، معتبراً أن الغارات الإسرائيلية، التي وصفها بغير المقبولة، تصب في مصلحة الحزب وتمنحه شرعية إضافية للتحرك.
كما أعلن التزام باريس بالعمل مع الولايات المتحدة والأمم المتحدة لضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كاشفًا عن إحراز تقدم في ملف "نزع سلاح حزب الله". كما دعا الجيش الإسرائيلي إلى الانسحاب الكامل من النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها إسرائيل في جنوب لبنان، مقترحًا أن تتولى قوات "اليونيفيل" الانتشار فيها.
وأضاف أن فرنسا ملتزمة بالمسار الذي أطلقه الشركاء الأمريكيون بشأن لبنان، وأنها ستقف إلى جانب اللبنانيين لضمان نجاح العهد الجديد. كذلك، شدّد على أهمية أجندة الإصلاح التي يحملها الرئيس عون، معتبرًا أن إصلاح القطاع المصرفي هو نقطة انطلاق أساسية لعملية إعادة الإعمار.
من جهته، أعرب الرئيس عون عن إدانته الشديدة للقصف الإسرائيلي، معتبرًا أن ما جرى يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية عاجلة، وقال: "من البديهي إعلان إدانتنا لما حصل، والمهم أن ما يجري يزيدنا إصرارًا على بسط سلطتنا على أراضينا كافة". ودعا أصدقاء لبنان، من باريس إلى واشنطن، إلى التحرك الفوري لوقف التدهور الأمني، وتنفيذ القرارات الدولية على كامل الحدود اللبنانية.
وقال عون أيضًا إن لبنان لن يسمح بإعادة تكرار حرب دمّرت كل شيء، وأكد أن "السلام لا يكون إلا على قاعدة العدالة"، رافضًا ما وصفه بـ"المحاولات البغيضة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف". وأضاف: "نحن مصممون على بسط سيطرة الجيش اللبناني على كل الأراضي اللبنانية، ونراهن على تفهّم المجتمع الدولي لحساسية هذا المسار".
Relatedإسرائيل تشن غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أوامر بالإخلاء وإطلاق صواريخ من لبنانقبيل زيارته إلى فرنسا... الرئيس اللبناني يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل "ليس مطروحا الآن"رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان والمسألة مرفوضة من الجميعورحّب عون بالجهود التي بذلها الرئيس ماكرون لإنهاء الفراغ الرئاسي، مشيرًا إلى أنّ لبنان يركّز حاليًا على تأهيل مؤسساته الرسمية، وسيجتمع مع "أصدقاء لبنان" في باريس من أجل دعم عملية الإصلاح وإعادة الإعمار.
ورغم اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته فرنسا والولايات المتحدة، وتضمّن انسحابًا كاملاً للقوات الإسرائيلية من جنوب لبنان بالتوازي مع تراجع حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، إلا أن إسرائيل امتنعت عن تنفيذ التزاماتها في الموعد المحدد في 18 شباط/ فبراير، مكتفية بانسحاب جزئي، فيما تواصل احتلال خمس تلال لبنانية رئيسية كانت قد سيطرت عليها خلال الحرب الأخيرة، في خرقٍ جوهري للاتفاق.
ولم تقتصر الانتهاكات الإسرائيلية على خرق الاتفاق الميداني، بل تجاوزته إلى عمليات قصف متكررة لبلدات في جنوب وشرق لبنان، وقيام الجيش الإسرائيلي بتفجير وحرق منازل. كما قتل خمسة مدنيين، أمس الخميس، في غارات استهدفت بلدتين جنوبيتين، ما رفع عدد القتلى منذ إعلان الهدنة إلى نحو 100 شخص.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسرائيل تشن غارة عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت بعد أوامر بالإخلاء وإطلاق صواريخ من لبنان قبيل زيارته إلى فرنسا... الرئيس اللبناني يؤكد أن التطبيع مع إسرائيل "ليس مطروحا الآن" رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام: لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان والمسألة مرفوضة من الجميع إسرائيلباريسحزب اللهإيمانويل ماكرونبيروتلبنان