ليست المعركة في البحار ترفيه، وإنما تأتي ضمن الإصرار اليمني على مساندة غزة، ومنع عبور السفن من البحر الأحمر باتجاه الموانئ الصهيونية في فلسطين المحتلة، وتحديداً ميناء “ايلات”.

وقبل أكثر من عام أعلنت واشنطن عن تشكيل ما يسمى “بحارس الازدهار” وهو تحالف عسكري يتكون من 20 دولة بقيادة واشنطن، بهدف ثني اليمن عن مساندة غزة، ثم أقدمت أمريكا وبريطانيا على شن عدوان غاشم على اليمن في 12 يناير 2024م، لكنه لم يحقق شيئاً خلال هذه المدة الطويلة.

في المحصلة تعرضت السفن الأمريكية والبريطانية للضربات اليمنية القاسية، ثم تطور الأمر حتى وصل إلى قيام القوات المسلحة اليمنية باستهداف المدمرات الأمريكية والبارجات، وصولاً إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية، بدءاً من استهداف الحاملة “ايزنهاور”، ثم الحاملة “روزفلت” ثم “ابراهام لينكولن”، وأخيراً استهداف الحاملة “هاري ترومان”.

وتعد الحاملة “ترومان” أكثر الحاملات الأمريكية تعرضاً للاستهداف اليمني، حيث نفذت القوات المسلحة اليمنية 6 عمليات نوعية ضدها، ما أجبرها على الهروب إلى أقصى شمال البحر الأحمر، بعد أن كانت على مقربة من المياه الإقليمية اليمنية.

آخر هذه العمليات كان الأربعاء الماضي، حيث تم استهداف “ترومان” بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة خلال محاولة الأمريكيين تنفيذ هجوم جوي على اليمن، وبحسب بيان الجيش اليمني فإن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وبدأت القوات المسلحة اليمنية في استهداف حاملات الطائرات الأمريكية لأول مرة في يونيو 2024م، من خلال استهداف الحاملة “ايزنهاور” بـ (سبعة صواريخ مجنحة، وأربع طائرات مسيَّرة)، وعلى وقع هاتين العمليتين تراجعت حاملة الطائرات الأمريكية، وتحركت باتجاه شمال البحر الأحمر، فتراجعت وقامت بتغيير موقع انتشارها، وابتعدت عن المنطقة؛ خوفاً من أي عمليات استهداف قد تتعرض لها من قبل القوات اليمنية.

كانت الحاملة على بُعد (أربعمائة كيلو) من حدود الساحل اليمن أثناء الاستهداف، ثم ابتعدت إلى حوالي (ثمانمائة وثمانين كيلو) شمال غربي جدة، ثم هربت، وغادرت المنطقة.

ظلت القوات المسلحة اليمنية تترصد حركة حاملة الطائرات الأمريكية، في وقت أكد فيه السيد عبد الملك الحوثي أن الضربات القادمة ستكون أكبر وأكثر فاعلية وتأثيراً، وهو ما حدث بالفعل، فبعد هروب “ايزنهار” أعلن السيد عبد الملك الحوثي أن حاملة الطائرات الأمريكية “روزفلت” ستكون قيد الاستهداف إذا دخلت إلى البحر الأحمر، وبالفعل لم تدخل هذه الحاملة.

الاشتباك اليمني الثاني مع حاملات الطائرات كان مع الحاملة “ابراهام لينكولن”، عندما تم استهدافها بعدد من الصواريخ المجنحة والطائرات المسيرة أثناء استعداد أمريكا لشن هجوم جوي على اليمن.

 

  تطوير عمليات الهروب سريعاً

 

ومع اقتراب نهاية العام الأول من العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، خاضت القوات المسلحة اليمنية حرباً شرسة مع حاملة الطائرات الأمريكية “هاري ترومان”.

وفي هذا الشأن يقول السيد القائد عبد الملك الحوثي في خطابه له الخميس الماضي: “طبعاً برز في هذا الأسبوع إنجاز تكتيكي للأمريكيين عسكرياً، وهو ماذا؟ الإنجاز التكتيكي هو في تطوير عمليات الهروب سريعاً، أصبح لديهم مهارة في هذا بالنسبة لحاملة الطائرات [ترومان]، حيث هربت على الفور وبشكل سريع، وعادت على الفور أيضاً كل التشكيلات من الطائرات الحربية، التي كانت قد أقلعت من فوقها لتنفِّذ مهام عدوانية، عادت كذلك على الفور، وانعطفت وغيَّرت مسارها، وهربت باتجاه أقصى شمال البحر الأحمر، طبعاً مثل هذه الإنجازات غير محبَّذة: الهروب السريع، والمغادرة على الفور”.

وتعد اليمن هي أول دولة في العالم تلجأ إلى استهداف حاملات الطائرات الأمريكية منذ الحرب العالمية الثانية، واستطاعت أن تجبر هذه الحاملات على الهروب، وتغيير مسارها، مع تأكيد للكثير من المحللين والخبراء العسكريين بأن الجيش اليمني تمكن من انهاء عصر الحاملات، في حدث استثنائي أذهل العالم.

ويمكن استخلاص أبرز النتائج من خلال المواجهة اليمنية مع حاملات الطائرات الأمريكية في أن القوات المسلحة اليمنية صنعت تاريخاً جديداً لليمن، ونجحت في تحقيق إنجازات مهمة خلال معركة “طوفان الأقصى” من أبرزها أن اليمن أصبح سيد البحر الأحمر بلا منازع، وأن عودة الملاحة البحرية الإسرائيلية فيه مرهون بمدى الموافقة اليمنية، وأن القرار في ذلك هو تخصص لصنعاء ولا أحد سواها.

وبموازاة ذلك، ظلت القوات المسلحة اليمنية، تؤكد في جميع بياناتها بأن هذه العمليات لن تتوقف إلا بتوقف العدوان ورفع الحصار على قطاع غزة، وقد أوفى اليمن بعهده في هذا الجانب، حيث ظلت العمليات مستمرة، وكذلك إطلاق الصواريخ الفرط صوتية مستمرة على “تل أبيب” حتى الساعات الأخيرة لإعلان وقف إطلاق النار.

عملياً، فإن اليمن سيوقف ضرباته على عمق الكيان الصهيوني، ومن المتوقع أن يعلن انتهاء عملياته في البحر الأحمر، لأن كل هذه الضربات هي في إطار الإسناد لغزة، والضغط على إسرائيل لوقف جرائم الإبادة بحق المدنيين في قطاع غزة.

لقد سجل اليمن أنصع موقف في تاريخ الأمة العربية والإسلامية، فهو إلى جانب المقاومة الإسلامية اللبنانية “حزب الله” والحشد الشعبي في العراق، كان الوحيد في مساندة الشعب الفلسطيني، في حين فضلت بقية الدول الصمت والتواطؤ، خشية من أمريكا وسطوتها.

لن يستمر الهدوء في المنطقة كثيراً، فمن المتوقع عودة المواجهات، ومن يدري ماذا يخبئ اليمن في معركته المقبلة، فالقوة العسكرية التي فاجأت العدو خلال معركة طوفان الأقصى، قد تكون أضعافاً كثيرة في أي معركة مقبلة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: حاملات الطائرات الأمریکیة حاملة الطائرات الأمریکیة القوات المسلحة الیمنیة البحر الأحمر على الفور على الیمن فی هذا

إقرأ أيضاً:

ماذا بعد استهداف الحاملة “ترومان”!؟

يمانيون../
للمرة السادسة، تستهدف صواريخ ومسيّرات اليمن حاملة الطائرات الأمريكية “يو إس إس هاري إس ترومان”، وتجبرها أيضاً على الهروب بعيداً عن المياه الإقليمية اليمنية، مُنذ دخولها المعركة البحرية منتصف ديسمبر 2024، دفاعاً عن “إسرائيل”.

فما كل مرّة تسلم الجرة، وقريباً ستغرق الصواريخ والمسيّرات اليمنية الحاملة الأمريكية العملاقة، وتنكسر جرة واشنطن في ظلمات البحار، إذا ما واصل عساكرها لعبة المحاولات اليائسة في إخضاع اليمنيين، والدفاع عن ما يسمى وباء “إسرائيل”.

اللاعب المركزي في المنطقة
تقول صحيفة “فايننشال إكسبرس”: “لقد أصبح اليمنيون قوة هائلة تتحدى التفوق العسكري لأمريكا و”إسرائيل”، وباتوا لاعباً مركزياً في ديناميكيات القوة في منطقة الشرق الأوسط”.

تضيف: “على الرغم من تطور قدرات جيوش أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، كبّدها الجيش اليمني أضراراً جسيمة في معركة البحر الأحمر، وضرب عمق “إسرائيل” بالصواريخ الفرط صوتية، والمسيَّرات، وألحقها خسائر كبيرة، ولا تزال عملياته المساندة لغزة مستمرة”.

“إكسبرس”، أشارت، في تقرير بعنوان “الحوثيون يستهدفون القوات الأمريكية وحلفاءها”، إلى استهداف القوات اليمنية أصولا عالية القيمة للبحرية الأمريكية، بما فيها حاملات الطائرات، التي آخرها “هاري ترومان”، وقواعد عسكرية في “إسرائيل”، ما يؤشر إلى تحول مثير للقلق في ديناميكيات القوى الإقليمية.

وفق الصحيفة الهندية، تُمثل حاملة “ترومان” حجر الزاوية لقوات البحرية الأمريكية؛ كونها الأقوى والقادرة على نشر أكثر من 60 طائرة مقاتلة في آن واحد، بما فيها طائرات “إف 18 سوبر هورنت” المتطورة، مع امتلاك دفاعات واسعة النطاق.

صنعاء تتزعم المقاومة
برأي الصحيفة الروسية “إس إم نيوز”، تشير المواجهات الأخيرة في البحر الأحمر المساندة لغزة، والتطورات في منطقة الشرق الأوسط، إلى تزعم قوات صنعاء محور المقاومة في مواجهة أمريكا و”إسرائيل”.
وأكد موقع منظمة “جاي فوروم” الإعلامية الصهيونية، إن اليمنيين (أنصار الله) أصعب الجبهات التي يتعيّن على ترامب مواجهتها في المنطقة.

وبعد سلسلة استهدافات حاملات الطائرات والقطع الأمريكية و”الإسرائيلية” والبريطانية والأوروبية، من القوات اليمنية آخرها “ترومان” وللمرة السادسة في أقل من شهر، اليوم الأربعاء 15 يناير 2025، وقبلها “آيزنهاور وروزفلت وإبراهام لينكولن” العام الماضي ، حذّر عسكريون أمريكيون من إمكانية نجاح قوات صنعاء في تدمير “ترومان”.

يُشار إلى أن العمليات العسكرية اليمنية في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدّس”، المساندة لغزة، كبَّدت دول العدوان “الإسرائيلي” والأمريكي والبريطاني والغربي خسائر باهظة؛ ما يقارب 220 قِطعة بحرية تجارية وعسكرية.

السياســـية – صادق سريع

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. القوات المسلحة اليمنية تنفذ 4 عمليات نوعية ضد أمريكا وإسرائيل
  • ماذا بعد استهداف الحاملة “ترومان”!؟
  • شاهد| بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” (فيديو)
  • بيان القوات المسلحة اليمنية بشأن استهداف حاملة الطائرات الأمريكية “يو أس أس هاري ترومان” (إنفوجرافيك)
  • الحوثيون: استهداف حاملة الطائرات الأمريكية "هاري ترومان" للمرة السادسة
  • “الحوثيون”: استهداف حاملة الطائرات “هاري ترومان” للمرة السادسة منذ قدومها للمنطقة
  • استهداف حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان للمرة السادسة
  • للمرة السادسة.. القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية ” هاري ترومان” وتصدر هذا البيان (تفاصيل + فيديو)
  • القوات المسلحة تستهدف حاملة الطائرات الأمريكية ” هاري ترومان” للمرة السادسة