سواليف:
2024-12-25@17:50:24 GMT

تلازم السلطة والمسؤولية في عصر الإسلام

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

تلازم السلطة والمسؤولية في عصر الإسلام

تلازم #السلطة و #المسؤولية في #عصر_الإسلام

#موسى_العدوان

استقر في الدساتير الحديثة مبدأ هاما، وهو أن كل من يمارس السلطة، يجب عليه أن يتحمل #المسؤولية ويتعرض للحساب في ممارساته. وهذا المبدأ لم يكن صناعة حديثة، فقد سبقنا في تطبيقه العديد من #الخلفاء والحكام في عصر الإسلام، قبل أربعة عشر قرنا. وتأكيدا لذلك، دعونا نتعرف مثلا على بعض خلفاء ذلك العصر، لنرى كيف طبقوا مبدأ “تلازم السلطة والمسؤولية” بدافع من ضمائرهم وبتقوى الله، دون أن ترد بقوانين وضعيّة مكتوبة، كما هو الحال هذا اليوم.

شاهد عمر بن الخطاب أبا بكر الصديق – رضي الله عنهما – يخرج بعد صلاة الفجر ويدخل كوخا في أطراف المدينة، فيمكث فيه بعض الوقت ثم يغادره، فأراد عمر أن يعرف قصة هذا الكوخ. وعندما دخل أليه وجد عجوزا عمياء لا تقوى على الحركة. فسألها عن ذلك الرجل الذي يدخل إلى سكنها، وماذا يعمل خلال وجوده لديها ؟ فقالت : لا أعرف ذلك الرجل، ولكنه يأتي إليّ كل صباح، وينظف سكني ويُعدّ لي طعامي ثم يغادر. فتعجب عمر من تحمّل الخليفة أبا بكر المسؤولية تجاه أحد أفراد الرعيّة ويخدمه بنفسه، فقال قولته المشهورة : ” لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر “.

مقالات ذات صلة بعد الترقب والذعر 2023/08/20

وبعد أن تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبا بكر كثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بِ ( أمير المؤمنين )، فقد قال وهو في الحجاز : ” لو عثرت بغلة في العراق، لخشيت أن يسألني الله تعالى، لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر ؟ “.

أما الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وهو ثامن الخلفاء الأمويين، فقد تولى حكم الجاز لمدة عامين وخمسة أشهر. ورغم قصر مدة خلافته، إلا أنها كانت فترة مميزة، لما حلّ فيها من خير وبركة على المسلمين. إذ وزع الزكاة على الفقراء وقضى على الفقر ولم يبقَ هناك جائع، الأمر الذي جعله يقول : ” انثروا القمح على رؤوس الجبال، لكي لا يُقال أن الطير جاع في بلاد المسلمين “.

لقد كان عمر بن عبد العزيز نموذجا للخليفة العادل، إذ أنشأ مجلسا للشورى، وكان مهتما بنشر العدل ورد الظلم، وإشاعة الرحمة والتسامح بين الناس. كما أثبت بأن السوط لا يُصلح الناس، بل ما يصلحهم هو العدل والمساواة بينهم. وهذه الأعمال الإنسانية والإصلاحية، جعلت الناس يطلقون عليه ( مجازا ) لقّب خامس الخلفاء الراشدين، رغم انتهاء الخلافة الراشدية.

ففي أحد الأيام، كتب له والي الموصل، طالبا الإذن بقمع فرقة من الخوارج، كانوا ينتشرون في الأرض لنشر مبادئهم. فأجابه عمر : إذا رأوا أن يسيحوا في البلاد من غير أذى لأهل الذمة وفي غير أذى للأمة، فليذهبوا حيث شاءوا. وإن نالوا أحدا من المسلمين أو أهل الذمة بسوء، فحاكموهم إلى الله “.

وقد نجح عمر في إخماد ثورة الخوارج، من خلال إطلاق الحريات العامة، والحوار الصادق والشورى. وكان يحث الولاة والحكام الإداريين وأذرعهم الأمنية، على رحمة الناس والتسامح بعيدا عن البطش والتنكيل بهم قائلا : ” إنكم تعدّون الهارب من ظلم إمامه عاصيا، ألا إن أولاهم بالمعصية الإمام الظالم “. وكان إذا اشتكى إليه بعض الناس من أحد الولاة، أرسل إليه فورا رسالة حازمة مختصرة تقول : ” قد كثُر شاكوك وقلّ شاكروك . . فإما اعتدلت وإما اعتزلت “.

وكتب له والي خرسان الجراح بن عبد الله : ” أن أهل خرسان قوم ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلاّ السيف والسوط ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك ؟ فأجابه عمر : ” أمّا بعد، فقد بلغني كتابك الذي تذكر به أن أهل خرسان قد ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلاّ السيف والسوط فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم والسلام “.

وعلاوة على ذلك، قد فتح عمر بن عبد العزيز، بابه مشرعا للشاكين والمتظلمين من الحكام، وأباح حرية الرأي والتفكير والتعبير والقناعات الشخصية. وهذا الأسلوب الحكيم الذي مضى عليه مئات السنين، إذا ما طبّق في أي دولة كانت، فإنه سيؤدي إلى إدامة التلاحم بين الحاكم والمحكوم، ويعزز العلاقة بين أركان الدولة، ويؤدي إلى نهضة المجتمع والارتقاء بالوطن.

التاريخ : 20 / 8 / 2023

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: السلطة المسؤولية المسؤولية بن عبد عمر بن

إقرأ أيضاً:

مفتي الجمهورية: الفتوى في الإسلام ليست من حق أي شخص ولها أدوات معينة.. فيديو

قال الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، إن التيارات التى تعمل على وأد النفس الإنسانية تعطى لأنفسها حق من حقوق لله وهذا يتحقق فيه قول الله: «يفترون على الله الكذب».

وتابع المفتي في حوار خاص مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج على مسئوليتي المذاع على قناة صدى البلد، «عندما نتحدث عن الله بما لا نعلم أو بغير مراد الله فهي قضية خطيرة جدا لأنه تجاوز للحدود البشرية ».

وأشار الدكتور نظير عياد، إلى أن البعض يقوم بأعمال تخريب تحت ستار الدين وهذا لا يمثل الدين وإدعاء مكذوب، فالدين الإسلامي الحقيقي يُحقق الخير للناس في الدنيا والفلاح في الآخرة.

وأوضح مفتي الجمهورية، أن المؤسسات الدينية لها أذرع كثيرة عبر مئات الآلاف من المساجد تضم أئمة وخطباء أكفاء من أسوان إلى الإسكندرية، حيث تم تعيين خطباء للمساجد، ويوجد 250 لجنة فتوى من خريجي الأزهر الشريف؛ للرد على أسئلة المواطنين على مستوى المحافظات.

وأكد الدكتور نظير عياد، أن الفتوى في الدين مسئولية وأمانة لا يدرك أهميتها إلا من عاش المراحل التعليمية والآلية التى يتم إعدادها لهذه المهمة، مردفًا: «ليس أي شخص له حق الفتوى لأن لها أدوات معينة وإعداد خاص لمن يتصدى لها».

واختتم المفتي: يجب أن تكون الفتوى مناسبة للواقع ولا يلزم عنها هدم نص دينى أو خروج عن ركن من أركان الشرع، فنحن أمام منظومة متكاملة في الفتوى وأخطرها أن يكون المفتي مدركا لما يقوله الشارع.

مقالات مشابهة

  • ما الذي يكشفه طعن نجيب محفوظ عن السلطة في مصر ؟
  • في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام.. تعرف على مكانته في الإسلام
  • الزركلي شاعر سوريا الأكبر الذي مات غريبا عن وطنه
  • حكم ممارسة الأشخاص الملاكمة كرياضة بدنية
  • مفتي الجمهورية: الفتوى في الإسلام ليست من حق أي شخص ولها أدوات معينة.. فيديو
  • أستاذ تفسير: القرآن أمرنا بإجراء "fake check" للأخبار لمنع الشائعات
  • أستاذ بالأزهر: الإسلام أمرنا بالتحقق من الأخبار قبل نشرها لمنع الشائعات
  • "أوقاف الفيوم" تُنظم لقاءات دعوية في المدارس
  • «أصبحنا على فطرة الإسلام».. أذكار الصباح اليوم الإثنين 23 ديسمبر 2024
  • الإسلام ومفهوم المقاومة والثورة