سواليف:
2025-03-04@13:09:06 GMT

تلازم السلطة والمسؤولية في عصر الإسلام

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

تلازم السلطة والمسؤولية في عصر الإسلام

تلازم #السلطة و #المسؤولية في #عصر_الإسلام

#موسى_العدوان

استقر في الدساتير الحديثة مبدأ هاما، وهو أن كل من يمارس السلطة، يجب عليه أن يتحمل #المسؤولية ويتعرض للحساب في ممارساته. وهذا المبدأ لم يكن صناعة حديثة، فقد سبقنا في تطبيقه العديد من #الخلفاء والحكام في عصر الإسلام، قبل أربعة عشر قرنا. وتأكيدا لذلك، دعونا نتعرف مثلا على بعض خلفاء ذلك العصر، لنرى كيف طبقوا مبدأ “تلازم السلطة والمسؤولية” بدافع من ضمائرهم وبتقوى الله، دون أن ترد بقوانين وضعيّة مكتوبة، كما هو الحال هذا اليوم.

شاهد عمر بن الخطاب أبا بكر الصديق – رضي الله عنهما – يخرج بعد صلاة الفجر ويدخل كوخا في أطراف المدينة، فيمكث فيه بعض الوقت ثم يغادره، فأراد عمر أن يعرف قصة هذا الكوخ. وعندما دخل أليه وجد عجوزا عمياء لا تقوى على الحركة. فسألها عن ذلك الرجل الذي يدخل إلى سكنها، وماذا يعمل خلال وجوده لديها ؟ فقالت : لا أعرف ذلك الرجل، ولكنه يأتي إليّ كل صباح، وينظف سكني ويُعدّ لي طعامي ثم يغادر. فتعجب عمر من تحمّل الخليفة أبا بكر المسؤولية تجاه أحد أفراد الرعيّة ويخدمه بنفسه، فقال قولته المشهورة : ” لقد أتعبت الخلفاء من بعدك يا أبا بكر “.

مقالات ذات صلة بعد الترقب والذعر 2023/08/20

وبعد أن تولى عمر بن الخطاب الخلافة بعد أبا بكر كثاني الخلفاء الراشدين، وأول من لقب بِ ( أمير المؤمنين )، فقد قال وهو في الحجاز : ” لو عثرت بغلة في العراق، لخشيت أن يسألني الله تعالى، لماذا لم تمهد لها الطريق يا عمر ؟ “.

أما الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، وهو ثامن الخلفاء الأمويين، فقد تولى حكم الجاز لمدة عامين وخمسة أشهر. ورغم قصر مدة خلافته، إلا أنها كانت فترة مميزة، لما حلّ فيها من خير وبركة على المسلمين. إذ وزع الزكاة على الفقراء وقضى على الفقر ولم يبقَ هناك جائع، الأمر الذي جعله يقول : ” انثروا القمح على رؤوس الجبال، لكي لا يُقال أن الطير جاع في بلاد المسلمين “.

لقد كان عمر بن عبد العزيز نموذجا للخليفة العادل، إذ أنشأ مجلسا للشورى، وكان مهتما بنشر العدل ورد الظلم، وإشاعة الرحمة والتسامح بين الناس. كما أثبت بأن السوط لا يُصلح الناس، بل ما يصلحهم هو العدل والمساواة بينهم. وهذه الأعمال الإنسانية والإصلاحية، جعلت الناس يطلقون عليه ( مجازا ) لقّب خامس الخلفاء الراشدين، رغم انتهاء الخلافة الراشدية.

ففي أحد الأيام، كتب له والي الموصل، طالبا الإذن بقمع فرقة من الخوارج، كانوا ينتشرون في الأرض لنشر مبادئهم. فأجابه عمر : إذا رأوا أن يسيحوا في البلاد من غير أذى لأهل الذمة وفي غير أذى للأمة، فليذهبوا حيث شاءوا. وإن نالوا أحدا من المسلمين أو أهل الذمة بسوء، فحاكموهم إلى الله “.

وقد نجح عمر في إخماد ثورة الخوارج، من خلال إطلاق الحريات العامة، والحوار الصادق والشورى. وكان يحث الولاة والحكام الإداريين وأذرعهم الأمنية، على رحمة الناس والتسامح بعيدا عن البطش والتنكيل بهم قائلا : ” إنكم تعدّون الهارب من ظلم إمامه عاصيا، ألا إن أولاهم بالمعصية الإمام الظالم “. وكان إذا اشتكى إليه بعض الناس من أحد الولاة، أرسل إليه فورا رسالة حازمة مختصرة تقول : ” قد كثُر شاكوك وقلّ شاكروك . . فإما اعتدلت وإما اعتزلت “.

وكتب له والي خرسان الجراح بن عبد الله : ” أن أهل خرسان قوم ساءت رعيتهم، وأنه لا يصلحهم إلاّ السيف والسوط ، فإن رأى أمير المؤمنين أن يأذن لي في ذلك ؟ فأجابه عمر : ” أمّا بعد، فقد بلغني كتابك الذي تذكر به أن أهل خرسان قد ساءت رعيتهم، وإنه لا يصلحهم إلاّ السيف والسوط فقد كذبت، بل يصلحهم العدل والحق، فابسط ذلك فيهم والسلام “.

وعلاوة على ذلك، قد فتح عمر بن عبد العزيز، بابه مشرعا للشاكين والمتظلمين من الحكام، وأباح حرية الرأي والتفكير والتعبير والقناعات الشخصية. وهذا الأسلوب الحكيم الذي مضى عليه مئات السنين، إذا ما طبّق في أي دولة كانت، فإنه سيؤدي إلى إدامة التلاحم بين الحاكم والمحكوم، ويعزز العلاقة بين أركان الدولة، ويؤدي إلى نهضة المجتمع والارتقاء بالوطن.

التاريخ : 20 / 8 / 2023

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: السلطة المسؤولية المسؤولية بن عبد عمر بن

إقرأ أيضاً:

الرياضة في الإسلام.. النبي يسابق زوجته وعلي يرفع أثقل الأبواب

قبل أن تكشف الأبحاث العلمية الحديثة فوائد ممارسة الرياضة وأهميتها في حياة الإنسان، أولى الإسلام النشاط الرياضي والقوة البدنية أهمية خاصة، وحث القرآن والسنة النبوية عليها.

وفي الماضي كانت الأعمال اليومية البدنية العادية للمسلمين وبعض الرياضات كالسباق والمشي وركوب الخيل والصيد والسباحة وغيرها مصدر قوتهم، أما في العصور الحديثة ورفاهية الحياة فقد أصبحت ممارسة الرياضة هي من تمنح الإنسان طاقة وحيوية تمكنه من أداء عباداته وأعماله اليومية بكفاءة عالية، وتوفر له فرصة للتخلص من التوترات النفسية والجسدية التي قد تترتب على ضغوط الحياة.

وهناك آيات عديدة في القرآن الكريم تتضمن إشارات واضحة تشجع على النشاط البدني والحفاظ على الصحة، منها قول الله في سورة الأنفال: "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ" (60)، في إشارة وجوبية إلى ضرورة التحضير والتدريب البدني للمسلمين لملاقاة الأعداء.

أما في السنة النبوية، فقد وردت عدة أحاديث تؤكد على أهمية الرياضة، من أبرزها الحديث الشريف الذي رواه مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير".

إعلان

هذا الحديث يُظهر تفضيل الإسلام للمؤمن القوي بدنيا ومعنويا، وهذا يشجع المسلمين على ممارسة الرياضة التي تؤدي إلى تقوية الجسم والعقل.

الأعمال اليومية البدنية العادية للمسلمين ومنها المشي وركوب الخيل كانت مصدر قوتهم (ميدجيرني- الجزيرة) القوة الخارقة لعلي بن أبي طالب

والروايات التي تسلّط الضوء على القوة البدنية الخارقة للصحابة كثيرة، ومنها قصة أشبه بالمعجزة عندما رفع علي بن أبي طالب باب حصن خيبر الضخم، في أشهر الأحداث التي وقعت خلال معركة خيبر في السنة السابعة للهجرة.

ودارت معركة خيبر بين المسلمين واليهود الذين كانوا يقطنون في خيبر المحصنة شمال المدينة المنورة، وكان أبرزها حصن "النطاة" الذي كان له باب ضخم وثقيل، وكان يُعتبر من أهم الحصون وأكثرها قوة.

وقد تعرض المسلمون لصعوبات كبيرة في اختراق الباب بسبب ضخمته وثقله، حتى دعا النبي صلى الله عليه وسلم للقتال في أحد الأيام الحاسمة، وقال "لأعطين الراية غدا لرجل يحب الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، يفتح الله على يديه"، ثم سأل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وسلمه الراية.

توجه علي مع الصحابة إلى الحصن وعند وصوله إلى بابه الضخم، أمره النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوم برفع الباب. وقد قام الإمام علي، وهو شاب قوي البنية، برفع الباب بيده وهو ثقيل جدا، ففوجئ المسلمون بهذه القوة الخارقة، ليتم فتح الحصن بعد ذلك وانتصار المسلمين في معركة خيبر المهمة في تاريخ الفتوحات الإسلامية.

الرياضات المفضلة في الإسلام

كانت هناك عدة أنواع من الرياضات التي مارسها المسلمون الأوائل وتدربوا عليها وامتدت للأجيال التالية، بل ومنها بعض الرياضات التي تمارس حتى الآن لكن تم تطويرها.

وفيما يلي أبرز هذه الرياضات: السباقات بأنواعها ومنها الجري كانت منتشرة بين المسلمين الأوائل (ميدجيرني- الجزيرة) سباقات الجري

كانت السباقات من أبرز الرياضات التي مارسها المسلمون الأوائل وحرص عليها حتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي تسابق مع زوجته السيدة عائشة رضي الله عنها في قصة معروفة في السيرة النبوية.

إعلان

وقد جاء في صحيح مسلم أن السيدة عائشة قالت "خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فسبقته فعدوت، فلما رجعت إلى مكة بعد ذلك، جاءت قافلة، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "تعالي، نبدأ السباق". فعدوت مرة أخرى وسبقته".

وهذا السباق كان نوعا من اللعب والتسلية، ولم يكن فيه أي نوع من التنافس الجاد. وعلى الرغم من ذلك، عندما تأخرت السيدة عائشة في سباق آخر، قال النبي صلى الله عليه وسلم مازحا لها "هذه بتلك".

وتعد هذه القصة من اللطائف التي تظهر المودة بين النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته السيدة عائشة، وتبرز أيضا الجانب الإنساني في حياة النبي مع زوجاته.

واشتهر الصحابي سلمة بن الأكوع بالسرعة والتحمل، حتى إنه جرى لنحو 4 ساعات بل وسبق الخيل في بعض الروايات وقام ببطولات جعلت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "خير فرساننا أبو قتادة، وخير رجالتنا سلمة" (صحيح مسلم).

المصارعة

كان الرسول صلى الله عليه وسلم يشجّع على المصارعة كرياضة بدنية تعزز القوة والتحمل، وفي العديد من الروايات، ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم مارس المصارعة مع بعض الصحابة.

حديث المصارعة للنبي صلى الله عليه وسلم يشير إلى مواقف عدة من المصارعة التي حدثت في حياته، ومن أشهر هذه الأحاديث ما رواه الصحابي عبد الله بن عمر رضي الله عنه، حيث حدث عن مصارعة النبي صلى الله عليه وسلم للصحابي رفاعة بن رافع.

في هذا الحديث، قيل إن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمارس المصارعة مع الصحابة، وكان يُظهر قوتَه الجسدية ومهاراته، ولكن كانت المصارعة غالبا في سياق اللعب والترفيه، دون نية أذى.

وهناك حديث في صحيح مسلم عن الصحابي عمران بن حصين رضي الله عنه أنه قال "لعبتُ مع النبي صلى الله عليه وسلم في المصارعة فصرعني" أي هزمه.

وروى أبو بكر الشافعي بإسناد جيد عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن يزيد بن ركانة (أحد كفار قريش كان مشهورا بالقوة البدنية) صارع النبي صلى الله عليه وسلم فصرعه النبي ثلاث مرات، كل مرة على مائة من الغنم فلما كان في الثالثة قال: "يا محمد ما وضع ظهري إلى الأرض أحد قبلك، وما كان أحد أبغض إلي منك. وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله، فقام عنه رسول الله وردَّ عليه غنمه".

إعلان سباق الجمال

سباق الجمال كان وما زال من الرياضات التي يحرص عليها العرب، وهناك الكثير من وقائع سباقات الجمال، ومنها واقعة مشهورة في التاريخ الإسلامي حدثت في معركة بدر الكبرى التي وقعت في السنة الثانية للهجرة، عندما سبقت "القصواء"، وهي ناقة النبي صلى الله عليه وسلم، ناقة لكفار قريش. وكان ناقة النبي هي التي تسبق، مما عده المسلمين فألا حسنا في المعركة التي حسمت لصالحهم رغم قلة عددهم وعتادهم مقارنة بعدوهم، بمدد من الله.

الجمال كانت وسيلة الترحال في السفرات الطويلة ووسيلة للتسلية من خلال السباقات أيضا (ميدجيرني- الجزيرة) الفروسية

الفروسية من أبرز الرياضات التي شجع عليها الإسلام، ليس فقط كرياضة بدنية، بل كمهارة قتالية أساسية أيضا، وحظي الفرسان وبطولاتهم بمكانة كبيرة في تاريخ المعارك والغزوات الإسلامية التي جابت العالم، إذ كانت الفروسية والخيل من أساسيات حياة المسلمين، وكان يتم التدريب عليها بشكل مستمر لضمان القدرة على أفضل مشاركة في المعارك والغزوات.

الرماية

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه "علّموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل"، والرماية كانت ولا تزال تعتبر من المهارات المهمة حتى إنها إحدى الرياضات الأولمبية سواء على مستوى الرماية بالقوس والسهم، كما كان على عهد المسلمين الأوائل الذي رموا بالرماح أيضا، أو بالمسدس والبندقية التي اكتشفت بعد مئات السنين، وكان الرماة المهرة أصحاب مكانة بارزة في الإسلام، ويقدرهم النبي صلى الله عليه وسلم.

وورد في صحيح مسلم "أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى قوما من الحبشة يفرجون بين أيديهم بالرماح في المسجد فقال: ما لهم؟ قالوا: هؤلاء الحبشة يلعبون. فقال: دعوهم. ثم قال: إذا مرّ هؤلاء القوم فاقبضوا عليهم، فإنهم أهل لعب".

هذا الحديث يتحدث عن مجموعة من الأحباش الذين كانوا يمارسون نوعا من الرماية أو اللعب في المسجد النبوي، وكانوا يستخدمون الرماح كجزء من هذا اللعب، ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم بل كان يشاهدهم.

دكتور كمال أصلان أستاذ الأخلاق والفكر الإسلامي (مواقع التواصل) الرياضة عبادة

ويقول الدكتور كمال أصلان، أستاذ الأخلاق والفكر الإسلامي، إن الإسلام شجع على ممارسة الأنشطة البدنية لتقوية أجسامهم والمنافسة والترويح عن النفس، ولكن في ظل ضوابط شرعية ومنها عدم الاختلاط بين الجنسين وألا تشغل عن العبادات المفروضة.

إعلان

ويضيف أن الرياضة في الإسلام أكثر من مجرد نشاط بدني إذا مورست بنية صالحة ووفق ضوابط شرعية، إذ تصبح تعبدا لله الذي أمر عامة المسلمين بتقوية أبدانهم في الآية "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ"، لأن النشاط البدني يقوي الجسم ويعزز الصحة العامة كما أثبتت الأبحاث الحديثة.

ويشير الدكتور أصلان إلى أن بعض الصحابة لو كانو يشاركون في السباقات العالمية الحالية لحققوا أرقاما قياسية خارقة بطبيعة تكوينهم البدني، كعلي بن أبي طالب في رفع الأثقال وسلمة بن الأكوع في الضاحية والعدو، وغيرهم من أبطال الإسلام عبر التاريخ.

مقالات مشابهة

  • الرياضة في الإسلام.. النبي يسابق زوجته وعلي يرفع أثقل الأبواب
  • عبادات بلا رحمة.. حينما يغيب جوهر الدين عن القلوب
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب
  • رمضان عند الأدباء| المسحراتي.. منبه الزمن الجميل الذي فقد سحره
  • القارئ الطبيب صلاح الجمل لـ«الأسبوع»: أنا العربي الوحيد الذي سُمح له أن يسجل القرآن في الحرمين النبوي والمكي
  • ما حكم التبتل؟.. نائب رئيس جامعة الأزهر يجيب (فيديو)
  • أعزَّك الله.. سيدنا عزيزَ الإسلام
  • استهدافُ القادة تخبُّط للعدو وخيبة أمل
  • بالفيديو.. هبة النجار: الصيام عبادة تهذب النفس وتحقق التقوى
  • بدأت منذ مهد الإسلام وابن رباح أول من مارسها.. كيف تطورت مهنة المسحراتي حتى وصلت إلى الراديو والتليفزيون؟