كل المؤشرات تدل على أن حرب الإبادة ضد غزة وشعبها الصامد المقاوم، قد تضع أوزارها منتصف الأحد، كما ينص عليه اتفاق وقف إطلاق النار. غير أن المؤشر الأهم، هو الهزيمة المدوية، ليس للكيان ورئيس وزراء اليمين الفاشي وحسب، بل وهزيمة أخلاقية معنوية للخارج من البيت البيض وإدارته برمتها: هو ذلك الفشل الأخلاقي طيلة 15 شهرا من الإبادة المتلفزة، ضد الأطفال والنساء والشيوخ وضد المستشفيات والمدارس والمساجد وآبار المياه وكل ما يمكّن من البقاء على قيد الحياة، في بيئة محروقة عن بكرة أبيها.
ادّعاءات ومحاولة محو عار الجرائم المروعة بأسلحة إدارته، التي استمرت في إرسالها للكيان وهي ترى كيف تصرف أموال جامعي الضرائب.. على رؤوس الأبرياء.
هو أكبر فشل في تاريخ البيت الأبيض، إذ لولا “العين الحمراء” للرئيس المنتخب، لما كان رئيس وزراء الكيان ليتوقف عن الإبادة، ومواصلة رفض كل “توسلات” بايدن أن يخفف الجرم قليلا عن الشعب الفلسطيني “المسكين”، فيما هو يصرف ملايير الدولارات أسلحة للكيان، ويدافع عنه في مجلس الأمن، حتى أن هذا الأخير، لم يكن وراء وقف أطلاق النار، بل المفاوضات الأخيرة، بعد تدخل ترامب شخصيا في الاتصالات، وبكل قوة، وإلا لما كان نتنياهو ليتوقف عن سفك الدماء والتقتيل، إرضاء ليمين فاشي، هو من يسند حكومته التي قد تنهار في أي وقت إذا ما انفضَّ عنه الجمع و”انسحب ثاني أوكسيد الدم” من حكومة الجرم المشهود والفاشية والإبادة الشاملة.
مرحلة أولى، في 42 يوما، ستبدو فيها تفاصيل ما بعد ذلك، لكن، كل المؤشرات تقف على ما سيقوم به وزيرَا الإجرام في ألعن حكومة يمينية في دويلة الكيان المارقة. غير مستبعد أن يعرف مسار المفاوضات خلال المراحل الثلاث، عثرات وانتكاسات، وحتى التهديد بالعودة للحرب بعد الـ42 يوما، لكن هذا لن يحصل، حتى لو مع وجود خروق، كما يحصل كل يوم في لبنان.
الكيان هُزم استراتيجيا، ونتنياهو انتهى عمليا: كان يراهن على ترامب للمضيّ قدما في الإبادة، وقد قرأ الرسالة المشفرة خاطئة: ترامب، له أولويات أخرى، ويريد أن يرى الطاولة حوله بيضاء من أزمات الحروب في الشرق الأوسط والعالم: إنه يحلم بصفقات ضخمة وكبرى في الشرق الأوسط وحتى مع روسيا ويتحدث عن شراء “غرينلاند” وقناة بنما، وكندا والمكسيك وما إلى ذلك من أحلام اليقظة، لكن لا دعوى له بالحروب وإفلاس الخزينة الأمريكية التي يريد أن تكون هي من تأخذ المال، وليس العكس.
ترامب الذي صرح أنه هو من يعود له الفضل في صفقة الرهائن في غزة وأن “بايدن لم يفعل شيئا”، وهو محقٌّ في ذلك، نسي أن يعترف بأن سلفه قد فعل الأفاعيل طيلة 15 شهرا من الإبادة، ستبقى وصمة عار سوداء في تاريخ البيت الأبيض.
انتصرت المقاومة، وهُزم العدو، وستخرج غزة من تحت الأنقاض شامخة كطائر العنقاء، من جديد بعد مئات الآلاف من الشهداء والجرحى والمفقودين، وآلاف البنايات المدمرة والمسواة بالأرض، مهما كان ثمن ذلك صعبا ومؤلما وقاسيا، لكن هزيمة الداعمين له، على الأقل أخلاقيا وإنسانيا وصورة، تكفي ليقول كل منصف، إنه لا أحد كان يدّعي أن المقاومة ستتغلب على أمريكا والكيان معا بقوة السلاح، فالحرب غير متكافئة، لكن المنتصر فيها هو من لا يُهزم، والمهزوم فيها هو من لا يحقق كل أهدافه.
الشروق الجزائرية
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة غزة الاحتلال المقاومة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
أحمد موسى: تنفيذ مشروع لربط السكة الحديد بين مصر والسودان قريبًا |فيديو
كشف الإعلامي أحمد موسى عن تنظيم اجتماع رباعي في المستقبل القريب بين وزيري الخارجية ووزيري الري في مصر والسودان، بهدف تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في عدة مجالات.
وفي حلقة خاصة من مدينة بورتسودان خلال برنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة “صدى البلد”، أكد موسى أن أزمة سد النهضة الإثيوبي تمثل تحديًا مشتركًا لمصر والسودان، مشيرًا إلى تطابق موقف البلدين في الحفاظ على أمنهما المائي.
وأوضح “موسى” أن السد له تأثير كبير على كميات المياه المتدفقة إلى دولتي المصب.
أحمد موسى يكشف تفاصيل زيارة وزير الخارجية إلى بورتسودانبث مباشر | حلقة جديدة من برنامج "على مسئوليتي" مع أحمد موسىوأضاف موسى أن السودان يتمتع بملايين الأفدنة من الأراضي الزراعية الخصبة ووفرة كبيرة في المياه، مما يفتح المجال أمام التعاون بين مصر والسودان للاستفادة المشتركة في مجال الزراعة والتنمية.
وفيما يخص التعاون الثنائي، أشار موسى إلى أن مصر تمتلك شركات متخصصة قادرة على العمل في السودان في جميع القطاعات.
كما لفت إلى أنه تم توقيع اتفاقية لربط السكة الحديد بين مصر والسودان، بالإضافة إلى استمرار الجهود لتنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين.
وأكد موسى أن الشعب السوداني يكن محبة كبيرة للشعب المصري، مشيرًا إلى أن مصر استضافت أعدادًا كبيرة من اللاجئين السودانيين، الذين يشعرون بالراحة والاطمئنان على الأراضي المصرية، وذلك في ظل الظروف التي يمر بها السودان.