تزايد انتقادات الإسرائيليين لموازنة 2025.. تثقل كواهلهم بارتفاع الأسعار
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
تتضمن ميزانية دولة الاحتلال لعام 2025 العديد من التحديات الصعبة على صعيد الإسرائيليين، حيث كشفت عن فجوات وحواجز لا تزال تثقل كواهلهم، لاسيما ما قد تسفر عنه من زيادة تكاليف المعيشة، وهي المعاناة الأكثر إلحاحاً بالنسبة لغالبيتهم، وهي لا تزال دون معالجة، حيث تستمر أسعار المواد الغذائية الأساسية والسلع الاستهلاكية في الارتفاع بسرعة، ولا تتضمن الميزانية تدابير لخفض أسعار هذه المنتجات.
وكشف دانييل جاكوبسون المحاسب القانوني المعتمد، ورئيس قسم المحاسبة الإدارية بكلية الإدارة، أن "ميزانية العام 2025 تحمل مضامين سلبية أهمها أن تظل الاحتكارات والمستوردون الكبار، الذين يسيطرون على السوق الإسرائيلي، ويزيدون التكاليف على المستهلك، أقوياء وغير متضررين، فضلا عن ترسيخها لحالة افتقار الحكومة للإصلاحات الجوهرية لتفكيك التركيز في سوق المواد الغذائية، ومجال الخدمات المصرفية، مما يترك الجمهور الإسرائيلي ليتحمل عبئًا اقتصاديًا متزايدًا باستمرار".
وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، وترجمته "عربي21" أن "الموازنة من خلال قانون الأرباح، استبعد في اللحظة الأخيرة على وجه التحديد الشركات الكبيرة التي لديها مليارات الشواقل من الأرباح المحتجزة، فيما تركت الشركات الصغيرة وحدها في المعركة.
وأوضح جاكوبسون أن قرار رفع ضريبة القيمة المضافة بنسبة 1 بالمئة، الذي دخل حيز التنفيذ في يناير 2025، يضرّ بشكل خاص بالطبقة المتوسطة والشرائح الضعيفة. وهذه ضريبة رجعية تثقل كاهل الإسرائيليين بالكامل، خاصة من ينفقون جزءاً كبيراً من دخلهم على الاستهلاك الأساسي".
وأشار إلى أن "قطاع الطاقة طاله العديد من الأضرار بسبب هذه الموازنة، فرغم الاستثمارات الهائلة فيه، لكن عامة الإسرائيليين لا يشعرون بانخفاض كبير في تكاليف الكهرباء والوقود، والأموال التي تدرها احتياطيات الغاز، وكان يمكن استخدامها في تخفيف تكاليف المعيشة، يتم توجيهها في كثير من الأحيان لسدّ العجز، أو إلى برامج لا تؤثر إيجابياً بشكل مباشر على الإسرائيليين".
وأكد جاكوبسون أن "الصورة التي تظهر هي ميزانية ذات رؤية طويلة الأجل، لكن هناك قصور كبير في تلبية احتياجاتها الفورية للإسرائيليين، مما يتطلب من الحكومة أن تركز على تخفيف تكاليف المعيشة، وضمان التوزيع العادل للموارد، بحيث يمكن استخدام عائدات الغاز الطبيعي لخفض الضرائب التنازلية، مثل ضريبة القيمة المضافة، وزيادة الدعم للفئات السكانية الضعيفة".
ودعا الكاتب الى "تسريع الحكومة في الإصلاحات التي من شأنها أن تقوض التركيز في أسواق الأغذية والبنوك، من أجل ضمان المنافسة الحقيقية التي تعود بالنفع على المستهلكين الإسرائيليين، لأن توزيع أموال الائتلاف في موازنة الدولة لعام 2025 مثال سيء واضح على كيفية تأثير الأولويات السياسية على العبء الضريبي، والمراسيم المفروضة على الجمهور الإسرائيلي، لأنه غالبًا ما يتم إعادة توجيه الأموال المخصصة لتنفيذ اتفاقيات الائتلاف الحكومي، والمشاريع القطاعية لأغراض غير ذات أهمية".
كما لفت جاكوبسون إلى أن "عدم وجود تخفيضات في أموال الائتلاف يفرض عبئاً مالياً كبيراً على الميزانية الإجمالية، مما يدفع الحكومة لفرض تخفيضات أكبر في الميزانية على الإسرائيليين، مثل زيادة الضرائب، وتخفيضات في الإنفاق الحكومي على الخدمات الأساسية، وتقليص الاستثمار في البنية الأساسية والتعليم، وبهذه الطريقة من تقليص الأموال، فإن التحالف الحكومي لا يخلق انعدام الكفاءة الاقتصادية فحسب، بل يعمق الشعور بالظلم الاجتماعي بين عامة الإسرائيليين، فيما تظلّ الثمار الاقتصادية ملكًا لقلة قليلة منهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الميزانية نتنياهو الحرب الميزانية اقتصاد الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
لندن تدرس فرض ضريبة سياحية.. ماذا يعني ذلك بالنسبة للزوار؟
يقدّر المسؤولون البريطانيون أن فرض ضريبة سياحية بنسبة 5 في المائة يمكن أن يدرّ على لندن 285 مليون يورو سنوياً.
برشلونة، وبرلين، وباريس، وبراغ، والبندقية. وقريباً، لندن التي قد تلحق قريبا بركب إلى المدن الأوروبية التي تفرض ضريبة على السياح.
وقد أعرب عمدة المدينة صادق خان، في حديثه في أحد التجمعات السنوية العشرة التي تعقدها بلدية العاصمة البريطانية هذا الأسبوع، عن دعمه لفرض ضريبة على الزوار. وأوضح أن السياح "لا يمانعون حقًا في دفع بضعة يوروهات إضافية" لقضاء العطلات في مكان آخر.
ولكن على الرغم من نجاح بعض المدن في جميع أنحاء أوروبا في تطبيق الضرائب السياحية، إلا أن تأثيرها لم يكن دائمًا مباشرًا. فالبعض يجادل بأنها ضرورية للحفاظ على البنية التحتية للسياحة، لكن البعض الآخر يشعر بالقلق من أنها قد تردع الزوار على المدى الطويل.
هل يمكن لضريبة السياحة في لندن أن تحقق التوازن الصحيح؟
كم تدرّ الضرائب السياحية - وأين تذهب الأموال؟أصبحت الضرائب السياحية في جميع أنحاء أوروبا مصدراً شائعاً لجمع التبرعات للمدن التي تكافح من أجل إدارة السياحة المفرطة ودفع تكاليف الخدمات العامة.
ففيبرشلونة، على سبيل المثال، يدفع الزائرون حالياً ما يصل إلى 4 يورو عن كل ليلة، بالإضافة إلى ضريبة إقليمية. تدرّ هذه الرسوم الباهظة الكثير من الأموال للمدينة - أي ما يصل إلى 100 مليون يورو سنوياً - والتي تذهب لصيانة البنية التحتية وتحسين وسائل النقل العام والحفاظ على المواقع التاريخية.
أما باريس فتفرض سومًا على الزائرين تصل قيمتها إلى 16 يورو تقريبًا في الليلة الواحدة للإقامة في أغلى فنادقها، مما يدرّ ملايين اليورو كل عام لدعم المشاريع الثقافية والتحديثات الحضرية.
وإذا حذتلندنحذو المدن الأخرى ، فإن أن إجراء من هذا النوع قد يدرّ مبالغ كبيرة. إذ تشير التقديرات الرسمية إلى أن فرض ضريبة بنسبة 5 في المائة على المبيت في الفنادق يمكن أن يدرّ ما يقرب من 240 مليون جنيه إسترليني (285 مليون يورو) سنوياً.
Relatedسياحة في قلب الأزمة..كيف تزعزع حشود الزوّار هويّة روما؟إيطاليا تدرس فرض ضرائب سياحية جديدة مع تنامي الاحتجاجات المناهضة للسياحةلمواجهة السياحة المفرطة.. سكان جزر الكناري يوجهون رسالة إلى الزوار: رجاء قليلا من الاحترام شاهد: تحت الشمس الحارقة.. السياح يصطفون لدخول معبد أكروبوليس في أثينا10 يوروهات لدخول البندقية.. جهود جديدة لمكافحة الاكتظاظ السياحيوبينما لم يتم تحديد أي خطط رسمية، قال خان إن هذه الأموال ستدعم قطاعي السياحة والضيافة.
وقال: "وعدي للفنادق وشركات AirBnbs وما إلى ذلك هو أن الأموال ستُستخدم لتحسين البيئة المحيطة بذلك، لتشجيع قدوم المزيد من السياح".
هل يمكن لضريبة السياحة في لندن أن تضر بقطاع الضيافة؟مع استمرار ارتفاع الرسوم، شكك المنتقدون في تأثير الخطوة.
قالت جمعية الفنادق في برشلونة لوسائل الإعلام المحلية في فبراير أن الضريبة المتزايدة باستمرار - في عام 2025، قد تكلف الإقامة في فندق خمس نجوم 15 يورو إضافية في الليلة، بالإضافة إلى ضريبة القيمة المضافة - ترقى إلى "الاختناق المالي" لأحد أهم القطاعات في المدينة.
من المقرر أن تضاعفمدينة البندقية هذا العام الضريبة المفروضة على السياح والزائرين الذين يقضون اليوم الواحد والزائرين لفترات قصيرة من 5 يورو إلى 10 يورو. في حين أن الضريبة حققت للمدينة 2.2 مليون يورو في عام 2024، أشار المسؤولون إلى أنها لم تقدم الكثير لردع هذا النوع من السياحة التي أدت إلى اكتظاظ الأماكن العامة في المدينة وضغطت على السكان المحليين.
في وقت سابق من هذا العام، أغلقت الشركات في جميع أنحاء مقاطعة ويلزأبوابها في يوم القديس ديفيد احتجاجًا على الضريبة المقترحة. وقال المنتقدون للخطوة إن ذلك سيجعل المنطقة أقل قدرة على المنافسة في وقت لا تزال فيه الشركات التي تعتمد على السياحة تتعافى من تداعيات جائحة كوفيد-19.
Relatedهل تبحث عن وجهة سفر آمنة؟ إليك قائمة الدول الأكثر أمانًا في العالملندن وباريس تتصدران قائمة المدن الأوروبية الأكثر ازدحامافي لندن، حيث تعد أسعار الفنادق فعلا من بين أعلى النسب في أوروبا، وقد يكون فرض رسوم إضافية نقطة شائكة. مع ارتفاع السياحة إلى أعلى بقليل من مستويات ما قبل الجائحة - حيث قدرت هيئة السياحة البريطانية عدد الزيارات الوافدة في عام 2024 ب 41.2 مليون زيارة، أي بزيادة 1 في المائة فقط عن عام 2019 - يخشى البعض من أن تؤدي الضريبة إلى تثبيط عزيمة المسافرين الذين يولون اهتماما خصاصا بالميزانية.
وقالت مجموعة UKHospitality التجارية السياحية لصحيفة The Standard البريطانية إن الضرائب الإضافية ستكون "ضارة للغاية".
هل ستنضم لندن إلى ركب المدن التي تفرض الضرائب؟تميز العام الماضي في أوروبا بحملة من الاحتجاجات المناهضة للسياحة. منأمستردام إلى جزر الكناري إلى اليونان، خرج السكان المحليون إلى الشوارع للتعبير عن إحباطهم من الزيادة المستمرة في عدد الزوار وتأثير هذه الصناعة على الإسكان والرعاية الصحية والخدمات العامة الأخرى.
لم تفلح الضرائب السياحية حتى الآن في وقف تدفّق الزائرين، لكنها أدرّت الملايين على المدن التي تكافح من أجل السيطرة على هذا القطاع. ومع استفادة الوجهات الأوروبية الكبرى بالفعل من هذه الضرائب، قد يبدو فرض ضريبة خاصة بلندن أمراً محتوما.
ولكن قد يعتمد نجاحها على كيفية تأطيرها - إما كأداة ضرورية لدعم البنية التحتية المحلية أو كتكلفة إضافية غير مستحبة للمسافرين.
وبينما تتضح ملامح النقاش حول المسألة، يبدو أن هناك شيء واحد مؤكد: أن الجدل بشأن اقتصاد السياحة في لندن هو أكثر من من مجرد الحديث عما يمكن أن تحققه "بضعة يورو إضافية".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية فرنسا: المؤبد بحق مهدي نموش سجّان داعش المتهم باحتجاز رهائن غربيين في سوريا استجواب رئيس بلدية إسطنبول المحتجز لليوم الثاني على التوالي مع اشتداد الاحتجاجات غارة إسرائيلية تقتل 9 فلسطينيين في غزة بينهم 5 من عائلة واحدة ونجاة طفل برشلونةسياحةضرائبباريسالبندقيةلندن