انطلقت اليوم الدورة التدريبية الحادية والعشرين لأئمة وواعظات ليبيا، التي تعقدها المنظمة العالمية لخريجي الأزهر بالتعاون مع أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب، بحضور الدكتور محمد المحرصاوي وأسامة ياسين - نائبي رئيس مجلس إدارة المنظمة، والدكتور عبدالدايم نصير - الأمين العام.

التسلح بالعلم الوسطي لمواجهة الأفكار المغلوطة

في بداية الدورة رحب د.

محمد المحرصاوي بالمشاركين في الدورة، وحثهم على التزود بالعلوم الشرعية والعربية حتى يتمكنوا من مواجهة أصحاب الفكر المتشدد والتصدي لأفكارهم الخاطئة، وبين لهم أن العالم يواجه اليوم الكثير من المتغيرات التي تحتم علينا أن نكون متيقظين وأن تكون لدينا القدرة على مواكبة تلك المتغيرات بالتسلح بالعلم والتكنولوجيا الحديثة، وأن الأزهر يفتح ذراعيه لمن يريد أن يتزود بالعلوم الشرعية الصحيحة وفق المنهج الوسطي الأزهري.

من جانبه أعرب أسامة ياسين، عن سعادته بوجود هذه النخبة من الوعاظ والواعظات، بمقر المنظمة؛ ليتزودوا من العلوم الأزهرية الصحيحة على يد علماء متخصصين حتى يتمكنوا من الرد على أصحاب الفكر المتشدد.

 وقال: عليكم أن تصححوا المفاهيم المغلوطة التي يروج لها أصحاب هذا الفكر، وناشد الواعظات بضرورة الاهتمام بالمرأة مؤكدا على دورها في بناء المجتمع.

وبدأ د. عواد سالم - الأستاذ بكلية أصول الدين - جامعة الأزهر، محاضرته تحت عنوان (وسطية الأشاعرة)، أوضح فيها أن الفكر الأشعري يجمع بين العقل والنقل في تقرير أصول الدين، وأن المصدر الأساسي للعقيدة هو الكتاب والسنة وليس العقل المجرد فقط، وأن علماء الأشاعرة يرون عدم صحة إطلاق حكم التكفير على المسلم؛ لما يترتب على ذلك من أمور لها عواقب وخيمة، وأن هذا الأمر من سلطة ولي الأمر فقط، وبذلك يعتبر الاتجاه الأشعري عاصما للدماء.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أئمة المنظمة العالمية لخريجي الازهر أكاديمية الأزهر المحرصاوي

إقرأ أيضاً:

هل تعيش البشرية حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة؟

==========

د. فراج الشيخ الفزاري

=======

بشهادة التأريخ ..لا الحرب العالمية الأولى ولا الثانية ولا حروب طروادة ولا الحروب الصليبية..كانت هي الأقسي علي البشرية ..بل فترة العصور الوسطي الممتدة ما ببن القرن الخامس والقرن الخامس عشر الميلادي..فترة هيمنة الكنيسة علي كل شيئ في أوروبا بما فيها الدين والفكر وكرامة الانسان

وبعدها احتاجت البشرية الي عقود من الزمان حتي تتعافي وتتطلع نحو المستقبل وهي تدخل بوابة الألفية الثالثة وهي محصنة بالعلم والتطور التكنولوجي والذكاء الاصطناعي.. وظن العلماء والخبراء وقراء المستقبل بأن همجية الانسان قد توارت وتم تدجينها نفسيا  ووعيا مجتمعيا وعقائديا بتقبل الآخر والعيش في كنف الرعاية الإلهية التي لولاها لابتلع الشر وجودنا البشري منذ حروب اليونان والعرب والفرس والهمج وجحافل التتار وهولاكو وجنكزخان..

لماذا القتل والسحل والتمثيل بالجثث هي اللغة الوحيدة بين المتخاصمين ؟ لماذا دائما أن الآخر هو الجحيم ولابد  الخلاص حتي من رماده؟ هل كان سارتر صادقا عندما قال تلك المقولة وهو في لحظة انغلاق فكري..أم كان واعيا ب ( لاوعي) سيجموند فرويد وهو يختصر الوجود في الصراع المحتوم بين الهدم والبناء  أو الموت والحياة في مسيرة الانسان الذي اتي الي الدنيا بدون خياره..وسيغادرها ايضا بدون خياره..حتي الانتحار ليس خيارا وجوديا بل عدما منطقيا عندما يصبح هو الخيار الوحيد المتاح.

ما يسود عالمنا العربي، الحديث، بالذات من حروب وتصفيات للخصوم خارج دائرة القانون..وبدم بارد لا يتوافر حتي عند القصاب وهو يذبح الشاة التي حللها الله..و في قلبه كل  الرحمة والشفقة... بينما يهلل ويكبر اؤلئك العتاه وهم يفرغون علي رأس وجسد الضحية زخات متتالية من الرصاص المميت دون إكتراث للجسد  المنتفض أمامهم وكأن الإيمان قد نزع من قلوبهم المتوحشة،المتعطشة للانتقام.

في العصور الوسطي...كانت الجرائم بشعة..الحرق والسحل ودق المسامير علي الجسد المنهك..ورغم بشاعتها فقد كانت محصورة بين الأديرة والكنائس والرهبان...ومجالس التفتيش رغم طغيانها كانت تمنح الضحية فرصة العودة والرجوع عن أفكارها الدينية أو الفلسفية ..فعلوا ذلك مع جالليلو...ومع اسبنوزا وغيرهما..فنجوا بأنفسهم  مع احتفاظهم  بالفكر أو العقيدة...

ولكن ما نراه الآن عبر المواقع الأسفورية تقول بأننا نعيش فعلا حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة....وكأنما التأريخ يعيد أحداثه..ولا أقول نفسه..

العصور الوسطي القديمة حدثت تحت ظروف متردية من الجهل وعدم المعرفة...فقد كان النبلاء يتباهون مع بعضهم بأنه لم يستحم أو يغسل جسده، بما فيها الأماكن الحساسة ،لأكثر من شهر..وأنه لم يستاك لأكثر من سنه فقد كانت رائحة فمه وجسده جاذبة  للحسان ..

كل ذلك بسبب الجهل..وكما قال سقراط فإن عدم المعرفة والحق والفضيلة والعدل هو جهل بمكانتها..

ولكن أن يصبح ذلك والعالم قد دخل بالفعل بوابة الألفية الثالثة..بكل ما تصطحبه في مسيرتها من علوم وفنون وتكنولوجيا.. فإن  تقييم الوضع، يصبح  أكثر  شراسة وهمجية تعود بنا الي حقبة العصور الوسطي في أسوأ مظاهرها الحياتية.

د.فراج الشيخ الفزاري

f.4u4f@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • السودان واليونسكو يؤكدان أهمية التنسيق الإقليمي لمواجهة تحديات التعليم العالي لفترة ما بعد الحرب
  • الحكم المحلي توضح المغالطات حول «توطين المهاجرين» في ليبيا
  • هل تعيش البشرية حقبة جديدة من العصور الوسطي المظلمة؟
  • بصوت ندي خاشع| طالب كفيف يؤم المصلين في صلاة التراويح بالأزهر.. صور
  • شيخ الأزهر: التاريخ سيقف طويلًا وهو يحني الرأس للمرأة الفلسطينية التي تشبثت بوطنها
  • خلال اجتماع استثنائي بجدة... منظمة التعاون الإسلامي تقرر استئناف عضوية سوريا في المنظمة
  • من بينهم ليبيا .. الوكالة الأمريكية للتنمية تبلغ شركاءها الرئيسيين في شمال أفريقيا بانسحابها من جميع المشاريع التي شاركت فيها
  • رئيسة البعثة الدولية للهجرة: إعادة دمج المهاجرين في ليبيا يسهم في تحقيق الاستقرار
  • مباحثات حول «قضايا الهجرة» مع البعثة الدولية في ليبيا
  • الضويني: الأزهر منحة ربانية من الله ويقف صامدا في مواجهة الفكر المتطرف