حميدتي مؤسسة أهم واكثر ثقلا من البرهان
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
هناك فرق كبير بين العقوبات الأمريكية علي البرهان وتلك التي فرضتها علي حميدتي واسرته بما أن التهم ضد آل دقلو تضم أفدح الجرائم في القانون الدولي الأنساني. ولكن الاهم من ذلك أن البرهان فرد في مؤسسة واسعة لو أجرم أو سجن أو أعدم فان المؤسسة تستمر بعادية. وحتي لو قبلنا مقولة ياسر عرمان أيام كسير التلج قبل ثلاثة أعوام بان “البرهان جنرال ماهر” فان ذهابه من المشهد أو موته قد يفسح المجال لجنرال “أكثر مهارة” أو أكثر دموية وتستمر المؤسسة سواء أن كانت دولة أو جيش أو كيزان.
أما حميدتى فهو أهم واكثر ثقلا من البرهان. حميدتى مؤسسة، إصابته بعطب تربك وتشل ألاف الجند والصحفيين والحلفاء في الداخل والخارج. بما أن حميدتى أكثر أهمية للجنجا مقارنة باهمية البرهان للجيش لذلك فان العقوبات الأمريكية عليه أشد وقعا في ميزان السياسة.
عموما أتت العقوبات الأمريكية علي البرهان خفيفة ورمزية. وهذه عقوبات وداع من إدارة تذهب إلي قبرها يوم الأثنين لتعقبها إدارة ترمب المشهور بحبه لتمزيق قرارات سابقيه من الحزب الديمقراطي. لذلك فان الموقف الأمريكي الأهم سوف يتبلور مع إستلام الإدارة الجديدة بعد يومين. ومن الصعب التنبوء بإتجاه ريح إدارة ترمب ولكن شيء من الفحص الموضوعي لتوجهات الرجل والتوازن الإقليمي يرجح أن صعود ترمب سوف يكون خصما علي الحلف الجنجويدي. ولكن لا يمكن التأكيد علي شيء في خضم كل هذه الرمال المتحركة. الشيء المؤكد الوحيد هو عدم صواب خط دعاية كيزانية تقول بان إيقاف ترمب لتمويل منظمات التهتك الإجتماعي سيؤثر علي المشهد السوداني. ده كلام ساي. أو كلام وتسب ذي ما قال حميدتى.
معتصم اقرع
معتصم اقرع إنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
قوبلت برفض شعبي واسع.. والبرهان يكسب رهان الجماهير.. (العقوبات الأمريكية).. رب ضرة نافعة..!!
قوبلت برفض شعبي واسع.. والبرهان يكسب رهان الجماهير..
(العقوبات الأمريكية).. رب ضرة نافعة..!!
تقرير_ محمد جمال قندول- الكرامة
يبدو أنّ واشنطن لم تقرأ المشهد السوداني بشكل صحيح، ويتبين ذلك من خلال العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة يوم أمس، تلك الخطوة التي قوبلت باستهجان شعبي واسع بل وزاد من التفاف الشعب السوداني حول رئيسه وقائد جيشه.
وتزينت مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس بصورة الرئيس مع إطلاق السودانيين لهاشتاق (كلنا البرهان) ودعوات بمسيرات عقب صلاة الجمعة اليوم.
استهداف السودان
وضج الرأي العام السوداني مساء أمس، حيث رفض القرارات الأمريكية، حيث اعتبروا ذلك استهدافًا للسودان وتناقضًا واضحًا للإدارة الأمريكية حيال تعاطيها مع المشهد السوداني.
وأشاروا إلى أنّها عقوبات جائرة ولا تتسق مع المنطق الذي يقول إنّ رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القائد العام للقوات المسلحة يحمي سيادة البلاد من استهداف ميليشيا إجرامية قامت بمحاولة انقلابية وبعد أن فشلت مارست سياسة الأرض المحروقة بتدمير الدولة وارتكبت انتهاكات غير مسبوقة.
وغطت صور البرهان منصات التواصل الاجتماعي المختلفة يوم أمس، وسط دعوات بخروج مسيرات منددة بقرارات واشنطن عقب صلاة الجمعة اليوم.
وسطر السودانيين هاشتاق (كلنا البرهان) الذي حظي بتداول واسع ليعكس بشكل واضح مدى الالتفاف الشعبي الكبير الذي يحظى به رئيس مجلس السيادة الانتقالي، وليس ببعيد الاستقبالات الحاشدة له بمدينة بورتسودان يوم الثلاثاء الماضي عقب عودته من جولة إفريقية شملت 5 دول، وذلك تعبيرًا وشكرًا للجنرال على قيادته للدولة والجيش في معركة الكرامة وتحرير حاضرة الجزيرة ود مدني.
الحرب الوجودية
الخبير المتخصص في إدارة المخاطر الاقتصادية والمحلل السياسي د. عبد العزيز الزبير باشا علق على معرض الطرح وقال إنّ السياسة الأمريكية لا تنفك عن استهداف مقدرات السودان وخصوصًا أن بلادنا تمر براهن عاصف بالحرب الوجودية التي فرضت عليه من قبل التمرد وأعوانه بالوكالة، وبالتالي هنا أظهرت السياسة الأمريكية حقيقتها الكذوبة والمضللة تمامًا للنيل من مكتسبات الشعب السوداني عبر استهداف مؤسساته الرصينة على مدى العقود الماضية وصولًا إلى استهداف رأس الدولة السوداني الذي أظهر بطولة استثنائية في سحق التمرد الإرهابي وأذنابه.
ويرى د. عبد العزيز بأنّ الرد الجماهيري الوطني أثبت أن السيد رئيس مجلس السيادة بطل قومي بالأفعال والأقوال الحاسمة التي تمثلت في رمزية القوات المسلحة السودانية الباسلة تحت شعار جيش واحد شعب واحد، وزاد بالقول: لا ينفك أن يظهر فخامة الرئيس في أي مكان بأرض الوطن حتى تخرج الجموع الشعبية من كل حدب دون ترتيب أو موعد مسبق بحنكة وبراعة القيادة التي يتمتع بها الرئيس اللقب الذي استحقه عن جدارة رغم كل المؤامرات التي أحيطت به وحاولت النيل منه، إلّا أنه بجدارة “سياسة الإبرة” التي ابتكرها بتوفيق إلهي أن يجنب الوطن مأسٍ قاتلة كانت سوف تكون تكلفتها أعلى من الراهن المعاش الآن.
ولكن محدّثي يشير إلى أنّ الرئيس في تحدٍ عصيب وخصوصًا أن الوطن يمر بمرحلة المعادلة الصفرية تمامًا، وذلك بالذهاب نحو المعسكر الإفريقي وخصوصًا أنّه عائد من دول إفريقية لفظت المحور الغربي، هل سوف يتجه بقوة نحو المحور الشرقي ويبني استراتيجية مبتكرة قاصمة بظهر المحور الغربي الذي يرفض أن يتبنى السودان فكرة بناء هيبة البيت الإفريقي، وهذا ما فعله رئيس مجلس السيادة في زيارته الإفريقية مما عجل المحور الأمريكي لفرض فرية العقوبات الكذوبة.