في كل حرب الحقيقة هي الضحية الأولى وليس كل مدردم ليمون
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
إن الجانب الأكثر أهمية في المشاركة في الخطاب السياسي هذه الأيام هو فهم الطرق التي تعمل بها الدعاية وتقنيات التحكم في التفكير.
إذا كنت لا تفهم كيف يتم التلاعب بالفكر والرأي السياسي، فسوف تكون فريسة سهلة للدعاية الخبيثة، وخاصة أن هناك جهات رئيسية تدفع ملايين أو مليارات الدولارات لتمويل الدعاية للتحكم في طريقة تفكيرك وشعورك وتصرفك.
يجب أن تفهم أن الفضاء السياسي مليء بالدعاية والأكاذيب والأخبار المزيفة والمبالغات وإخراج الأمور من سياقها وإخفاء أشياء معينة والتركيز على جوانب أخرى. الأكاذيب معروفة ولا تحتاج لشرح معناها المتعلق باختلاق أشياء لم تحدث أو إنكار أشياء حدثت.
ولكن التلاعب أخطر من الأكاذيب. علي سبيل المثال من الممكن أن يرتكب جيش أو مواطنين إنتهاكات في كمبو واجبة الإدانة الصارمة ولكنك تكون متلاعب أشر لانك تجاهلت مجازر الجنجويد السابقة في الجزيرة وسكت عن إنتحار عشرات المغتصبات ممن حبلن بجنا جنجويد أو علي الأقل لم تعر الأمر إدانة تساوي إدانتك لتجاوزات الجيش أو خصومك الآخرين. وفي هذا التلاعب فجاة يصبح الجنجويد هم حماة زرقة الكنابى رغم تاريخهم الطويل في إبادة زرقة الغرب والجنوب.
في هذه اللحظة أنت إنسان يتاجر بموت الآخرين للكسب السياسي ولن تخفي عورتك دموع التماسيح التي تسكبها علي ضحايا إنتهاكات حقيقية أو مفتعلة أو مزركشة. بالنسبة لك الضحية هنا مجرد فرصة إسترباح سياسي مفهوم في سياق سكوتك الكامل أو النسبي عن جرائم أخري أرتكبها حلفك المفضل.
وهذا يعني أنه يجب ألا تصدق كل ما تسمعه أو تقرأه. ولكن هذا لا يعني أن كل شيء في الأخبار السياسية كذبة. يمكن أن تكون أشياء كثيرة صحيحة ويمكن أن تكون أشياء كثيرة أكاذيب، ولهذا السبب تحتاج إلى ما يسميه نعوم تشومسكي مصفي ترشيح للتمييز بين الحقائق من ناحية وبين الدعاية والتلاعب من ناحية أخري.
هذا المصفي أساسي لغرض الدفاع عن الذات الفكرية والأخلاقية. ولكن بناء هذا المصفي صعب ومعقد ومكلف ماديا وإجتماعيا لانه سيفقدك الكثير من الأصدقاء وفرص الترقي في ميدان التنافس البرجوازي المزري. ولكنك ستكسب عقلك وإحترامك لذاتك وقد تكتشف أن خروج الأغبياء والمدلسين من حياتك نعمة وقد تكتشف ألا متعة تفوق معانقة الحقيقة. لذلك جاء في القرآن أن “مَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا”.
وقد حذر الحاج مالك الشعباز – المعروف بمالكولم إكس – من قوة وسائل الإعلام، الكيان الأقوى على وجه الأرض. لانها قادرة على تصوير الأبرياء كمذنبين وجعل المذنبين أبرياء، وهذه هي القوة التي تتيح السيطرة على عقول الجماهير .وإن لم تنتبه فإن الصحف (السوشيال ميديا) ستجعلك تكره المضطهدين، المظلومين أو تناصر المجرمين أو تحايد في قضية غزو أجنبي علي يد ميليشا همجية إقطاعية.
نتذكر جميعًا أنه في عام 2019، استأجر الجنجويد شركة دعاية كندية في عقد أولي بقيمة ستة ملايين دولار. وبهذا المعنى، فإن تمويل الكتاب والصحفيين والمؤثرين والباحثين الأجانب والسودانيين أكثر أهمية من تمويل الجنود الأغبياء ذوي الأجور المنخفضة. تخيل كم ملايين الدولارات التي يتم إنفاقها بعد اندلاع هذه الحرب بهدف التلاعب بعقلك وموقفك السياسي.
معتصم أقرع:
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحقيقة الكاملة في عرض فالنسيا للتعاقد مع مصطفى شوبير
علق الإعلامي أحمد شوبير على الأنباء المتداولة حول اهتمام نادي فالنسيا الإسباني بالتعاقد مع مصطفى شوبير، حارس مرمى النادي الأهلي، مؤكدًا أن الأمر لا يزال في إطار الحديث مع شركة تسويق ولم يصل إلى مرحلة العرض الرسمي.
وخلال تصريحاته في برنامج "حارس الأهلي" المذاع عبر قناة النادي الرسمية، أوضح شوبير أن شركة تسويق كبيرة وهي نفس الشركة التي أشرفت على انتقال عمر مرموش إلى الدوري الألماني ثم إلى مانشستر سيتي، هي من بادرت بالتواصل مع النادي الأهلي ومع اللاعب.
وقال شوبير: "نشر أمس خبر عن اهتمام فالنسيا بضم مصطفى، نعم هناك حديث، ولكن فقط مع شركة تسويق، وليس عرضًا رسميًا من النادي الإسباني. أنا شخصيًا لا أحب التدخل في مستقبل مصطفى لأنني أؤمن أن أولياء الأمور يجب أن يبتعدوا تمامًا عن قرارات أبنائهم المهنية".
وأضاف: "حتى الآن، لم يصل أي عرض رسمي لمصطفى شوبير، وفي ظل ضغط المباريات داخل الأهلي، لا يوجد وقت كافٍ لمناقشة مستقبله سواء بالبقاء أو الرحيل".
وكانت تقارير صحفية قد أشارت خلال الساعات الماضية إلى اهتمام نادي فالنسيا الإسباني بالحصول على خدمات الحارس الشاب خلال سوق الانتقالات المقبل، وهو ما أثار تفاعلاً واسعًا بين جماهير القلعة الحمراء.