عربي21:
2025-03-25@20:58:32 GMT

وانتصر الشعب قبل المقاومة

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

"إنما النصر صبر ساعة".. وساعة أهل غزة بألف مما تعدون.. قصف وقنص وتدمير وتهجير وفراق للديار والأحباب، والاعتقال والتعذيب، هذه ساعة شعب الجبارين، هذه ساعة الشعب الذي لا تقهره لا "إف 16" ولا "كواد كابتر"، الشعب الذي واجه الـ"ميركافا" بعبوة محلية، وجعلها مسخرة عالم المدرعات، بعد أن كانت مفخرته، الشعب الذي خرج مقاتلوه حفاة ليواجهوا جنود "ناحال" المدججين بالسلاح والمحكيين بالدروع المصفحة على صدورهم، وطائرات التجسس فوق رؤوسهم وشردوا بهم.



عشرات الآلاف من الشهداء، ومثلهم من المصابين، وآلاف القابعين تحت الركام ينتظرون تكريمهم بالدفن بعد أن حالت قلة الإمكانيات والآلة الحربية دون ذلك، فيما تنكوي قلوب ذويهم لعدم تمكنهم من إلقاء نظرة الوداع عليهم وإعطائهم آخر حق لهم في هذه الدنيا التي حرفت معاني الإنسانية، واختزلتها في إطلاق سراح عشرات من المغتصبين للأرض، والمعتدين على العرض الفلسطيني الأبي على أن يمس شرفه معتد.

خمسة عشر شهرا، ضاقت بهم الأرض بما رحبت، خمسة عشر شهرا من القتل بجميع أنواع الأسلحة التي تفتقت عنها أذهان أهل الشر من صانعي وممولي الترسانات العسكرية الغربية من أدوات القتل، ولم تبخل هذه الترسانات لا بالعتاد ولا السلاح ولا حتى الرجال لهزيمة الرجال الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، لكن المفارقة أنهم لم يفلحوا، خمسة عشر شهرا وآلة الحرب الإسرائيلية التي فشلت في إنهاء حكم المقاومة وقدراتها العسكرية، رغم تعهدات نتنياهو بإنهاء العملية والقضاء على "حماس" كما صرح لصحيفة "وول ستريت جورنال"، وهو ما لم يحدث بعد خمسة عشر شهرا.

خمسة عشر شهرا من تصفية القيادات، في عمليات مخابراتية أو ميدانية، حتى إن الاحتلال لم يترك مكانا إلا ولاحق فيه قادة المقاومة، وانتهك في ذلك كل الأعراف الدولية والأخلاقية، وصولا لقتل من يفاوضه، وهي خرق للمروءة في الأعراف الدبلوماسية منذ أن عرفت الدنيا الدبلوماسية، لكن عدوا مجنونا مخذولا يريد أن يحقق انتصارا مهما كلف الأمر، بعد أن ارتهن لوعود عرف قبل غيره أنه لن يحققها، فلقد وعد بإعادة المحتجزين، ولم يفعل، ووعد بوقف الصواريخ على الأراضي الفلسطينية التي يحتلها، ولآخر لحظة لم يستطع، ووعد بالقضاء على المقاومة، وها هي المقاومة تستعرض قواتها في جنوب غزة مكبرة لله شكرا.

خمسة عشر شهرا والآلة الإعلامية الإسرائيلية والغربية وبعض وسائل الإعلام العربية، تبث الأكاذيب، في حرب نفسية رهيبة، لو وجهت لجيش من الجيوش التي لاقت إسرائيل من قبل لهزمته معنويا، اشترى هذا الإعلام الموجه الذمم، وأخرج الفرى وبث الشائعات، ومارس كل الضغوط النفسية، مستغلا الحالة الميدانية التي تحدثها آلة الدمار الإسرائيلية المدعومة غربيا، لكن الثبات النفسي، والعزيمة التي لا تُفَل، والإيمان الراسخ بالله قبل القضية والحق في الأرض؛ كل ذلك كان كفيلا بأن يهزم هذه الآلة الإعلامية التي ينفق عليها ملايين الدولارات شهريا لتحقيق الهدف.

لم تنتصر المقاومة بهذا الاتفاق، وإنما المنتصر الحقيقي هو ذلك الشعب الأبي المؤمن الصابر الصامد، ذلك الشعب الذي قدم من الأرواح والدماء والمعاناة ما يجعله الشعب الأعظم على هذه البسيطة، وما قدمه هذا الجيل من هذا الشعب يفوق ما قدمته البشرية في معاناتها جميعا، وهو نتاج تربية إيمانية، لا يمكن أن يغفل عنها غافل، لذا فإن الحرب القادمة ستكون على الأخلاق وهدم المبادئ ليسهل كسره، وسينفق العدو المليارات للوصول لهدفه.. فالحذر الحذر.

يا أهل غزة هنيئا لكم صبركم وجهادكم ورباطكم يا مدرسة الفداء والتضحية (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار).

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه النصر غزة الفلسطيني الاحتلال احتلال فلسطين غزة إتفاق نصر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الذی

إقرأ أيضاً:

خمسة قتلى في قصف لقوات الدعم السريع على مسجد في الخرطوم

القدس المحتلة - قُتل خمسة مدنيين وأصيب العشرات في قصف لقوات الدعم السريع لمسجد في شرق الخرطوم، وفق ما أفادت الاثنين منظمة "محامو الطوارئ"، في خضم سعي الجيش السوداني لفرض سيطرته الكاملة على العاصمة.

وجاء في بيان للمنظمة التي توثّق انتهاكات حقوق الإنسان أن قصف  قوات الدعم السريع طاول الأحد "مسجد الرضوان في حلة كوكو – محلية شرق النيل أثناء أداء صلاة التراويح".

ووقع هذا الهجوم "في منطقة خالية تماما من أي أهداف عسكرية، مما يعكس نهج الاستهداف العشوائي والمتعمد الذي تتبعه قوات الدعم السريع ضد المدنيين، في إطار تصعيد مستمر يهدف إلى بث الذعر وإجبار السكان على النزوح القسري"، وفق بيان المنظمة.

وأشار "محامو الطوارئ" إلى أن "استمرار هذه الجرائم في ظل غياب المحاسبة يشجع على المزيد من الفظائع، ولن يتحقق أي استقرار بدون مساءلة صارمة لمرتكبيها".

هذا الهجوم الثاني الذي يستهدف مدنيين منذ أن فقدت قوات الدعم السريع السيطرة على وسط الخرطوم، لا سيّما القصر الرئاسي، إثر هجوم واسع للجيش الجمعة.

والأحد، قصفت قوات الدعم السريع مدينة أم درمان المقابلة للخرطوم على ضفاف النيل، ما أسفر عن سقوط ثلاثة قتلى بحسب شهود وصفوا الغارات بأنها من بين الأعنف في خلال الأشهر الأخيرة.

واشتدت المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع مؤخرا، في ظل إحراز الأول تقدما عسكريا في الخرطوم بينما لا تزال قوات الدعم السريع تسيطر على مواقع مهمة منها مطار الخرطوم، ومناطق في جنوب العاصمة وغربها تشن منها هجماتها على المدينة.

بالإضافة إلى القصر الجمهوري، سيطر الجيش السوداني على عدة منشآت حيوية، منها المصرف المركزي وجهاز المخابرات الوطني والمتحف القومي، كما تمكن الأحد من عبور جسر توتي والسيطرة على الجزيرة التي تحمل الاسم نفسه والواقعة عند التقاء النيل الأبيض والأزرق.

ومن شأن السيطرة على المنطقة الحكومية والاقتصادية في الخرطوم أن تعزز قبضة الجيش على العاصمة، ليحقق بذلك مكسبا كبيرا في الحرب المستمرة منذ عامين تقريبا لكن من غير المتوقع أن تنتهي قريبا.

في المقابل، كثفت قوات الدعم السريع من هجماتها على أحياء مدنية في الخرطوم وأم درمان بضواحي العاصمة، راح ضحيتها أكثر من 50 مدنيا خلال الأسبوع الماضي.

وأسفرت الحرب المتواصلة منذ حوالى عامين عن سقوط عشرات آلاف القتلى ونزوح أكثر من 12 مليونا، متسببة بأكبر أزمة جوع ونزوح في العالم.

 

Your browser does not support the video tag.

مقالات مشابهة

  • بكري: مظاهرات غزة تعكس معاناة الشعب الفلسطيني.. وعلى حماس أن تستمع لصوت الناس ولا تتجاهله
  • خمسة قتلى في قصف لقوات الدعم السريع على مسجد في الخرطوم
  • خمسة شهداء بقصف (إسرائيلي) على جنوب سوريا
  • بعد 17 شهرا من الزلزال... النشاط السياحي في "الحوز" يتحسن بـ48 في المائة بداية 2025
  • الإعلاميين توقف إيهاب الكومي لمدة ثلاثة أسابيع.. ومصعب العباسي ومعدة برنامجه شهرا
  • إصابة خمسة أشخاص جراء حريق اندلع في منطقة الجسر الأبيض بدمشق
  • بابا الفاتيكان يغادر المستشفى بعد خمسة أسابيع من العلاج.. صور
  • من البحر إلى تل أبيب: عمليات عسكرية مستمرة ورد واضح على التحديات لصنعاء
  • خامنئي: الشعب اليمني يمتلك الدافع وإيران ليست بحاجة إلى وكلاء
  • مصطفى بكري: التحديات التي تواجه مصر تتطلب الوقوف خلف القيادة السياسية.. ومتمسكون برفض تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه