يجتمع الأقباط قبل عيد الغطاس فى منازلهم للاحتفال بصُنع «البلامبيصا» من ثمار البرتقال، فتبدو كمصباح منير أشبه بـ«شورية الكنيسة»، وتحرص كل عام الجارتان «إنجى وسوزى» على إحياء تلك العادة برفقة أطفالهما بالإسكندرية، إلا أن هذا العام ازداد العدد، بمشاركة صديقاتهما من الكنيسة وأطفالهن.

فى عمر الشهرين، احتفل أصغر طفل مع والدته بعيد الغطاس وصنع البلامبيصا، فوجدت عزة أنور، وطفلها «إفرايم» داخل المنزل الذى يجمع الأحبة، وصنعت البلامبيصا والتقطت الصور التذكارية، لتكون ذكرى طيبة لطفلها حين يكبر، قائلة: «حبيت أعيّش طفلى أجواء العيد، علشان لما يكبر يشوف صوره مع البلامبيصا، ويقدر يكمل عادتنا القبطية الشهيرة».

وتحتفظ سوزى جرجس وإنجى سمير، بعادة سنوية تعود إلى أكثر من 25 عاماً، حيث تجتمعان مع أصدقائهما وأطفالهما، لصُنع «البلامبيصا» داخل منزلهما بالإسكندرية.

وتقول «سوزى» إنها تُخصّص جزءاً من الوقت لشرح الرمز الدينى خلف هذا الطقس للأطفال الموجودين، حرصاً على تعميق الوازع الدينى لديهم، والتمسّك بالعادات والطقوس الروحانية: «قشرة البرتقالة ترمز إلى السيدة العذراء، بينما الشمعة تُمثل السيد المسيح، كنور أتى من بطن العذراء، وثلاثة حبال تدل على الثالوث المقدس».

وأضافت «سوزى» أن العادة تطورت بإضافة عناصر جديدة، مثل استخدام قطع المكرونة، لتزيين الحبال وتشجيع الأطفال على تلوينها، مما يُحول النشاط إلى تجربة دينية وفنية ممتعة.

الاحتفال بأجواء عيد الغطاس

أما سارة رومانى، التى تشارك لأول مرة فى الاحتفال بأجواء عيد الغطاس، فقالت: «الأطفال بيفرحوا جداً بالعادة دى، وبيدى للعيد طبع خاص، لأنه بيجمع الأحباب فى نشاط مُفرح وجميل».

تُوضح نيفين نبيل، مشاركة أخرى، الخطوات الأساسية لصُنع «البلامبيصا»، حيث يتم اختيار البرتقال ذى القشرة السميكة، وتفريغه باستخدام ملعقة، ثم تُزين القشرة بالصليب المرسوم وتُثبَّت شمعة صغيرة داخلها. يُربط البرتقال بثلاثة حبال مصنوعة من سلك براويز العسل، لتجنُّب القطع أو الحرق.

وحرص طفلها «إيمانويل» على سرد ما قام به بابتسامة: «فرّغت البرتقالة بالملعقة، ورسمت الصليب عليها، وبعدها حطيت الشمعة وعلقتها بالخيط».

صُنع «البلامبيصا»

ومع اكتمال صُنع «البلامبيصا» يرتدى الجميع ملابسهم الجديدة، ويحملون مصابيحهم المضيئة للذهاب إلى الكنيسة لحضور قداس عيد الغطاس، وهم يُردّدون لحن «أجيوس» المعروف بالثلاث تقديسات، فى مشهد يجمع بين الفرح والطقوس الدينية.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: عيد الغطاس طقوس عيد الغطاس عيد الغطاس بالإسكندرية البلابيصا فانوس الغطاس عید الغطاس

إقرأ أيضاً:

رحلة الصوم الكبير.. كيف ترشدنا قراءات الكنيسة نحو التوبة والقيامة؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يمثل الصوم الكبير رحلة روحية عميقة تقود المؤمنين نحو القيامة، ومن خلال قراءات الكنيسة خلال هذه الفترة، تقدم الكنيسة رسائل رمزية تساعد على النمو الروحي والتوبة الحقيقية. 

فكل أسبوع يحمل قصة أو مثلًا من الكتاب المقدس يعبر جانبًا عن حياة الإنسان الروحية، ليكون الصوم ليس مجرد امتناع عن الطعام، بل مسيرة تغيير داخلي وتجديد للنفس.

تبدأ الكنيسة الصوم بقراءة "أحد الاستعداد"، حيث تذكر المؤمنين بأهمية الدخول للصوم بقلب مستعد، مثلما علمنا المسيح عن الصوم والصلاة والصدقة،ثم تأتي سلسلة من القراءات تحمل رموزًا روحية عميقة: أحد التجربة: حيث تقرأ قصة تجربة المسيح في البرية (متى 4)، لتؤكد أن الصوم ليس فقط امتناعًا عن الطعام، بل جهادًا روحيًا ضد التجارب والضعفات.

أحد الابن الضال: يرمز إلى محبة الله اللامحدودة واستعداده لقبول كل خاطئ يتوب، مما يشجع المؤمنين على العودة إلى الله بثقة ورجاء.

 أحد السامرية: يعبر عن اللقاء بالمسيح الذي يمنح" الماء الحي"، ويرمز إلى تجديد النفس والبحث عن الحقيقة والارتواء من النعمة الإلهية.

أحد المخلع: يوضح أهمية الإيمان والاعتماد على الله في الشفاء الروحي والجسدي، وكيف أن الله قادر على تغيير كل ضعف في حياتنا.

 أحد المولود أعمى: يشير إلى الاستنارة الروحية، حيث يعطي الله البصيرة الحقيقية لكل من يبحث عن الحق.

تحرص الكنيسة من خلال هذه القراءات على تعليم المؤمنين دروسًا عملية في التوبة، والصلاة، والجهاد الروحي، مما يساعدهم على الاستعداد الروحي لعيد القيامة، حيث تتوج هذه المسيرة بالفرح والانتصار على الخطية والموت.

ويظل الصوم الكبير ليس مجرد طقس كنسي، بل هو رحلة روحية مدعومة بكلمة الله، تدعو المؤمن إلى التأمل والتغيير الحقيقي، استعدادًا لاستقبال نور القيامة بقلب نقي.

مقالات مشابهة

  • بفانوس وصليب.. كنيسة العذراء وأبو سيفين عبد القادر تنظم إفطار المحبة
  • القس أندريه زكي ينعى كمال حنا شيخ الكنيسة الإنجيلية بمغاغة
  • نهاية الرحلة.. أبطال «المداح» يحتفلون بالانتهاء من تصوير الجزء الخامس (صور)
  • أبطال وأسرة العتاولة 2 يحتفلون بنهاية التصوير في حلوان.. صور
  • الكنيسة تحتفل بـ "أحد السامرية" في الصوم الكبير
  • رحلة الصوم الكبير.. كيف ترشدنا قراءات الكنيسة نحو التوبة والقيامة؟
  • لاعبو الهلال يحتفلون بمحمد العويس بمناسبة قدوم مولوده الجديد .. فيديو
  • نحو 70 ألف طن انتاج ديالى من الحمضيات هذا الشتاء
  • راكش تحتفل بتراثها العريق في الدورة 13 لموسم ‘زهرية مراكش’ للاحتفاء بزهر البرتقال”
  • نجوم الجزائر يحتفلون بمحرز بعد وصوله لـ 100 مباراة دولية .. فيديو