بعد عرقلته لحزمة مساعدات بقيمة 3 مليارات يورو لأوكرانيا .. مكانة شولتس السياسية على المحك
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
يتعرض المستشار الألماني أولاف شولتس لانتقادات لاذعة من مشرعين من مختلف الأطياف السياسية، بمن فيهم وزيرة الخارجية، لرفضه الموافقة على تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 3 مليارات يورو لأوكرانيا ما لم يتم تمويلها عبر اقتراض إضافي، مما ألقى بظلال من الشك على موقفه السياسي.
وفي تصريح تلفزيوني سابق هذا الأسبوع، أكد شولتس أنه لن يوافق على حزمة المساعدات ما لم يتم تمويلها عبر ديون جديدة، مشددًا على رفضه المساس بالإنفاق الاجتماعي.
وتتضمن الحزمة المقترحة تمويلًا إضافيًا يعزز من الدفاعات الجوية الأوكرانية، وهو امتداد لمساعدات بقيمة 4 مليارات يورو تم تخصيصها في ميزانية 2025 المؤقتة. ومع ذلك، قوبلت هذه الخطوة بانتقادات حتى من داخل الحكومة، حيث عبرت وزيرة الخارجية أنالينا بيربوك عن استيائها الواضح.
وفي حديثها مع مجلة "بوليتيكو"، قالت بيربوك: "لا تُعتبر ألمانيا حاليًا قوة دافعة للسلام في أوروبا، وهذا يؤلمني بشدة". وأضافت مشيرة بشكل غير مباشر إلى شولتس: "بعض السياسيين يضعون المكاسب الانتخابية فوق المسؤولية الحقيقية عن السلام في أوروبا".
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تستعد ألمانيا لانتخابات مبكرة في 23 فبراير، بعد انهيار الائتلاف الثلاثي في نوفمبر. وأظهرت استطلاعات الرأي تراجع الحزب الاشتراكي الديمقراطي بقيادة شولتس إلى المرتبة الثالثة، ما يضعه في موقف سياسي حرج.
كما يشعر العديد من أعضاء الحزب الاشتراكي الديمقراطي بالقلق من استمرار الإنفاق العسكري على خلفية ركود اقتصادي وعجز في الميزانية. وبينما تعد ألمانيا ثاني أكبر مقدم للمساعدات العسكرية والمالية لأوكرانيا بعد الولايات المتحدة، يبدي بعض الناخبين ترددهم في استمرار هذا النهج.
شولتس يسعى لاستخدام الديون لتمويل مشاريع البنية التحتية ودعم أوكرانيا، بينما يعارضه ليندنر ويدعو لتخفيض الضرائب وتقليص الإنفاق الاجتماعي لتمويل هذه المبادرات.وفي خطوة تعكس الانقسام السياسي، قال نواب من الحزب الديمقراطي الحر والاتحاد المسيحي الديمقراطي إن شولتز يستخدم قضية المساعدات لمغازلة الناخبين. وصرح كارشتاين كلاين قائلاً: "دعم أوكرانيا لا يحتاج إلى تخفيف كبح الديون"، واصفًا موقف شولتس بأنه "مناورة انتخابية".
شولتس يضاعف جهوده لتعليق سقف الديون العامة في ألمانيا كشرط سياسي لإرسال مزيد من المساعدات لأوكرانيا، مما يحوّل الدعم المالي للدولة المتضررة من الحرب إلى قضية انتخابية مثيرة للجدل.ويدعم الاتحاد المسيحي الديمقراطي والاتحاد المسيحي الاجتماعي تقديم المزيد من المساعدات لكييف، لكنهم يرفضون تمويلها عبر الديون الإضافية، مما يثير الشكوك حول إمكانية تمرير الحزمة المقترحة قبل الانتخابات البرلمانية.
وفي سياق آخر، قام وزير الدفاع الألماني بزيارة مفاجئة إلى كييف، في خطوة تهدف إلى تأكيد التزام برلين بدعم أوكرانيا، خاصة مع التغيرات المحتملة في سياسة واشنطن تحت قيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب.
Relatedضربة ثانية للمستشار شولتس: انكماش الاقتصاد الألماني للعام الثاني على التوالي في عام 2024شولتس يدين دعم ماسك لحزب "البديل من أجل ألمانيا" المتطرف ويتّهمه بمحاولة التأثير في المشهد السياسيشولتس يرفض تصريحات ترامب حول غرينلاند ويؤكد: "لا مساس بالحدود"وقد أبدى شولتس، من جانبه، تفاؤله باستمرار التعاون بين أوروبا والولايات المتحدة لدعم أوكرانيا، مؤكدًا أنه أجرى محادثات مع ترامب، وأن الإدارة الأمريكية القادمة ستظل ملتزمة بتقديم المساعدات العسكرية. وقال: "يمكننا أن نأمل في استمرار الشراكة الجيدة بين الجانبين في المستقبل".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ألمانيا: المحكمة الدستورية تقضي بتحميل الأندية الرياضية تكاليف الأمن في المباريات "عالية المخاطر" قمة بروكن تستهوي المتنزهين بجمالها الثلجي في صباح شتوي شمال ألمانيا انطلاق الحملة الانتخابية في ألمانيا واليمين المتطرف يقدم مرشحة لخلافة المستشار أولاف شولتس الغزو الروسي لأوكرانياألمانياروسياأوكرانياأنالينا بربوكأولاف شولتسالمصدر: euronews
كلمات دلالية: قطاع غزة إسرائيل الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة انتخابات قطاع غزة إسرائيل الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة انتخابات الغزو الروسي لأوكرانيا ألمانيا روسيا أوكرانيا أولاف شولتس قطاع غزة إسرائيل الاتحاد الأوروبي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة انتخابات رحلة فضائية أبحاث طبية فلاديمير بوتين الصحة اليمن إيطاليا یعرض الآنNext
إقرأ أيضاً:
خطة أميركية لأوكرانيا: الروس في الشرق والأوروبيون في الغرب
طرح المبعوث الأميركي إلى أوكرانيا كيث كيلوغ فكرة نشر قوات أوروبية في غرب البلاد، مع وجود الجيش الروسي في الشرق، وذلك على غرار "برلين بعد الحرب العالمية الثانية"، كجزء من اتفاق سلام مع موسكو.
وأشار كيلوغ، وهو شخصية بارزة في الجهود الأميركية لإنهاء الحرب المستمرة لأكثر من 3 سنوات، إلى أن قوات بريطانية وفرنسية قد تنتشر غربي أوكرانيا كجزء من "قوة طمأنة"، مع وجود الجيش الروسي في الشرق، وبينهما ستتمركز القوات الأوكرانية إلى جانب منطقة منزوعة السلاح.
وحسب تصريحات كيلوغ التي أبرزتها صحيفة "تايمز" البريطانية، فإن القوة التي ستقودها بريطانيا وفرنسا غرب نهر دنيبرو "لن تكون استفزازية لموسكو على الإطلاق".
ويقسم نهر دنيبرو أوكرانيا من الشمال إلى الجنوب، ويمر عبر كييف.
وأضاف المبعوث أن "أوكرانيا دولة كبيرة بما يكفي لاستيعاب عدة جيوش، تسعى جميعها إلى فرض وقف إطلاق النار".
وقال: "يمكن أن يبدو الأمر مشابها لما حدث في برلين بعد الحرب العالمية الثانية، عندما كانت هناك منطقة روسية وأخرى فرنسية وثالثة بريطانية ورابعة أميركية".
لكن كيلوغ أوضح لاحقا أن الولايات المتحدة لن تشارك بأي قوات برية، وفق مقترحه.
وبينما نشرت "تايمز" تصريحات المبعوث الأميركي على أنها "خطة لتقسيم أوكرانيا"، فإن كيلوغ نفى أن يكون هذا هو هدف المقترح التي طرحه.
وكتب كيلوغ على منصة "إكس"، قائلا إن "مقال تايمز يُحرّف ما قلته. كنت أتحدث عن قوة صمود لما بعد وقف إطلاق النار لدعم سيادة أوكرانيا".
وأضاف: "كنت أشير إلى مناطق مسؤولية قوة حليفة (من دون قوات أميركية). لم أكن أشير إلى تقسيم أوكرانيا".
ويتضمن مخطط كيلوغ حول الانتقال من وقف إطلاق النار إلى تسوية سلمية دائمة في أوكرانيا، اعترافا أميركيا ضمنيا بسيطرة روسيا الفعلية على الأراضي التي تحتلها حاليا في الشرق.
وتقدم هذه التصريحات واحدة من أوضح الأفكار حول رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمستقبل أوكرانيا.
لكن في شهر مارس الماضي، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن موسكو لن تقبل بوجود قوات حفظ سلام من أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، وذلك "تحت أي ظرف من الظروف".