قبل 15 شهراً انطلقت شرارة المجد ضد جرثومة وسرطان العصر في المنطقة، تلك الغُدة السرطانية التي عملت الصهيونية العالمية بدءاً ببريطانيا، وانتهاءً بالولايات المتحدة الأمريكية، وترسيخ مبدأ القبول به ككيان أبدي، ونظام إجرامي له خططه العميقة التوسعية في التهام منطقة الشرق الأوسط حسب تسمية الغربيين الذين عمدوا على تمهيد الأرضية الاستعمارية له، لدى العديد من الأنظمة العربية، التي جهدت قبل 7 أكتوبر 2023م، على مائدة التطبيع السياسي، والرضى بالكيان الإسرائيلي، كدولة يحق للشعوب التعايش معها ضمن إطار سكاني، وثقافي موحد.
مائدة التطبيع، وخيانة العربية والقومية، نُسفت بين عشية ليلة وضحاها على أيدي رجال الطوفان، الذي أربك الأنظمة، وكشف وجه العدو الصهيوني القبيح، وعرَّى أنظمة العالم ودُعاة الحرية.
15 شهرا ًملحمة أسطورية، ومقاومة فلسطينية عجزت أمامها أقوى الأنظمة الغربية الأمريكية والإسرائيلية، وجه جديد من الآيديولوجيا العسكرية، “رُسمت خلال هذه المعركة المقدسة، والجولة التي لم تنتهِ كما أشار إلى ذلك السيد القائد/ عبدالملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله – من تغيير لشكل الحروب، تغيرا حتميا، وجذرية جديدة رسخت خلال العدوان الإسرائيلي على فلسطين وقطاع غزة تحديداً، تغيّر المبدئيات العالمية، وجرت على يد الطوفان بلورة فرضيات الحرب في العالم إلى قالب تجرَّد من الاحتمالات الفرضية، التي ترسم في شن الحروب.
شكل من أشكال الملاحم البطولية والمدارس النضالية التي جمعت المقاومة الفلسطينية، قوة سنواتٍ من البناء والاستعداد، والدراسة، ليتشكل طوفان السنوار، الذي غيَّر تكتيكات الحرب التقليدية، وكسر قاعدة” النصر للأقوى” .
ملحمة غزة، تتوَّج بوقف بإعلان وقف العدوان عن قطاع غزة، ليخرج العدو الإسرائيلي صاغراً ذليلاً، وهمٌ بنى خلاله آمال القضاء على المقاومة الفلسطينية وقطاع غزة؛ تلاشى كل ذلك أمام صخرة كؤود من البسالة والنضال والتضحية الفلسطينية، أمام قوة عرَّفتها الأنظمة العربية قديما أنها فوبيا المشرق، والجندي الذي لا يُقهر،” العدو الإسرائيلي، تتجلى الحقيقة وتسقط إسرائيل بعصا السنوار، أمام صمود أسطوري، من ضحايا وأشلاء، وإبادة جماعية كل يوم وساعة وثانية، من أهل غزة ومجتمعها.
خطاب الانتصار، ملحمة خالدة من ملاحم السيد القائد، على طريق القدس، يتوج النصر المبارك في مشهد قلَّ نظيره، في خطاب الخميس الذي وقف على أسطورة الطوفان يعرّف العالم وشعبنا عن حقيقة المعركة، وبسالة المقاومة، وخزي العدو المجرم.
خطاب يوصف بالتاريخي، والجذري، والمرحلي، خطاب تمتع بالرؤية القرآنية، التي أخرجت المواقف وجسدت الأحداث، وكشفت حقيقة الواقع وما يجري، خطاب السيد المولى، توج مرحلة خاضها شعبنا في معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ومواقفه المشرفة التي كُتبت على جبين الدهر، يقف العالم في حيرة، واليمن ينتصر لغزة إلى اللحظة الأخيرة لعدوان الكيان المحتل من يوم غد الأحد.
وضع النقاط على الحروف، حدد المسارات، ووقف على طبيعة المعركة، والجهود اليمنية في معركة الإسناد، والدور المتكامل الذي جمع بين حكومتي الإنقاذ والبناء، إلى جانب النشاط الشعبي العام، والمذهل، الذي حيَّر دهاليز العالم.
طوفان الأقصى، هذه المعركة التي كان ثمن نصرها خيرة قادة الأمة في مقدمتهم شهيد الإسلام الأسمى سماحة السيد القائد حسن نصر الله،-سلام الله تعالى عليه-، معركة التحمت الأرواح والبنادق والصواريخ والمسيرات، التقى خلالها الصاروخ اليمني، والعراقي، واللبناني، والفلسطيني، جمعت المحور، وأعادت للقضية الفلسطينية زخمها المديد، وحضورها الإقليمي والعالمي..، إن اللحظات الأخيرة، لمعركة البحار، والبوارج، تضع المقاومة الإسلامية حماس، خطوط سيرها أو إيقافها من منطلق قوة الميدان، الذي أثبتت قواتنا المسلحة في معركة البحر قوة الإرادة وصلابة الإيمان، وكسرت هيبة بوارج التاريخ المرعب للقوة الأمريكية الهشة التي تهاوت غارقة في أعماق البحار، أو مهرولة إلى خلف البحار السبعة هاربة.
مضامين شتى، وواقع من التغيرات المهمة، برزت للسطح وأثبتت معادلة التفوق الغربي، على واقع من المظلومية للأمة وامتهانها، تنشأ قوة صاعدة، حطَّمت خرافات أبي الهول وفيل أمريكي، وحمار ديمقراطي، «ليغرق الفيل ويهلك الحمار «حال البوارج الأمريكية».
خطاب الانتصار يؤكد السيد المولى، من جديد أن القضية لم تمت، والجولات كثيرة، وما بين التخاذل العربي، كأنظمة، وشعوب محكومة، وتواطؤ خيانة للأغلبية، تشرق شمس التحرير، وتعلو راية القضية الفلسطينية كقضية حُقَّ لها أن تتحقق، وأن يتلاشى كيان العدو المؤقت، عبر ضربات حيدرية كوعد إلهي، حتمي التحقق، ليقف جميل الوفاء، كما افتتح معركة الفتح والإسناد بالوفاء «الوفاء ما تغير عهد الأحرار باقٍ….. يا رعى الله نفسْ تعيش في العمر حرة».
وفاء الأحرار للأحرار، والشجعان للأبطال، والإيمان لأهل الإيمان، من قبلة الجهاد، ومحور الإسناد، وصرخة الشعب الكبير، من قلب السبعين على مدى15 شهراً وميادين المحافظات اليمنية، يبقى الوفاء، ويتجدد العهد، تبقى القضية، إلهاماً للأجيال، وصوت أسود السبعين الضاربة يزأر في وجه المعتدين، وشعب المختار، هذه هي حكاية الطوفان، وليلة خطاب الانتصار.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
السيد القائد: بعد أشهر من الجرائم الرهيبة اضطر العدو الإسرائيلي هو والأمريكي للذهاب إلى اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
يمانيون/ خاص
أكد السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي أن إعلان الاتفاق على وقف إطلاق النار في غزة تطور مهم.. مشيرا إلى أن العدو الإسرائيلي اضطر هو والأمريكي إلى الذهاب إلى الاتفاق في غزة بعد أشهر من الجرائم الرهيبة.
وقال السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كلمة له، اليوم الخميس، حول مستجدات العدوان الإسرائيلي على غزة وآخر التطورات الإقليمية والدولية، أن الخيار الإسرائيلي والأمريكي كان واضحاً في مستوى الأهداف التي يسعيان إلى تحقيقها في العدوان على قطاع غزة، وأن العدو الإسرائيلي بشراكة أمريكية كاملة استمر في سعيه لإبادة الشعب الفلسطيني في غزة وارتكب أكثر من 4050 مجزرة.
وأضاف قائد الثورة أن مشهد غزة خلال 15 شهرا له صورتان، صورة المظلومية الكبرى الممتدة لأكثر من قرن والصمود المنقطع النظير.. مؤكداً أن مظلومية غزة تعاظمت في هذه الجولة من العدوان الهمجي الإسرائيلي بشراكة أمريكية وتخاذل عربي وإسلامي كبير وتواطؤ من بعض الأنظمة العربية لصالح العدو الإسرائيلي.
وأوضح السيد القائد أن جرائم الإبادة الجماعية الكبيرة جرت ونفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة على مرأى ومسمع من دول العالم.. لافتاً إلى أن العالم شاهد مجاعة وتجويع الشعب الفلسطيني والعدو الإسرائيلي يمنع عنه الغذاء فلا يدخل إلا القليل جداً من المواد الغذائية.
وبين السيد أن العدو الإسرائيلي عمل على تدمير البنية الصحية وإنهاء الخدمة الطبية بشكل نهائي وجعل من المستشفيات نفسها أهدافاً عسكرية أساسية، وأن العدو الإسرائيلي استهدف في قطاع غزة كل أبناء الشعب الفلسطيني دون استثناء واستهدف كل مقومات الحياة وبشكل همجي.
وأكد قائد الثورة أن العدو الإسرائيلي حظي بدعم أمريكي كبير وفر له الكميات الهائلة جداً من القنابل المدمرة فألقى على قطاع غزة عشرات الآلاف من الأطنان المتفجرة والمدمرة، وأن العدو الإسرائيلي مارس التعذيب للأسرى والمخطوفين بأبشع التعذيب وبطريقة ينتهك فيها الكرامة الإنسانية.
مشدداً على أن مظلومية غزة مسألة واضحة لا يمكن الإنكار لها ولا التجاهل لها.