الثورة نت:
2025-04-17@13:43:40 GMT

مدارس محمية عتمة.. بين حلم التعليم ومعاناة الواقع

تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT

مدارس محمية عتمة.. بين حلم التعليم ومعاناة الواقع

 

128 مدرسة يعمل فيها 1200 معلم ومعلمة و650 متطوعاً

  في قلب محمية عتمة، حيث يحتضن الجمال الطبيعي تضاريس الأرض وتصدح الحياة بألحانها البكر، هناك قصص لم تُروَ بعد، قصص تُحكى بوجود أطفال يحملون فوق أكتافهم أثقال المستقبل وأحلام العلم..
في تلك المدارس المتواضعة التي تقف شاهدة على عزيمة أبناء الأرض، يتردد صدى المعاناة: تلاميذ يبحثون عن كتاب دراسي يُضيء لهم الطريق، وصفوف خالية من معلمي المواد العلمية (رياضيات وعلوم وفيزياء وإنجليزي) الذين يحملون شعلة المعرفة.

.
وسط كل هذا الجمال تنبض حكاية مليئة بالتحديات، حيث يتشابك الشغف بالتعلم مع قسوة الواقع الذي يعيشه الأطفال هناك في قرى ونجوع المحمية تُكتب فصول من الإصرار رغم غياب الإمكانات، ويواصل التلاميذ رحلتهم في طريق يبدو شاقاً، لكنه مضاء برغبتهم العميقة في أن يكون لهم مكان في عالم لا يرحم الجهل.
الثورة / عبد الواحد البحري

في قلب محمية عتمة، حيث الطبيعة البكر تأسر الألباب، تتوارى خلف هذا الجمال معاناة كبيرة يعيشها طلاب المدارس، الذين يكافحون في رحلة يومية شاقة للحصول على أبسط حقوقهم في التعليم.
يقطع الكثير منهم آلاف الأمتار سيراً على الأقدام للوصول إلى مدارسهم البعيدة عن السكن تفتقر إلى المقومات الأساسية التي تجعل من البيئة التعليمية مكاناً آمناً وصحياً للتعلم.
الطريق إلى المدرسة معاناة يومية يتكبدها صغار التلاميذ
بداية يقول إسماعيل وبدري طالبين في الصفوف الأساسية بمدرسة الأجيال – بني العراص للتعليم الأساسي، نستيقظ قبل طلوع الشمس (بعد صلاة الفجر تحديدا) لنبدأ رحلتنا الطويلة إلى المدرسة، بهذه الكلمات وصف إسماعيل وليد وهو تلميذ في الصف الثالث أساسي رحلته اليومية التي تمتد لأكثر من خمسة كيلومترات للوصول إلى المدرسة. يواجه إسماعيل وأقرانه تحديات الطريق الوعرة التي تزيد من معاناتهم خاصة في مواسم الأمطار عندما تصبح الأرض موحلة وزلقة وغير صالحة للمشي.

غياب المرافق
عند الوصول إلى المدرسة، لا تنتهي المعاناة بل تبدأ بشكل آخر.. فمعظم مدارس المحمية تفتقر إلى أدنى المرافق الأساسية.. لا توجد معامل علمية، ولا مكتبات تساعد التلاميذ على تنمية مهاراتهم، ولا ملاعب تتيح لهم الترفيه خلال أوقات الراحة. .
وحتى دورات المياه، التي تُعد من أبسط الاحتياجات الإنسانية، غائبة تماماً، ما يضاعف معاناة الطلاب، خصوصاً الفتيات، في مدارس التعليم الأساسي المختلطة للذكور والإناث.
أحياناً نضطر للعودة إلى منازلنا لقضاء حاجتنا، وهذا يعني فقدان وقت طويل من الحصص الدراسية وأحيانا بقية اليوم الدراسي لبعد المسافة بين البيت والمدرسة تقول عائشة فهمي- طالبة في الصف الرابع من مرحلة التعليم الأساسي وهي تعبّر عن الإحراج اليومي الذي تواجهه وزميلاتها نتيجة غياب دورات المياه : يفترض أن دورات المياه من اهم المرافق في أي مدرسة ريفية، كون هذه المرافق تعد عنوان النظافة الأول..

غياب معلمي المواد العلمية
من ناحية أخرى وفي مدارس التعليم الثانوي مدرسة ( الحريق للتعليم الثانوي) تُعد مشكلة نقص المعلمين، خاصة للمواد العلمية ( الرياضيات، والفيزياء والكيمياء) عقبة كبيرة أمام تلاميذ مدرسة (الحريق للتعليم الثانوي)  يقول علي ناصر، ولي أمر: «أبناؤنا لا يتلقون تعليماً مناسباً في المواد العلمية، فالمعلمون إما غائبون أو غير متخصصين». هذا النقص يؤثر بشكل كبير على مستوى الطلاب ويجعلهم غير مؤهلين لمواكبة التعليم في مراحله المختلفة.

عبء الرسوم الشهرية
ويرى الأخ عبد الملك محمد ولي امر أن الرسوم التي تفرض على أولياء الأمور دون وجه حق تعد معضلة وتثقل كاهل أولياء الأمور حيث فضل الكثير منهم إخراج أبنائهم من المدرسة بسبب قلة السيولة لديهم خاصة مع غياب المرتبات والأعمال التي تعين أولياء أمور التلاميذ ؛ و كما ذكرت لك أن أولياء الأمور يواجهون ضغوطاً مالية كبيرة بسبب الرسوم الشهرية التي تُفرض على الطلاب، والتي تصل إلى 1500 ريال شهرياً عن كل طالب وطالبة هذه الرسوم، رغم قلة قيمتها بالنسبة للبعض، تُعد عبئاً لا يحتمل على الكثير من الأسر في مدارس المحمية التي تعتمد في الغالب على الزراعة أو أعمال بسيطة لتأمين قوت يومها.
يقول أحد الآباء: «كيف يمكنني تعليم أطفالي الخمسة وأنا بالكاد أستطيع تأمين لقمة العيش لهم؟ هذه الرسوم دفعتني إلى إخراج اثنين من أبنائي من المدرسة لأنني لا أستطيع تحمل التكاليف».

عزيمة لا تنكسر
رغم كل هذه التحديات، يستمر طلاب مدارس محمية عتمة في التشبث بحلمهم في التعلم، مستمدين قوتهم من عزيمة لا تنكسر. ومع ذلك، يظل السؤال قائماً: إلى متى ستظل هذه المعاناة دون حل؟ وأين دور الجهات المعنية في توفير بيئة تعليمية مناسبة لهؤلاء الطلاب الذين يمثلون مستقبل البلاد؟ وفي الختام.. تبقى مدارس محمية عتمة نموذجاً حياً للصراع بين شغف التعليم وقسوة الظروف، وما لم يتم التدخل وعمل حلول سريعة ومنطقية لمثل هكذا أوضاع فإن أحلام آلاف الطلاب قد تُسحق تحت وطأة الإهمال والتجاهل لمعانات أولياء الأمور..
ويضيف المهندس والمربي عبد الملك محمد، أحد المتطوعين في مدرسة النور ببني البحري يوجد في محمية عتمة ما يقارب 128 مدرسة للتعليم الأساسي (الصفوف من 1 إلى 9) كما يوجد فيها على 1.008 شُعب دراسية، ويدير العملية التعليمية فيها 1.200 معلم ومعلمة بالإضافة إلى أكثر من 600 متطوع تقريبا.
وبخصوص التحديات التي يواجهها الطلاب كثيرة وتتشابه مع كثير من مدارس الجمهورية حتى التي توجد في المدن يعاني الكثير من جور الرسوم التي تفرض على أولياء الأمور إلى جانب صعوبات أخرى أبرزها: نقص الأثاث المدرسي حيث تعاني العديد من المدارس من عدم توفر المقاعد والمستلزمات الأساسية، ما يؤثر وينعكس سلبا على جودة التعليم..
كما يجب علينا نقل مناشدة المواطنين حاجتهم إلى مدارس جديدة: في بعض المناطق النائية وهناك مناطق بعيدة في مناطق الشرم والربيعة ومنظقة الغربي والفجرة يتلقى الطلاب تعليمهم تحت الأشجار لعدم وجود مبانٍ مدرسية مناسبة.
وتشير بعض تقارير وزارة التربية والتعليم إلى سبب نقص الكوادر التعليمية: بسبب توقف التوظيف منذ حوالي 10 سنوات، لجأت الإدارة إلى استيعاب 650 متطوعًا ومتطوعة في مدارس المحمية من حملة الشهادات لتغطية النقص، ومع ذلك، لا يزال هناك احتياج لكوادر مؤهلة.. وعلى الرغم من بعض المبادرات المجتمعية لطباعة الكتب، إلا أن التغطية لا تزال غير كافية، حيث تم توفير 50% فقط من المناهج الدراسية للصفوف من الأول إلى الخامس الأساسي.. هذه التحديات تؤثر بشكل مباشر على جودة التعليم وظروف التعلم للطلاب في محمية عتمة.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

التعليم تكرم الطلاب المتميزين والمبدعين بمدارس التكنولوجيا التطبيقية

 نظمت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، احتفالية لتكريم النماذج المتميزة في منظومة مدارس التكنولوجيا التطبيقية للعام الدراسي 2024/2025، وذلك في إطار دعم الوزارة للتعليم الفني وتعزيز دور مدارس التكنولوجيا التطبيقية.

وتأتى الاحتفالية كجزء من استراتيجية الوزارة لتعزيز التعليم الفني وتحفيز الطلاب على الابتكار والإبداع في مجالات التكنولوجيا الحديثة، وتشجيعهم على مواصلة السعي لتحقيق طموحاتهم، ليكونوا بذلك روّاد التغيير في وطنهم، وتأكيد الوزارة على أهمية الدور الذي يلعبه التعليم الفني في بناء جيل قادر على المنافسة والابتكار.

عبد اللطيف: منظومة تعليمية مرنة تستجيب لمتغيرات العصر وثورة الذكاء الاصطناعيالتعليم تطالب المدارس الفنية الزراعية بسرعة تسليم استمارات الدبلومات الفنية 2025قرارات عاجلة من التعليم بشأن طلاب المدارس الفنية .. تفاصيلالتعليم تبحث إطلاق منصات تعليمية بالتعاون مع جوجل

وحضر الاحتفالية كل من الدكتور عمرو بصيلة رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفنى ومدير وحدة مدارس التكنولوجيا التطبيقية والدكتورة أمانى قرنى رئيس الإدارة المركزية لمدارس التعليم الفنى، وشيماء ممدوح نائب رئيس وحدة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والدكتور تامر نجم الدين مدير عام الإدارة العامة للتعليم والتدريب المزدوج، والدكتورة فاطمة نايل مدير عام الإدارة العامة لمركز تطوير التعليم الفنى، والمهندسة فاطمة بدر مدير عام الإدارة العامة للتجهيزات وضمان الجودة، ومشرفو وحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، وعدد من ممثلى الشركاء الصناعيين.
 
وأكد الدكتور عمرو بصيلة، رئيس الإدارة المركزية لتطوير التعليم الفني ومدير وحدة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، على أهمية الاحتفال بجهود الطلاب وابتكاراتهم، تقديرًا لجهودهم المبذولة وما قدموه من مشروعات وأبحاث تسهم فى تغيير الصورة الذهنية للتعليم الفنى بمصر.

كما وجه تحية إعزاز وإجلال للمعلمين وجميع القائمين على العملية التعليمية على جهودهم المبذولة بمدارس التكنولوجيا التطبيقية ولكل من ساهم فى دعم الطلاب وتنمية الابتكار والمهارات والابداع لديهم، والاستفادة من ابتكاراتهم وأفكارهم الجديدة لتستفيد بها مصر بأكملها، متمنيا صعود الطلاب فى العام القادم إلى المراكز الأولى بمسابقة المهارات الدولية.
 

تكريم الطلاب الموهوبين والمعلمين المشرفين على مشروعاتهم


وشهدت الاحتفالية تكريم الطلاب الموهوبين والفائزين فى المسابقات الدولية والذين يبلغ عددهم (٢٩) طالبا وطالبة، وتكريم المعلمين المشرفين على مشروعاتهم فى  مسابقات BASEF, ISEF,  BLAST  OFF , ومسابقة اللجنة الوطنية للعلوم البيولوجية للشباب فى مجالات تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى العلوم البيولوجية.

كما تم تكريم المشرفين بوحدة تشغيل وإدارة مدارس التكنولوجيا التطبيقية، والمسئولين الإعلاميين، والمديرين الأكاديميين، وممثلى الشركاء الصناعيين الفائزين فى مسابقة "المسئولين الإعلاميين" التى تهدف إلى نشر الوعى بأهمية التعليم الفنى التكنولوجى.

مقالات مشابهة

  • في جولة مفاجئة| وكيل تعليم البحيرة يزور مدارس إدارة التحرير.. صور
  • مؤسس "أمهات مصر" عن واقعة مدرسة كفر الشيخ: العنف مرفوض بكل أشكاله
  • طلاب مدرسة واثلة بن الخطاب المتوسطة يؤدون اختبارات نافس.. صور
  • «حياة كريمة» تصل مدارس الغردقة لتوعية الطلاب والمعلمين بمخاطر الأورام السرطانية
  • إصابة أربعة أشخاص على الأقل بعد إطلاق نار بمدرسة في دالاس الأمريكية
  • مُعلمة تتعدى على مدير مدرسة وتصفعه على وجهه
  • التعليم تكرم الطلاب المتميزين والمبدعين بمدارس التكنولوجيا التطبيقية
  • محافظ المنيا: التعليم أساس بناء الامة وحامى أجيالها
  • وزير التعليم يبحث مع "جوجل" التعاون في إنشاء مدرسة تكنولوجيا تطبيقية بمصر
  • محافظ أسيوط يلتقي مديري مدارس البرنامج الرئاسي 1000 مدير مدرسة