تحليل/ عدنان القيناشي:

> قبل أيام، عقد اجتماع مهم في العاصمة السعودية الرياض بين رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي، ورئيس الوزراء الدكتور أحمد عوض بن مبارك، بالإضافة إلى عدد من الوزراء، بهدف مناقشة الاستعدادات للاجتماع الوزاري الدولي المقرر عقده في نيويورك 20 يناير 2025م، يهدف الاجتماع إلى تعزيز الدعم السياسي والاقتصادي في ظل التحديات الاقتصادية والأمنية الكبرى التي يواجهها اليمن.



> أبعاد التحليل الرئيسية:

يسعى الاجتماع الوزاري في نيويورك للحصول على دعم دولي يعزز استقرار اليمن السياسي والاقتصادي، والتركيز على الإصلاحات المؤسسية شمل تسليط الضوء على أهمية هذه الإصلاحات لتحقيق التعافي الاقتصادي والحد من الأزمات الداخلية، الدعم الدولي المتوقع من المجتمع الدولي والممولين يعد محوريًا لتحفيز مشاريع الإصلاح.
يظهر أن حكومة بن مبارك تركز على تعزيز علاقتها مع المجتمع الدولي والمانحين في سعيها لضمان شراكات استراتيجية طويلة الأمد، هذا التعاون يعكس رغبة الحكومة في توسيع دائرة الدعم الدولي بشكل يساهم في استقرار الأوضاع على المستويين السياسي والاقتصادي.
قدمت الحكومة رؤية واضحة ومحددة للاجتماع المزمع في نيويورك، مع تحديد أهداف مرحلية واستراتيجية واضحة، هذه الجهود تعكس التزامًا جادًا بإعداد خطط ملموسة لإقناع المجتمع الدولي بتقديم الدعم المطلوب.
ويبرز الاجتماع التحضيري دور المملكة المتحدة في دعم تنظيم وتنسيق الاجتماع الوزاري في نيويورك، مما يعكس أهمية التحالفات الدولية مع القوى الكبرى في دفع المجتمع الدولي لدعم القضية اليمنية، حيث يعد دعم المملكة المتحدة من المؤشرات الرئيسية على اهتمام المجتمع الدولي بالوصول إلى حل دائم للأزمة اليمنية.

> التركيز على الإصلاحات الحكومية:
في السياق ذاته، عُقد اجتماع في وزارة الخارجية البريطانية في 13 يناير 2025، جمع ممثلين عن الحكومة البريطانية، سفراء، وخبراء في الشأن اليمني، استعدادًا لمؤتمر نيويورك، الاجتماع ركز على دعم الإصلاحات السياسية والاقتصادية والإدارية التي تقوم بها الحكومة، خاصة في إطار إعادة بناء مؤسسات الدولة التي تأثرت بشكل كبير بفعل الحرب.
الحديث عن ضرورة مكافحة الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة خلال النزاع، يظهر بشكل جلي أن الحكومة في عدن تحتاج إلى دعم لوجستي واستراتيجي لمواجهة التحديات الداخلية، وهو ما يستوجب دعم المجتمع الدولي، كما تم تسليط الضوء على الحاجة لإعادة هيكلة المؤسسات لتواكب احتياجات المرحلة الحالية.

> التأثير الإيراني على السلام في اليمن:
أحد المحاور الرئيسية التي تم مناقشتها كان الدور الإيراني في تأجيج النزاع داخل اليمن عبر دعم مليشيات الحوثيين، وترى الحكومة الشرعية أن الدعم الإيراني للمتمردين يعوق جهود السلام ويزيد من تعقيد المسار السياسي، خاصةً في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات الحوثية مثل الحديدة، هذه التصرفات تُعَد جزءًا من محاولة إقليمية لتوسيع النفوذ الإيراني في المنطقة، مما يزيد من تعقيد جهود الاستقرار في عموم أرجاء اليمن.
وتواجه عملية السلام العديد من التحديات، خاصةً مع تعنت الحوثيين في الالتزام بالاتفاقات الدولية وتعطيلهم للمفاوضات، واكدت سفارة بلادنا على ضرورة إعادة توجيه الجهود الدولية للتعامل مع المليشيات المدعومة إيرانيًا، والتي تعرقل السلام بشكل مستمر.

> دور المملكة المتحدة والآلية الدولية:
من أبرز ما تم نقاشه في الاجتماع هو إعلان المملكة المتحدة عن إنشاء آلية لدعم الإصلاحات في حكومة بن مبارك بالتعاون مع عدد من الدول الأوروبية، مع تحديد مدينة عدن كمقر للآلية، هذه الخطوة تعتبر جزءًا من استراتيجية طويلة الأمد لضمان استقرار اليمن، من خلال تقديم دعم مالي ولوجستي يعزز من قدرة الحكومة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة في المحافظات الخاضعة تحت سيطرتها.
ويشير الاجتماع التحضيري في وزارة الخارجية البريطانية إلى رغبة قوية في المجتمع الدولي لدعم الحكومة في عدن من أجل سعيها لتحقيق السلام والاستقرار، ورغم العوائق الإقليمية والمحلية، وخاصةً التدخل الإيراني والمواقف الحوثية، تبقى هناك آمال في استكمال الجهود الدولية نحو تحقيق الاستقرار، شريطة أن يتم توجيه الدعم بشكل مباشر لتحفيز الإصلاحات ومكافحة الفساد في المناطق المحررة التابعة للحكومة الشرعية المعترف بها دولياً.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: المملکة المتحدة المجتمع الدولی فی نیویورک

إقرأ أيضاً:

تقرير دولي.. اليمن خامس أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأعداد النازحين ستصل الى اكثر من 5 مليون نازح ..

كشف تقرير دولي حديث أن اليمن "تُعد خامس أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم، ويُقدر عدد النازحين بنحو 4.8 مليون شخص، معظمهم من النساء والأطفال، ويعانون من نزوح متكرر وطويل الأمد مع احتمالات محدودة للعودة".

كما توقع القرير أن يرتفع أعداد النازحين داخلياً في اليمن، إلى أكثر من 5.1 مليون شخص بزيادة 340 ألف شخص هذا العام في ظل استمرار الصراع وتدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد.

ومثلت عمليات القمع والاعتقالات التي تمارسها المليشيات الحوثية في طليعة اسباب النزوح في اليمن. 

 

جاء ذلك في تقرير حديث للمجلس الدنماركي للاجئين (DRC)، عن "توقعات النزوح العالمي لعام 2025"، والذي يغطي 27 دولة حول العالم بما فيها اليمن.

  

وقال المجلس: "من المتوقع أن يشهد اليمن زيادة قدرها 340 ألف نازح داخلي إضافي خلال العام الجاري 2025"، كما من المتوقع أن عدد النازحين الإضافيين سيزيد بنحو 400 ألف شخص بحلول نهاية عام 2026.

     

وأشار المجلس الدنماركي إلى أن الوضع الإنساني في اليمن لا يزال مأساوياً، "ووفقاً لخطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية، سيحتاج 19.5 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية وخدمات حماية عام 2025، كما سيعاني أكثر من 17 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان البلاد، من انعدام حاد في الأمن الغذائي، من بينهم 5 ملايين سيواجهون انعدام الأمن الغذائي على مستوى الطوارئ

 

مقالات مشابهة

  • خبير قانون دولي: المحكمة العليا في إسرائيل تجمد قرار الحكومة بعزل رئيس الشاباك
  • في اليوم الدولي للغابات.. رئة الكوكب التي باتت تتقلص
  • ترحيب دولي بالوساطة القطرية التي جمعت الكونغو الديمقراطية ورواندا
  • 3 قرارات جديدة لرئيس الحكومة.. تعرف عليهم
  • برئاسة اليمن.. الجامعة العربية تدعو لتحرك دولي لإيقاف العدوان الإسرائيلي على غزة
  • اليمن الخامس عالمياً.. تقرير دولي يتوقع ارتفاع عدد النزوح الداخلي لأكثر من 5 ملايين شخص
  • تقرير دولي.. اليمن خامس أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأعداد النازحين ستصل الى اكثر من 5 مليون نازح ..
  • الحكومة السورية تبدأ مع قسد مفاوضات دمج قواتها في الجيش
  • ماعت: إسرائيل تواصل انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وسط صمت دولي
  • صندوق النقد الدولي سيقرض المغرب 496 مليون دولار