أوضح الدكتور يسري جبر، من علماء الأزهر الشريف، كيفية تعامل النبي مع الدعاء للسماء في حالة الجفاف، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع يديه مباشرة في الاستسقاء، وبالغ في رفع يديه حتى ظهر بعض من إبطيه، ولم يتوجه إلى القبلة بل كان مواجهًا للناس، ورفع يديه في السماء رغم أن السحب كانت معدومة في السماء، حتى أنه لم يكن هناك قزعة، وهي قطع من السحاب".

وأضاف العالم الأزهري، خلال حلقة برنامج "اعرف نبيك"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: "ما وضع النبي يديه حتى بدأ السحاب في الظهور، حتى كانت السحب أمثال الجبال، وكان ذلك كله بتوجيه من الله سبحانه وتعالى، كما جاء في الحديث الذي يُعلّمنا أن يد النبي هي يدٌ مباركة ومحققة لإرادة الله، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسمع بمنهج الله، ويستطيع التحدث بلسانه ويحقق مراده بإشارة يده".

وتابع: "الحديث النبوي الشريف يوضح كيف أن الله سبحانه وتعالى يجيب الدعاء ويسير الكون وفقًا لإرادته، فحينما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه، استجاب الله على الفور، وظهر السحاب، ثم بدأ المطر يتساقط بغزارة، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم استمر في خطبته رغم نزول المطر، وهو ما يثبت جواز استمرار الخطبة حتى مع وجود المطر، خاصة في حال كان المطر ليس بالكثافة التي تؤدي إلى التشويش الكبير".

وأكد على أهمية الفقه الذي يتعلمه المسلمون من هذا الحديث، موضحًا أن التغيرات الطبيعية مثل المطر لا تقطع العبادة، بل يمكن للمسلم أن يواصل عباداته في ظل هذه التغيرات ما دام التغيير لا يشكل تشويشًا غير محتمل.

وأضاف: "إذا كان هناك تشويش غير محتمل، مثل الحاجة إلى التوضؤ أو الطهارة، يجب على المسلم أن يقطع صلاته ليحافظ على الطهارة، أما إذا كان التشويش محتملًا مثل المطر أو الجوع أثناء الصيام، فيمكن للمرء أن يواصل العبادة".

وأشار إلى كيفية تعامل النبي مع أحد الأعراب الذين اشتكوا من غزارة المطر وتأثيره على المباني والمال، حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم قائلاً: "اللهم حوالينا ولا علينا"، مشيرًا بيده إلى السماء، ففرج الله السحاب وأصبحت السماء صافية، مما يعكس قدرة النبي على توجيه الدعاء وتحويله إلى طلب رحمة بدلاً من دفع البلاء.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأزهر الشريف يسري جبر التغيرات الطبيعية النبی صلى الله علیه وسلم

إقرأ أيضاً:

أسامة فخري: التصوف ليس مجرد موائد بل منهج تربوي

قال الدكتور أسامة فخري الجندي، من علماء وزارة الأوقاف، إن الحديث الذي رواه سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم، حول زيارة جبريل عليه السلام للنبي، يعد من أهم الأحاديث التي تشرح مراتب الدين الإسلامي بشكل واضح، حيث ذكر أن هذا الحديث يلخص جوهر الإسلام ويقسمه إلى ثلاث مراتب: الإسلام، الإيمان، والإحسان.

وقال الجندي، فى تصريح له: "أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه روى لنا تفاصيل زيارة جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم، عندما جاء وسأل عن الإسلام والإيمان والإحسان، وفي نهاية الحوار، أخبر النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة بأن هذا كان جبريل الذي جاء ليعلم المسلمين دينهم".

وزير الأوقاف ينعى بابا الفاتيكان: رمز الإنسانية والسلامهل تعليق التمائم أو الخرزة الزرقاء يقى من الحسد والعين؟.. عالم بالأوقاف يجيبالأوقاف: "الأرض المباركة" موضوع خطبة الجمعة القادمةالأوقاف تصدر العدد الجديد من مجلة «الفردوس» للأطفال

ونص الحديث: عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثر السفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال يا محمد ، أخبرني عن الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الإسلام : أن تشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، وتقيم الصلاة ، وتؤتي الزكاة ، وتصوم رمضان ، وتحج البيت إن استطعت إليه سبيلا " . قال : صدقت ، قال : فعجبنا له يسأله ويصدقه . قال : فأخبرني عن الإيمان . قال : " أن تؤمن بالله ، وملائكته ، وكتبه ، ورسله ، واليوم الآخر ، وتؤمن بالقدر خيره وشره " . قال : صدقت . قال : فأخبرني عن الإحسان ، قال : " أن تعبد الله كأنك تراه ، فإن لم تكن تراه ، فإنه يراك " . قال : فأخبرني عن الساعة ؟ . قال : " ما المسئول عنها بأعلم من السائل " . قال : فأخبرني عن أمارتها ؟ . قال : " أن تلد الأمة ربتها ، وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان " . ثم انطلق ، فلبثت مليا ، ثم قال لي : “ يا عمر ، أتدري من السائل ؟ . قلت : الله ورسوله أعلم . قال : هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم ”.

واوضح الجندي أن أول مرتبة هي الإسلام، والتي تتضمن الشهادتين، الصلاة، الزكاة، الصيام، والحج، و هنطائفة من العلماء قد اهتمت بحفظ هذه المرتبة عبر فقه الأحكام والتشريع، أي من خلال علم الفقه الذي يوضح كيفية تطبيق هذه العبادات، وأما المرتبة الثانية فهي الإيمان، التي تشمل الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، وقد قام علماء العقيدة بتوضيح هذه المفاهيم من خلال علم العقيدة وعلم التوحيد، حيث يتم تعليم الناس كيفية الإيمان بكل هذه الأركان.

أما المرتبة الثالثة فهي الإحسان، حيث قال الله تعالى في القرآن الكريم: "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك"، وبالتالي التصوف المعتدل هو الذي يختص بحفظ هذه المرتبة، حيث يهدف إلى تهذيب النفس ورفعها عن الرذائل مثل الكبر والغرور، أن الصوفية المعتدلين هم من قاموا بشرح كيفية الوصول إلى هذه المرتبة، من خلال علم التصوف، الذي يوجه المسلم إلى تحسين علاقته بالله..

وأكد أن التصوف في عصرنا الحالي يعاني من مشكلات، حيث أصبح بين الأعداء الذين ينكرون التصوف والادعياء الذين يزعمون تمسكهم بالتعاليم الصوفية وهم في الحقيقة يبتدعون ممارسات بعيدة عن التصوف الحقيقي.

وبين: "التصوف ليس مجرد موائد أو طقوس خرافية، بل هو منهج تربوي يهدف إلى تهذيب النفس والتقرب إلى الله وفقًا للكتاب والسنة".

ودعا العودة إلى التصوف المعتدل الذي يتسم بالاعتدال والضبط وفقًا لتعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية، بعيدًا عن أي انحرافات أو بدع.

مقالات مشابهة

  • هل التأمين على السيارات حلال أم حرام؟.. الإفتاء تكشف
  • دعاء الأم على أبنائها.. هل يستجاب حتى ولو كانت ظالمة ؟
  • أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك .. واظب عليه
  • هل النبي محمد ولد في 22 أبريل؟.. اعرف القول الراجح عند العلماء
  • محمود مهنا: دعوة الرئيس السيسي لتحويل المساجد لمراكز علمية تجسد سنة النبي محمد
  • دعاء السيدة عائشة.. واظب عليه كل يوم ييسر أمرك ويفرج همك
  • كيف يفتح الاستغفار والصلاة على النبي أبواب البركة والرزق؟.. الإفتاء توضح
  • كيف تحصن نفسك قبل النوم كما فعل النبي؟.. آيات وأذكار تحميك من الأذى
  • أسامة فخري: التصوف ليس مجرد موائد بل منهج تربوي
  • صيام العشر الأوائل من ذي الحجة فضل وثواب عظيم