دمار هائل.. كيف يمكن إعادة بناء غزة بعد 15 شهرا من الحرب؟
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
نشرت صحيفة "ذا تايمز" الأمريكية، تقريرًا، سلّط الضوء على التحديات التي تواجه غزة في إعادة الإعمار بعد 15 شهرًا من الحرب، وما خلّفته من دمار هائل بما في ذلك تدمير البنية التحتية الحيوية مثل المستشفيات وشبكات الماء والكهرباء.
وقالت الصحيفة، في هذا التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إنه مع اقتراب الحرب في غزة من نهايتها، يقوم المانحون الدوليون بتقييم الأضرار الكارثية التي لحقت بالمنطقة المكتظة بالسكان وكيف يمكن إعادة بنائها يومًا ما.
وبحسب التقرير نفسه، فإنّ: الأرقام وحدها تثير الفزع، فالحرب التي استشهد فيها أكثر من 46 ألف فلسطيني، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، خلّفت أكثر من 50.8 مليون طن من الأنقاض التي يتعين إزالتها -أكثر من تلك التي خلفتها الحرب في أوكرانيا- و17 ضعف الكمية الإجمالية الناتجة عن الصراعات الأخرى منذ سنة 2008.
وتابع: "تقدر تكلفة إزالة الأنقاض بنحو 970.945.431 دولارًا وقد تصل تكلفة إعادة الإعمار إلى 80 مليار دولار" مردفا: "تم تدمير ثلثي القطاع الذي يسكنه 2.1 مليون شخص، بما في ذلك الكثير من البنية التحتية، وقالت الأمم المتحدة إن 16 مستشفى فقط من أصل 35 مستشفى في غزة لا تزال تعمل جزئيًا".
وذكرت الصحيفة أن: "إزالة الأنقاض وحدها قد تستغرق أكثر من 14 سنة وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة، وقد تمتد عملية إعادة بناء المنازل حتى سنة 2040، مع نزوح 90 بالمئة من السكان. كما تم تدمير أو إتلاف ما لا يقل عن 57 بالمئة من البنية التحتية للمياه في المنطقة، بما في ذلك محطات تحلية المياه في شمال غزة ووسطها".
ووفقًا لتقرير صدر في حزيران/ يونيو 2024، فإن كل متر مربع في قطاع غزة يوجد فيه الآن أكثر من 107 كيلوغرام من الحطام الذي قد يحتوي على ذخائر غير منفجرة ومواد خطرة وبقايا بشرية. ويبلغ إجمالي كمية الحطام الناتج من الصراع الحالي في غزة ما يزيد عن خمسة أضعاف كمية الحطام الناتج عن صراع تنظيم الدولة سنة 2017 في الموصل (7.65 مليون طن).
وفي تشرين الأول/ أكتوبر، قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إن "مستوى الدمار، لا سيما في مناطق شمال غزة التي شهدت عمليات عسكرية إسرائيلية متكررة، جعل الحياة هناك: غير محتملة".
وأشارت الصحيفة إلى أنّ: "وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ألمح إلى هذا التحدي في خطاب ألقاه هذا الأسبوع داعيًا إلى أن تتولى السلطة الفلسطينية، التي تسيطر على أجزاء من الضفة الغربية، إدارة غزة، بمساعدة الشركاء الدوليين والتمويل".
لكن هذه الخطة ستواجه بعض الشكوك، فكما قال أحد المسؤولين العرب الذي سبق أن أرسلت بلاده مساعدات إلى غزة لصحيفة التايمز: "لقد رأينا جميع مساعدات إعادة الإعمار السابقة مدمرة".
وجاء خطاب بلينكن، بعد أكثر من عشر سنوات من خطاب سلفه، جون كيري، في قمة القاهرة التي عقدت لتمويل إعادة إعمار غزة، بعد حرب استمرت شهرًا في سنة 2014، والتي أعقبت حربًا سابقة في سنة 2012، وقبلها في سنة 2008، فيما اعتُبرت حرب 2014 مدمّرة في ذلك الوقت، لكنها تضاءلت مقارنةً بالهجوم الذي شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي هذه المرة.
وتعهدت الدول المشاركة في قمة 2014 بتقديم مساعدات لغزة بقيمة 5.4 مليار دولار أمريكي، نصفها لإعادة الإعمار على مدى ثلاث سنوات، ولكن لم يصل منها سوى جزء بسيط بسبب فرض الاحتلال الإسرائيلي شروطًا صارمة على المواد التي يمكن أن تدخل غزة. كما تباطأت الدول التي موّلت في السابق عمليات إعادة الإعمار في غزة، لتراها تتضرر مرة أخرى، في الوفاء بتعهداتها.
وأكدت الصحيفة أنّ: "هذه الدول ستكون أكثر ترددًا الآن في ظل عدم وجود ما يشير إلى أن هذه الحرب ستكون الأخيرة. فحماس، التي تعهدت إسرائيل بالقضاء عليها، لا تزال الفصيل الأقوى في القطاع".
"وفقاً للتقديرات الأمريكية فقد جندت من المسلحين ما يساوي عدد ما فقدته من مقاتلين خلال الحرب التي استمرت 15 شهرًا" بحسب التقرير نفسه،
وتابع: "تعارض إسرائيل إدخال السلطة الفلسطينية إلى غزة بعد أن طردتهم حماس في سنة 2007، كما تعارض حكومتها الحالية محادثات إقامة دولة فلسطينية، والتي يعتبرها الكثيرون في المجتمع الدولي علامة على الاستقرار على المدى الطويل".
وأشار التقرير في الختام إلى أن: "تضافر كل هذه العوامل قد يعني أن مئات الآلاف من الفلسطينيين سيضطرون للعيش في خيام بائسة، بينما ترفض الدول المجاورة مثل مصر استقبالهم بشكل جماعي خوفاً من عدم السماح لهم بالعودة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية غزة قطاع غزة إعمار غزة غزة قطاع غزة إعمار غزة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إعادة الإعمار أکثر من فی ذلک فی غزة إلى أن فی سنة
إقرأ أيضاً:
نهاية الحشو والخلع .. اكتشاف طريقة جديدة لإعادة بناء الأسنان المتهالكة
اكتشف فريق من العلماء طريقة جديدة لإعادة نمو الأسنان وبنائها بشكل طبيعي داخل المختبر مما يتيح الفرصة للمرضى باستعادة أسنانهم دون الحاجة لإجراء الخلع والحشو مما يفتح آفاقا جديدة فى عالم طب الأسنان.
إعادة بناء الأسنان الطبيعيةووفقا لما ذكره موقع “إندبندنت” استطاع فريق علمي من كينجز كوليدج لندن من تحقيق إنجاز طبي غير مسبوق يتمثل في تكوين أسنان بشرية داخل المعمل وزراعتها فى فم الإنسان لاحقا.
فقد ابتكر الباحثين بيئة حيوية تحاكي الظروف الطبيعية لنمو الأسنان، مما ساعد الخلايا على إرسال الإشارات اللازمة لبدء تكوين السن بشكل طبيعي مما يغني عن زراعة الأسنان وأنواع الحشو المختلفة.
وقالت الدكتورة آنا أنجيلوفا-فولبوني، مديرة قسم طب الأسنان التجديدي في كلية كينجز كوليدج لندن: أن هذا البحث يعد ثورة حقيقية في مجال طب الأسنان حيث يفتح بوابة جديدة للاستغناء عن العلاجات التقليدية بأخرى طبيعية ومتجددة.
وأوضحت الدراسة أن بعض الحيوانات مثل أسماك القرش والفيلة، تمتلك القدرة على إعادة نمو الأسنان من جديد طوال حياتها، في حين يفقد الإنسان هذه القدرة بعد بلوغه ويكتفى بمجموعة الأسنان الدائمة مما جعل العلماء يفكرون فى إعادة هذه القدرة عن الإنسان.
ويعتمد العلماء فى إعادة قدرة الأسنان على التجدد والنمو على علم يسمى الهندسة البيولوجية حيث أثبتت الدراسة أن السن المصنوع من خلايا المريض يمكن أن يندمج طبيعيا مع عظام الفك بل يصلح نفسه ذاتيا عند التلف بينما الحشوات أو الزرعات الصناعية تظل حلولا محدودة العمر.
واستمرت الأبحاث في هذا المشروع لمدة أكثر من 10 سنوات من الزمن وجاء بالتعاون مع إمبريال كوليدج لندن.
وقال الدكتور شيويه تشن تشانغ، الباحث في كلية طب الأسنان وعلوم الفم والوجه والفكين: أن الحشوات الصناعية تضعف الأسنان بمرور الوقت بدلا من أن تصلحها على عكس الأسنان المزروعة حيويا بشكل طبيعي حيث أنها تدوم أكثر ولا تتطلب استجابة معينة من المناعة.
ويبحث الفريق حاليا حول كيفية إيجاد طريقة تساعد على إعادة نمو الأسنان بشكل كامل فى المختبر وزارعته فى داخل فم إنسان، وفى نفس الوقت يبحثون عن طرق زرع خلايا من الأسنان في مراحلها المبكرة داخل الفك مباشرة لتواصل النمو بشكل طبيعي.