روسيا وإيران توطدان تعاونهما الدفاعي باتفاقية مدتها 20 عاما
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
يمن مونيتور/ موسكو/ (رويترز)
– وقع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الإيراني مسعود بزشكيان يوم الجمعة اتفاقية شراكة استراتيجية مدتها 20 عاما تتضمن توثيق التعاون الدفاعي بين البلدين، مما سيثير قلق الغرب على الأرجح.
وبموجب الاتفاقية، ستعزز روسيا وإيران التعاون في مجالات منها الخدمات الأمنية والتدريبات العسكرية ودخول السفن الحربية للموانئ والتدريب المشترك للضباط.
وجاء في الاتفاقية أن أيا من البلدين لن يسمح باستخدام أراضيه لأي عمل يهدد البلد الآخر، ولن يقدم أي مساعدة لمعتد يهاجم أي منهما وسيعمل البلدان معا لمواجهة التهديدات العسكرية.
لكن الاتفاقية لم تتضمن بندا للدفاع المتبادل على غرار الوارد في معاهدة بين روسيا وكوريا الشمالية يقول الغرب إنها شهدت نشر قوات كورية شمالية للقتال في أوكرانيا، وهو ما لم تؤكده موسكو أو تنفه.
ولم تذكر الاتفاقية تحديدا نقل أسلحة، وهو موضوع يثير قلقا خاصا لدى الولايات المتحدة وحلفائها، على الرغم من أن الجانبين قالا إنهما سيطوران “التعاون العسكري التقني”.
وفي أول زيارة له إلى الكرملين منذ فوزه بالرئاسة في يوليو تموز، قال بزشكيان إن الاتفاقية تفتح فصلا جديدا مهما في العلاقات بين البلدين، بينما قال بوتين إن موسكو وطهران تتفقان في وجهات نظر كثيرة بشأن القضايا الدولية.
وأضاف بوتين “توفر هذه (الاتفاقية) ظروفا أفضل للتعاون الثنائي في جميع المجالات”، مشددا على أهمية العلاقات الاقتصادية والتجارية التي أوضح أن معظم المعاملات فيها تكون بعملتي البلدين.
وتابع “نحتاج إلى تقليص (الإجراءات) البيروقراطية وزيادة العمل الملموس. مهما كانت الصعوبات التي يسببها الآخرون فسنكون قادرين على التغلب عليها والمضي قدما” في إشارة إلى العقوبات الغربية على البلدين.
وذكر بوتين أن روسيا تُطلع إيران بانتظام على ما يجري في الصراع مع أوكرانيا، وأن البلدين يجريان مشاورات عن كثب بشأن الأحداث في منطقة الشرق الأوسط وجنوب القوقاز.
وكانت روسيا وإيران الحليفين العسكريين الرئيسيين للرئيس السوري بشار الأسد الذي فر إلى موسكو بعد الإطاحة به الشهر الماضي.
ويتهم الغرب إيران بتزويد روسيا بالصواريخ والطائرات المسيرة لاستخدامها في الحرب مع أوكرانيا. وتقول موسكو وطهران إن توطيد علاقاتهما ليس موجها ضد أي دولة أخرى.
وأشار بوتين إلى إحراز تقدم في جهود مد خط أنابيب محتمل لنقل الغاز الروسي إلى إيران رغم بعض الصعوبات، قائلا إن موسكو منفتحة على تنفيذ المزيد من المشاريع النووية على الرغم من التأخير في بناء مفاعلات نووية جديدة لإيران.
* “عالم متعدد الأقطاب”
وقال بزشكيان، الذي ترجم التلفزيون الرسمي الروسي كلماته، إن الاتفاقية ستوفر فرصا جيدة وتظهر أن موسكو وإيران ليستا بحاجة إلى الالتفات لرأي ما وصفها “بالدول الواقعة خلف المحيط”.
وأضاف “الاتفاقيات التي توصلنا إليها اليوم هي حافز آخر عندما يتعلق الأمر بإنشاء عالم متعدد الأقطاب”.
وعبر عن أمله في أن تحسم المفاوضات الحرب في أوكرانيا قائلا “الحرب ليست حلا جيدا للمشكلات ونرحب بالمحادثات وتحقيق السلام بين… روسيا وأوكرانيا”.
وعززت موسكو علاقاتها مع إيران ودول أخرى مناهضة للولايات المتحدة منذ بداية الحرب في أوكرانيا. وأبرمت بالفعل اتفاقيات استراتيجية مع كوريا الشمالية وحليفتها المقربة روسيا البيضاء بالإضافة إلى اتفاقية شراكة مع الصين.
وكثفت موسكو استخدامها لطائرات مسيرة إيرانية في الحرب في أوكرانيا. واتهمت الولايات المتحدة طهران في سبتمبر أيلول بشحن صواريخ باليستية قصيرة المدى إلى روسيا لاستخدامها ضد أوكرانيا. وتنفي طهران إرسالها طائرات مسيرة أو صواريخ.
ورفض الكرملين تأكيد حصوله على صواريخ إيرانية، لكنه أقر بأن تعاونه مع إيران يشمل “المجالات الأكثر حساسية”.
وسبق أن زودت روسيا إيران بأنظمة لصواريخ الدفاع الجوي إس-300، ونشرت وسائل إعلام إيرانية تقارير عن اهتمام محتمل بشراء أنظمة أكثر تقدما مثل إس-400 والحصول على طائرات مقاتلة روسية متقدمة.
وتأتي زيارة بزشكيان إلى موسكو في وقت يتراجع فيه نفوذ إيران في الشرق الأوسط، مع سقوط الأسد في سوريا والقصف الإسرائيلي لجماعات مدعومة من إيران مثل حزب الله في لبنان وحماس في قطاع غزة.
وما زال مصير اثنين من المنشآت العسكرية الروسية الكبيرة في سوريا غير مؤكد بعد سقوط الأسد.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق اقتصاداشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
انا في محافظة المهرة...
نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
روسيا تنتظر رد أوكرانيا على عرض الهدنة وزيلينسكي يصفها بمحاولة للتلاعب
قال الكرملين إن أوكرانيا لم توضح بعد ما إذا كانت ستنضم إلى الهدنة التي أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمدة 3 أيام خلال الشهر المقبل، وذلك بعدما وصف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي العروض الروسية بأنها محاولة للتلاعب.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، اليوم الثلاثاء، إن "الرئيس بوتين هو من أكد مرارا أن روسيا مستعدة، دون أي شروط مسبقة، لبدء عملية المفاوضات"، لكنه أضاف "لم نتلقَّ أي رد من نظام كييف حتى الآن".
وأوضح أنه "من الصعب للغاية فهم" ما إذا كانت أوكرانيا تنوي الانضمام إلى هذه الهدنة.
وأعلن بوتين أمس الاثنين وقف إطلاق النار في أوكرانيا من جانب واحد، من 8 إلى 10 مايو/أيار المقبل، وهو موعد احتفالات الذكرى الـ80 للانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية.
وردت أوكرانيا بالتساؤل عن سبب عدم موافقة موسكو على دعوتها لوقف لإطلاق النار يستمر 30 يوما على الأقل ويبدأ على الفور.
واستنكر زيلينسكي ما وصفها بأنها محاولة للتلاعب، مطالبا بوقف إطلاق نار فوري وشامل من دون شروط.
إعلانوقال مدير مكتب الرئيس الأوكراني، في منشور على تليغرام اليوم الثلاثاء، إنه "يكفي أن يصدر بوتين أمرا واحدا ليتوقف إطلاق النار".
وأضاف أن "روسيا هي التي بدأت الحرب. روسيا هي التي يجب عليها أن توقف إطلاق النار وألا تعرقل جهود السلام التي يبذلها الرئيس (دونالد) ترامب وتدعمها أوكرانيا".
وتقوم إدارة ترامب بجهود دبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا، لكنها حذرت في الآونة الأخيرة من أنها قد تنسحب من هذه المساعي إذا لم تحقق تقدما.
ميدانيا، قال حاكم مقاطعة سومي شمال شرقي أوكرانيا إن القوات الروسية تحاول إنشاء منطقة عازلة في المقاطعة المحاذية لمقاطعة كورسك الروسية، لكنه أضاف أنها لم تحقق نجاحا يذكر حتى الآن.
وتمكّن الجيش الروسي في الآونة الأخيرة من استعادة مناطق في مقاطعة كورسك كانت القوات الأوكرانية قد استولت عليها في هجومها عبر الحدود العام الماضي.
وفي الليلة الماضية تبادلت أوكرانيا وروسيا الهجمات بالطائرات المسيرة المفخخة، ما أدى إلى مقتل 3 أشخاص على الأقل، اثنين في مقاطعة بيلغورود الروسية، وفتاة في مقاطعة دنيبروبيتروفسك الأوكرانية.