في ذكرى انعقادها.. القمة العربية الثالثة نقطة تحول في تاريخ الأمة.. السفير رضا حسن: إنشاء منظمة التحرير أبرز نتائجها
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مع اقتراب دخول اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حيز التنفيذ، يتزامن ذلك مع ذكرى انعقاد مؤتمر القمة العربية الثالث فى 17 يناير 1964والذى يشهد حدثًا فارقًا في تاريخ العمل العربي المشترك، ثالث قمة لجامعة الدول العربية ، هذا المؤتمر، الذي جاء في خضم تحديات كبيرة تواجه الأمة العربية، مثل التهديدات الإسرائيلية ومسألة تحرير فلسطين، شكل نقطة تحول في مسار العلاقات العربية ووضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات العمل العربي المشترك.
رغم مرور أكثر من نصف قرن على مؤتمر القمة العربية 1964، إلا أن القضايا التي نوقشت فيه لا تزال قضايا مزمنة وتشغل بال العرب فالقضية الفلسطينية لم تحل بعد، والوحدة العربية ما زالت حلماً بعيد المنال ومع ذلك، يبقى مؤتمر القمة العربية 1964 نقطة تحول في تاريخ العمل العربي المشترك، ويشكل مصدر إلهام للأجيال القادمة من أجل مواصلة النضال من أجل تحقيق الوحدة العربية وتحرير فلسطين.
أسباب عقد المؤتمر
من جانبه قال مساعد وزير الخارجية الاسبق السفير رضا حسن لـ" البوابة نيوز " : اعتبر المؤتمر نقطة تحول في التاريخ العربي فقد انشأ منظمة التحرير الفلسطينية واهم اسباب عقد المؤتمر كالتالى :
أولا:التهديدات الإسرائيلية: كانت ومازالت تمثل تهديدًا وجوديًا للدول العربية، وكانت تعمل على تغيير الوضع القائم في المنطقة، خاصة بعد إعلانها عن نيتها تحويل مجرى نهر الأردن.
ثانيا : الحاجة إلى توحيد الصف العربي فقد أدركت الدول العربية ضرورة توحيد صفوفها لمواجهة التحديات المشتركة، وخاصة التهديد الإسرائيلي.
دعم القضية الفلسطينية: كانت القضية الفلسطينية تشغل بال القادة العرب، وكانت هناك حاجة إلى اتخاذ خطوات عملية لدعم الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل استعادة حقوقه.
أهم قرارات المؤتمر
التأكيد على الوحدة العربية فقد شدد المؤتمر على أهمية الوحدة العربية وتكاتف الجهود العربية لمواجهة التحديات المشتركة، ودعم القضية الفلسطينية فقد قرر المؤتمر دعم القضية الفلسطينية وتشكيل منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الشعب الفلسطيني، ومواجهة التهديدات الإسرائيلية: اتخذ المؤتمر قرارات لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، مثل تنفيذ مشاريع لاستغلال مياه نهر الأردن، و تعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات.
أثر المؤتمر على القضية الفلسطينية
كان لمؤتمر القمة العربية 1964 أثر كبير على القضية الفلسطينية، حيث:
تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية لتمثيل الشعب الفلسطيني والقيادة الكفاح المسلح ضده، ووضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات الأجندة العربية فقدجعل المؤتمر القضية الفلسطينية هى القضية المركزية في العمل العربي المشترك، مما أدى الى زيادة الدعم العربي للشعب الفلسطيني في نضاله من أجل الحرية والاستقلال.
تقييم عام للمؤتمر
يمكن القول إن مؤتمر القمة العربية 1964 كان نقطة تحول في تاريخ العمل العربي المشترك، حيث وضع الأسس لتعزيز التعاون العربي ومواجهة التحديات المشتركة. ومع ذلك، فإن القرارات التي اتخذت في المؤتمر لم تترجم إلى واقع ملموس على الأرض، ولم تتوصل الدول العربية في تحقيق الوحدة المنشودة حتى الان .
التفاؤل الحذر
من جانبه قال الخبير الاستراتيجى اللواء حمدى بخيت لـ" البوابة نيوز " إن مؤتمر القمة العربية لعام 1964 كان نقطة تحول مهمة في تاريخ العمل العربي المشترك فقرارات المؤتمر بشأن دعم القضية الفلسطينية وتوحيد الصف العربي شكلت حافزًا قويًا لتحرك الشارع العربي ومع ذلك، وحذر: من أن تحقيق الوحدة العربية الكاملة مازال يواجه تحديات كبيرة تتطلب جهدًا مستمرًا وتضحيات كبيرة.
هل تأخر تحقيق الهدف المنشود؟
وفى ذت السياق قال الخبير الامنى والاستراتيجى فاروق المقرحى لـ " البوابة نيوز مؤكدا على أهمية المؤتمر في تسليط الضوء على القضية الفلسطينية ، لكنه يرى أن القرارات التي مازالت تفتقد الى آليات التنفيذ الفعالة لدى بعض الدول العربية، مما أدى إلى تفاقم الخلافات وتأخر تحقيق الأهداف المنشودة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الثالث القمة العربية مؤتمر خبراء نقطة تحول التاريخ العربي قرارات المؤتمر التفاؤل الحذر التهدیدات الإسرائیلیة القضیة الفلسطینیة الوحدة العربیة منظمة التحریر الدول العربیة نقطة تحول فی من أجل
إقرأ أيضاً:
في ذكرى الصرخة في وجه المستكبرين «الشعار سلاح وموقف»
في الذكرى السنوية للصرخة نستحضر الموقف الحق في زمن الباطل، والنور والهدى في زمن الظلام الضلال، والصوت الشجاع الحر في زمن الصمت والعبودية والانبطاح، والعزة والقوة في زمن الضعف الذلة.
يظل شعار الصرخة في وجه المستكبرين يتقدم مسيرة الحرية والعزة والكرامة في مواجهة طواغيت العصر، ويمثل عنوان معركة الأمة التي تتوق للحريّة والاستقلال والانعتاق من تسلط قوى الطاغوت والظلم والاستكبار العالمي الذي تقوده أمريكا وإسرائيل خاصة في هذين العقدين الأخيرين بهدف ضرب الأّمة وقهرها واستعبادها، بل وتركيع العالم بأسره.
في كلّ مسارات الصّراع مع العدو الأمريكي والإسرائيلي يحتلّ الشعار المكانة المتقدّمة والضروريّة، وتبرز أهميته مع كلّ خطوة وحدث وتطوّر وفترة زمنية من عدة زوايا واتجاهات أهمها:
– الفكر والثقافة والإعلام: في معركة الإعلام والفكر والثقافة وتزييف الحقائق التي يقودها ويمولها حلف الطاغوت اﻷمركي الإسرائيلي فضح شعار الصرخة في وجه المستكبرين كلّ شعارات التحرك الطاغوتي، والعناوين المزيفة للهيمنة والاحتلال، وأسقط كل مشاريع الغزو الفكريّة والثقافيّة والإعلاميّة بنفسه وبما يترافق معه من توعية شاملة، فالأمّة تعيش اليوم تطوّرات رهيبة في الصّراع مع أعداء الإسلام من تقليدي إلى حضاري، وتطوّر وسائله وأدواته بما فيها من تحريف وتزييف للمفاهيم والرؤى والنظريات والثقافات، وباتت معركة الوعي والمصطلحات هي أولًا المعركة الأولى، وقد لعب الشعار وثقافته دورًا محوريًا في هذه المعركة، واستطاع أن يوجّه البوصلة تجاه الأعداء الحقيقيّين للأمّة، وخَلَقَ في الوسط السياسي والإعلامي والثقافي والفكري والاجتماعي ثورة شاملة، وأحدث صحوة وبصيرة ويقظة وانتباهاً، وهذا يحتاج إلى شرح مفصّل.
– في الجانب السياسي والدبلوماسي: في المعركة السياسية والدبلوماسيّة التي تخوضها الأمّة ويشهدها العالم فَرْمَلَ الشعار كلّ وسائل وأساليب الخبث والالتواء الأمريكي الإسرائيلي، وأسّسَ لعمل سياسي ومؤسسي واضح، مرتبط بالأمّة وهويتها وقضاياها، ويعبر عنها وعن مواقفها ووجهتها، وفي المقدّمة قضيتها الكبرى (فلسطين)، وكشف كلّ الأقنعة الزائفة، ومزّق كلّ الأنسجة المفبركة، وفضح كلّ العناوين المضلّلة للاستكبار العالمي التي يتخفى خلفها، ويتحرك تحت بريق عناوينها وشعاراتها المخادعة مثل: الديمقراطيّة، والحريّة، وحقوق الإنسان، والحوار، والتعايش، والسّلم والسّلام، والأمن والاستقرار، ونحوها من الشعارات الإستهلاكيّة الموجّهة، كما رسم الشعار طريقة واضحة للتعامل السياسي والدبلوماسي مع دول الإقليم والعالم، وتقدّم هذه المعركة بجدوى وفاعليّة على كلّ المستويات، وفرز الأعداء والاصدقاء بكل وضوح وشفافية، وهذا ما يدركه الأعداء جيدًا، ويحتاج لشرح وتفصيل.
– في الجانب الاقتصادي: والأمة تخوض معركة اقتصادية شرسة مع أعدائها فإن الشعار يدفع الأمة لتحمّل مسؤوليتها الشاملة والقيام بها وممارستها بقوة كبيرة وهمّة عالية، ومنها المسؤولية المالية والاقتصادية، إذ يحوّل الفرد والأمّة من حالة الاستهلاك إلى الإنتاج والتصنيع، ويؤثر في تنمية روع الإبداع والابتكار في مختلف المجالات، ويدفع باتجاه استغلال القدرات وتوظيفها، والإنتفاع بالخيرات وتنميتها، واستخراج الثروات ومواردها، ويعلم الأمة كيف تقف على أقدامها وتعتمد على ذاتها، وضرورة مقاطعة أعدائها، وخوض المعركة الاقتصادية بعزيمة وإرادة لا تقهر ولا تنهزم، والصمود والانتصار أمام كلّ أنواع الضغوطات والتهديدات والعقوبات الاقتصادية، وهذا له بيان وشرح وتفصيل.
– في الجانب التربوي: يربي جيلا قويا لا يعرف الخوف والهزيمة، والخنوع والاستسلام، ولا يقبل بالغزو والاحتلال والاستعمار، ولا يحمل الثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة، وينشأ منذ يومه الأول على مبادئ القرآن وقيم الإسلام، متسلحًا بالوعي والحكمة والبصيرة، يصوغ عقيدته وانتماءه على أسس الإسلام، ومرتكزات الهويّة الإيمانية، والثقافة القرآنية، والموالاة والمعاداة، والجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ.
– في الجانب الاجتماعي: يُحلحل كل عقد التفرقات والخلافات التي يصنعها الأعداء ويغذونها باستمرار، ويصهر كل التباينات المستعصية، والعداوات الشخصية، والأحقاد الدفينة، والكراهيات المعقّدة، والفتن المذهبية والطائفية، والحروب والثأرات الداخليّة، فتذوب وتتلاشى بأجمعها، وتجتمع النفوس والأبدان والقلوب والأبصار والسواعد والأقدام وتتوحد على قضيّة واحدة، وموقف واحد، تذوب معه كلّ ترسّبات الأحقاد والضغائن، ويتبخر كلما هو دخيل ومصنوع ومدّبر، فيعيش المجتمع أجواء الأخوة والوحدة، والقوة والتكامل، والألفة والمحبّة، والود والانسجام، وبهذا تتحقّق العدالة، والحرية، والكرامة، والعزة، والاستقلال، والحيوية، والنشاط، ووحدة الكلمة والموقف، والاعتصام الجماعي بحبل الله، وتتعمّق روابط الأخوة الإيمانية، والوحدة الإسلامية الشاملة، وحدة الموقف والقرار والهدف والرؤية، والمصير المشترك، والمسؤولية الجماعية، وروح الفريق الواحد، والكلّ يكون له موقف مهمّ ومسؤول من الأعداء، فنرى الطفل والشاب والصغير والكبير والرجل والمرأة كلًا له موقف واضح معلن، يوالون أولياء الله، ويعادون أعداء الله.
– في الجانب الأمني: يحصّن الأمة من مؤامرات الأعداء، ومخططات الاختراق، ويحول دون حصول أعداء الأمّة على عملاء وجواسيس ومرتزقة ومخبرين، وينمّي الحسّ الأمني واليقظة والانتباه لدى الفرد والمجتمع بشقّيهما الوقائي والعلاجي، وفي ظلّها ينعم المجتمع في بالأمن والسّلامة والسكينة والاستقرار، ويجعل من كلّ أفراد المجتمع رجالا للأمن وحماةً للوطن وحراسا للنظام العام وركائزه وأركانه المعروفة: (الأمن العام، والصّحة العامّة، والسًكينة العامة، والأخلاق والآداب العامة) فتختفي الجرائم المنظًمة، وشبكات التجسّس بكلّ خلاياها وأشكالها وأدواتها، ويجعل كلّ أفراد الشعب يحملون هذه الروح الاستباقية، حراسا للأمن والسلام والاستقرار، والسكينة العامّة، والسّلم الأهلي والمجتمعي، وبهذا تتجلّى أهميّته البالغة في حفظ وصون الأمن المحلي والقومي.
– في الجانب العسكري: يقوّي العقيدة القتالية والجهادية، ويصوّب حركة الأمّة تجاه الأعداء الحقيقيين، ويخلق في نفوس المقاتلين القوّة والشجاعة والحماس، وفي نفوس الأعداء الرّعب والخوف والرّعشة والقشعريرة، فترى الأعداء يهابون وينهزمون من الشّعار، وعند سماع الصّرخة يولون الأدبار، وترى الفرد المقاتل يهتف بالشّعار ويردّد الصرخة مع كلّ طلقة، وقذيفة، وضربة صاروخية، وطائرة مسيرة، لأنّه سلاح وموقف.
وأخيراً:
هذه نقاط مختصرة، ورؤوس أقلام مركّزة، وإلّا ففوائد الشّعار لا تعدّ ولا تحصى، يجب الوقوف على القدر الممكن منها في مختلف الجوانب والمجالات وبحثها وإثرائها، وخاصّة من قبل الطلائع والنّخب الثقافيّة والعلميّة والسياسيّة والاقتصادية والاجتماعية والتربويّة… الخ.
(الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام).