جريدة الوطن:
2025-01-17@23:34:01 GMT

“وادي الحيتان” متحف مفتوح في الصحراء المصرية

تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT

“وادي الحيتان” متحف مفتوح في الصحراء المصرية

 

يكشف متحف “وادي الحيتان” في قلب الصحراء المصرية عن حقيقة تاريخية هامة تتعلق بتطور الحيتان، حيث يثبت أن هذه الكائنات كانت في الماضي حيوانات برمائية تعيش على اليابسة، قبل أن تتحول بمرور الزمن إلى مخلوقات بحرية تتواجد في البحار والمحيطات.
وتعد محمية “وادي الحيتان”، التي تقع في محافظة الفيوم على بعد 100 كيلومتر غرب القاهرة، من أبرز المواقع الطبيعية في مصر، حيث تم إدراجها كأول موقع بيئي مصري في قائمة التراث الطبيعي العالمي التي تضم أكثر من 130 موقعا حول العالم تحت إشراف منظمة اليونسكو.


ويطلق أهالي الفيوم على المنطقة اسم “وادي المساخيط”، اعتقادا منهم أن سكان المنطقة تعرضوا لغضب سماوي أدى إلى تحولهم إلى مومياوات.
ووفقا للمسؤولين في محافظة الفيوم، فإن إدراج “وادي الحيتان” في قائمة التراث العالمي زاد من أهميته السياحية على مستوى العالم، كما يساهم في إثراء الدراسات العلمية والتاريخية في هذا المجال. ويتمتع الموقع بأهمية كبيرة نظرا إلى اكتشاف حفريات لحيتان منقرضة في الصحراء الغربية، مما ساعد العلماء على دراسة تطور هذا الكائن من حيوان بري إلى مخلوق بحري.
ويمثل “وادي الحيتان” متحفا جيولوجيا مفتوحا فريدا من نوعه، حيث يعكس “جبل جهنم” في المنطقة تاريخ قاع البحر القديم الذي كان مليئا بالثروات الطبيعية في تلك الحقبة. وتحتوي المنطقة أيضا على أرض يابسة ظهرت فوق سطح الماء، بالإضافة إلى نقطة مصب أحد أفرع النيل القديم، مع وجود غابات المانجروف.
وتعود الحفريات المكتشفة في “وادي الحيتان” إلى بيئة استوائية كانت سائدة في مصر في عصر الإيوسين، حيث عثر على حفريات لأسماك عظمية وأسماك قرش وسلاحف وثعابين بحرية وعروس البحر، إلى جانب فصيلة الديناصورات “البازيلوصورص” التي يصل طولها إلى 22 مترا.
وتسعى السلطات إلى تنمية المنطقة وتحويلها إلى متحف مفتوح للكائنات البحرية المتحجرة، مع التركيز على جذب السياحة البيئية والعلمية والجيولوجية. وعلى الرغم من بُعد “وادي الحيتان” عن البحار، إلا أن الحفريات تؤكد وجود عدد كبير من الحيتان وبعض الأسماك والدرافيل وعروس البحر والسلاحف البحرية.
وتعتبر المنطقة أصلية بالنسبة إلى سمك “أبوسياف” والجد الأصلي للحوت، حيث كانت قاع بحر “سيدس” الذي يعود إلى نحو 42 مليون سنة. وقد شهدت المنطقة تغيرات مناخية وفترات من التصحر وانحسار المياه على مدار الملايين من السنين، مما ساهم في تشكيل هذه المعالم الجيولوجية الفريدة.
ويواجه “وادي الحيتان” تحديات مثل الزحف الزراعي الذي يهدد التنوع البيولوجي، مما يعرض العديد من الحيوانات النادرة مثل الثعلب الأبيض والمنك والكوبرا المصرية إلى خطر الانقراض.
وتعد المنطقة أيضا موطنا لبعض الأديرة المنحوتة في الجبال، التي أقامها الرهبان منذ قرون، وتنتشر فيها العديد من الحفريات البحرية التي تعود إلى عصر الإيوسين، مثل حفريات “النيوميوليت” (قروش الملائكة) والكثير من القواقع وقنافذ البحر.وكالات

 

 

خطط لتحويل النفايات النووية إلى ذهب نادر

يعمل الاتحاد الأوروبي، على إدارة النفايات النووية، في مشروع بعنوان MaLaR، وبفضل منحة سخية قدرها 2.3 مليون يورو، تجمع هذه المبادرة التي تستمر لمدة ثلاث سنوات خبراء من ألمانيا وفرنسا والسويد ورومانيا، بهدف تحويل النفايات النووية إلى مواد خام قيمة، إذ يخططون إلى تحويل النفايات النووية إلى ذهب نادر وأصول استراتيجية.
وتتحدى البروفيسور كريستينا كفاشنينا وفريقها في مركز هلمهولتز دريسدن روسندورف (HZDR) الاعتقاد التقليدي بأن النفايات النووية، هي منتج نهائي ذو خيارات محدودة، وفق “إنترستينغ إنجينيرينغ”.
ويسعى مشروعهم إلى حصاد اللانثانيدات، وهي مكونات حيوية في التكنولوجيا من البطاريات إلى المعدات الطبية، من أعماق النفايات النووية، وتقول كريستينا: “هو هندسة مادة رائدة تعزل في البداية عناصر فردية من الخلطات الاصطناعية، بينما نبدأ بخطوات صغيرة، فإن الرؤية موجهة نحو تطبيقات واسعة النطاق قريباً، يعد هذا المشروع بتغيير جذري في إدارة النفايات النووية من خلال إعادة تدوير المواد المشعة المخزنة بشكل دائم”.
وتتكون اللانثانيدات من مجموعة حاسمة من العناصر الكيميائية، وتحتل المواضع من 58 إلى 71 في الجدول الدوري الحديث، وتشمل العديد من العناصر الأرضية النادرة، وتُستخدم هذه العناصر على نطاق واسع في التكنولوجيا الحديثة، وتوجد في كل شيء من شاشات الهواتف الذكية وبطاريات المركبات الكهربائية إلى عوامل التباين في التصوير بالرنين المغناطيسي والمغناطيسات القوية.
وعلى الرغم من استخدامها على نطاق واسع ودورها الذي لا غنى عنه في مختلف التقنيات، فإن اللانثانيدات نادرة ويتم الحصول عليها بشكل أساسي من الصين، مما يمثل نقطة ضعف استراتيجية في سلاسل التوريد العالمية.
وتوضح الأستاذة كريستينا كفاشنينا، منسقة المشروع وعالمة الفيزياء الرائدة في معهد إيكولوجيا الموارد التابع لـ HZDR، الحتمية الاستراتيجية وراء نهجهم المبتكر: “من خلال إعادة تدوير اللانثانيدات من النفايات النووية، لا نهدف فقط إلى تأمين مصدر مستدام لهذه المواد الثمينة ولكن أيضًا إلى تقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين”.
وتؤكد كفاشنينا، التي تشغل أيضاً منصب أستاذ في جامعة غرونوبل ألب في فرنسا، على فوائد هذه المبادرة، التي تعمل على تعزيز كفاءة الموارد مع المساهمة في الاستدامة البيئية، حيث يتماشى مشروع MaLaR مع الأهداف الأوروبية الأوسع نطاقاً للاستقلال عن الموارد والاستدامة.
وتقول الأستاذة كفاشنينا: “من المقرر أن تكون السنوات القليلة القادمة رحلة مثيرة من الاكتشاف والابتكار، من خلال دمج الرؤى التجريبية مع النماذج النظرية وتطوير المواد، فإننا ندفع حدود ما هو ممكن في إدارة النفايات”.وكالات

 

 

 

 

إلغاء المادة الملونة بالأحمر للأطعمة في الولايات المتحدة

عدّلت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لوائحها الخاصة بالمواد المضافة للألوان، بحيث لم تعد تسمح باستخدام المادة المضافة للألوان (الأحمر رقم 3)، بموجب قانون الغذاء والدواء ومستحضرات التجميل الفيدرالي في الأغذية والأدوية المتناولة.
ووفق “هيلث داي”، تُستخدم المادة المضافة للألوان الأحمر رقم 3 (FD&C Red No. 3) في المقام الأول في الحلوى، والكعك، والكوكي الصغير، والبسكويت، والحلويات المجمدة، والكريمات، والزينة، وكذلك في بعض الأدوية المتناولة.
ويستند قرار الوكالة إلى عريضة مضافة للألوان في عام 2022 تستشهد بأبحاث تُظهر أن هذه المادة المضافة للألوان تسبب السرطان لدى الفئران الذكور المعرضة لمستويات عالية من هذه المادة.
ومع ذلك، تنص إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على عدم وجود دليل على أن المادة المضافة للألوان (الأحمر رقم 3) لها نفس التأثير الضار على البشر، وتشير إلى أن البشر يتعرضون عموماً لمستويات أقل بكثير من المادة المضافة.
ودافعت الرابطة الدولية لمصنعي الألوان عن استخدام الصبغة الحمراء، مشيرة إلى أن الأبحاث التي أجرتها اللجان العلمية التي تديرها الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية أظهرت أن مادة الأحمر رقم 3 آمنة في المستويات التي يستهلكها البشر عادة.
وبحسب القرار الجديد، سيكون لدى الشركات المصنعة التي تستخدم هذه المادة في الأغذية حتى 15 يناير 2027 لإعادة صياغة منتجاتها.
كما سيتعين على جميع المنتجات المستوردة إلى الولايات المتحدة الامتثال للوائح الإضافات الملونة الجديدة.
وبذلك، ألغت الوكالة الترخيص السابق لاستخدام مادة مضافة للألوان في الأغذية والأدوية المتناولة.وكالات

 

 

 

 

الحبوب المنومة قد تعطل نظام “تنظيف الدماغ”

تشير أبحاث حديثة إلى أن النوم العميق يزيل النفايات من العقل، تماماً مثل آلية غسالة الأطباق.
كما تُظهر النتائج أن الحبوب المنومة قد تعطل نظام “تنظيف الدماغ”، مما قد يؤثر على الوظيفة المعرفية للأفراد على المدى الطويل.
وقالت البروفيسورة مايكن نيديرغارد، المؤلفة الرئيسية للدراسة من جامعتي روتشستر وكوبنهاغن، “إن النورادرينالين (وهو ناقل عصبي وهرمون) يحفز الأوعية الدموية على الانقباض، مما يخلق نبضات بطيئة تُنتج تدفقاً إيقاعياً في السائل المحيط لنقل النفايات”.
ويحتوي الدماغ على نظام مدمج لإزالة النفايات – يُعرف بالنظام الجليمفاوي – يقوم بتدوير السوائل في الدماغ والحبل الشوكي لتطهيره من النفايات، وفقاً للعلماء.
وتساعد هذه العملية على التخلص من البروتينات السامة التي تشكل لويحات لزجة مرتبطة بالاضطرابات العصبية مثل مرض الزهايمر، وفقاً لما ورد في “فوكس نيوز”.
وقام الباحثون بدراسة ما يحدث في أدمغة الفئران أثناء نومها، لفهم العلاقة بين النورادرينالين وتدفق الدم أثناء النوم العميق.
ووجد الباحثون أن موجات النورادرينالين ترتبط بتغيرات في حجم الدم في الدماغ، مما يشير إلى أن النورادرينالين يحفز نبضاً إيقاعياً في الأوعية الدموية، وتلك الأخيرة تعمل كمضخات لدفع السوائل المحيطة بالدماغ لطرد النفايات.
وأشار الباحثون إلى أنه عند إعطاء الفئران عقار زولبيديم الشائع للمساعدة على النوم، كانت موجات النورادرينالين أثناء النوم العميق أقل بنسبة 50%، وعلى الرغم من أن الفئران المعالجة بزولبيديم نامت بسرعة أكبر، إلا أن نقل السوائل إلى الدماغ انخفض بأكثر من 30%.
ويقول الباحثون إن نتائجهم، التي نُشرت في مجلة Cell، تشير إلى أن أدوية المساعدة على النوم قد تعطل عملية إزالة النفايات التي يحفزها النورادرينالين أثناء النوم.
وأشار الباحثون إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون أدوية النوم، من المهم جداً معرفة ما إذا كان ذلك يوفر نوماً صحياً، قبل اتخاذ القرار.وكالات

 

 

 

 

خبراء يحذرون من إجبار الأطفال على إنهاء وجباتهم

حذر خبراء التغذية من أن إجبار الآباء لأطفالهم على إنهاء وجباتهم قد يؤدي إلى تأجيج أزمة السمنة.
وبحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد أظهر استطلاع جديد أجرته مؤسسة التغذية البريطانية أن 37 في المائة من الآباء يجبرون أطفالهم على تناول كل ما في طبقهم «دائماً»، بينما يصر 23 في المائة آخرون «أحياناً» على أن ينهي أطفالهم كل ما يُقدم لهم.
وقال ما يقرب من نصف الآباء (48 في المائة) إن أطفالهم يطلبون طعاماً إضافياً بعد إنهاء وجباتهم، مرة واحدة على الأقل في الأسبوع.
كما وجد استطلاع أجرته شركة الإحصاء الإلكتروني العالمية «يوغوف» شمل 1065 من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تحت سن 18 عاماً، أن 32 في المائة من الآباء والأمهات يوافقون على اختيار أبنائهم للكمية المناسبة من الطعام «في بعض الأحيان» أو «نادراً»، مقابل 63 في المائة يتقبلون هذا الأمر «دائماً».
ووجد الاستطلاع أيضاً أن 7 في المائة من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال في سن الرابعة أو أقل، و11 في المائة من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 5 و11 عاماً، يعطون أطفالهم أحجام الحصص نفسها التي يعطونها لأنفسهم.
وقالت بريدجيت بينيلام، المسؤولة في مؤسسة التغذية البريطانية: «في إنجلترا، يعاني نحو ربع البالغين من السمنة، بينما يصنف أكثر من خمس الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و11 عاماً على أنهم يعانون من هذه المشكلة الصحية».
وأضافت: «أظهرت الأبحاث أن إجبار الأطفال على تناول كميات كبيرة من الطعام قد تتسبب في تفاقم أزمة السمنة بما لها من أضرار صحية كبيرة، لذا فإن الحصول على أحجام الحصص الصحيحة يعد عنصراً مهماً في اتباع نظام غذائي متوازن يدعم وزن الجسم الصحي».
وتابعت بينيلام: «كقاعدة عامة، يحتاج الأطفال إلى أحجام حصص تعكس حجم أجسامهم ومتطلباتهم من السعرات الحرارية، لذلك نشجع الآباء على التحقق من أحجام الحصص التي يقدمونها لأطفالهم. إحدى الطرق لتحديد حجم الحصة بدقة هي مقارنة يديك ويد طفلك. على سبيل المثال، بالنسبة للبطاطس المخبوزة، نقترح وضع بطاطس بحجم قبضة يد الشخص الذي يتناول الطعام في طبقه».
كما اقترحت بينيلام البدء بوضع كمية صغيرة من الطعام للطفل ثم تقديم حصة إضافية له إذا كان ما زال جائعاً.وكالات

 

 

 

العين قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية

قال موقع «ساينس أليرت» إن دراسة حديثة خلصت إلى أن الفحوصات التي تُجرى للعيون قد تكشف عن الإصابة بالسكتة الدماغية.
وأضافت الدراسة التي نشرت في مجلة القلب، أن تلك الفحوصات قد تكون طريقة بسيطة لاكتشاف الإصابة بالسكتة الدماغية. وحددت دراسة جديدة 29 «بصمة» للأوعية الدموية في شبكية العين، وهي الطبقة الحساسة للضوء من الأنسجة في الجزء الخلفي من العين، والتي ترتبط بشكل كبير بالإصابة بالسكتة الدماغية.
وقال الفريق البحثي الذي أجرى الدراسة، إن التقنية التي اعتمدوا عليها و​​التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكن أن تساعد في تحديد المشكلات الصحية في وقت مبكر وإنقاذ الأرواح؛ حيث يُعزى نحو 90 في المائة من السكتات الدماغية إلى عوامل قابلة للتعديل، منها ضغط الدم وسوء التغذية.
ولفتت الدراسة إلى أن السكتات الدماغية تحدث بسبب اضطرابات أو انسدادات في تدفق الدم الطبيعي إلى الدماغ، مما يحرمه من الأكسجين والمواد المغذية.
وتعتمد الدراسة على أبحاث سابقة حول ارتباط العينين بالدماغ، وكيف يمكن للأوعية الدموية في العين أن تعكس خصائص الأوعية الدموية في الدماغ.
والتقط الفريق الصور من خلال تصوير قاع العين بكاميرا تشبه المجهر، لأكثر من 45 ألف شخص من المسجلين في قاعدة بيانات بحثية، وكان من بين هؤلاء المشاركين 749 شخصاً أصيبوا بسكتة دماغية خلال الفترة التي تغطيها قاعدة البيانات، والتي بلغ متوسطها 12.5 عام.
واستخدام الباحثون الذكاء الاصطناعي لتحديد طبيعة الأوعية الدموية في العين، لدى المتطوعين الذين عانوا من السكتات الدماغية، بما في ذلك كثافة وشكل الأوعية الدموية، وتم رصد 29 سمة مرتبطة بخطر السكتة الدماغية.
وقال الباحثون: «كان هذا متوافقاً مع الدراسات السابقة التي وجدت ارتباطات بعوامل خطر السكتة الدماغية، بما في ذلك السن وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين. وتشير نتائجنا إلى أن هذا الارتباط يرجع بشكل أساسي إلى كثافة الشرايين. ومن الناحية المرضية، قد ينتج هذا عن نقص إمدادات الأكسجين والمغذيات».
وبعبارة أخرى، قد تؤثر بعض المشاكل الأساسية التي يمكن أن تؤدي إلى السكتات الدماغية –أيضاً- على الأوعية الدموية في العينين.
وقال الموقع إن التنبؤ باحتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية أمر معقد؛ حيث تلعب كثير من العوامل المختلفة دوراً في ذلك، منها ما نأكله وكيفية نومنا، ولن تظهر كل هذه العوامل في اختبارات العين، ولكن من المؤكد أنها قد تساعد في التعرف المبكر على المشكلات الصحية.وكالات

 

 

 

 

الآشوريون عرفوا علاج جذور الأسنان قبل 3000 عام

عندما ننظر إلى تاريخ الطب القديم، نجد أن الحضارات القديمة كانت متقدمة في مجالات عدة بفضل براعة وابتكار أطبائها.
ومن بين هذه الحضارات، تبرز حضارة وادي الرافدين، بإنجازاتها العظيمة في الطب والعلاج. ومن أكثر الاكتشافات إثارة للإعجاب هي الرسائل الطبية الآشورية التي تكشف عن ممارسات طبية متقدمة تُستخدم لمعالجة التحديات الصحية المعقدة.
من بين هذه الرسائل المذهلة تأتي رسالة تعود إلى القرن السابع قبل الميلاد، أرسلها طبيب إلى الملك الآشوري نابو ناصر. تحتوي هذه الرسالة على تفاصيل مذهلة حول كيفية تعامل الأطباء مع مشكلات صحية تتعلق بالأسنان التي كانت تسبب آلاماً شديدة للملك، لا في السن فحسب، بل وفي باقي الجسم إذ كان يعاني من الصداع وآلام الأطراف.
وفي الرسالة، يشخّص الطبيب السبب وراء الأوجاع التي يعاني منها الملك على أنها نتيجة لمشكلة في الأسنان، ويوضح أن التسوس، الذي كان يُعتقد آنذاك أنه بسبب الديدان، هو السبب وراء هذه الأعراض.
قدم الطبيب توصيات للعلاج، مشيراً إلى خيارين رئيسيين: الأول هو علاج السن عبر «قنوات داخلية»، حيث يتم تنظيف التسوس، وهو أقرب ما يكون لما نعرفه اليوم بعلاج الجذور. أما الخيار الثاني فهو قلع السن المصابة بالكامل إذا كانت الحالة متقدمة.
وتكشف الرسالة عن وعي الأطباء الآشوريين بأثر صحة الفم على باقي أعضاء الجسم، وهي فكرة لم تكتشفها الأبحاث الطبية الحديثة إلا في القرن التاسع عشر. وهذا الوعي يعكس تفوق الأطباء الآشوريين في فهم العلاقة المتبادلة بين صحة الفم والصحة العامة للجسم.
كما تُظهر النصوص المسمارية التي وثقت هذه الرسائل تنوع الممارسات الطبية في ذلك الوقت، حيث لم تقتصر على استخدام الأعشاب والزيوت، بل شملت أيضاً الطقوس الروحية والتقنيات الجراحية البسيطة.
هذه الوثيقة الثمينة، التي نشرها وترجمها العلامة البروفسور طه باقر في القرن العشرين (وتم نشرها حصرياً في المجلات العلمية لكنها لم تنشر في أي وسيلة إعلامية للعامة وهذه أول مرة يتم نشرها على أي صحيفة أو مجلة تستهدف العامة)، تؤكد مكانة الطب الآشوري بين حضارات العالم القديم. وعثر على هذه الرسالة في تل قوينجق شمال مدينة الموصل في العراق، وتعتبر من أهم الوثائق التي تبرز التقدم الطبي لدى الآشوريين.
إن هذا التراث الطبي الثري يُعد مصدر فخر للإنسانية، ويذكرنا بأهمية الاستمرار في البحث والتعلم من الحضارات السابقة لتطوير مستقبل أكثر صحة ورخاء.وكالات

 

 

 

اكتشاف قصة تكوين غير عادية لنظام نجمي ثلاثي

اكتشف علماء الفلك باستخدام مرصد “هابل” الفضائي نجما غير عادي في كوكبة السرطان، شهد في الماضي القريب اندماج نجمين مجاورين له، وتحولهما لاحقا إلى عملاق أحمر وقزم أبيض.
وحقق الفلكيون هذا الاكتشاف في أثناء البحث عمّا يسمى بـ”النجوم المخادعة الزرقاء”، بصفتها فئة خاصة من النجوم التي تدور بشكل أسرع بكثير مما يتوقعه العلماء. أفاد بذلك المكتب الصحفي لمعهد تلسكوب الفضاء (STScI).
وقالت الأستاذة المساعدة في معهد “إلينوي” للتكنولوجيا إيميلي لاينر: “إن هذا النجم مثير للاهتمام بالنسبة لنا لأنه نتاج لتفاعلات عدة نجوم داخل نظام نجمي ثلاثي”. وتمثل هذه الأجرام السماوية حوالي 10٪ من إجمالي عدد النجوم الشبيهة بالشمس في درب التبانة.
خلال البحث عن “النجوم المخادعة الزرقاء” في العنقود النجمي M67 الواقع في كوكبة السرطان على بعد 2.6 ألف سنة ضوئية من الأرض، اكتشف العلماء نجما غير عادي للغاية يُعرف باسم “WOCS 14020”. واتضح أن هذا النجم يشبه الشمس في الكتلة والحجم واللمعان والعمر، لكنه يدور أسرع بحوالي 5 مرات من شمسنا، ولديه رفيق غير عادي أيضا، وهو قزم أبيض ثقيل تبلغ كتلته حوالي 70٪ من كتلة الشمس.
وأشارت لاينر إلى أن خصوصية رفيق “WOCS 14020” سمحت للعلماء باكتشاف قصة تكوين غير عادية لهذا النظام النجمي الثنائي، حيث أظهرت حساباتهم أن هذا النظام النجمي كان ثلاثيا في البداية، وأن نجميْن رئيسيين فيه تصادما واندمجا، مما أدى إلى تكوين نجم كبير استنفد بسرعة احتياطياته من الهيدروجين، وتحول إلى عملاق أحمر.
وقبل حوالي 400-500 مليون سنة، وهو وقت قصير نسبيا، احترق هذا العملاق الأحمر تماما، وتخلص من طبقاته الخارجية، مما أدى إلى تكوين القزم الأبيض وزيادة سرعة دوران النجم المجاور له وهو “WOCS 14020” الذي التقط جزءا كبيرا من هذه المادة المقذوفة. وافترض الفلكيون أن العديد من “النجوم المخادعة الزرقاء” الأخرى في درب التبانة قد تشكلت بالطريقة نفسها.وكالات

 

 

 

دراسة تحذر من الشاشات أثناء الوجبات تهدد صحة الأطفال

أظهرت دراسة حديثة أن الأطفال الذين يستخدمون الهواتف أو يشاهدون التلفزيون أثناء تناول الطعام يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن بشكل ملحوظ، حيث أن الانشغال بالشاشات يمنعهم من الشعور بالشبع بشكل طبيعي.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين يُسمح لهم باستخدام الأجهزة أثناء تناول الطعام كانوا أكثر عرضة بنسبة 15% لزيادة الوزن، مقارنةً بمن لا يُسمح لهم بذلك.
ودرس فريق من جامعة مينهو في البرتغال عادات تناول الطعام لدى 735 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 6 إلى 10 سنوات، حيث سألوا كل طفل عن الأطعمة التي تناولوها في الـ 24 ساعة الماضية، واستفسروا من الآباء حول القواعد التي يتبعونها بشأن استخدام الشاشات أثناء الوجبات.
قال تام فري، المؤسس المشارك لمؤسسة نمو الطفل: “الوجبات العائلية أصبحت الآن ذكرى بعيدة، والأطفال البدينون يكتسبون أمراضاً مثل السكري كانت تصيب البالغين فقط في الماضي. من الواضح أن السماح للأطفال بتناول الطعام بلا وعي بينما هم يتصفحون الإنترنت أو مسترخين أمام التلفزيون يضر بصحتهم. وللأسف، أصبح هذا أسلوب حياة للعديد من العائلات في المملكة المتحدة”.
وأضاف: “لقد مرت 20 عاماً منذ نشر أول استراتيجية قابلة للتطبيق لمكافحة السمنة، ومع ذلك نحن أبعد من أي وقت مضى عن حل المشكلة”.
ويرتبط قضاء وقت طويل أمام الشاشات أيضاً بمشاكل صحية، بما في ذلك ارتفاع ضغط الدم، والسكري، وسوء النوم.
ووفقاً للهيئة التنظيمية للاتصالات “أوفكوم”، يمتلك 91% من الأطفال في المملكة المتحدة هاتفاً ذكياً في سن 11 عاماً.
ويقضي الطفل البالغ من العمر 8 سنوات عادةً ساعتين و45 دقيقة على الإنترنت يومياً، وترتفع هذه المدة إلى أكثر من 4 ساعات يومياً بحلول الوقت الذي يبدأ فيه المدرسة الثانوية.وكالات

 

 

 

 

زوكربيرغ يتنبأ بنهاية الهواتف الذكية قريباً

أثار مارك زوكربيرغ رئيس مجلس إدارة شركة “ميتا” ورئيسها التنفيذي، مُحادثات بشأن ما اعتبره “رؤية جريئة” لمستقبل التكنولوجيا.
وقال زوكربيرغ إن حكم الهواتف الذكية قد ينتهي قريباً، مع استعداد النظارات الذكية لتحل محلها، بما تحمله من إمكانات تكنولوجية كبرى.
بإمكان هذا التصريح أن يهز صناعة الهواتف الذكية، بعد 30 عاماً من هيمنتها على حياتنا، وفق ما نشره موقع “eXHiBiT”.
باتت شركات التكنولوجيا الكبرى تتفق على فكرة مفادها أن الهواتف الذكية ربما بلغت ذروة ابتكارها، وأصبحت النظارات الذكية بمثابة الخطوة التالية، لقدرتها على تقديم تجربة حوسبة أكثر تطوراً وتكاملاً اجتماعياً، وبدون استخدام اليدين.
يتوقع زوكربيرغ أن تتفوق النظارات الذكية على الهواتف، من حيث الشهرة والوظائف خلال عقد من الزمان، مع توقعات بانخفاض أعداد المستخدمين للهواتف الذكية بشكل كبير.
ويلفت زوكربيرغ إلى أن الهواتف الذكية ستظل ضرورية لمهام محددة، لكن التفاعلات اليومية ستتحول إلى النظارات التي توفر راحة أكبر، وهو ما عبر عنه بقوله: “ستأتي نقطة حيث سيكون هاتفك الذكي في جيبك أكثر من كونه خارجه”.
من المقرر أن تعمل هذه النظارات المستقبلية على إحداث ثورة في التفاعل الرقمي من خلال ميزات الواقع المعزز، مع إمكانية عرض المعلومات في مجال رؤية الفرد، والتي تعمل كبواب رقمي للإجابة عن الأسئلة، أو التنقل في شوارع المدينة، أو تقديم تحديثات فورية – دون تحريك الإصبع كما في الهاتف.
يُثير هذا التحول الكبير، تساؤلات في الكيفية التي سيتم خلالها الانتقال من الهواتف الذكية إلى النظارات، وآلية تجربة المحتوى الرقمي والحفاظ على الاتصالات، وهو ما تعمل عليه الشركات التكنولوجية في الوقت الحالي، من أجل إعادة تعريف حياتنا.وكالات

 

 

 

معمرة صينية في عامها الـ124 تكشف أسرار روتينها اليومي

ألهمت صينية تجاوزت الـ100 عام، ملايين الأشخاص عبر الإنترنت، نظراً لأسلوب حياتها المتفائل، حيث قوبلت تشيو تشايسي من مدينة نانتشونغ بمقاطعة سيتشوان بالصين، باهتمام كبير، بعد احتفالها بعيد ميلادها الـ124 في مطلع يناير الجاري، مما جعلها واحدة من أكبر المعمرات في المدينة.
وُلدت تشيو تشايشي في 1901، خلال فترة حكم أسرة تشينغ (1644-1911) حينما كانت الصين تحت الحكم شبه الاستعماري وشبه الإقطاعي، مما يجعل حياتها تمتد عبر أكثر من قرن من تاريخ الصين.
وتعتبر عائلة تشيو، التي تضم ستة أجيال، واحدة من أقدم المعمرين في المنطقة. رغم تقدم عمرها، تحتفظ تشيو بروتين يومي نشط، حيث تتناول ثلاث وجبات، وتمشي بعد كل وجبة، وتنام في الساعة 8 مساءً.
وتقوم بالأعمال اليومية مثل تمشيط شعرها وإشعال النيران وإطعام الإوز، وتظل قوية بدنيًا وصاعدة السلالم بسهولة.
وطبق تشيو المفضل هو “أرز الشحم” الذي تحضره مع العصيدة المصنوعة من اليقطين والبطيخ الشتوي والذرة المطحونة. ورغم حبها المستمر للشحم، فإنها تتناوله الآن باعتدال بناءً على نصيحة طبيبها، مع تعديل الكمية، وفقاً لاحتياجاتها الصحية.
مرت تشيو بسنوات صعبة، حيث نجت من المجاعات خلال حكم أسرة تشينغ. قبل الزواج، كانت مشهورة في قريتها بمهاراتها في المحاسبة وقوتها البدنية.
بعد وفاة زوجها في الأربعينيات، قامت بتربية أربعة أطفال بمفردها، وعملت بجد لتوفير احتياجاتهم. في السبعينيات، فقدت ابنها الأكبر، وتولت تربية حفيدتها التي أصبحت أماً عزباء بعد وفاة زوجها.
تعيش تشيو الآن مع حفيدتها في منزل ريفي في نانتشونغ. على الرغم من تدهور رؤيتها وسمعها بعد 100 عام، إلا أن ذكاءها وحيويتها ما زالا سليمتين.
وقالت مازحة عن حياتها الطويلة: “ملك الموت نسي أمرّي!” حفيدتها وصفتها بأنها لا تشتكي أبداً، بل تبقى هادئة وتعود بابتسامة بعد كل مصيبة. لقد ألهمت طريقة حياتها الكثيرين، واعتبرها البعض “النجم المبارك”، ونسبوا طول عمرها لموقفها السلمي والإيجابي.
وطول عمر تشيو ليس فريداً، إذ تضم مدينة نانتشونغ 960 شخصاً تجاوزوا الـ100 عام، بينما تعتبر الصين الدولة التي تضم أكبر عدد من المعمرين في العالم.
وفقاً للتعداد الوطني لعام 2020، بلغ متوسط العمر المتوقع في الصين 78.6 عاماً في 2023، بينما تبرز هونغ كونغ بمتوسط عمر متوقع أعلى يبلغ 85.63 عاماً في 2024.وكالات

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

“التجربة التي وثبت بالعطاء ومهدت لولوج ايقونات فنية تخصصت بالإبداع وحده”

بقلم : سمير السعد ..

في العام 1956، وفي أزقة شعبية تتنفس البساطة والأصالة، ولد أبو الحسن صلاح مهدي، الذي شاءت الأقدار أن يسكن بجوار عميد المسرح الميساني، الراحل عيسى عبد الكريم. كانت حكايات هذا العميد الإبداعية تسري في أجواء الحي، وتسللت إلى خيال الطفل الذي بدأ يتأمل الصور المسرحية ويسكن عوالمها بعيونه الصغيرة.
كان أبو الحسن يؤمن بأن الله قد منح كل إنسان موهبة، تاركًا له حرية أن يبرزها أو يتركها ضامرة. جرّب كرة القدم والرسم، لكنه لم يجد نفسه فيهما. حتى جاءت اللحظة الحاسمة على مقاعد الدراسة المتوسطة، حينما اختاره المخرج مهدي حمدان للمشاركة في عمل مسرحي. كانت تلك اللحظة هي بداية الرحلة التي ما زالت مستمرة حتى اليوم، رحلة مليئة بالشغف والتجدد.
لم تكن تلك البداية إلا محطة أولى في مسيرته. تتلمذ على يد كبار المخرجين مثل رضا جابر، قاسم مشكل، فاضل سوداني، عبد الأمير كاظم، وعبد الجبار حسن، الذين فتحوا له أبواب الإبداع المسرحي. بدأ رحلته كممثل في مسرحيات مثل “فوانيس أمينة”، “محاكمة الرجل الذي لم يحارب”، و”بائع الدبس الفقير”، قبل أن ينتقل إلى أكاديمية الفنون الجميلة، حيث نهل من علم عمالقة المسرح العراقي مثل بدري حسون فريد، جاسم العبودي، سامي عبد الحميد، وحميد محمد جواد.
في الأكاديمية، تألق في أعمال مسرحية عالمية مثل “هاملت”، “مارا صاد”، و”الجبل المهزوم”، مؤكدًا أنه لا يمثل على خشبة المسرح فقط، بل يعيش الدور ويتنفسه.
بعد تخرجه، عاد إلى ميسان ليبدأ تجربة احترافية مليئة بالعطاء في قسم النشاط المدرسي. وكان أول أعماله الإخراجية “الكرماء” عام 1982، مسرحية أثارت جدلًا فكريًا وفنيًا واسعًا، ما رسّخ قناعته بأن المسرح الحقيقي هو الذي يثير الفكر ويدفع المشاهد للتساؤل والتفاعل. ومن هنا ولدت أعماله المتميزة، مثل “من سيرة المدعو حمد”، “لعبة الجد والهزل”، و”عبدول الوالي”.
تميز بإصراره على تقديم شخصياته بمستوى فني عالٍ، سواء من حيث الأداء أو التفاصيل الدقيقة، مثل الملابس والمكياج والإكسسوارات، ما جعله يستحق جوائز عديدة، أبرزها جائزة أفضل ممثل في مهرجان “ينابيع الشهادة” ببابل عن دوره في مسرحية “اللوح الثاني عشر” عام 2014.
لم يكتفِ بصناعة أعمال فنية مبهرة، بل كان دائم الحرص على تمهيد الطريق للأجيال الجديدة. ساهم في نشأة العديد من المبدعين الذين أصبحوا اليوم أعمدة في المشهد المسرحي العراقي، مثل ماجد درندش، علي صبيح، وأحمد شنيشل.
امال في مجال السينما، أثبت أنه وجه مميز يمتلك قدرة استثنائية على تجسيد الشخصيات. شارك في أفلام روائية مثل “ما بعد الحب” و”الأغنية”، وقدم أعمالًا توجيهية للقوات المسلحة خلال أصعب فترات العراق.
من أبرز التجارب المسرحية التي انفرد بها هي “تجربة القصب”، المستوحاة من طبيعة ميسان، التي تزينها نباتات القصب الذهبية. في مسرحية “المعمورة”، تأليفًا وإخراجًا، جعل القصب بطلًا رمزيًا يحمل رسالة العمل.
رغم سنواته الطويلة في المسرح والسينما، لا يزال أبو الحسن صلاح مستمرًا في العطاء. يكتب المقالات المتخصصة، يقيم الورش المسرحية، ويشارك في لجان تحكيم المهرجانات، مؤمنًا بأن الفن رسالة إنسانية لا تنضب.
هكذا، يواصل قطار رحلته، متجاوزًا الحدود الزمنية والعمرية، ليبقى رمزًا حيًا للإبداع والإيثار، وشاهدًا على أن المسرح يمكن أن يكون أكثر من مجرد خشبة؛ إنه حياة تنبض بالإنسانية.
أبو الحسن ، ذلك الفنان الذي لا يكف عن البحث والتجديد، ينظر إلى المسرح على أنه أكثر من مجرد وسيلة ترفيهية أو منصة لعرض الأفكار. المسرح بالنسبة له رسالة حياة، وساحة للإلهام والتأمل، ومساحة لتفجير القضايا الإنسانية التي تتجاوز حدود المكان والزمان.
في كل مرة يقف فيها على خشبة المسرح، أو يقدم نصًا جديدًا، يحمل في أعماقه هموم الإنسان وآماله. إنه يحرص دائمًا على أن يكون العمل المسرحي صادقًا ومؤثرًا، يجسد الواقع بروح الفن، ويثير في الجمهور مشاعر التساؤل والدهشة.
ما يميزه انه ليس فقط موهبه فذه ، بل إنسانيته العميقة. هو ذلك الفنان الذي يرى النجاح الحقيقي في بناء الآخرين. سواء كان مخرجًا، كاتبًا، أو ممثلًا، كان دائمًا معطاءً، يفتح أبواب الإبداع لمن حوله، ويمنح الفرصة لكل من يؤمن به.
لم يكن مجرد صانع للمسرح، بل كان أبًا وأخًا وصديقًا لكل من عمل معه. من خلال جهوده في تدريب الشباب، ورعاية المواهب الصاعدة، وضع حجر الأساس لجيل جديد من الفنانين العراقيين الذين حملوا شعلة المسرح إلى أفق جديد.
رغم تقدمه في العمر، فإن لا يعرف للراحة معنى. هو كالنهر المتدفق الذي يروي كل من يقترب منه. إرثه الفني يتجاوز أعماله المسرحية والسينمائية، ليشمل القيم الإنسانية التي زرعها في كل من تعامل معه.
يعرفه الجميع انه ليس مجرد اسم في تاريخ المسرح العراقي، بل هو قصة نضال وجمال، رمز للإبداع الذي لا ينضب، وصورة مشرقة للفن الإنساني. سيرته هي دعوة لكل من يؤمن بالفن، بأن يستمر في العطاء رغم كل الصعاب، وأن يجعل من الفن رسالة للحياة والحب.
في كل محطة من محطات حياته، أثبت أن الإبداع لا عمر له، وأن المسرح هو المساحة التي يعبر فيها الإنسان عن أعماق روحه، وينير بها طريق الآخرين. هذه المسيرة الممتدة، المليئة بالعطاء والإنجاز، هي شهادة حية على أن الفنان الحقيقي يعيش خالدًا في قلوب الناس وفي ذاكرة الأجيال.

اخيرا .. أبو الحسن صلاح مهدي هو أيقونة مسرحية وإنسانية نادرة، تعلمنا من خلاله أن الفن الحقيقي هو الذي يزرع الأمل في النفوس، ويترك بصمة لا تمحى في قلوب كل من يعايش تجربته. إنه ليس مجرد فنان، بل معلم للأجيال، وقصة تلهمنا جميعًا أن نجعل من حياتنا مسرحًا للجمال والإنسانية.

سمير السعد

مقالات مشابهة

  • صنع في تركيا: “أوكهان” المركبة البحرية التي تستعد لغزو الأسواق العالمية
  • ما الرسائل التي ارادت “صنعاء” ايصالها لـ”احتلال” و”الفلسطينيين” على السواء
  • تصريحات كبار المسؤولين الأمريكيين ووزير الخارجية الروسي عن الصحراء تكشف “صراع العروش” لكسب ود المغرب
  • “الشهري” يكشف عن أهم العوامل التي تسبب نقص هرمون الذكورة.. فيديو
  • محمد بن راشد يكرّم الفائزين بجائزة “نوابغ العرب” اليوم في “متحف المستقبل”
  • “التجربة التي وثبت بالعطاء ومهدت لولوج ايقونات فنية تخصصت بالإبداع وحده”
  • محمد بن راشد يكرّم الفائزين بجائزة “نوابغ العرب” غداً في “متحف المستقبل”
  • على أعماق قريبة.. “معادن”: اكتشافات واعدة من الذهب والنحاس في وادي الجو وجبل شيبان
  • “تدوير” .. ريادة في إدارة النفايات وتعزيز الاستدامة