وداعًا للجيل الثالث.. شبكة O2 تحذر من انقطاع الإنترنت على الهواتف القديمة
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
أعلنت شبكة الاتصالات البريطانية O2 عن خطط لإيقاف خدمة الإنترنت عبر شبكات الجيل الثالث (3G)، ما يهدد بفقدان العديد من الهواتف القديمة إمكانية الوصول إلى الإنترنت.
وأثار القرار قلق ملايين المستخدمين الذين لا تزال أجهزتهم تعتمد على هذه التقنية.
إيقاف الجيل الثالث: متى ولماذا؟وفقًا لما نشره موقع Times of India، ستبدأ شركة O2 تدريجيًا بإيقاف خدمات الجيل الثالث اعتبارًا من شهر فبراير القادم وحتى نهاية العام الجاري.
لم تحدد الشركة موعدًا رسميًا لعودة الخدمة، مما يعني أن العديد من المستخدمين قد يواجهون انقطاعًا دائمًا في اتصال الإنترنت.
أشارت O2 في بيان رسمي على موقعها الإلكتروني إلى أن الخطوة لن تؤثر على معظم العملاء، حيث يعتمد الغالبية العظمى بالفعل على شبكات 4G و5G.
هناك حوالي 4 ملايين مستخدم لا يزالون يعتمدون على أجهزة تدعم تقنية الجيل الثالث، مما يعني أنهم سيفقدون القدرة على الوصول إلى الإنترنت قريبًا.
كيف تتجنب فقدان الاتصال بالإنترنت؟لضمان استمرار استخدام الإنترنت والخدمات الرقمية دون انقطاع، قدمت O2 بعض النصائح لمستخدميها:
ترقية الهواتف القديمة:
تأكد من أن جهازك يدعم شبكات الجيل الرابع أو الخامس للاستمرار في استخدام المكالمات والرسائل وخدمات البيانات.
التحقق من التوافق:
عند شراء هاتف جديد، تحقق من أنه متوافق مع شبكات 4G أو 5G.
تحديث البرامج:
تأكد من تحديث نظام التشغيل لضمان التوافق مع التقنيات الحديثة.
تأتي هذه الخطوة في إطار جهود شركات الاتصالات العالمية لتحسين جودة الاتصال وتعزيز استخدام الشبكات الأسرع مثل 4G و5G.
تعتمد هذه التقنيات على سرعات أعلى وكفاءة أفضل في نقل البيانات، ما يجعلها الخيار الأفضل للمستخدمين في العصر الرقمي.
الخلاصةويشير قرار O2 إلى نهاية حقبة تقنية الجيل الثالث، فإنه يسلط الضوء على ضرورة مواكبة التطورات التكنولوجية لضمان الاستفادة من الخدمات الرقمية الحديثة.
إذا كنت من مستخدمي الهواتف القديمة، فإن الوقت قد حان للترقية إلى جهاز يدعم الشبكات المتقدمة للحفاظ على اتصالك بالعالم الرقمي.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
كلمـات فـي وداع شهـر التوبـة والغفـران
في هذه اللحظات المباركة لسان حالنا يقول: «ها هو شهر الخير والبركات قد قوضت خيامه، وتصرمت أيامه، فحق لنا أن نحزن على فراقه، وأن نذرف الدموع عند وداعه».
فما عسانا نقول بعد أن قال المنشد حمود الخضر في قصيدة «شمس الوداع»: «وتخطت فرحة اللقيا كبرق.. وسمانا أظلمت بعد التماعي.. آه لو تدري بحزني والتياعي.. حين قالوا أشرقت شمس الوداع.. وأناجي ظلمة الليل بصمت.. وعيوني أسكبت دمع الفراق.. وفؤادي قد تعنى باشتياق.. هكذا البعد أشد ما ألاقي».
دائما لحظات الفراق والوداع مؤلمة للغاية، وأثرها يبقى في القلوب كصخرة صماء تفتتها الأيام على مهل في جدران الذاكرة، فخسارة الأرواح لا تعادلها خسارة، فبعض الأرواح فراقها أظلم من سواد الليل البهيم، وشهور غالية تنجلي من حولنا سريعا دون أن ندرك بأن اليوم الذي ينقضي لن يعود إلينا ثانية بنفس تفاصيله والحالة التي نحن فيها، فكم من أرواح غادرت الدنيا ولم تكن معنا في هذا الشهر الفضيل، هي غائبة في لحودها حاضرة في قلوبنا وعقولنا، نترحّم عليها لأنها تحتاج إلى الدعاء.
نحن نعيش هذه الحياة وفي أعماقنا قلق دائم، وأسئلة كثيرة، مفادها هل سنعيش إلى العام المقبل؟
إذا كنا نودّع شهر التوبة والغفران عما قريب، فإن ثمة حزنا عميقا يتوطن في نفوسنا، وأملا في الله كبيرا بأن يمتد بنا قطار العمر لنشهد أيام رمضان المقبل وسط من نحب من إخواننا وأهلنا وعشيرتنا.
وبما أن ثمة وداعا قريبا للشهر الفضيل فأرى من الواجب علينا أن نقف وقفة متأملة.. مع حقيقة الأشياء التي تمضي نحو الفناء سواء نحس برحيلها أو لا ندرك ذلك سهوًا منا وغفلة في ملذات الدنيا.. فرحيل الأيام مؤلم، تماما كما ترحل الأرواح من حولنا، فهذا التوالي في فقد الوقت يذكرنا بتلك الحقيقة المرّة التي يرحل بها الإنسان من حياة إلى أخرى.. ومن دار إلى دار، ومن عالم دنيوي إلى عالم الآخرة.
الموت هو تلك الحقيقة التي حيرت عقول البشر بمختلف ثقافاتهم وعقائدهم.. وبالموت حطمت أماني الخلود في هذه الدنيا.. وأجبر الناس على اختلاف منازلهم أن يروا الدنيا على أنها محطة عبور.. فلا خلود فيها ولا قرار، والعاقل الفطن هو من يعمل لآخرته أكثر من دنياه، فـ«كل نفس ذائقة الموت».
في هذه الحياة ينقسم الناس إلى فريقين، منهم من يدرك سر الحياة والمهمة التي أتى بها إلى الدنيا.. لذا فهو يؤمن بالله ربًّا وبالإسلام دينًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا، ويعلم من تعاليم دينه الحنيف بأن الحياة وما فيها مجرد رحلة ابتلاء، يعبرها المؤمن مسافرًا إلى ربه، يرجو زادًا يبلغه إليه سالمًا غانمًا ليحجز له مكانًا في الآخرة بين الذين رضي الله عنهم فيرضيهم.
أما الفريق الثاني فهو حتى هذه اللحظة يهيم على وجهه رافضا اليقين بأن ثمة حسابا ينتظره وغير مدرك بتفاهة الحياة وقصرها، واندثارها، لذا فهو قد ضل الطريق القويم، فاتّخذ من مكانته الدنيوية قرارا ومسكنا، ورضي بها منزلا، ولم يعمل لزاد رحلته حسابا لا من صلاة ولا صدقة ولا صوم ولا أي عمل يتقرب به إلى الله ليعفو عنه ويرحمه! لذا يعيش هذا الفريق في تناقض واضطراب، وتضاد وعذاب حتى آخر لحظات عمره، نسأل الله لهم الهداية، فالله تعالى يقول «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم».
لذا فإن شهر رمضان فرصة عظيمة للتوبة والرجوع إلى المولى عز وجل بقلوب خالصة تائبة منيبة إليه سبحانه. الإنسان ومهما ظن بأنه يملك الأشياء من حوله فإن أجله سيأتي لا محالة، وإذا كان رمضان وغيره من الشهور يمضي فإن العمر هو الآخر ينتهي في لحظة معينة.
وهذا ما دلت عليه السيرة النبوية العطرة والسلف الصالح، قد قال عمر بن عبدالعزيز: (إن الدنيا ليست بدار قراركم، كتب الله عليها الفناء، وكتب على أهلها منها الظعن، فأحسنوا رحمكم الله منها الرحلة بأحسن ما بحضرتكم من النقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى).
وأحسن منه قول النبي صلى الله عليه وسلم: «مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها»، (رواه الترمذي وأحمد).
عندما ننظر إلى رمضان ما بين الأمس واليوم نجد أن هناك تغيرا جذريا يحدث في تفاصيل هذا الشهر الفضيل، خاصة من جيل إلى آخر؛ بمعنى أن أجيالا تذهب بكل ما تحمله من عادات وتقاليد الماضية ثم تأتي بمفاهيم وتحولات فكرية مستحدثة لتصطدم بمن يحاربها ويرفضها، حالها كحال الأجيال التي سبقتها؛ لذا نجد هناك الفجوة بين الأجيال بسبب ما يصيب أنماط سلوك البشر وتفكيرهم وطريقة حياة معيشتهم، ولذا لا تستغرب عندما يحن بعض الناس إلى الماضي وما فيه من ألق مفقود.