الإمارات.. دبلوماسية رائدة في مواجهة انتهاكات الحوثي
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
شدد خبراء ومحللون على ريادة دولة الإمارات دبلوماسياً في إدارة مختلف الأزمات، معتبرين أن الدولة تعاملت بأسلوب دبلوماسي مع الأوضاع والأزمات التي اصطنعها «الحوثي».
وقادت الإمارات جهود دبلوماسية كبيرة لإدانة هجمات الحوثي، وصدرت قرارات من مجلس الأمن والمنظمات الدولية تدين ممارسات الحوثي، خاصة استهداف المنطقة الصناعية مصفح (إيكاد 3)، ومنطقة الإنشاءات الجديدة في مطار أبوظبي الدولي، وكليهما بنية تحتية مدنية، ما تسبب بمقتل 3 مدنيين وإصابة 6 آخرين.
وقال المحلل السياسي اليمني، عبد الحميد المساجدي، إن إدارة الإمارات لحادثة الهجوم الحوثي عليها في العام 2022 كانت مدروسة من الناحيتين العسكرية والدبلوماسية، حيث حافظت على استجابتها العسكرية الضرورية لحماية أمنها، مع التأكيد على اللجوء للحلول السياسية والدبلوماسية لتسوية النزاع في اليمن ومنع امتداد التوترات إلى نطاق أوسع.
وشدد المساجدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، على أن ردة فعل الإمارات على ذاك الهجوم تمثلت في مجموعة من الخطوات الدبلوماسية والعسكرية التي تهدف إلى تعزيز أمنها واستقرارها، وأدانت هجوم «الحوثي»، معتبرة أنه يشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي، وعبّرت عن تضامنها مع السعودية في مواجهة هذه التهديدات.
ووجهت الإمارات رسائل دبلوماسية قوية إلى المجتمع الدولي، في إطار الأمم المتحدة ومجلس الأمن، لضمان عدم تكرار الهجمات ضد المنشآت المدنية، وتم التأكيد على تحميل الحوثيين المسؤولية، ووقف التصعيد في المنطقة، داعيةً إلى العودة إلى الحوار والمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة لحل النزاع في اليمن بشكل شامل.
وذكر المساجدي أن الإمارات أظهرت قوتها، وفي الوقت نفسه حافظت على موقف دبلوماسي رصين يسعى إلى التهدئة وتحقيق الاستقرار، وهذا التوازن بين العمل العسكري والدبلوماسي، يمثل نجاحا للدبلوماسية الإماراتية في التعامل مع الأزمات، وهي الدبلوماسية التي تعبر عن المكانة الإقليمية للدولة.
وفي هذا السياق، ذكر المحلل السياسي السعودي، وجدي القليطي، أن محاولات «الحوثي» تهديد استقرار المنطقة تشكل تحديًا خطيرًا للأمن الإقليمي والدولي، خاصة مع تصعيدهم تجاه الممرات البحرية الحيوية في البحر الأحمر، معتبراً أن هذه التصرفات تتجاوز كونها مجرد أعمال عدائية لتصبح تهديدًا مباشرًا للتجارة العالمية وأمن الطاقة، وهو ما يستدعي تحركًا حازمًا من المجتمع الدولي.
وشدد القليطي لـ«الاتحاد»، على أن الإمارات ليست فقط لاعبًا محوريًا في مواجهة التهديدات الإقليمية، بل تقدم نموذجًا في التعامل مع الأزمات عبر تحفيز الشراكات الدولية وتحقيق التوازن بين الحزم والمسؤولية.
من جانبه، أوضح الباحث في العلوم السياسية، الدكتور هيثم عمران، أن سياسة دولة الإمارات تجسدت في مواجهة هجمات الحوثي العام 2022 ومثلت نموذجًا يُحتذى به في ضبط النفس وإدارة الصراعات الإقليمية بأسلوب دبلوماسي يهدف إلى تحقيق الاستقرار. ورغم التصعيد الخطير الذي مثلته تلك الهجمات، وتهديدها المباشر لأمن الإمارات، إلا أنها تحركت بحذر لتفادي تأجيج الصراع وجرّ المنطقة إلى دوامة من العنف.
وقال عمران لـ«الاتحاد»، إن إدارة الإمارات لهذا الملف بدبلوماسية، أكدت التزامها بمبادئها الثابتة لتحقيق السلام والاستقرار، ووجهت رسالة واضحة بأن أمن المنطقة لا يتحقق فقط بالقوة، بل أيضًا عبر الدبلوماسية الناضجة والالتزام بمسؤولية تحقيق الأمن.
من جانبه، اعتبر المحلل السياسي اليمني، موسى المقطري، أن «الجماعة» لا زالت تشكل خطرا على المنطقة واليمن والأمن والسلام الدوليين، طالما لديها إمكانيات وتتحرك على الأرض دون ردعها بشكل حازم.
وشدد المقطري لـ«الاتحاد»، على ضرورة توجه كل الجهود لإسقاط ما تبقى من إمكانات لهذه الجماعة المصنفة «إرهابية»، وإرغامها على القبول بالتفاوض ومقررات الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية وقرارات مجلس الأمن، وعلى رأسها تسليم السلاح والمؤسسات اليمنية.
وأوضح أنه لن يكون هناك سلام وأمان واستقرار في اليمن إلا بنزع سلاح «الجماعة» واستعادة الشرعية الضامنة لأمن وسلامة الشعب اليمني وجيرانه في المحيط العربي. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الدبلوماسية جماعة الحوثي لـ الاتحاد فی مواجهة
إقرأ أيضاً:
نهيان بن مبارك يحضر في دبي احتفال الإمارات وأيرلندا بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية
أحيت دولة الإمارات العربية المتحدة وأيرلندا الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بينهما، وذلك خلال حفل رسمي رفيع المستوى أُقيم مساء أمس في فندق جميرا أبراج الإمارات بمدينة دبي، بمشاركة بارزة من كبار المسؤولين الحكوميين والسفراء وممثلي قطاعات الأعمال في أجواء احتفالية تعبّر عن عمق الصداقة والتعاون بين البلدين،.
وجاء تنظيم الحفل بدعوة من سعادة أليسون ميلتون، سفيرة أيرلندا لدى دولة الإمارات، التي ألقت كلمة بهذه المناسبة عبّرت فيها عن فخر بلادها بالشراكة المتينة مع دولة الإمارات، مشيدةً بما تحقق خلال العقود الخمسة الماضية من تعاون مثمر في مختلف القطاعات، خاصة في مجالات التعليم، والتكنولوجيا، والاستثمار، والثقافة.
كما ألقت معالي نيام سميث، وزيرة الترويج التجاري والذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في أيرلندا، كلمة رئيسية في الحفل، أكدت فيها على المكانة المتميزة التي تحتلها دولة الإمارات في السياسة الخارجية الأيرلندية، لا سيما في ظل التوجهات الاقتصادية والرقمية الجديدة. وأشارت إلى أن البلدين يتقاطعان في رؤيتهما نحو مستقبل قائم على الابتكار والاقتصاد الرقمي، ما يفتح آفاقاً واعدة لمزيد من التعاون الثنائي.
وشهد الحفل حضور معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، إلى جانب نخبة من كبار المسؤولين، منهم الشيخة حصة بنت حمدان بن راشد آل مكتوم، ومعالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة للتجارة الخارجية، ومعالي عهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للتطوير الحكومي والمستقبل، ومعالي ريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي، وسعادة محمد الشامسي، سفير دولة الإمارات لدى أيرلندا.
كما شهد الحفل حضوراً واسعاً من أعضاء السلك الدبلوماسي، حيث شارك عدد كبير من سفراء الدول المعتمدين لدى الدولة، في تعبير واضح عن تقدير المجتمع الدولي للعلاقات الإماراتية – الأيرلندية.
وتخلل الحفل عروض ثقافية وموسيقية أيرلندية قدمتها فرق فنية متخصصة، عبّرت عن التراث الغني لأيرلندا، وأسهمت في إضفاء طابع احتفالي يعكس التقاء الثقافات وتعزيز التفاهم بين الشعبين.
ويُعد هذا الاحتفال تتويجاً لمسيرة خمسين عاماً من العلاقات الدبلوماسية التي انطلقت في سبعينيات القرن الماضي، وتطورت لتُشكل نموذجاً للتعاون القائم على الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة حيث شهدت العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة نمواً ملحوظاً في مختلف المجالات، خاصة في قطاعات التعليم العالي، والتبادل التجاري، والاستثمار المباشر، فضلاً عن التنسيق في قضايا دولية محورية كالتغير المناخي والاستدامة.
وشكّل الحفل فرصة لتعزيز الحوار بين ممثلي الحكومتين والدبلوماسيين ورجال الأعمال ومؤسسات المجتمع المدني، حيث ناقش الحضور فرص التعاون المستقبلية في ظل التحولات العالمية الراهنة، لاسيما في مجالات الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والتعليم الرقمي، والاقتصاد الأخضر.
وأشاد عدد من المشاركين في الحفل بالعلاقات المتميزة التي تجمع الإمارات وأيرلندا، مؤكدين أن هذه المناسبة لا تقتصر على الاحتفاء بالماضي، بل تمثل انطلاقة جديدة نحو شراكة أكثر عمقاً وابتكاراً خلال العقود القادمة.
ومن المنتظر أن تواصل السفارتان في أبوظبي ودبلن تنظيم سلسلة من الفعاليات الثقافية والاقتصادية والتعليمية خلال عام 2025، احتفاءً باليوبيل الذهبي للعلاقات، وتأكيداً على التزام البلدين بتوسيع نطاق التعاون وتعزيز التواصل بين الشعبين الصديقين.وام